أخيرًا. ها قد قُبلت في الوظيفة الجديدة، وتبدأ أول أيام العمل، تشعر ببعض الرهبة، والضغط قليلًا؛ فزملاء العمل جُدد بالنسبة لك، ولم تكد تتعرف على أحد منهم، إذًا إليك العديد من النصائح، التي قد تُساعدك على بداية موفقة في أول أيام العمل الجديد.

1- نم جيدًا في اليوم السابق

تؤدي قلة النوم واضطرابه إلى اضطراب المزاج، وقلة التركيز، وتقليص الإنتاجية، وقد كشفت «لمركز راند» التكلفة الاقتصادية الضخمة لاضطراب النوم، والتي وصلت لـ630 مليار دولار لخمسة من أكبر اقتصاديات العالم، وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وبريطانيا، وألمانيا، وكندا.

لذلك فالأمر خطير ولا يُستهان به وعليك النوم بشكل مناسب قبل أيام العمل عامةً، والأيام الأولى بشكل خاص، ولمعرفة عدد ساعات النوم المناسبة، كشفت دراسة لمؤسسة النوم الوطنية تعود لعام 2015، عن عدد الساعات المناسب التي يجب أن ينامها الفرد يوميًا، وكشفت الدراسة تباينًا في تلك الساعات من فترة عمرية لأخرى، وكان عدد الساعات الذي يتراوح من سبع لتسع ساعات هو الأنسب لأكثر الفترات العمرية، تلك التي تتراوح من 18 سنة وحتى 64 سنة، وهذا رسم توضيحي يوضح عدد ساعات النوم المناسبة لكل فئة عمرية:

2- اذهب للعمل مبكرًا

عادًة ما يدوم الانطباع الأولي طويلًا، فإذا تأخرت في أول أيام عملك الجديد، فقد تترك انطباعًا أوليًا سلبيًا لدى مُديريك، وستتحمل عبء إصلاحه، وهو عبء قد يضيف أيضًا المزيد من التوتر، على بعض التوتر المُصاحب لأول أيام العمل.

لذلك يُنصح بالذهاب إلى العمل مبكرًا لتفادي الآثار السلبية الناتجة عن التأخر، وخلق مساحة للتأقلم النفسي مع المكان الجديد، ولمن يجد صعوبة في ضبط المواعيد عمومًا، فتنصحه تيري هوكِت، المديرة التنفيذية لمنصة إلكترونية للأعمال، بمحاول التدرب على ذلك أكثر من مرة والتحرك في موعد الذروة، والوصول إلى الجهة المطلوبة في المواعيد المُحددة، وهو ما يوفر إطارًا زمنيًا تستطيع أن تُحدد من خلاله المُدة المحتملة للوصول إلى جهة العمل.

3- لا تنعزل مع نفسك وتفاعل مع الآخرين

اكسر حاجز الخجل، وقدّم نفسك للآخرين بود وطلاقة، فـ«من أنت؟» هو سؤال يدور في أذهان زملائك، وإن لم يسألوك  مباشرةً، ويجب أن تُجهز له إجابة جيدة ومختصرة، لأنك قد تكرر تلك الإجابة كثيرًا في ذلك اليوم، فعليك أن توضح من أنت ومهامك الوظيفية التي من المفترض أن تؤديها في العمل، ولا مانع أن تظهر ابتسامة وسعادة أثناء حديثك لتعزيز الانطباعات الإيجابية عنك.

4- أحضر أسئلة لطرحها

ويُنصح أيضًا بتحضير بعض الأسئلة الهامة والضرورية سواء كانت عامة أو مرتبطة بجوانب عملية تود التعرف على إجابتها، لأداء دورك على أكمل وجه، وفي هذا الصدد، ينصح مارك ستورنج، المدرب التنفيذي في مجالات المسيرة العملية: «بأنه من الضروري إظهار فضولك ورغبتك في التعلم» مُحذرًا في الوقت ذاته من الإكثار عن اللازم من الأسئلة، مُفضلًا  إفساح الوقت للتعلم.

5- أنصت ودوّن مُلاحظلات

مع فتح المساحة للحديث والتفاعل مع الآخرين، لا يُمكن إهمال أيضًا جانب الإنصات والترقب جيدًا، وفي هذا الصدد يقول سترونج أيضًا، إن الإنصات أفضل شيء يستطيع أن يفعله الوافد الجديد للعمل في أيامه الأولى، ويضيف سترونج: «استمع استمع استمع، إنه ليس وقت إظهار قوة رأيك، كُن ودودًا، وابتسم واستمع لآراء آخرين».

ويوضح سترونج أن الأيام الأولى تُمثل الفرصة الرئيسية، لمعرفة أهداف مديرك وأهداف الآخرين، للشركة التي تعمل بها أو القسم أو المشروع القادم، كذلك فهي فرصة لمعرفة الصورة الكبيرة وإدراك الأولويات، وتذهب الكاتبة الأمريكية لاين تايلور إلى ما هو أبعد عندما تقول «كُن جاهزًا لأخذ الكثير من الملاحظات».

فيما يؤكد ديفيد بارنيل، المستشار القانوني، ومدرب الاتصال على ضرورة أن تنتبه لعملية اتخاذ القرارات، والخطوات التي تؤدي لتلك القرارات، وأن تتعلمها جيدًا لترى ما يُناسبك، أو أن تؤقلم نفسك مع عملية اتخاذ القرار في الشركة، لتُناسب سياسة الشركة في اتخاذ القرارات.

6- اترك الهاتف وركّز في المهام المعلنة و«الضمنية»

لا مجال في اليوم للإهمال أو الاستهتار أو الانشغال بهاتفك الذي يُفضل أن تضعه على وضعية الصمت، فيجب أن تكون منتبهًا تمامًا للعمل، فمع الأيام الأولى للعمل، سيوضح لك صاحب العمل طبيعة مهامك ومسؤولياتك سواء كانت مكتوبة أو شفاهية، وإذا كانت شفاهية فأنت تحتاج إلى تدوينها لتذكرها دائمًا لأن هذا الأساس للنجاح في عملك.

ويلفت بارنيل الذي ذكرناه سابقًا، إلى نقطة هامة ويقول إنه: «مع ذلك التوضيح، تبقى هُناك فجوة بين ما يجب عليك فعله وما يحدث بالفعل؛ ففي الوقت الذي لا يجب عليك فيه تجاهل المهام الموضحة من مدير العمل، فقد يكون هناك أعمال يُتوقع أن تؤديها ضمنيًا، وهو أمر من الأفضل لك أن تدركه في أسرع وقت ممكن».

7- لا تتسرع في إصدار أحكامك

مع بداية العمل في مكان جديد وبيئة جديدة، يبدأ الشخص في استكشاف من حوله من أشخاص وأشياء، وقد يمتد الأمر لإصدار أحكام قد تبدو مُتسرعة قليلًا، مثل وضع شخص على قائمتك السوداء لأن عينيه تلاقت مع عينك دون أن يُرحب بك ويقول لك «أهلًا»، وأيضًا مثل الاقتناع بأنك ارتكبت خطأً كبيرًا بقبول الوظيفة، لأنك لم تشعر بالراحة الكافية والتأقلم مع المكان والبيئة في أول أيام العمل به.

بالطبع الانطباع الأولي لك لا يمكن تجاهله، ولكن أعطِ فرصة للأشخاص والأشياء ولا تتسرع في إصدار الأحكام بشأنها، ومِل في البداية إلى الاتجاه الإيجابي نحوهم، حتى تُثبت الأيام ذلك أو عكسه.

8- انتبه لملابسك ولغة جسدك

عادة ما تكون في أول يوم محل أنظار الكثيرين في العمل، الذين لديهم فضول لمعرفة هذا الوافد الجديد إليهم، لذلك احرص ألا تخرج عن النص، وأن تأتي مثلًا في زي غير مألوف في المكان، لذلك فتنصح هوكت، سابقة الذكر، بأن ترتدي الزي المناسب للمكان وهو ما تؤكد هوكت على أهميته؛ «لأن أحيانًا الزي الذي نرتديه قد يبعد الناس من الاقتراب منا أو يُرسل رسائل خاطئة».

وفي الواقع، ليس الزي وحده هو ما قد يفعل ذلك، وإنما لُغة جسدك أيضًا، التي تؤثر بشكل كبير على تفاعلك مع الآخرين، وطُرق فهمهم لك، وانتبه أنه بتحركات عفوية قد تبدو بسيطة قد يكون لها تأثير لا يُستهان به؛ فلمس الرقبة أثناء الحديث على سبيل المثال قد يدل على أنك متوتر أو حتى تكذب.

9- لا تُنهك نفسك بما يفوق تحملك

آخر شيء يجب أن تتذكره هو أنه في حين أن اليوم الأول في وظيفة جديدة مهم للغاية، إلا أنه لا يجب أن تقسو على نفسك وتحملها فوق ما تحتمل وتُرهق نفسك لأيام العمل المُقبلة، فنعم هو أول يوم في العمل ولكنه ليس الأخير، فحتى لو لم يكن أداؤك متميزًا بنسبة 100% يمكنك تدارك ذلك في الأيام المقبلة.

وهنا تقول لاين: «يمكن أن تنظر إلى أدائك في اليوم الأول، وتحليله» بمميزاته وعيوبه، وتُضيف لاين: «نعم، يجب عليك الاستعداد ومحاولة بذل قصارى جهدك في اليوم الأول، ولكن تذكر أنه إذا حاولت إنجاز الكثير، فقد تشعر بالإرهاق. اعلم أن هناك دائمًا غدًا».

المصادر

تحميل المزيد