لعله أحد أسوأ المواسم التي تمر على نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، ليس لسوء النتائج أو لتدهور الأداء، لكن لاضطرار إدارة وأعضاء النادي الحد من الأضرار الناتجة عن المشاكل التي عصفت بالنادي منذ بداية هذا الموسم، بدلاً من التركيز على حصد المزيد من البطولات والإنجازات.
ثلاث مشاكل
في سبتمبر الماضي مَثُل نجم نادي برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي أمام القضاء الإسباني مدافعًا عن نفسه، بعد أن تم اتهامه ووالده بالتهرب من الضرائب بقيمة أربعة ملايين يورو عن أعوام ٢٠٠٧ و٢٠٠٨ و٢٠٠٩م.
بعدها، وفي شهر يناير الماضي، اضطر رئيس نادي برشلونة ساندرو روسيل إلى تقديم استقالته من منصبه بعدما تم تحميله المسئولية عن الشبهات التي أُثيرت عن صفقة النجم البرازيلي نيمار المنتقل حديثًا لبرشلونة.
قضية نيمار
وقد أخذت قضية نيمار مؤخرًا منحىً أكثر خطورة؛ حيث وجه قاضي المحكمة الوطنية إلى نادي برشلونة تهمة ارتكاب “جريمة ضد الخزينة العامة” في صفقة انتقال البرازيلي نيمار، وطالب القاضي سلطات الضرائب بتقديم معلومات حول الضرائب المفروضة على العقود المرتبطة بتوقيع نيمار، وحجم الأموال التي يمكن اعتبارها احتيالاً.
ورأى القاضي أن هناك “إثباتات كافية للتحقيق بإمكانية وجود جريمة ارتكبها نادي برشلونة لكرة القدم بحق الخزينة العامة”.
ويرى الادعاء العام أن برشلونة مدين لسلطة الضرائب بمبلغ ٩.1 ملايين يورو في الاتفاقين اللذين عقدهما من أجل ضم نيمار من سانتوس، الأول في ٢٠١١م والثاني في ٢٠١٣م حين تعاقد مع اللاعب وجاء به إلى “كامب نو”.
كيان موحد
يحب برشلونة أن يقدم نفسه كيانًا “شاملاً وموحدًا”، من خلال مشاركته في مشاريع خيرية وتربوية أو ثقافية.
ويتغنى نادي برشلونة كمؤسسة رياضية بشعار “ميس كي إن كلوب”، أي برشلونة أكثر من ناد، ويرعى الكثير من الأعمال الخيرية ليس فقط في برشلونة ولكن حول العالم.
الجماهير
هالة برشلونة قد تتأثر سلبًا بسبب هذه الفضائح لكن ذلك لن يطال جمهوره المحلي بل العالمي فقط، وذلك بحسب بعض المراقبين الذين اعتبروا أن المائة وخمسون ألف مشجع الأعضاء في النادي الكاتالوني وملايين عشاقه الذين يطلق عليهم “أفيثيونادوث”، لن يتأثروا بما يدور خارج الملعب وكل ما يهمهم النتائج والألقاب.
لكن مكانة برشلونة قد تتأثر خارج الحدود الإسبانية؛ حيث التساهل غير مقبول في ما يخص مسألة التهرب من الضرائب.
يقول الصحفي والأكاديمي رامون ميرافيتلاس، مؤلف كتاب (الوظيفة السياسية لبرشلونة): “لقد تدنس برشلونة”، مضيفًا: “هذه الصورة عن برشلونة المثالي، المحب للخير والغير تعرضت للتشويه منذ أن خضع ميسي وعائلته للتحقيق بسبب اتهامه بالتهرب من الضرائب واللغط الذي يحيط بقضية نيمار”.
رغم البراءة
تخلص برشلونة من التهم التي تخص نجمه البرازيلي الجديد نيمار من خلال دفعه مبلغ ١٣،٥ مليون يورو لسلطات الضرائب في البلاد يوم الإثنين الماضي، فيما خرج زميله الأرجنتيني ميسي بريئًا من التهم لأنه كان في تلك الفترة في العشرين من العمر، ولم يكن على دراية بما يقوم به مستشاروه الماليون في ما يخص عائدات حقوق نشر الصور.
ورغم ذلك يقول الصحفي كيكي بينادو إن هذه المسائل القضائية تشوه صورة فريق برشلونة المحب للخير.
مشكلة عامة
موضوع التهرب من الضرائب ليست مشكلة برشلونة فقط، لكنها مشكلة عدد من الأندية الإسبانية التي تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، فالخزينة العامة للدولة تدين الأندية الإسبانية بحوالي ٧٠٠ مليون يورو كاستحقاقات وضرائب، بل إن الأسرة المالكة نفسها طالتها فضائح تتعلق بالتهرب الضريبي.
علامات
برشلونة