مما لا شك فيه أن هوس الإنسان بالإنترنت فاق كل الحدود؛ فمؤخرًا أعلن أستاذ جامعي أمريكي أنه سيبدأ في الخامس من يناير المقبل تدريس مادة بعنوان “إهدار الوقت على الإنترنت” على أن يخصص 3 ساعات أسبوعيًا لتدريس هذه المادة، وخلال هذا الفصل سيكون على 15 من الكتّاب المبدعين بجامعة بنسلفانيا الجلوس صامتين في غرفة خالية تمامًا إلا من هواتفهم الذكية وشبكة الـWi-fi على أن يقوم الطلاب في نهاية الفصل الدراسي بإنتاج مشروع بناء على أفكارهم وخبراتهم طوال فترة الدراسة. وقال بروفيسور كينيث جولد سميث أن “الانجراف بلا هدف” و”التصفح العشوائي” على الإنترنت “سيصبحان أمرًا إجباريًا”.
ويبدو أن إهدار الوقت على الإنترنت وصل إلى قمته، حيث أصبح يمثل أكثر وسائل الإلهاء التي تؤثر سلبًا على الإنتاجية في العمل، وقد أقر ثلثا الموظفين حول العالم أنهم يقضون ساعتين يوميًا في التصفح على مواقع الإنترنت دون غاية حقيقية.
وتعد مواقع التواصل الاجتماعي –Social media- هي أكثر المواقع التهامًا للوقت، فتصفح موقع مثل Tumbler يستهلك نصف هذا الوقت، بينما يستهلك Twitter خمس وقت التصفح. ولعل أكثر ما يزيد الأمور سوءًا هو تنامي أشكال اللهو على هذه المواقع حيث أن أكثر من 1.1 بليون مشترك نشط على موقع الفيسبوك Facebook يقومون بتحميل 350 مليون صورة يوميًا، في حين يتم تحميل أكثر من 100 ساعة من الفيديو على موقع اليوتيوب Youtube كل دقيقة، مما يؤكد أن الإنترنت يسير على خطى ثابتة لفرض سيطرته على حياتنا.
وقد أصبحت مسألة إهدار الوقت على الإنترنت في الوقت الحالي مسألةً هامة تستحق الدراسة الجامعية، لذا نقدم لك سبع نقاط هامة لقضاء وقت مهدر ممتع على الإنترنت.
تحذير: قد لا تستطيع إنجاز أي عمل مثمر إلى الأبد
1-التسلية بألعاب جوجل
أصبح المستخدم غير مضطر لمغادرة صفحة محرك البحث حتى يهدر مزيدًا من الوقت في حياته على الإنترنت، ومع تواجد لألعاب جوجل الخرافية ومنها على سبيل المثال كتابة عبارة “do a barrel roll” في شريط البحث لتجد الصفحة في شاشة الكمبيوتر دارت دورة كاملة 360 درجة، وكلمة “tilt” لتعطيك صفحة مائلة، إضافة إلى جملة “I’m feeling lucky” التي تأخذ المستخدم مباشرة إلى الموقع الإلكتروني الموجود على أولى نتائج قائمة البحث، ولكن مشكلة هذه الجملة الأخيرة أنها أدت إلى ما يعرف بـ “Google bombs” حيث تكون نتائج البحث خادعة لإعطاء نتائج هزلية. وعلى سبيل المثال حاول البحث عن “French military victories” ثم اضغط “I’m feeling lucky” .
2-التعبير عن الإعجاب بالمنشور على الفيسبوك ‹Like›
الضغط على Like في موقع الفيسبوك أصبح من أقوى العلامات الدالة على الصداقة في العصر الحديث، ويأتي هذا النشاط ليحل محل المحادثات المباشرة وجهًا لوجه، والرسائل الخاصة، وحتى الرسائل على الـ wall في مختلف المناسبات، فلماذا إذن تزعج نفسك بالتحدث في التليفون في حين أنك تستطيع التعبير عن إعجابك بصورة صديق قديم بمجرد ضغطة على زر “Like”؟، و لكن لكل وسيلة مخاطرها في الاستخدام؛ مثل أن ينزلق بشكل عارض أصبعك ليضغط Like على آخر منشور للحبيب السابق لحبيبتك الحالية، أو أن يزعجك أحد الأقرباء بتأييد كل تحركاتك الافتراضية على الفيسبوك.
3-المتابعة المتواصلة لمواقع التواصل الاجتماعي دون هدف محدد
عندما يأتي المساء ليس هناك نشاط ليلي أفضل من الإبحار في أعماق تويتر وإنستجرام وبنتريست Pinterest لمعرفة الجديد حول متابعيك، والتعرف على أمور لم تكن تتوقع -أو تريد- أن تكتشفها مثل الصور رديئة الجودة للزملاء، وحفلات الكريسماس المغطاة بأدخنة الفلتر السخيفة، إلى جانب عدد لا ينتهي من الفيديوهات القصيرة للحيوانات، إضافة إلى الأحقاد المتبادلة بين مشاهير برنامج تليفزيون الواقع Towie وتبادل الاتهامات فيما يخص حياتهم الاجتماعية.
وتكمن المشكلة هنا في أن تتبع هذه المواقع بما تقدمه من محتوى تافه لا نهاية له أصبح مثل السقوط في الهاوية،
لأنك بمجرد أن تبدأ …
4-خدمتا جوجل إيرث Google Earth وستريت فيو Street view
بطريقة أو بأخرى فإن محاولة الاطلاع على منزل زميلك من زاوية نظر الطائر –من الأعلى- لا تتقادم بمرور الزمن، هل هذا حمام سباحة في الحديقة، وهذه شرفة، وهذا سقف موك تيدور من القش مع عوارض خشبية في غرفة الطعام؟ ثم بدأت مؤخرًا خدمةStreet view تلفت الانتباه فور ظهورها، ويرجع ذلك إلى إمكانياتها في تصوير السارق وقت الحدث، وقبلات الأزواج، وتصوير الأشخاص في جميع أنحاء العالم؛ تفعل الأشياء التي لا ينبغي أن تلتقطها الكاميرا.
5- مشاهدة مقاطع فيديو للقطط على اليوتيوب
هناك عدد لا ينتهي من مقاطع الفيديو التي لا فائدة منها متاحة بشكل مجاني على شبكة الإنترنت، ولكن من الواضح أن أكثرهم جاذبية هي فيديوهات القطط سواءً كانت تقفز على الأشياء أو تسقط من على الأشياء أو غير سعيدة في العموم بالمصير الذي آلت إليه.
وهذه الفيديوهات كفيلة لإهدار وقت بعد الظهيرة بأكمله على اليوتيوب، ويعود الفضل في ذلك إلى علامة التبويب “الفيديوهات المتعلقة بالمضمون “related content والتي تحمل فيديوهات يصعب مقاومة جاذبيتها.
كما أن بعض الفيديوهات الأكثر مشاهدة على اليوتيوب لا يمكن اعتبارها فيديوهات من الناحية الفنية، فهي ليست أكثر من هدايا سخيفة. ومثال على ذلك فيديو الكلب الذي –وكأنه- يلعق شاشة الكمبيوتر الخاص بك.
6- التسلية بالألعاب التي تهدر الوقت
إن الإنترنت عبارة عن كنز رقمي من الهراء، فقد تجيب عن اختبار لتختبر مدى معرفتك لمجموعة “مونتي بايتون”، أو تتتسلى بألعاب مثل Unicorn Attack هجوم أحادي القرن، أو Stickmen، وJedi game، وكذلك Project float chicken “الدجاجة العائمة”، كما أنه هناك تلك اللعبة التي تتطلب منك إحصاء كم من الثواني ستتحمل ملل أن تراقب عداد الوقت، أيضًا هناك موقع “Can’t You See I’m Busy ألا ترى أنني مشغول؟” الذي دشنه بعض الأشخاص الأذكياء خصيصًا لتظهر الألعاب متنكرة في شكل صفحة Excel أو Word بحيث يظهر المستخدم وكأنه يعمل بكد، ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا.
7– قراءة موضوعات عديمة الأهمية عن إهدار الوقت على الإنترنت
وهو ما تفعله الآن.