كيف تُساعدين طفلكِ على اكتساب الأصدقاء والمُحافظة عليهم؟ إذا كان طفلكِ مُنطويًا أو لديه بعض المخاوف الاجتماعية سيُصبح عليكِ دور أكبر في مساعدته على اكتساب الأصدقاء، لكن ليس الانطواء فقط هو الحائل، قد يكون طفلكِ مُبدعًا أو موهوبًا أو فقط مُختلفًا عن أقرانه، وكل هذا قد يجعله يواجه بعض الصعوبات في صنع الأصدقاء. تابعي قراءة السطور التالية لمعرفة كيفية مساعدة طفلكِ على كسب الصداقات والمحافظة عليها.

1- خذي وقتكِ في ملاحظة وفهم كيف يتواصل طفلكِ اجتماعيًّا

اصطحبي طفلكِ خارج المنزل، وانتبهي جيدًا لكيفية تفاعل طفلكِ مع الآخرين. هل يتصرف بشكل مختلف عن «عاداته» في المنزل؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا؟

قد يواجه طفلكِ صعوبة في بدء المحادثات. قد يكون لديه قلق أو خوف من التحدث في وجود المجموعات الكبيرة مما يمنعه من الانخراط مع الأطفال الآخرين. هل يُفضِّل مثلًا أن يراقب بدلًا من الانضمام؟ بناءً على السلوك الذي ترينه، يُمكنكِ تحديد المهارات التي يجب بناؤها لدى طفلكِ ومعرفة كيف يُمكنكِ المساهمة.

2- التعامل بفاعلية مع مشاعر طفلكِ

الأطفال يطوِّرون ضبطًا نفسيًّا عاطفيًّا أفضل عندما يتحدث آباؤهم معهم عن مشاعرهم بطريقة متعاطفة وإيجابية لحل المشكلات، وعلى النقيض من ذلك، فإن الأطفال الذين عادةً ما يجري التقليل من مشاعرهم السلبية، ويُقال لهم: «لا داعي لكل هذا السخف من جانبك» أو يُرد على مشاعرهم بالعقاب: «اذهب إلى غرفتك وأغلق الباب» يميلون إلى مواجهة مشكلات أكثر في ضبط النفس.

Embed from Getty Images

التعامل مع المشاعر بإيجابية وتقدير يُساعد الأطفال على تكوين صداقات، فاستراتيجيات التنشئة الاجتماعية العاطفية الإيجابية التي تستخدمها الأمهات على أطفالهن في سن الخامسة، تُحدث تغييرات في كيفية تنظيم أطفالهن لعواطفهم، وهو ما يرتبط بدوره بالقدرة على تكوين الصداقات.

3- بناء مهارات المحادثة لدى طفلك

تعلُّم كيفية بدء المحادثات مع الآخرين هي مهارة قد يحتاج طفلكِ إلى صقلها. يُمكنكِ تعريف طفلكِ على بعض الأسئلة التي يُمكنه طرحها من أجل بدء محادثة مع زملائه، مثل: «ما الهوايات التي تُمارسها؟» أو «هل لديك أي حيوانات أليفة؟»، يُمكنكِ أيضًا استخدام مقاطع «يوتيوب» التي تحتوي على رسومات توضيحية حول كيفية إجراء الأشخاص للمحادثات. أشيري إلى أشياء مثل لغة الجسد، ونبرة الصوت، والتوقف المؤقت في المحادثة.

4- العمل على بناء المهارات الاجتماعية

جزء من كونك شخصًا يحب الناس صداقته هو امتلاك مهارات اجتماعية جيدة ومعرفة كيفية إظهار الاهتمام بشخص آخر. لهذا السبب، يكون من المهم العمل على تعزيز قدرة طفلك على التعاطف مع الآخرين، إظهار التعاطف والاهتمام بالآخرين بطريقة صحية يمكن أن يفتح الباب لتكوين الصداقات. تحدثي إلى طفلكِ حول تمييز وإدراك الوقت الذي يمر فيه شخص ما بوقت عصيب مما يجعله يحتاج إلى بعض اللطف الإضافي. على سبيل المثال، علِّمي طفلكِ كيف يُمكنه تقديم دعم إضافي لصديق توفي شخص مُقرب منه.

5- ابحثي لطفلكِ عن الفرص المُتاحة لاكتساب الأصدقاء

إذا لم يكن لدى طفلكِ أصدقاء، فقد يكون السبب ببساطة هو أنه لم تتح له الفرص الكافية لتكوينهم، يمكن أن يكون إشراك طفلكِ في أنشطة مع أطفال آخرين في مثل سنه ولديهم اهتمامات مماثلة له، طريقة جيدة للعثور على أصدقاء لطفلكِ.

تربية

منذ سنتين
7 خطوات تساعد بها طفلك في التعامل مع «الشللية» في المدرسة أو النادي

لكن هنا يجب أن تكوني حساسة لمستوى طاقة طفلك وكذلك نوع شخصيته، فمثلًا لا يجب المُبالغة في الضغط على الأطفال الانطوائيين ودفعهم لممارسة الأنشطة لأنهم يحتاجون إلى قضاء وقت بمفردهم لإعادة شحن طاقتهم.

6- كوني واقعية في توقعاتكِ بشأن صداقات طفلكِ

إذا كان طفلكِ خجولًا وهادئًا، فقد يشعر بالسعادة إذا كان لديه صديق أو اثنين جيدين، قد لا يريد أو يحتاج إلى مجموعة كاملة من الأصدقاء، وقد يشعر بعدم الارتياح في التواصل معهم. فإذا كان هذا هو الحال، فساعدي طفلكِ على التعرف إلى أشخاص جدد وتكوين صداقات من خلال تحديد أهداف صغيرة.

على سبيل المثال، اطلبي منه إلقاء التحية على شخص جديد واحد على الأقل كل يوم. في كثير من الأحيان، تكون هذه الخطوة الصغيرة كافية لبدء محادثة مع طالب آخر. لكن تحلي بالصبر خاصةً مع الأطفال الخجولين الذين تُسبب لهم المواقف الاجتماعية الكثير من القلق، دعي مستوى استعداد طفلكِ واهتمامه يقودكِ.

Embed from Getty Images

غالبًا ما يواجه الأطفال الموهوبون مشكلات في تكوين الصداقات أيضًا، وقد يفضلون التعامل مع البالغين بدلًا من الأطفال في أعمارهم نفسها. اعملي مع طفلكِ لإيجاد طرق للتواصل مع أقران لهم التفكير نفسه. اعتمادًا على اهتمامات طفلكِ، قد تكون النوادي التي تدور حول الكتب والرياضيات والعلوم والروبوتات خيارات جيدة.

7- كوني نموذجًا للسلوك الاجتماعي الإيجابي

يتعلم الأطفال حقًّا من خلال القدوة، لذا كوني مثالًا إيجابيًّا في كيفية تفاعلكِ مع الآخرين. في كل مرة تبدئين فيها محادثات مع الأصدقاء أو الجيران، أو حتى الشخص الذي تشترين منه في متجر البقالة، يكون طفلكِ مُراقبًا لكِ، ويتحول كل موقف تقريبًا إلى فرصة تعليمية، مما يسمح لطفلكِ برؤية كيفية تفاعلك مع العالم الخارجي وكيفية التفاوض وحل المشكلات.

8- ممارسة الأبوة الموثوقة وليست السلطوية

الأطفال يكونون أكثر عُرضة للرفض من قِبل أقرانهم عندما يمارس آباؤهم التربية الاستبدادية، وهو نهج يتميز بمستويات منخفضة من الدفء ومستويات عالية من التحكم. لا يُشجع الآباء الاستبداديون النقاش ويحاولون السيطرة على السلوك من خلال العقاب. الأطفال الذين نشأوا بهذه الطريقة هم أقل قدرة على تطوير شعورهم الداخلي بالصواب والخطأ، ويميل الأطفال الذين يتعرضون لعقوبات قاسية إلى إظهار المزيد من العدوانية.

أما الأبوة والأمومة الموثوقة فتتميز أيضًا بمستويات عالية من التحكم؛ إذ يضع الآباء حدودًا ويطلبون من أطفالهم الالتزام بها. لكن الآباء في هذا النمط يتعاملون مع أطفالهم بدفء، ويحاولون تشكيل السلوك من خلال المناقشة العقلانية وشرح أسباب القبول أو الرفض، هؤلاء الآباء يميل أطفالهم إلى أن يكونوا أقل عدوانية، وأكثر اعتمادًا على الذات، وأكثر تحكمًا في النفس، ومحبوبين بشكل أفضل من قبل أقرانهم.

المصادر

تحميل المزيد