منذ آلاف السنين، و«برامبل كاي ميلوميس»، وهو حيوان صغير من القوارض يشبه الفأر، يجاهد لانتزاع لقمة عيشه اليومية على جزيرة مرجانية صغيرة في منطقة الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا. هذا الحيوان هو الوحيد من بين الثدييات التي تعيش على هذه الجزيرة معتمدة على عدد قليل من النباتات التي نمت عليها.

ولكن مع تغير المناخ المتسارع، وارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة موجات العواصف التي غمرت الأجزاء المنخفضة من الجزر، أصبحت إمدادات برامبل كاي ميلوميس الغذائية مهددة بشدة. وفي يونيو (حزيران) 2016، أعلن العلماء أنهم لم يعودوا قادرين على العثور على أي أثر لهذه القوارض.

السيئ في الأمر أن هذه الحيوانات جرى منحها بعد انقراضها لقبًا مخزيًا كأول حيوان ثديي منقرض بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان. وقالت المتحدثة باسم الصندوق العالمي للبيئة في أستراليا، «دارين جروفر»، لصحيفة «نيويورك تايمز»: إن هذه الكائنات لن تكون الأخيرة.

ويقول العلماء «إن كوكب الأرض حاليًا على حافة الانقراض الجماعي السادس، وهو الحدث الذي يمكن أن يتسبب في انقراض 75% على الأقل من الأنواع الحية الموجودة على سطح الأرض. فمعدل الانقراض الحالي أعلى 100 مرة على الأقل من المعدلات المعتادة»، وفقًا لدراسة أجريت عام 2015. كما ذكر باحثون أن هذه الموجة من الانقراضات «لا مثيل لها منذ 65 مليون سنة».

وتسببت عمليات تدمير البيئة والصيد غير المشروع والتلوث في انقراض العديد من الأنواع الأخرى، ولأننا نندفع باتجاه ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، فإن عملية تغير المناخ سرعان ما أصبحت خطرًا رئيسًا آخر بجانب عوامل الخطر الأخرى.

وقال «أنتوني بارنوسكي»، المدير التنفيذي لجامعة ستانفورد جاسبر ريدج البيولوجية، في تصريحاته للنسخة الأمريكية من موقع هافينغتون بوست «إن المناخ يتغير أسرع مما كان في أي وقت مضى في التاريخ كله بالنسبة لكثير من الأنواع، هذا التغير يتجه نحو وضع طبيعي جديد لا يلائم الظروف الملائمة لعيش بعض الأنواع التي قد لا يمكنها التكيف مع سرعة التغير هذه بالمعدل المناسب لبقائها وتطورها».

برامبل كاي ميلوميس

في عام 1978، كان هناك مئات من المخلوقات الصغيرة على برامبل كاي، ولكن ولأن الجزء من الجزيرة الذي يقع فوق علامة المد العالي، قد تقلص على مدى سنوات، لذلك أصبح لديها كمية أقل من المناطق الصالحة المتاحة للقوارض. وفي عام 2004، قدمت برامبل كاي حوالي 5.4 فدان من المناطق الصالحة لحياة هذه المخلوقات.

بحلول عام 2014، تسبب ارتفاع المد، كنتيجة لارتفاع منسوب المياه في المحيط، إلى استنزاف تلك المنطقة، عدا جزء صغير يقدر بحوالي 0.16 فدان، وهو ما يعني خسارة 97% من المناطق الصالحة للحياة في غضون عقد من الزمان فقط لاغير.

وكانت ظاهرة المد المتزايد هذه هي نتيجة لعاملين رئيسين: الأول هو «الظواهر المناخية العنيفة»، مثل «النينيا». وقد لاحظ واضعو هذا التقرير المأساوي، ومن بينهم باحثون من مركز أستراليا لحماية البيئة والتراث وجامعة كوينزلاند، أن الأحداث المأساوية، مثل هذه الحادثة، «مرتبطة بتغير المناخ، وتحديدًا الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية»، على حد وصفهم.

ولكن الأحداث المناخية المتطرفة ليست هي العامل الوحيد. وهنا نأتي إلى العامل الرئيس الثاني، والمتمثل في ارتفاع منسوب مياه البحر، والذي يشير الباحثون إليه بعبارة «يعزى في الغالب إلى تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري»، وهو ما تسبب في ارتفاع أمواج المد أيضًا.

واستند تقرير إعلان برامبل كاي ميلوميس، أنها كائنات منقرضة، إلى دراسة استقصائية جرت عام 2014 لجزيرة برامبل كاي، حيث لم يجد الباحثون في ذلك الوقت أي أثر للحيوان، على الرغم من الجهود المضنية. يذكر أن آخر رؤية ومشاهدة معروفة لهذه الفئران كانت في عام 2009.

سلحفاة بينتا العملاقة

عندما توفي «جورج الوحيد»، عن عمر 100 عام خلال 2012، نعاه العالم أجمع. السبب يعود إلى كون هذه السلحفاة العملاقة هي آخر السلاحف الموجودة من نوع «بينتا» على هذا الكوكب. جورج، الذي كان قد عاش في محطة أبحاث في جزر غالاباغوس، أصبح حيوانًا ضمن قائمة الحيوانات المنقرضة.


وكانت جزر غالاباغوس في أحد الأيام هي محل إقامة كميات كبيرة ومزدهرة من السلاحف العملاقة، لكن الصيد الجائر لها من قبل البحارة والقراصنة على مدى القرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر تسبب في اختفاء غالبيتها. ويعتقد أن أكثر من 100 ألف سلحفاة لقت مصرعها خلال تلك الفترة.

اليوم، لا تزال هناك حوالي 15 ألف سلحفاة عملاقة في الجزيرة، ليس من بينها تلك من النوع بينتا، والتي تعتبر كل منها مهددة بالانقراض، ومحمية بشكل صارم من قبل الحكومة الإكوادورية.

وحيد القرن الأسود الغربي

في مطلع القرن العشرين، كان إجمالي عدد الحيوانات المنتمية للسلالات الأربعة من وحيد القرن الأسود، يبلغ نحو مليون حيوان يعيشون في السافانا في إفريقيا. أما اليوم، فقد انخفض هذا العدد إلى حوالي 5000 – وهو الرقم الذي لا يتضمن وحيد القرن الأسود الغربي، وهو نوع فرعي يفترض أنه انقرض الآن بعد أن شوهد آخر حيوان منه عام 2006.

وقد قتل نحو 96% من وحيد القرن الأسود من قبل الصيادين بين عامي 1970 و1992، وفقًا لصندوق العالمي للحياة البرية. كانت هذه الحيوانات – ولا تزال – تذبح من أجل الحصول على قرونها؛ التي تعد سلعة مطلوبة جدًا في أجزاء من آسيا؛ لما يتردد بأن لها صفات شفائية (وهو أمر غير معتمد علميًا).

وحيد القرن الفيتنامي

مثل وحيد القرن الأسود الغربي، أدت عملية اصطياد وحيد القرن الفيتنامي أيضًا إلى انقراضه. آخر حيوانات هذه السلالة كانت أنثى توفيت عام 2009 في غابة في جنوب غرب فيتنام. وقد جرى العثور على هيكل عظمي لها في وقت لاحق من السنة، بعد أن انتزع قرنها واخترقت جسمها رصاصة.

وكان وحيد القرن الفيتنامي هو أحد أنواع وحيد القرن «ياوان»، التي تعتبر واحدة من أكثر الثدييات المهددة بالانقراض على الأرض. ومن بين السلالات الثلاثة لوحيد القرن ياوان، هناك واحدة فقط – وحيد القرن (sondaicus sondaicus) – لا يزال موجودًا، بإجمالي لا يزيد عن 60 فردًا.

الضفدع رابس الشجري

في سبتمبر (أيلول) 2016، توفي (توفي – Toughie)، آخر الضفادع من نوع (Rabbs’ fringe-limbed treefrog) على الأرض، في سن الـ12. وهي أحد أنواع الضفادع البنمية المعروفة بكونها متسلقة ممتازة وقافزة، مثل الطائرات الشراعية، كما لو أنها طائر يطير.

وحدد العلماء هذا النوع من الضفادع لأول مرة عام 2005، وهو العام الذي ذهب فيه مجموعة من الباحثين إلى وسط بنما في سباق لجمع الحيوانات الحية؛ قبل أن يتسبب مرض فطري في اجتياح المنطقة والقضاء عليها. في بنما وحدها، أدى هذا المرض إلى انقراض ما لا يقل عن 30 نوعًا من أنواع الضفادع أغلبها جرى اكتشافه حديثًا.

طائر كوكاكو الجنوبي

هو طائر قديم كان يتواجد على نطاق واسع في غابات جنوب نيوزيلندا، وكان الدافع وراء انقراضه هو عملية إزالة الغابات على نطاق واسع، وتجزئة النظام الإيكولوجي وإدخال الحيوانات المفترسة غير الأصلية إلى هذه البيئة. وجرت آخر عملية رصد لهذا الطائر عام 2007، ويفترض العلماء أنه انقرض بالفعل.

وتميزت هذه الطيور بريشها الرمادي الداكن مع الأسيجة الملونة الزاهية والأقنعة السوداء. ووفقًا لأسطورة «الماوري»، أعطت هذه الطيور البطل الأسطوري ماوي المياه في الوقت الذي كان يقاتل فيه الشمس.

بليستوستوما تشاراسينس

انقراض

بليستوستوما تشاراسينس (المصدر: هافينغتون بوست)


«البليستوستوما» (Plectostoma) هو جنس من القواقع البرية الصغيرة التي تعيش في التلال الكلسية في منطقة جنوب شرق آسيا. وتتهدد العديد من أنواع البليستوستوما بالانقراض، ما لا يقل عن نوعين من هذا الجنس بما في ذلك «بليستوستوما تشاراسينس» (Plectostoma charasense)، الذي انقرض تمامًا بالفعل.

هذه الأخيرة استوطن اثنين من التلال الكلسية في منطقة باهانج في ماليزيا، حيث كانت تتغذى على الطحالب الرطبة التي تغطي الجذوع والصخور.

ويعود السبب وراء انقراضها إلى عملية تدمير بيئتها المعيشية؛ وذلك بسبب عملية الاستخراج الواسعة للأسمنت من المحاجر الموجودة في هذه التلال، كما جرى تحويل الغابات الاستوائية المحيطة بالتل الثاني إلى مزارع زيت النخيل.

سمك نبع برادا

انقراض

سمك نبع برادا – المصدر: هافينغتون بوست


كانت نبع سمك برادا السوري معروفًا في يوم من الأيام بكمياته الوفيرة من المياه الباردة الصافية. وكان هذا النبع هو الموطن الوحيد لأحد أنواع سمك المنوه الأوروبي (minnow).

ولكن في العقد الماضي، شكل الغزو الحضاري تهديدًا خطيرًا على كل من النبع وساكنيه. في عام 2008، جرى استنزاف كامل كمية المياه تقريبًا لتلبية احتياجات السكان المتزايدة؛ مما أدى إلى تراجع ما لا يقل عن 90% من أعداد الأسماك. وفي عام 2014، قرر الباحثون أن الأسماك أصبحت منقرضة تمامًا، مع مسؤولية جزئية للحرب السورية القائمة حاليًا.

خفافيش جزيرة الكريسماس

لمليون سنة على الأقل، كانت خفافيش جزيرة الكريسماس الصغيرة تعيش على جزء من الأراضي الأسترالية التي تحمل نفس الاسم. وكانت الخفافيش الصغيرة، التي تزن حوالي ثلاثة جرام (أخف من النيكل)، انتعشت وتطورت لفترة طويلة في الجزيرة، متغذية على الحشرات، وكامنة في مجموعات كبيرة في تجاويف الأشجار.

لكن أعدادها بدأت تتضاءل في ثمانينات القرن العشرين، وبحلول عام 2006، انخفض عددها إلى حوالي 50 فقط. وفي السنوات التي تلت ذلك، تابعت الأعداد انخفاضها حتى أنه في عام 2009، لم يبق منها سوى 20 خفاشًا فقط.

سبب انقراض هذه الخفافيش ليس واضحًا تمامًا، على الرغم من غزو عدة أنواع جديدة، مثل الفئران السوداء والقطط الضالة، والتي يمكن أن تكون السبب وراء عملية الانقراض، لكن ما هو معروف، هو أنه في عام 2009، رفع العلماء الراية الحمراء حول الخفافيش، محذرين الحكومة الاسترالية لضرورة التدخل العاجل، وإلا سوف تنقرض هذه الحيوانات، لكن في 27 أغسطس (آب) 2009، اختفت هذه الخفافيش تمامًا.

يذكر أن هذه الخفافيش تستهلك وزن جسمها من الحشرات في كل ليلة، وهو ما يعني أن انقراضها قد يعرقل التوازن البيئي في البيئة التي كانت تحيا بها.

صياد الشجر الغامض

في عام 2015، أعلن العلماء عن اكتشاف مثير. طائر ملون جميل له لون البرتقال والقرفة الذي كان العلماء يسمعون عن وجوده بغابة الأطلسي الخطيرة في البرازيل. وقال الباحثون «إن هذا الطائر هو نوع جديد كليًا، ومن أكثر الطيور ندرة التي أطلق عليها اسم (Cryptic Treehunter)».

ولكن كان هناك، في نهاية المطاف، فرصة ضئيلة للاحتفال بهذا الاكتشاف الجديد. فبعد مرور عام واحد على هذا الإعلان جاءت الأخبار الساحقة: الطائر الجديد تعرض للانقراض.

وكان السبب وراء تعرض هذه الطيور للانقراض هو إزالة الغابات، وهو نفس التهديد الذي يلوح في الأفق على جميع الكائنات الحية في غابات الأطلسي، وهي واحدة من أكثر الأماكن الغنية بيولوجيًا على الأرض، والتي لم يتبق منها سوى ما نسبته 7% فقط من إجمالي 386 ألف ميل مربع.

طائر Ua Pou Monarch

انقراض

موطن الطائر


مثل طائر صياد الشجرة الغامض، فإن هذا الطائر يعيش في جزيرة Ua Pou، وهي جزيرة ضمن جزر الماركيز، في بولينيزيا الفرنسية، والذي لم تعرف هويته حتى هذا القرن. واعترف العلماء بوجوده لأول مرة عام 2004، وجرى رصد هذه الطيور لآخر مرة عام 2010.

وقد حاول الباحثون منذ العثور على الطيور، ولكن كانت عمليات البحث الخاصة بهم عقيمة.

سيراتوفيسيلا

انقراض

سيراتوفيسيلا


المخلوق النهائي في هذه القائمة هو الأصغر والأكثر غموضًا أيضًا. «سيراتوفيسيلا» (Certaophysella) هو نوع جديد من القافزات بالذنب (Hypogastruridae Collembola).

اكتشف لأول مرة من قبل العلماء في عام 2006 في كهف في تلال هون تشونغ في فيتنام. وقد عثر العلماء على مجموعة سليمة وصحية في ذلك الوقت، ولكن الرحلات اللاحقة لم تملك أي دليل جديد على وجود هذا الكائن الذي كان قد انقرض بالفعل.

اعتبارًا من عام 2016، اعتبر هذا الكائن منقرضًا.

عرض التعليقات
تحميل المزيد