انطلقت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين مباريات دور الستة عشر من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بأربع مباريات.
نسبيًّا، فالمتتبع للبطولة يرى أن هذه المباريات الأربع متكافئة، فبرشلونة لعب ضد مانشستر سيتي، وبايرن ميونيخ لعب ضد الأرسنال، وأتليتيكو مدريد لعب ضد ميلان، وباريس سان جيرمان لعب ضد باير ليفركوزن، وجميعها مباريات تُنبئ بمنافسات شرسة جدًّا، لن يُحسم فيها التأهل لأي فريق إلا مع الثواني الأخيرة لمباريات الإياب.
أغرب سيناريو
لكن الغريب والمفاجئ هو هذه النتائج غير المتوقعة على الإطلاق، فلم يتوقع أكثر المتشائمين أن تتلقى الفرق التي لعبت على أرضها الخسارة بصورة تجعلها تحتاج لمعجزة حقيقية حتى تعبر منافسيها في مباريات العودة إلى الدور القادم، ورغم أن الترجيحات كانت تصب في مصلحة الفرق الفائزة في التأهل لدور الثمانية، إلا أنه لم يكن يتوقع أحد انتصار هذه الفرق خارج قواعدها بنتائج تجعلها على أعتاب الدور القادم.
أرضي ضدي
يا ليتها جاءت على حد الخسارة فحسب، لكن جميع الفرق المنهزمة لم تستطع تسجيل أي أهداف في شباك المنافس، فمانشستر سيتي والأرسنال انهزما بهدفين نظيفين في شباك كل منهما، وباير ليفركوزن تلقى رباعية كاملة في شباكه، وكان ميلان الأقل تضررًا بتلقيه هدفًا واحدًا مقابل لا شيء.
اللعب وسط الجمهور يبدو أنه جاء بنتائج عكسية على هذه الفرق والتي جاءت بفعل عكسي نتيجة نوع من الضغط النفسي على اللاعبين بضرورة تحقيقهم نتيجة إيجابية قبل مباراة الإياب، وظهر ذلك بوضوح في عدد البطاقات الحمراء التي تم إشهارها، فثلاث من المباريات الأربع شهدت حالات طرد للاعبين من الفرق المهزومة؛ حيث طُرد حارس مرمى فريق الأرسنال، ومدافع فريق مانشستر سيتي، ولاعب فريق باير ليفركوزن.
نتائج منطقية
يرى بعض المحللين أن هذه النتائج منطقية جدًّا لعدة أسباب، أولها أن جميع الفرق المنهزمة حلت في المركز الثاني في مجموعتها بدور الـ ٣٢.
والسبب الأهم هو كون الفرق الفائزة فرقًا هجومية بطبيعتها وفي أسلوب لعبها وقدرات لاعبيها، وهذه الفرق لا تعترف بوجود فرق في اللعب فوق أرضها أو خارجها.
باريس سان جيرمان حقق الفوز أربع مرات في مجموعته منها ثلاثة انتصارات خارج أرضه، وأحرز خلال هذه المباريات الثلاث ١٣ هدفًا وتلقت شباكه هدفًا وحيدًا، وبايرن ميونيخ فاز في خمس مباريات منها ثلاثة خارج قواعده أحرز خلالها سبعة أهداف وتلقى هدفين فقط، وأتليتيكو مدريد فاز في خمس مباريات منها مباراتان خارج أرضه أحرز فيهما ستة أهداف وتلقى هدفين، وأخيرًا برشلونة الذي يُعتبر أقل الفرق في النتائج لكنه الأكثر هجومًا والذي فاز في أربع مباريات منها مباراة وحيدة خارج أرضه.
صدمة الإنجليز
نتيجة مبارتي فريقي الأرسنال ومانشستر سيتي جائت صادمة لجماهيرهما التي كانت تُمني النفس بأداء ونتيجة أكثر قوة، خصوصًا مع التألق الكبير للفريقين في الدوري المحلي واحتلالهما المركزين الثاني والثالث على التوالي، لكن من الواضح أن الفريقين لم يرتقيا بعد للمستوى الأوروبي، أو أن منافسيهم كانا أقوياء أكثر من اللازم خصوصًا ونحن نتكلم تقريبًا عن أفضل فريقين في أوروبا كلها، البايرن وبرشلونة.
ردود الفعل
بعض لاعبي الفرق المنهزمة أطلقوا تصريحات تحمل قدرًا من الأمل والتفاؤل الذي لا يتفق مع الواقع، لكن من الواضح أنه تأثير الصدمة.
مدافع فريق الأرسنال، بيير ميريتساكر، يقول: “خسرنا ١-٣ أمام بايرن على ملعبنا العام الماضي قبل أن نفوز ٢-صفر في لقاء الإياب بميونيخ، لماذا لا نكرر ذلك؟”.
وقال لاعب مانشستر سيتي، بابلو زاباليتا، إنه “لا يوجد مستحيل في كرة القدم، وعلينا الآن الإيمان بأنفسنا وتقديم مباراة جيدة في ملعب كامب نو”.
بينما أكد اللاعب المغربي، عادل تعرابت، أن فريقه ميلان لا يزال قادرًا على التأهل للدور القادم.
علامات
دوري أبطال أوروبا