ما أن تذكر غزة عبر وسائل الإعلام العربية والدولية، حتى يبدأ الحديث عن معاناتها والحروب التي عايشتهاخلال السنوات القليلة الماضية، بيد أن مجموعة شبابية لا تقل أعمارها عن الـ25 عاما، حاولت أن تغير بعضا من ملامح الصورة النمطية للقطاع بعيدا عن المعاناة والآلام.
ولأول مرة في غزة، تمكن هؤلاء الشباب من الدخول بقوة إلى البرنامج الشهير ” TED” الهادف لنشر الأفكار الجديدة والمتميزة للعالم، والذي ترعاه مؤسسة “سابلينج” الأمريكية، بعد أن حصلوا على الترخيص، وأطلقوا النسخة الفلسطينية “تيدكس الشجاعية” ” TEDxShujaiya”، في إشارة إلى منطقة الشجاعية كرمز للصمود والإرادة، بعد أن سوت إسرائيل معظم مبانيها أرضا في الحرب الماضية.
في التاسع والعشرين من الشهر الماضي تحدث الـ 11متقدم على مسرح”TEDxShujaiya” وألهموا الجمهور عبر أفكارهم وقصصهم التي تحمل في طياتها الكثير من الإرادة والتحدي، خلال حفل أقيم في فندق “الآركميد” برعاية مؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية، حيث يتم نشر تجاربهم على موقعTEDx”” العالمي منتصف الشهر الجاري.
1-تامر المسحال «الجنسية غير المحددة»:
ركزت فكرة مراسل قناة الجزيرة في غزة تامر المسحال في حديث على مسرح” تيدكس الشجاعية” حول الجنسية الفلسطينية وهويته بعد أن كانت غائبة في بعض الأقطار العربية والدولية، فشكلت تحديا كبيرا لخوضه غمار الإعلام.
2- أحمد الفليت «تجربة الأسر في سجون إسرائيل لمدة 20 عاما»:
سرد الأسير المحرر أحمد الفليت العديد من القصص داخل زنزانته التي رافقته لعشرين عاما، كان أبرزها رؤية العصفور والقمر من شباك الزنزانة، أو تربية نبتة صغيرة، يلتمسون من خلالها قيمة الأشياء التي لا يشعر بها الإنسان في حالته الطبيعية.
3- آية عبد الرحمان «تحدي السرطان»:
الفنانة التشكيلية آية عبد الرحمان، والتي أصيبت بمرض السرطان قبل بضع أعوام، تحدثت عن تجربتها وتحديها للمرض رغم تغلغله في جسدها، حيث كانت تنظر إليه على أنه لا يقتل الحياة المفعمة بالطموح، فبدأت قصة إرادتها وتغلبها عليه، واستمرارها في عملها.
4- غادة شومان «الفن للجميع»:
ركزت الفنانة الشابة غادة شومان على أن الفتاة باستطاعتها أن تجتاز كل العواقب لتعبر عن رسالتها حتى وإن كانت عن طريق الغناء، وأن الفتاة الغزية لديها طموحات لا تختلف عن باقي بلدان العالم.
5- رفعت العرعير «التراث الفلسطيني الحديث»:
دارت قصته حول دور الأمهات والأجداد في بناء الشخصية الفلسطينية وإكسابها العديد من الأبعاد، مع كيفية استثمارها في عصر التكنولوجيا اليوم، وجعلها تجارب يستفاد منها، مع ربطها بقصص الماضي، ومساهمة التراث والقصص الفلسطينية القديمة في تعزيز الهوية.
6- المعتز بالله بدوان «توظيف التكنولوجيا وفقا للاحتياجات»:
لديه خبرة واسعة لأكثر من 12 عاما في هندسة البناء وإدارة برامج سبل المعيشة والحد من الفقر في وكالة غوث وتشغيل التابع للأمم المتحدة (الأونروا)، وفي الآونة الأخيرة، أصبح يعمل كمسؤول إعادة الإعمار والتأهيل –لمكتب الفاخورة، بغزة- وهو برنامج التربية والتعليم.
بدأ بطرح مشكلة المياه في قطاع غزة، وهي أكثر المشاكل حساسيةً، حينما وجد أن شوربة المنزل مالحة لدرجة أنهم توقفوا عن وضع الملح على الطعام، لحين اكتشاف أن مياه الحنفية مالحة جدًا.
وركز في حديثه على ضرورة تخصيص التكنولوجيا وفقًا لاحتياجاتنا، وعدم الاعتماد على التطبيقات الجاهزة، ولذلك بدأ بنفسه تطوير حل لمشكلة المياه عن طريق تطبيقات التكنولوجيا الذكية.
7- عبد الرؤوف المناعمة «عالم البكتيريا والمضادات الحيوية»:
ركز على كيفية اعتماد الكثير من الحلول لعلاج الكثير من الأمراض بعيدًا عن استخدام المضادات الحيوية، أو حتى الإفراط منها بشكل قد يسبب أمراضًا أخرى.
ولفت المناعمة إلى وجود اكتشافات متعلقة ببكتيريا يمكنها أن تفترس بكتيريا كبيرة، وبالتالي يمكن الاستثمار في هذا المجال، فضلا عن اكتشافات ليست حديثة، ولكنها لم تستغل بشكل جيد.
وكشف أيضا عن تقنية إنزيما تتحرير الجينات، وهي تقنية حديثة يمكن أيضا استغلالها بالإضافة إلى معلومات أكثر وفهم أعمق وفرص أقوى، داعيًا إلى الكشف عن المزيد من الفرص التي لابد من استكشافها بدلا من تجاهلها، وأن يتم العمل معاعلى تقليل ظاهرة سوء استخدام المضادات الحيوية.
8- مازن السيد «الأم وتعلم اللغة الإنجليزية»:
دارات فكرة مازن السيد عن تجربته باللغة الإنجليزية، ودور والدته في ما وصل إليه، فضلا عن أهمية تقدير كل فرد لذاته جيدا، والاستفادة من مهاراته وقدراته وتوظيفها فيما يصبو إليه أفراد المجتمع، إذ كانت حركته مستوحاه من “لعبة الشطرنج”.
9- مهند الخيري «زراعة الأفكار»:
ركزت قصته حول الأفكار وكيفية اكتساب مناعة فكرية بعيدًا عن التأثر بالمشاعر، حيث إن الأشياء المهمّة بالنسبة لكل فرد يمكن أن يأتي فيضان وزلزال ويدمّرها كلّها، لكن ستبقى الأفكار دومًا موجودة.
10- أحمد أبو رتيمة «فوضى منتظمة»:
ربط حديثه من أول كتاب صدر له “فوضى منتظمة”، وقناعته بأن الحياة ليست مكانا للفوضى والجنون، وإنما فيها مكان للمغامرة والاندفاع.
11- هاشم غزال «فاقد الشيء يعطيه»:
يحكي هاشم غزال عن تجربته كونه أصم منذ السنوات الثلاث الأولى من عمره، وكيف تعايش معها رغم الصعوبات والتحديات التي بدأت تلاحقه من شرائح متعددة من المجتمع، لكنه تحدى الأمر وقلب مقولة “فاقد الشيء لا يعطيه”، إلى “فاقد الشيء يعطيه وبشدّة”.