لا يُجيد الكثيرون استغلال أوقات فراغهم بالشكل المناسب، إذ تمر عطلة وتأتي أخرى دون فعل شيء يُذكر أو تعلم مهارة جديدة، والاكتفاء بقضاء أغلب الوقت في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي. في هذا التقرير نستعرض معكم عددًا من المهارات المهمة التي يمكن استثمار الإجازة في تعلمها، وإتقانها.
1- 30 ساعة لتعلم الـ«توكي بونا»
ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها هذا الاسم، فالـ«توكي بونا» هي لغة مُصطنعة اخترعتها سونيا لانج، الخبيرة في علم اللسانيات عام 2001،وهي لغة مترجمة لعدة لغات تتضمن الإنجليزية والفرنسية.
وتتكون «توكي بونا» من 118 كلمة فقط، تستخدم 14 حرفًا لاتينيًا، وتعتمد على قواعد أساسية بسيطة تتمثل في «المركبات»؛ أي المركبات اللغوية، بوضع أكثر من كلمة بجانب بعضها لتعطي معنى معينًا، فكلمة قهوة مثلًا يمكن التعبير عنها بـ«telo pimaje wawa » أي شراب الطاقة الداكن وهكذا، وتعمد اللغة أيضًا على الاختصار؛ بأن تعبر كلمة واحدة عن أكثر من معنى مقارب مثل كلمة «moku» التي تعني الطعام أو يأكل، وهكذا تعتمد اللغة على طريقتك في التعبير وفهم الآخرين لها.
وعلى عكس المألوف من اللغات التي تحتاج لوقت طويل للإتقان، فإن متحدثي التوكي بونا، يرون أنك تحتاج فقط إلى 30 ساعة لإتقانها، وإذا عقدت العزم على تعلم توكي بونا، يمكن أن يمثل موقع «memrise» وسيلة مميزة مساعدة لك، بتوفيره كلمات اللغة البالغ عددها 118، ومعانيها على ثماني مستويات، تستطيع أن تتخطاها سريعًا في ساعات معدودة إذا ما استهدفت ذلك.
2- أسبوع لتعلم أساسيات لغة جديدة.. التركية مثالًا
إذا كنت من عشاق تعلم لغات جديدة سواء مصطنعة مثل «توكي بونا» أو لغة لها تاريخ قديم، فيمكنك تعلم أساسيات اللغة خلال أسبوع فقط، يبدو الأمر صعبًا حقًا وربما مُستحيلًا، ولكن ما قد يخفف من وطأة تلك الأوصاف، ويوفر إمكانية لعمل لذلك، هو أن تجد بشرًا تمكنوا من تحقيق ذلك الإنجاز بالفعل.
وهو ما نجح فيه ماثيو، ومايكل يولدن، وهما شقيقان متعددي اللغات يُتقنان أكثر من 10 لغات، ودخلوا في تحد لتعلم اللغة التركية وأساسياتها خلال سبعة أيام فقط، ونجحوا في ذلك التحدي، على موقع «Babbel» المتخصص في تعلّم اللغات، أنت أيضًا قد تستطيع تحقيق الإنجاز وتعلم لغة مثل «التركية»، «التي تصل نسبة الألفاظ العربية فيها 30%» بحسب ما يفيد صادق أتاغول، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة غازي عنتاب التركية، وإذا حققت ذلك الإنجاز نستطيع أن نقول لك «عفارم» (aferim) تلك الكلمة التركية، التي تعني «أحسنت»، وتستخدم في اللغة المصرية الدراجة بنفس المعنى في عبارة «عفارم عليك».
أكثر من 100 كلمة مشتركة بين العربية والتركية.. هل لفتت نظرك في «قيامة أرطغرل»؟
3- القراءة السريعة
قد تنبهر من صديقك الذي يقرأ الكتب والمحتوى بسرعة أكبر منك بكثير؛ فما تقرؤه في دقائق يمكنه هو أن يقرأه فقط في نصف دقيقة، وقد تستصعب الوصول لتلك السرعة التي يقرأ بها، وفي الواقع، فإنه ليس من المستحيل أن تزيد من سرعتك وأن تصل إلى سرعته وربما تزيد سرعتك عنه، والسبب وراء كل ذلك يتمثل في وصف وحيد للقراءة، وهي أنها ببساطة «مهارة» يمكن تعلمها وتطويرها؛ كي تتمكن من إنجاز مهامك بشكل أسرع.
الأمر يحتاج لقواعد بسيطة وممارسة مستمرة لإتقان تلك المهارة التي يمكنها توسيع معرفتك وتغيير حياتك للأفضل، ويعد موقع «Read Speeder» من المنصات التي توفر دورات مجانية لتسريع القراءة، فيما يوفر مركز القراءة السريعة، وسيلة عربية، يمكنك من خلالها تسريع عملية القراءة، والتدرب مجانًا على ذلك وقياس مدى تطورك في القراءة وسرعتها.
4- الكتابة الإلكترونية السريعة
لم تعد مهارة الكتابة الإلكترونية السريعة مجرد أمر ترفيهي؛ وإنما أصبحت ضرورة يصعب الاستغناء عنها في هذا العالم الإلكتروني المتسارع التي تتجدد فيه الأحداث لحظة بلحظة، وأنت ستحتاج إلى الكتابة الإلكترونية سواء في الدراسة أو العمل، ولذلك فإن الكتابة السريعة ستعطيك ميزة تنافسية كبيرة؛ لتمكينك من أداء المهام بشكل أسرع وأكثر فاعلية، قبل الحد الأقصى لإنهاء العمل مع سرعة ترجمة ما يدور في ذهنك إلى محتوى إلكتروني مكتوب.
وفي هذا الصدد، يمثل برنامج Rapid Typing وسيلة جيدة وفعالة لتعلم الكتابة السريعة وإتقانها. المميز في ذلك البرنامج أيضًا، إنه لا يقتصر فقط على التعليم على لوحة المفاتيح بحروف إنجليزية، وإنما يتضمن أيضًا إمكانية تعلم سرعة الكتابة على لوحة مفاتيح بحروف عربية، ويمكن تعلم تلك المهارة خلال فترة زمنية وجيزة قد تمتد لأسبوع مثلًا، ولكنها ستصنع الفارق في عملك وسرعة إنتاجيتك.
5- أساسيات الإصلاحات المنزلية
قد تتكدر حياتك، أو تتعطل أنشطتك اليومية عندما تتلف بعض الأدوات المنزلية، أو تعمل بشكل أقل كفاءة، وتجد نفسك عاجزًا عن إصلاحها بأمور قد تكون أبسط في الواقع مما تتخيل، الأمر قد يصبح أسوأ عندما تستعين بفني لا يمتلك الأمانة الكافية؛ ليبدأ في افتعال مشاكل من العدم، وتعقيد الأمر أكثر مما كان عليه؛ حتى يزيد أجره.
ودرأً لتلك المشاكل يمكنك استغلال الإجازة في تعلم المهارات الأساسية لعمل الإصلاحات المنزلية البسيطة، وإذا لم تتقنها بالشكل الكافي، وتحتاج لفني فأنت على الأقل ستكون على علم بالأساسيات الإصلاحية، مما يحول دون محاولات المماطلة وافتعال المشاكل والإصلاحات، التي قد يلجأ إليها بعض الفنيين، ولحسن الحظ تتوافر أكثر من منصة لتعليم الإصلاحات الأساسية في المنزل، من بينها: قناتي «Home Made Modern» ،« DIY Pete» التي توفر مقاطع فيديو في هذا الشأن على يوتيوب، وتطرح أفكارًا تطويرية أيضًا لأدواتك بالمنزل.
«السباك الألماني أغنى من الفيلسوف الأمريكي»! تجربة ألمانيا في التعليم المهني