طبيبٌ قاتل، ورجلٌ وطواط شرير، ولوحةٌ تقتل صاحبتها، والكثير من القصص المخيفة والغامضة التي جسَّدتها السينما الصامتة في العالم، ولكن لم تلقَ الاهتمام في عصرنا الحديث الذي تُعرض فيه الأفلام ثلاثية الأبعاد، على الرغم من المنحة التي تقدِّمها تلك النوعية من الأفلام؛ وهي لغة الإشارة والحركة التي يتحدَّثها كلُّ البشر؛ لذلك اخترنا لكم 10 من أفلام الرعب الصامتة من أنحاء العالم، يمكنك الاستمتاع بها دون الحاجة إلى ترجمة.
1- Le Manoir du diable.. قلعة الشيطان
مدّته ثلاث دقائق ونصف؛ ولكنه في عام 1897 كان مميزًا عن باقي الأفلام لكونه أطول فيلم أُنتج في ذاك الوقت، فيلم «Le Manoir du diable» هو فيلم فرنسي قصير من إخراج جورج ميلس، وعُرض في الولايات المتحدة الأمريكية وقتها تحت عنوان «The Haunted Castle»، وفي بريطانيا باسم «The Devil’s Castle»، وتدور أحداثه حول لقاء بطل الفيلم مع الشيطان، وبعض الأرواح الشريرة الأخرى.
وعلى الرغم من الروح الفكاهية التي حاول جورج صبغ الفيلم بها؛ إلا أن شخصية الشيطان في الفيلم، والذي يظهر في البداية على هيئة وطواط ومن ثم يتحوّل إلى هيئته الشيطانية، فرضت أجواءً مخيفة على هذا الفيلم الصامت؛ ليكون من أوائل أفلام الرعب في تاريخ السينما العالمية، والذي لم يكتشف وجوده سوى عام 1988 عندما عُثر عليه في أرشيف الأفلام النيوزيلندية.
2- The Cat and the Canary.. أسطورة المنزل المسكون
هل تتذكر عدد أفلام الرعب الأمريكية التي شاهدتها، والتي كانت تدور حول منزل مسكون؟ الكثير غالبًا. الفيلم الأمريكي «The Cat and the Canary» من أوائل أفلام الرعب التي جسدت تلك الصورة المرعبة عن المنازل المظلمة المسكونة، والتي تنتقل إليها أسرة جديدة، تتعرض إلى ألاعيب وفخاخ الأشباح التي تسكن المنزل.
الفيلم مأخوذ عن مسرحية بالاسم نفسه للكاتب الأمريكي جون ويلارد، وأخرج الفيلم المخرج الألماني بول ليني، وتدور أحداث الفيلم حول عائلة ترث منزلًا ضخمًا ولكنه مخيف، وتسكنه أرواح شريرة، ويزداد الأمر سوءًا حينما يقتحم المنزل أحد المجرمين المجانين المعروف للشرطة باسم «القطة».
3- The Student of Prague.. الذي حارب الشيطان وخسر
طالب مُفلس بالقرن الثامن عشر، يقع في غرام فتاة ثرية، ولكن يكتشف أن حياتها العاطفية مرتبطة برجلٍ من طبقتها نفسها، والآن هو في أمسّ الحاجة للمال، ونستطيع أن نرى الشيطان في ركن المشهد، يفرك يديه فرحًا، شاعرًا أن هذا هو الوقت المناسب لعقد صفقة.
الفيلم الألماني «The Student of Prague» يحكي قصة رجل يعقد صفقة مع الشيطان، المال مقابل الروح، وبعد أن يصل هذا الرجل إلى تحقيق أحلامه، يأتي دور الشيطان الشرير في خيانته، ليكتب على قبر هذا الرجل أنه حارب الشيطان ولكنه خسر، والفيلم مأخوذ عن قصة قصيرة لكاتب الرعب إدجار ألان بو، ومن إخراج بول فيجنر.
4- The Monster.. تجارب مجنونة
هناك أكثر من حالة اختفاء، وعلى المحقق الذكي الطموح جون آرثر اكتشاف الغموض وراء تلك الحوادث، وفي رحلة بحثه في تلك البلدة النائية، ينجح في الوصول إلى تفسير هذا الغموض، ولكن الإجابة تكون مخيفة، ويبدأ الرعب الصامت.
الطبيب زيسكا جُن تمامًا، وانحرف عن أخلاقيات الطب ورسالته، وبدأ مجموعة من التجارب المخيفة على البشر، وقد اختطف هؤلاء المفقودين من أجل إجراء تلك التجارب عليهم؛ فهل ينجح جون في إيقافه، أم يتحول إلى فأر تجارب لتجربته الجديدة؟ فيلم «The Monster» أخرجه الأمريكي رولاند ويست عام 1925.
5- The Phantom of the Opera.. شبح الموهبة
عُرضت تلك القصة للمرة الأولى عام 1925، حينما أخرجها النيوزيلاندي روبرت جوليان في أحد أفلام الرعب الصامتة، والفيلم مأخوذ عن الرواية الفرنسية التي تحمل الاسم نفسه للكاتب الفرنسي جاستون ليروكس.
الفيلم الأمريكي «The Phantom of the Opera» تدور أحداثه في دار الأوبرا خلال القرن التاسع عشر، حول مطربة بالأوبرا تعيش في صراع بين الحياة العاطفية، وموهبتها التي ساندها شبح يعيش في الأوبرا، فهل ينجح الشبح في منح المطربة النجاح والأدوار الرئيسية في العروض، أم ينهزم أمام الرجل الحي الذي يحب المطربة ويحاول أن يتزوجها؟
6- The Cabinet of Dr. Caligari.. يجب أن أصبح كاليجاري
يندرج هذا الفيلم تحت نوعية الرعب النفسي، فليس هناك أشباح أو شيطان، ولكن هناك بشرًا يفعلون ما هو أكثر رعبًا، خاصة هذا الطبيب المهووس بشخصية خيالية لرجل من التاريخ يدعى كاليجاري، والذي كان له أساليب إجرامية في طريق تحقيق مخططاته، وتلك الطريقة أعجبت الطبيب بطل هذا الفيلم، والذي يرتكب أكثر من جريمة قتل مرعبة.
فيلم «The Cabinet of Dr. Caligari» أخرجه الألماني روبرت فيني عام 1920، وتميز هذا الفيلم عن باقي أفلام الرعب في ذلك الوقت بزاويا التصوير المائلة والمدببة، التي منحت الفيلم طابعًا مخيفًا وغامضًا.
7- The Bat.. خفّاش ضخم أم قاتل محترف؟
هل تعرف الرجل الوطواط الذي يخرج في الليل لينقذ المواطنين من الأشرار ويحمي مدينته؟ هذا الفيلم ليس عنه، بل عن رجل وطواط آخر شرير، يهجم في الليل وينفذ جرائمه دون أن يعلم أحد هويته، وهو متخفي خلف هذا القناع الأسود القاتم.
فيلم «The Bat» تدور أحداثه حول جرائم يرتكبها مجهول، حينما يظهر في الأرجاء وطواط ضخم ينشر الذعر والرعب في قلوب الناس، والذي يتضح في ما بعد أنه ليس كائنًا ضخمًا خرافيًّا، ولكنه رجل يرتدي هذا الزي؛ حتى يرتكب جرائمه بحرية، والفيلم من إخراج الأمريكي رولاند ويست، وعرض عام 1926.
8- Häxan.. تاريخ السحر عبر العصور
في إطار وثائقي درامي، يقدم الفيلم السويدي «Häxan» تاريخ السحر والممارسات الشيطانية عبر العصور، مستوحيًا مادته الدرامية والطقوس المخيفة التي يتضمنها من كتاب «مطرقة الساحرات»، والذي يشرح ما تعرضت له بعض النساء من تعذيب؛ ظنًّا من البعض أنهن ساحرات، إلى جانب شرح الطقوس السحرية للسحرة الحقيقين.
الفيلم لا يوصى به لأصحاب القلوب الضعيفة لما يتضمنه من مشاهد تعذيب قاسية، ومحاكاة لطقوس السحر الأسود، الفيلم من كتابة الدنماركي بنجامين فرانسيس وإخراجه، وأنتج عام 1922، حينما حقق نجاحًا كبيرًا في السويد، ولكنه في ذات الوقت مُنع من العرض في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لكونه –وفقًا للرقابة- مبالغًا فيه ومخيفًا.
9- The Golem.. خطة دفاع يهودية
اسم هذا الفيلم الذي عُرض عام 1920، مستوحى من أسطورة شعبية يهودية عن كائن شرير يُخلق بالسحر ويستخدم لأغراض مخيفة، وفيلم « The Golem» تدور أحداثه في القرن السادس عشر، حول حاخام يصنع هذا الكائن الخيالي، ويأتي من وراء تلك الخطوة الكثير من الشر والرعب.
الهدف من وراء صناعة هذا الكائن الشرير، هو محاربة العنصرية التي تعرض لها اليهود في مدينة براغ خلال أحداث الفيلم، حينما أصدر الإمبراطور الروماني مرسومًا ملكيًّا يأمر بمغادرة اليهود تلك المدينة، ولكن خطة صناعة هذا الكائن الشرير لا تسير على ما يرام، الفيلم من إخراج بول فيجنر.
10- The Fall of the House of Usher.. اللوحة القاتلة
مرة أخرى قصة قصيرة لكاتب الرعب الأمريكي إدجار ألان بو، تتحول إلى فيلم رعب صامت عام 1928 على يد المخرج جان إبستين، وتدور أحداث الفيلم في إطار غامض ومخيف حول لوحة «بورتريه» لامرأة، تحاول أن تمتص الحياة منها وتقتلها.
فيلم الرعب الفرنسي «La chute de la maison Usher» أو «The Fall of the House of Usher» يمكن تصنيفه بقائمة الأفلام القصيرة وفقًا لمعايير الحاضر، ولكن فيما مضى كان إخراج فيلم مدته 10 دقائق كاملة هو إنجاز فني مهم.