طبيعي أن يندم الفنان على عمل لم يلق نجاحًا مناسبًا، لكن هل تصدق أن بعض النجوم يظهرون الندم على أعمال أعمال نجحت نجاحًا ساحقَا كانت سببًا في شهرتهم أو قفزة للأمام بتاريخهم السينمائي، سواء جماهيريًا أو فنيًا، كيف ذلك ولماذا؟
1- مارلون براندو.. «الأب الروحي» نادم على ما فعله
مارلون براندو «الأب الروحي» بالسينما، مَن ترشَّح لثمانية جوائز أوسكار وحصد منها اثنتين، هل يُمكن أن يتوقع أحد أن نجمًا يملك قُدراته التمثيلية، وأداءه المميز الذي لا يختلف عليه أحد، يندم على عمل قَدَّمه؟
أعلن براندو في وقتٍ سابق ندمه على دوره بفيلم «A Streetcar Named Desire» المأخوذ عن المسرحية الشهيرة «عربة اسمها الرغبة»، وهو فيلم أمريكي إنتاج 1951، درامي حصل على تقييم 8 على موقع IMDb، وترشَّح لـ 12 جائزة أوسكار -من ضمنهم أوسكار أفضل ممثل ترشَّح لها مارلون براندو نفسه- فاز منهم بأربع جوائز، بالإضافة إلى جائزة «جولدن جلوب» من أصل ثلاثة ترشيحات، وجائزة بافتا من أصل ترشيحين.
لذا وبالمعايير الجماهيرية، هذا فيلم لا يُمكن الندم عليه، لكن يبدو أن براندو كان لديه أسبابه، والتي حين سُئل عنها، أشار إلى أنه كره جدًا شخصية ستانلي التي لعبها بالفيلم، لعدوانيتها الشديدة، واتسامها بالعنف والشر تجاه مَن حولها، خاصةً وأنه لم يستطع الاقتناع بمبررات تلك الشخصية أو قبول أفعالها، وهو ما جعله لا يؤمن بها أو يتماهى معها، وإن كان ذلك لا يمنع كونه لعب الشخصية بأفضل طريقة ممكنة.
2- جورج ريفز.. لعنة «سوبرمان»
«سوبرمان» واحدة من أشهر وأولى الشخصيات الخارقة التي ظهرت على الشاشة، ذلك الرجل الذي انبهر به الأطفال والمُراهقون بسبب قوته الخارقة ووسامته الشديدة، ووقع بغرامه الكثير من النساء اللاتي تمنين لو أنه ينقذهن، ولكن الرجل الذي أتاح له القدر أنه يكون هو نفسه «سوبرمان»، رأى في ذلك أسوأ ما حدث له في حياته.
جورج ريفز هو أول ممثل لعب شخصية «سوبرمان»/كلارك كينت على الشاشة، وقد نجح الأمر إلى درجة أنه أدَّى نفس الشخصية ثلاث مرات، الأولى: في Superman and the Mole-Men» 1951»، والثانية: في فيلم قصير بعنوان «Stamp Day for «Superman، أما الثالثة فمن خلال مسلسل تليفزيوني يحتل تقييم 7.8 على IMDb واستمر بنجاح على مدار ست سنوات كاملةً.
لكن وبالرغم من الشعبية المُطلقة التي اكتسبها من هذا الدور، اعتبره الدور الذي قضى على حياته المهنية، ذلك لأن المُخرجين والجمهور حصروه بهذه الخانة، رافضين الاقتناع به في أي عملٍ آخر، وهو الأمر الذي قلل فرصه بالعمل وجعله غير مطلوب، ما أصابه بإحباط ظل يُلازمه لآخر حياته.
3- شون كونري.. جيمس بوند لا يجلب السعادة
شون كونري ممثل مُخضرم وموهوب، قدَّم الكثير من الأدوار القوية، وحصل على الأوسكار، وعلى ذلك يظل أشهر أدواره شخصية جيمس بوند التي قدمها ضمن سلسلة من سبعة أجزاء، الأمر الذي يجعل إعلانه ندمه على أداء شخصية بوند مُثيرًا للتعجُّب والاهتمام. خاصةً وأنه نجح جدًا في أداء تلك الشخصية ليصبح من أكثر المشاهير الذين تتهافت عليهم المعجبات، بل والأهم من ذلك أنه كان أول من قدمها، ما جعله مرجعية أي نجم قدمها بعده.
لكن يؤكد كد كونري أنه لطالما كره تلك الشخصية لما تتمتع به من سمات لا يتفق معها بين الوقاحة والنرجسية وبعض القسوة، ورغم تردده في كل مرة قبل تقديم كل جزء جديد بالسلسلة، إلا أنه كان يوافق في النهاية بسبب الإغراء المادي الذي كان يتضاعف كُلما استمر نجاح السلسلة وزادت شعبيتها.
4- كريستوفر بلامر لا يطيق سماع «صوت الموسيقى»
«The Sound of Music» فيلم بريطاني إنتاج 1965، وهو واحد من أشهر الأفلام الموسيقية بتاريخ السينما، إذ حقق نجاحًا هائلاً تُوِّج بالفوز بخمس جوائز أوسكار من أصل 10 ترشيحات، ووصول إيراداته إلى 286,214,286 دولار، الرقم الذي كان طفرةً وقتها فيما يتعلق بإيرادات الأفلام الموسيقية.
لكن بالرغم من كل ما سبق فإن النجم كريستوفر بلامر والذي لعب دور البطولة بالفيلم، أعلن أكثر من مرة أنه لم يُحب أبدًا هذا الدور لأنه رأى الشخصية حازمة أكثر مما يجب، ولا تتمتع بأي خفة ظل أو حيوية، ليظل سنوات طويلة رافضًا مشاهدة العمل، لكن مع الإلحاح ممن حوله، قرر مُشاهدته والغريب أنه وقع بحب الفيلم.
5- هاريسون فورد يتمنى موت هان سولو
«حرب النجوم» واحدة من أشهر سلاسل أفلام الفانتازيا، التي نجحت -جزءًا بعد آخر- بتحقيق نجاح ساحق سواء فنيًا أو جماهيريًا، مُحققةً إيرادات فاقت التوقعات.
النجم هاريسون فورد لعب بطولة أول ثلاث أجزاء من السلسلة، مؤديًا شخصية هان سولو، كان الأول 1977: يحتل المرتبة 22 بقائمة IMDb لأفضل 250 فيلم بتاريخ السينما، وفاز بست جوائز أوسكار، وتجاوزت إيراداته 750 مليون دولار، و الثاني 1980 يحتل المرتبة 13، وفاز بأوسكار واحدة، في حين اقتربت إيراداته من 540 مليون دولار، والثالث 1983 يحتل المرتبة 78، وجنى ما يقارب من 475 مليون دولار.
ورغم نجاح تلك الأجزاء إلا أن ذلك لم يمنع هاريسون فورد من الإفصاح عن استيائه من الاستمرار بتلك السلسلة، مُعلنًا أنه كان قد اكتفى من الشخصية التي يلعبها ولم يعد لديه ما يُقدمه بها، حتى أنه تمنى لو أن شخصيته قُتلت.بنهاية الجزء الثالث، وبالفعل أفصح للمخرج عن تلك الرغبة وهو ما برر أداء فورد اللامُبالي بهذا الجزء
وبعد 35 عامًا عاد هاريسون لأداء نفس الشخصية بجزء جديد في 2015 والذي تحقق به ما تمناه من موت هان سولو أخيرًا، علمًا بأن هذا الجزء حصد إيرادات تجاوزت 2 مليار دولار.
6- كاري فيشر.. «حرب النجوم» بدون الأميرة ليا؟
كاري فيشر ممثلة أمريكية، وروائية، وكاتبة سيناريو، أشهر أدوارها هو الأميرة ليا بسلسلة «حرب النجوم»، والتي شاركت في خمسة أجزاء منها (1977، 1980، 1983، 2015، 2017)، وإن كان سبق لها وأعلنت أنها لو كانت تعلم حجم الشهرة التي ستطالها وكيف ستتحدد مسيرتها بسبب دور الأميرة ليا -ذات البيكيني الذهبي الذي لطالما اعتبرته زيًا خسيسًا ورمزًا جنسيًا- فإنها لم تكن لتلعبه أبدًا، خاصةً وأنه يتعارض مع مبادئها النسوية.
لكن عادت فيشر للعب نفس الدور في 2015، و2017، وإن كانت بررت ذلك بأن الحصول على أدوار نسائية جيدة بهوليوود بعد سن الثلاثين أمر لا يتكرر كثيرًا، لذا كان عليها استغلال الفرصة.
7- جورج كلوني.. لا لـ«باتمان» هذه المرة
«Batman & Robin» أحد أفلام الخيال العلمي المعنية بالأبطال الخارقين، والذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا عند عرضه بالسينمات بإيرادات ضخمة، رغم أنه لقى تقييمات سلبية من النقاد.
وقد أعلن جورج كلوني بطل العمل اعتذاره عن أدائه لهذا الدور، مؤكدًا اقتناعه بأن هذا الفيلم وصمة عار بتاريخ سلسلة أفلام «باتمان»، وأنه لم يوافق عليه إلا بسبب ضغط الأستوديو ومُطالبتهم إياه بتقديم عمل مناسب للأطفال والعائلات.
8- كيت وينسليت تتبرأ من «تيتانيك»
«تيتانيك»، فيلم رومانسي شهير حصل على 11 جائزة أوسكار من أصل 14 ترشيحًا، محققًا إيرادات كبيرة للغاية كما تسبب نجاحه الهائل بشهرة أبطاله: ليوناردو دي كابريو وكيت وينسليت التي ترشحت للأوسكار عن دورها باعتبارها أفضل ممثلة.
لكن يبدو أن لبطلته رأي آخر، ففي حوار لها مع شبكة «سي إن إن» أعلنت أنها لا تُحب الطريقة التي أدَّت بها الشخصية التي قدمتها بالفيلم ولا اللكنة الأمريكية المُصطنعة التي كانت تتحدث بها، لدرجة أنها تشعر بالغضب كُلما شاهدت العمل، مؤكدةً أنها كان بإمكانها أن تفعل ما هو أفضل من ذلك.
9- كاثرين هيجل لا تُريد أن تكون بهذه الصرامة
«Knocked Up» فيلم رومانسي كوميدي لعب بطولته كل من كاثرين هيجل وسيث روجان، وهو يدور حول بن الشاب غير الناضج والذي لا يفعل شيئًا بحياته سوى تدخين المخدرات وإقامة العلاقات مع النساء، وأليسون الجميلة والناجحة بعملها. وذات ليلة بينما تحتفل أليسون بترقيتها بأحد النوادي الليلية تلتقي ببن وبسبب الإفراط في الشراب تحدث بينهما علاقة تنتهي في الصباح التالي، لكن بعد ثمانية أسابيع تُفاجأ بأنها حامل، وتتغير حياتها للأبد.
الفيلم حصل على تقييم 7 على موقع IMDb، وحقق إيرادات تجاوزت 219 مليون دولار، إلا أن كاثرين هيجل صرَّحت أنها ورغم حُبها للفيلم، تكره الشخصية الجادة بشكل مُبالغ فيه التي لعبتها، وحقيقة أن العمل يُظهر النساء شخصيات عصبية ولحوحة وثقيلة الظل، بينما الرجال مرحين ومحبوبين وعاشقين للمغامرة والمتعة.
10- روبرت باتينسون.. «مصاص الدماء» الذي احتقر نفسه
روبرت باتينسون فنان شاب، اكتسب شهرته وعرفه الجمهور من أدائه لدور البطولة بسلسلة أفلام «Twilight» والتي ظهر فيها مصاص دماء شاب يقع بحب فتاة من بني البشر، والتي تُحبه بدورها فتُقرر كسر كل القواعد والموافقة على الزواج منه رغم ما سيتلو ذلك من عواقب.
لكن ذلك لم يمنع باتينسون من الاعتراف أنه لم يُحب أبدًا الدور الذي لعبه بالسلسلة، بل أنه لم يحب الشخصية نفسها منذ أن قرأها بالرواية المأخوذ عنها الفيلم، وهو ما جعله يُقرر أداء الشخصية بشكل يعكس ذلك، فجاءت الشخصية منطوية تحمل الكثير من الغضب الدفين، وتظهر كما لو كان البطل نفسه يحتقر حقيقته بوصفه مصاص دماء.
علامات
الأب الروحي, تيتانيك, جورج ريفز, جيمس بوند, سوبرمان, سينما, فن وسينما, قوائم, قوائم أفلام, كريستوفر بلامر, كيت وينسليت, مارلون براندو, هاريسون فورد