لا شك أن إثارة الجدل أحد الأهداف الأساسية لأي مبدع من طرحه لعمله، فما من مخرج لا يحب أن يكون فيلمه مثار حديث، وبالتأكيد معيار أساسي في الحكم على أي عمل إبداعي هو كم النقاش والجدال الذي نتج عنه، لكن يبدو أننا إذا أردنا إطلاق صفة على موسم السينما هذا فلن يكون غير “المثيرة للجدل”.
لا مؤاخذة ثلاث سنوات مع الرقابة
طفل مسيحي تضطر أمه بعد وفاة أبيه واكتشاف كم الديون التي تركها لهم أن تنقله بدلاً من المدرسة الدولية التي كان بها لمدرسة حكومية، ومن خلال أحداث الفيلم يتطرق عمرو سلامة مخرجه وكاتبه لكثير من المشاكل والمشاهد الطائفية في المجتمع المصري.
ثلاث سنوات منذ تقدم عمرو سلامة بسيناريو عمله للرقابة في 2010 مرت حتى تمت الموافقة، وكان لفيلمه أن يلاقي النور، ثلاث سنوات عدل فيها السيناريو مرتين، وعدل فيها اسم الفيلم مرة، والحجة أن الفيلم يزيد من الطائفية، ويظهر ما لا يوجد في المجتمع، بالرغم من كون الفيلم حاصل علي جائزة وزارة الثقافة ومِنحتها.
قد يتفق المشاهد مع ما جاء بالفيلم أو يرى فيه المبالغة وإظهار ما ليس موجودًا إلا أن الأمر من وجهة نظر عمرو سلامة الذي يؤكد كتابته له من واقع تجربته الشخصية مع المدارس الحكومية لم يكن يحتاج تنعت الرقابة هذا، وأنه الرقابة غالبًا ما تعتمد في حكمها على النية السياسية واستعداد الجمهور لتقبل الأفكار.
أخيرًا وجب ذكر أن الفيلم الذي لاقى استحسان النقاد في مهرجان الأقصر والمعروض حاليًّا في السينمات المصرية يُعد الثالث في مسيرة عمرو سلامة بعد فيلميه “زي النهارده” و”أسماء”.
الملحد.. أول فيلم يتحدث عن الإلحاد مباشرةً
ما كان إعلان موعد عرض الفيلم على الفيس بوك الا وقد نال ما نال من آراء رافضيه ومهاجميه لصناعه دون مشاهدته حتى،إنه فيلم الملحد الفيلم المحتل لقائمة الأفلام المثيرة للجدل بجدارة، بعد تناوله ورصده لظاهرة الإلحاد في مصر والعالم العربي لأول مرة في السينما المصرية والعربية.
تعتمد قصة الفيلم على المفارقة، فالملحد بطل الفيلم ابن داعية إسلامي مشهور وهو الأمر الذي يثير مَن حوله مِن أصدقاء وأقارب، إلا أن البادي من تصريح مخرجه حول عدم حذف الرقابة لشيء منه أو اعتراض الأزهر أن الفيلم لا يحتوي ما يدعو للإلحاد أو يهاجم الدين.
“النظام الإلهي مفيهوش أي نوع من المصداقية أو العدل أو الرحمة” كلمات تظهر على إعلان الفيلم الذي يبدو أنه سيثير الكثير من النقاش والجدال في مجتمع معروف بتدينه حال عرضه في 12 فبراير كما تم الإعلان الأخير.
ويجدر الذكر بأن الفيلم بطولة محمد عبد العزيز وياسمين جمال، وتأليف وإخراج نادر سيف الدين، ويعرض بلافتة مكتوب عليها “للكبار فقط”.
أسرار عائلية.. فيلم عن المثليين جنسياً
فيلم اخر يكسر تابوه الثالوث المحرج الحديث فيه، الدين والسياسة والجنس، وصلت الرقابة معه حد طلب حذف 13 مشهدًا من الفيلم، وهو ما يراه بعض النقاد أمرًا يجعل من سيناريو الفيلم غير مفهوم؛ حيث سيصعب على المشاهد فهم العلة التي يعاني منها “مروان” بطل الفيلم.
ظهر الفيلم للجمهور وخرج للعرض في دور السينما بعد عرضه الخاص الذي أقيم في مقر الشركة العربية للإنتاج والتوزيع بالمهندسين بحضور صناع العمل وبعض النقاد، بل تخطى عرض الفيلم قاعات العرض السينمائي المصري ليعرض خارج مصر في دول عربية منها الأردن والإمارات والبحرين.
يتعرض الفيلم الذي وصفه الناقد طارق الشناوي أنه متوسط المستوى فنيًّا، لقصة شاب لديه ميول جنسية تعود سببها لواقعة إعتداء جنسي تعرض لها وهو طفل، ويفكر البطل مروان في حل لمشكلته مع المجتمع بطريقتين إما الهجرة والسفر لخارج المجتمع حتى يمارس حريته الجنسية، أو يلجأ للطبيب النفسي وهو ما يختاره أخيرًا وينجح به في اجتياز تلك الميول الشاذة.
حال فيلم أسرار عائلية كحال باقي الأفلام المتعرضه لقضايا مثيرة، اعتراض وهجوم وترقب من أغلبية لم تره، وربط بين تناوله لقضايا كتلك وسوء الحال الأخلاقي والديني في المجتمع.