تحدثنا الكاتبة عن نوعية جديدة من العقود تمثل تطورا ملاحقا لريادة الأعمال والعمل من المنزل فيقول أنه خلال فترة الانكماش الاقتصادي الأخير، عانت العديد من الشركات صعوبة في تقليص المصاريف عن طريق تقليل العمالة ، لأن أغلب العاملين كانوا بعقود مستدامة أو محددة المدة .
ولكن وجد الحل في بريطانيا ، عن طريق ما يسمى بالعقود صفرية المدة * ، والتي لا تلزم الموظف بعدد ساعات محددة للعمل في مقابل أن يتم التعامل معه على أنه متعاقد خارجي أو يعمل كمقاول مستقل .
وبحلول ربيع هذا العام ، سيكون هناك حوالي 1.4 مليون عقد صفري المدة في المملكة المتحدة، مما يعني أن أكثر من 10 % من عقود العاملين في بريطانيا ستكون صفرية المدة . ونجد أنه في قطاعات مثل السياحة والمطاعم والمواد الغذائية نحو خمسين بالمائة من العاملين متعاقدين بصيغة صفرية المدة .
في أماكن أخرى في أوروبا، نجد أن تلك العقود مقننة ، ففي ألمانيا على سبيل المثال ، يمكن للموظفين في القطاع المصرفي الذين هم على وشك التقاعد استقطاع ساعات عملهم بحيث في النهاية وقبل تقاعدهم تتحول عقودهم إلى صفرية المدة . في النمسا تتشابه العقود صفرية المدة بعقود “beck and call contracts,”** على الرغم من أن هذه تحكمها أنظمة أكثر تشددا وقت العمل ، بينما في هولندا هناك ما لا يقل عن ربع مليون عامل يخضع ل”قواعد الحد الأدنى”
هل ستمتد هذه العقود خارج أوروبا ؟ ربما…
إن ترابط عالمنا يجعل ما يحدث في بلد ما يؤثر بالضرورة على آخرين في بلاد أخرى ، وببساطة أن تدرك ما يحدث في أماكن أخرى يساعدك على التفكير أكثر وتكون أكثر استعدادا للسيطرة على المستقبل المهني الخاص بك أينما كنت.
و ما من شك في أن العقود صفرية المدة مفيدة أيضا لأرباب العمل، لذا فمن المتوقع أن تبقى وتستمر . وفيما يلي خمسة أسباب لماذا العقود صفرية المدة ومثيلاتها أكثر قابلية للاستمرار .
1 – مستقبل الوظائف يتطلب الكثير من المرونة
في مناخ اقتصاد يتحرك بسرعة، تبقى المرونة ميزة تنافسية ، لضمان بقاء وزيادة فرص النجاح. ونتيجة لذلك، فإن الشركات التي يوجد بها مرونة التوظيف هي الشركات الأفضل في إدارة مستلزمات التغير .
قد تكون النقابات العائق أمام تلك الصيغ من العقود ، ولكن يبدو أن العديد من الموظفين يريدون ذلك . فقد قال نصف من شملهم الاستطلاع في مسح أجرته مؤخرا CIPD*** أنهم سعداء تماما في صيغة العقود صفرية المدة . بالنسبة لهم، وجود مرونة في ساعات الوقت واختيارات أكثر ، أفضل من ساعات محددة واختيارات أقل .
2 – نموذج العمل الهوليودي المجرب والمختبر بدأ ينتشر في صناعات أخرى
ففي حين أن العقود صفرية المدة شائعة خاصة في صناعات الوجبات السريعة والتجزئة حيث سير العمل لا يمكن التنبؤ بها ، نجد أن الصناعات الإبداعية (الإعلان، والعلاقات العامة، والأفلام والتصميم)، قد استخدمت منذ فترة طويلة ” العقد على المشروع ” للمواهب التي تستفيد بها ، للتعامل مع صعود وهبوط تلك الصناعات ومتطلبات المهارة المحددة للمشاريع الفردية.
فكر بعمق في صناعة السينما في هوليوود. ستجد أن كتاب السيناريو والمخرجين والممثلين و المساعدين و عمال المكياج وعمال المواقع ….. في الواقع الجميع، يتم التعاقد معهم على أساس مؤقت. وعند اكتمال المشروع على كل واحد منهم إيجاد العقد المقبل . وهذا هو الاتجاه الذي ينتشر إلى مجال أعمال أخرى أقل علاقة بالفن .
ولكن الآن، حتى الموظفين مستديمي العقود المحترفين لابد أن ينبهروا بمرونة العقود صفرية المدة ، أغلبهم يجد أن “الاستئجارعند الحاجة” أفضل لأنهم باستطاعتهم أن يقدموا خدماتهم لمجموعة متنوعة من أرباب العمل ، بدلا من واحد فقط. كما أنه يساعد على ضمان واكتساب واستخدام المزيد من المهارات، فضلا عن إلمامهم بالجديد في كل مجال تخصصهم دائما .