أحداث ساخنة تزداد يومًا بعد آخر في أكثر من موضع بالأراضي المحتلة، بين حي الشيخ جراح في القدس إلى قرى النقب داخل أراضي 1948 المحتلة، ومناطق أخرى عدة. تختلف الأسماء والأفعال وتبقى النتيجة واحدة؛ فضائح وانتهاكات تنجح كاميرات الهواتف المحمولة في تسجيل بعضها؛ لتظل علامة على وجه الاحتلال، الذي يكره أن تنتشر ويراها الناس، فتصبح دلالة على ما هو أبعد من مجرد فعل عنيف، أو أسلوب همجي. في التقرير التالي جمعنا لك 10 مقاطع فيديو جرى التقاطها في الأيام القليلة الماضية، لا يتخطى بعضها ثواني معدودة، لكنها أبلغ من كلام كثير.
1- تشييع «شيخ المقاومة» الثمانيني بعد أن دهسه جيش الاحتلال
من بين تلك المقاطع المصورة التي لا يريد الاحتلال الإسرائيلي أن تراه فيديو بعنوان «وداع شيخ المسافر سليمان الهذالين الذي ارتقى بعد دهسه من قبل الاحتلال في الخليل». مقطع مؤثر للغاية، يظهر فيه جمع من الفلسطينيين وهم يقبلون الجسد المسجى. يقترب رجل بعد آخر لتقبيل رأس الشيخ وخده، فيجهش بالبكاء في وداع الفلسطيني الثمانيني والمعروف بـ«شيخ المقاومة».
رحل الشيخ الثمانيني متأثرًا بجراحه الخطيرة التي أصيب بها قبل 10 أيام عندما قامت سيارة تابعة لجيش الاحتلال بدهسه عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل. الرجل الملقب بـ«شيخ المقاومة» نعاه مرصد الأزهر الشريف في مصر، وقال في بيانه إنها «جريمة بشعة تضاف إلى السجل الإجرامي الدامي المتتالي الهادف إلى إسكات أصحاب الحقوق في فلسطين».
2- اعتصام الحاجة أم محمود في بيتها.. فلسطين عربية مش يهودية
«الفلسطينيون لا يتخلون عن منازلهم بسهولة»، إحدى الرسائل التي لن يرغب الاحتلال الإسرائيلي في نشرها. فمن البديهي أن يتراجع التعاطف مع القضية حين يبدو أصحاب الشأن متساهلين ولا يحركون ساكنًا، لذا يعد ذلك الفيديو لتلك السيدة البسيطة أحد المقاطع التي لن تحب إسرائيل أن يراها أحد.
في المقطع المصور تواصل الحاجة المقدسية الستينية أم محمود صالحية التأكيد على أن «فلسطين عربية مش يهودية»، معتصمة بمنزلها رافضة قرار الاحتلال بإخلائه حتى لو كلفها ذلك حياتها، مجرد الاستماع إلى صوتها وطرقات يدها على الباب يثير القشعريرة في نفس سامعها.
3- «نموت دون بيوتنا».. عائلة صالحية تواجه الاحتلال بأسطوانات الغاز
ليست تلك هي المحاولة الأولى لتهجير عائلة صالحية من مكان لآخر؛ فقد سبق وأن هُجِّروا مرة من قبل، حين كانت العائلة تقطن منطقة عين كارم، لكن يبدو أن هذا لن يتكرر، وذلك الإصرار على البقاء والتمسك بالأرض والبيت لن يعجب بأية حال سلطات الاحتلال. صحيح أن البعض رحل، وجرى هدم وتجريف أراضي في حي الشيخ جراح، لكن عائلة صالحية «وضعت العقدة بالمنشار» كما يقول المثل الشعبي الدارج؛ إذ يقول صاحب المنزل المقدسي محمود صالحية «يا بنضل هون يا من هنا عالقبر.. دخلوا عندي عالدار بفجر حالي بالدار باللي فيها».
مواجهة بأسطوانات الغاز، والبنزين، عنوانها «لا لمصادرة المنازل بحي الشيخ جراح»، ولم تزل قوات الاحتلال تحيط بالمنزل تمهيدًا لإخلائه لصالح مدرسة استيطانية. أخلت العائلة مشتلها المجاور بالفعل؛ لتشرع الجرافات في هدمه، لكن لا يبدو أنهم قد يتجاوبون ويتركون منزلهم.
4- الدخول ممنوع.. الشباب الفلسطيني شوكة في الحلق
«عائلة صالحية ليسوا وحدهم»، رسالة يصر عدد كبير من الشبان والشابات المتضمانين مع عائلة صالحية توصيلها، لا يبدو أنها تناسب عمليات تلميع الوجه الإسرائيلي، يقفون جنبًا إلى جنب مع الأسرة المقاومة كلقمة جافة في الحلق، بالهتافات، والطبول، والوجود، يواصلون إثبات موقفهم، ودعمهم، وتضامنهم برغم كل التهديدات وفوهات الأسلحة الموجهة إليهم.
5- ممنوع الاقتراب والتصوير.. ترهيب الصحافيين والاعتداء عليهم
ليس ثمة حقوق لإعلاميين أو صحافيين، بدا هذا واضحًا في ذلك المقطع التي جرى التقاطه خلال الأحداث الأخيرة في النقب، ويظهر فيه اعتداء قوات الاحتلال على الصحافيين أثناء تغطيتهم لعمليات تجريف الأراضي في قرية الأطرش بالنقب.
6- سحل فتاة النقب.. +18
مقطع صنفه موقع «يوتيوب» محتوى حساس، ولا يمكن مشاهدته لمن هم أقل من 18 عامًا. صراخ الفتاة التي تعرضت للضرب والسحل من جانب قوات الاحتلال يخلع القلوب، بالإضافة إلى أصوات وصرخات نسائية، ومحاولات لإنقاذ الشابة من أيدي الجنود المدججين بالسلاح دون جدوى.
مقطع الفيديو التالي محجوب لمن هم أقل من 18 عامًا لاحتوائه على مشاهد عنف، لمشاهدته ينبغي الدخول إلى منصة «يوتيوب»، من خلال الفيديو بالضغط على كلمة «watch»
7- اعتقال طفل وقت الفجر!
مقطع آخر لن تود إسرائيل انتشاره على نطاق واسع؛ ففي ساعات الفجر، وفي طقس وصلت فيه درجات الحرارة لأقل من خمس درجات مئوية هاجمت قوات جيش الاحتلال منزلًا لاعتقال «طفل» بقرية أبو تلول في النقب.
على خلفية الهبة الجماهيرية في النقب.. #شاهد| قوات إسرائيلية مدججة بالسلاح تعتقل طفل من قرية أبو تلول بالنقب فجر اليوم. pic.twitter.com/dehpQUV7Rw
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) January 18, 2022
8- اقتحام مدرسة واعتقال طلبة ومعلمين
ربما آخر ما تود سلطات الاحتلال أن يراه أحد هو ذلك المقطع الذي جرى التقاطه خلسة خلال اقتحامهم مدرسة دير نظام برام الله، المدرسة الثانوية المختلطة، الاقتحام الذي شهد اعتداءات واعتقالات لعدد من الطلبة وهيئة التدريس على حد سواء!
#شاهد لحظة اقتحام قوات الاحتلال مدرسة دير نظام الثانوية المختلطة والاعتداء على الهيئة التدريسية
Posted by تلفزيون فلسطين Palestine TV on Monday, January 17, 2022
9- قوات الاحتلال vs شاب أعزل بلا حول ولا قوة
لعله واحد من أكثر المشاهد قسوة خلال الأحداث الأخير في فلسطين، ذلك المقطع الذي يظهر فيه شاب بلا حول ولا قوة، يحاول المقاومة للإفلات بحياته، بينما ينهال عليه قرابة أربعة جنود بالضرب غير تاركين أي مجال له كي ينجو، فضلًا عن إطلاق الرصاص والغازات المسيلة للدموع صوب المحيطين لمنعهم من التصوير أو المساهمة في إنقاذ الشاب.
يأتي ذلك على خلفية المواجهات الأخيرة التي تشهدها صحراء النقب بين الفلسطنيين وقوات الاحتلال، التي قامت على مدار السنوات الخمس الماضية بعمليات تجريف وتدمير لتهجير «بدون النقب»؛ لتتطور الأمور أخيرًا إلى حملة اعتقالات واعتداءات على خلفية مقاومة أهل النقب والمساندين لهم خطط الاحتلال.
10- سيلفي مع معتقل قاصر.. انتصر الجيش على طفل!
في قرية الأطرش بالنقب، حيث الأحداث الساخنة تتسارع، وجد اثنان من جنود الاحتلال في اعتقال طفل لم يبلغ سن الرشد بعد مناسبة جيدة لالتقاط صورة سيلفي، في مشهد صادم لم يبدُ مفهومًا سببه أو الجدوى التي قد تعود على كل من الجنديين القائمين على اعتقال الصغير من التقاط صورة مماثلة في صحبته.