لم يكن يعلم أصدقاء الجندي الإسرائيلي في وحدة لواء النخبة جولاني “شاؤول أرون” أنه على قيد الحياة، بعد مشاركته في عملية التوغل البرية لمنطقة التفاح شرق مدينة غزة، والتي تمكنت المقاومة الفلسطينية، وتحديدًا كتائب الشهيد عز الدين القسام، من تدمير الدبابة “الإسرائيلية” التي كان على متنها، ليسقط حينها أربعة عشر قتيلًا من رفاقه الجنود بين أشلاء متقطعة، ويبقى “شاؤول” أسيرا لدى القسام.
ظن رفاق العشريني “شاؤول” أنه قتل في المعركة التي دارت بين الجنود “الإسرائيليين” ومقاتلين من القسام، فجر السبت الماضي، ليحذو حذو أصدقائه وزملائه في الجيش، لتتحول حينها صفحته على فيس بوك، إلى تعازٍ لعائلته، ولقوات الجيش “الإسرائيلي”، واسترجاع لذكرياته، بيد أن البعض منهم وفور الإعلان عن أسره أخذ يعبر عن حزنه الشديد، واشتياقه له، مع نشر صور له بـ”البزة العسكرية”.

الأسير “شاؤول أرون” مع وحدة جولاني “الإسرائيلية”
سويعات قليلة مكنت الفلسطينيين من رؤية ما كان يخطه” شاؤول” عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك”، ورفاقه له، لتغلق صفحته، وتتمكن حينها “ساسة بوست” من قراءة وترجمة ماكان يكتبه ورفاقه.
ربما، ومن خلال منشوراته الخاصة به على صفحته الشخصية لم يجلس كثيرا “شاؤول”، فاتضح أن معظم منشوراته كانت عام 2011، وأبرز ما كان قد كتبه “عليك أن تقرر إن كنت تريد أكثر من الخوف”.
وفي هذا المنشور يتحدث “شاؤول” عن المعاناة التي يعيشها ورفاقه إثر سقوط صواريخ المقاومة على البلدات المحتلة، قائلًا: “المأساة في جبل الكرمل، ايكيا، نيشربت الصواريخ في “بئر السبع”، جوستين بيبر هو المجيء إلى إسرائيل، وتعطل سيلكوم و… 2012 فجأة يبدو وكأنه هراء. أنشيمم “شالوم السبت” والخروج في نهاية الأسبوع للشباب”.
وفي هذا المنشور، عبر عما يجول في خاطره، خلال تجواله في إحدى المدن الفلسطينية المحتلة، قائلاً:” “يا له من عار، وكنت مع أحد الأصدقاء في أحد المطاعم. “فجأة هاجم لي المتشرد أكثر سمية. لحسن الحظ كانت الموسيقى صاخبة جدًا، حيث كنت في انتظار الوقت المناسب عندما قال الموسيقى الصاخبة وخففت حقاً ضرطة… وبعد عدد قليل من الأغاني شعرت بالرضا عن نفسي. عند الانتهاء من بلدي القهوة، لقد لاحظت أن الجميع كان يراقبني. ثم تذكرت أنني سمعت من خلال سماعات”. MP3 الخاص بك و… شالوم السبت الأخوة والأخوات”.
شعور الأصدقاء
صديقه” آري بنسبات” كتب على صفحته على الفيسبوك “تعازينا إلى عائلته”، تعليقًا على بوست تم مشاركته، بواسطة صديقه “أور جيدو”، فيه صورة شاؤول بزيه العسكري على صفحته.
ويبدو أن صديقه أور جيدو من أقرب الأصدقاء له، فقد ملأ صفحته الخاصة بصوره معه، و بين مشاعر الحزن على فقده، منذ اليوم الأول لفقده، حيث اعتبره الجيش في عداد القتلى وليس الموت.
https://www.facebook.com/DJOrGido
أما صديقته، عايشة شين، التي تعيش في هضبة الجولان المحتلة، فكتبت على صفحته تعليقاً، تم مشاركته اثنتين وخمسين مرة، بعد الإعلان عن خطف شاؤول على أيدي القسام :”ظننت أنني سوف أراهم جميعًا مرة أخرى لدى عودته، وكلمات أخرى”، وختمت قولها: “نشتاق لك أورون شاؤول”.
https://www.facebook.com/achia.chen.5?hc_location=timeline
بينما، صديقه، غال أبادي كتب على صفحته: “أنا لا أفهم … أشعر بحزن شديد كلما سمعت اسمك، فقط 20 سنة، وقد حصلت على جائزة الرئيس وجلبت الفخر لنا جميعًا”.
وتابع:” أنا لا أتذكر أي وقت مضى سماع كلمة سلبية عنك، وهي محقة في ذلك! كنتَ شخصًا نزيهًا وجيدًا مثل الذي أراد أن يكون جيدًا مع الجميع، وأرون يخلق أجواءً إيجابية من حوله، ويبتسم دائمًا، أحبه الجميع كرجل. لن أنسى كم كنت شخصاً مذهلًا”.
أما صديقته الأخرى، شاهاف دانييل، التي غيرت صورة التايم لاين على الفيس بوك الخاص بها، بشكل يسيء إلى حركة حماس، فقد نشرت على صفحة شاؤول صورة له وهو في الخامسة تقريبا من عمره، بينما يلعب مع طفلة في مثل سنه أيضًا في الخامسة، وكتبت: “عندما كنا صغارًا كانت الحرب لغزًا محيرًا لوضعنا معًا. قد نكون في ذاكرته المباركة”.
صور تذكارية
رفاقه في الجيش نشروا له صورًا جماعية أثناء خدمته العسكرية مع رفاقه في ساحة المعركة، وصورة أخرى له في الزى العسكري بينما يأخذ استراحة لتناول الغذاء، وكتبت تعليقات متزايدة تودعه، وصور قديمه له قبل اختطافه تبين الروح المرحة وروح الدعابة للجندي الذي وصفه الغزيون “بالوسيم” مقارنةً بسابقه جلعاد شاليط.

الجندي الأسير ” شاؤول أرون” مع رفاقه في الجيش
نقطة الصفر
وكانت كتائب القسام قد أعلنت مساء أمس أنها اختطفت جنديًا إسرائيليًا في قطاع غزة، في خبر أثار فرحة عارمة في القطاع حيث خرج الآلاف إلى الشوارع احتفالًا به.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الكتائب في خطاب متلفز بثته قناة الأقصى التابعة لحماس في غزة: “إن القسام تمكنت من أسر الجندي الصهيوني شاؤول أرون صاحب الرقم العسكري 6092065”.
وأضاف: “إن العملية الأخيرة التي نفذها مجاهدونا شرق حي التفاح (شرق غزة) فجر اليوم الأحد، ستظل كابوسًا يلاحق جيش العدو، حيث أسفرت هذه العملية عن مقتل 14 جنديًا صهيونيًا، قتلهم مجاهدونا من مسافة صفر، وقد تردد العدو في الاعتراف بالعدد الحقيقي لقتلاه في هذه العملية، لكن حجم الصدمة الكبير الذي أوقعته هذه العملية أجبرت العدو على الاعتراف ببعض خسائره فيها”.
وتابع “لكن الذي لم يعترف به العدو اليوم هو فقده لأحد جنوده في هذه العملية، فإذا استطاعت قيادة العدو أن تكذب في أعداد القتلى والجرحى، فعليها أن تجيب جمهورها عن مصير هذا الجندي الآن.