أصبح موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إحدى الأدوات المؤثرة، ووسيلة ردع للمسؤولين في الجزائر، وتحولت هذه الأداة من مجرد فضاء للتنفيس، وإبداء الآراء إلى أداة ضغط، وإقالة، واستقالة، وتغيير قرارات على مستوى الحكومة، وعدد من السلطات أعلى هرم الدولة.
وأقيل والٍ بشرقي البلاد خلال هذا الشهر، بعد أن وصف المجاهدين بـ«ناهبي المليارات والثروات»، وتم تداول المقطع بشكل واسع عبر فيسبوك، ليطاح به في اليوم التالي، ما جعل النشطاء يقومون بحملات أكثر جدية مع مرور الوقت خلال هذا العام.
المعلمة صباح إلى التوقيف
تحولت المعلمة صباح التي تقطن في شرق البلاد إلى حديث العام والخاص، بعد نشرها لمقاطع فيديو تعلم فيها تلاميذها الصغار أغاني دينية ووطنية، مع ترديدها باللغة العربية، وهي السلوكيات التي دفعت وزيرة التربية الوطنية لاتخاذ قرار بالوقف الفوري للمعلمة، وإحالتها إلى مجلس التأديب، وإنزال لجنة تحقيق وزارية إلى المؤسسة التربوية.
https://youtu.be/_bQIHRqiTHs
الحادث تحول إلى سخرية كبيرة من رواد الفضاء الإلكتروني، وجعلت الوزيرة نورية بن غبريط في فم المدفع لدى الكثير من المناوئين لها، وأصبح النقاش حول المعلمة صباح نزالًا فكريًّا وأيديولوجيًّا بين أنصار اللغة العربية، والمعادين لها، وضرورة إنقاذ المدرسة الجزائرية، والحفاظ على مشروع بن غبريط.
النهار الإخبارية الثانية عالميًّا
في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، حققت قناة النهار الرتبة الثانية في مسابقة يوتلسات للقنوات التلفزيونية، صورة الشهادة التي تسلمها الصحافي الشاب ياسر لعرابي من طاقم القناة، تحولت من فرحة إلى قرحة ومصدر إزعاج، رغم توافد التهاني من مؤسسات، وهيئات، وشخصيات وطنية لمدير القناة الناشئة عام 2011.
رواد فيسبوك الجزائريون، حولوا الخبر إلى سخرية كبيرة، وتهجموا على القناة التي اعتبروها زيفت الخبر والحدث، واعتبر تيار واسع أن الشهادة تتعلق بالمشاركة، وأن القناة لم تتحصل على المرتبة الثانية بعد «فرانس 24» المتوجة بالجائزة حسبهم، وأعلنت الصفحة الرسمية لمؤسسة يوتلسات، بأن النهار لم تحصل على أي جائزة، في حين أكدت حضورها الحفل الذي أقيم في مدينة ميلانو الإيطالية.
طبيب مزيف يتطلع إلى جائزة نوبل
تحول حلم الباحث الجزائري توفيق زعيبط، في اختراع أول دواء لداء السكري في العالم، إلى جحيم، بعد منع منتوجه من التداول عبر السوق. وقررت وزارة التجارة سحب المنتوج من الأسواق بعد مدة من النقاشات التلفزيونية، وعلى الفضاء الأزرق، وكل هذا بعيدًا عن النقاش العلمي.
وانهمرت دموع زعيبط الذي زعم في وقت سابق بأنه طبيب وحائز على شهادة من جامعة جنيف السويسرية، التي أثبتت وسائل إعلام عدم صحة ما جاء به للرأي العام.
وقال وزير الصحة الجزائري محمد بوضياف إن الباحث زعيبط خدعه بصفة الطبيب، بعد أن استقبله في العام الماضي تقريبًا في نفس الفترة، من أجل الترويج للمنتوج وطرحه في الأسواق بالتعاون مع وزارة الصحة، ليصرح زعيبط بأن الدواء قد يمهد له الطريق نحو جائزة نوبل في تخصصه، التصريح أصبح وقودًا للسخرية من الدكتور الذي نفت جامعات سويسرية حصوله على أي شهادة.
«VPN» يتحدى الحكومة
الوزيرة رمعون بن غبريط في صورة مع مدير المخابرات الجديد عثمان طرطاق، هي صور نقلتها قناة النهار التلفزيونية لخامس أقوى امرأة عربية، حسب مجلة فوربس هذا العام، وصور أخرى إلى جانب مسؤولين في وزارة التربية والتعليم برفقة قادة في جهازي الأمن والدرك الوطني من أجل حماية امتحان البكالوريا لهذا العام.
المفاجأة كانت بتسرب غالبية أسئلة الامتحان، ووقوع مسؤولي قطاع التعليم في أزمة وضغط شعبيين، قطعت الحكومة الجزائرية الاتصال بشبكات التواصل الاجتماعي لمدة أسبوعين، وهو ما دفع النشطاء لاستخدام تقنية «VPN» المعروفة للدخول إلى فيسبوك، وتحويل الحرمان من فيس بوك إلى إبحار عادي، وسخرية عامة تجاه الوزيرة الحديدية.
ردم حفرة في 36 ساعة
في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، تعرض الطريق الرئيسي الرابط بين زرالدة، والدار البيضاء في العاصمة الجزائر، إلى سقوط البنية التحتية له بالمنطقة المسماة بن عكنون، الحفرة التي سقط بها حوالي سبع سيارات، أحدثت ضجة لدى النشطاء، بخاصة وأنها الطريق الوحيدة التي يمر منها المسؤولون السامون في الدولة.
ردمت الحفرة خلال ثلاثة أيام فقط، ونقلت قناة النهار التلفزيونية إعادة تشغيل الطريق مباشرة، كما طرح مراسل القناة سؤالًا مباشرًا على سائقًا أوّل سيارة تجتاز الحفرة: «ما هو شعورك وأنت أول من يجتاز الحفرة بعد ترميم الطريق من جديد؟» وهو ما خلف هستيريا كبيرة لدى الرأي العام!
صراع محتدم حول فوز وهمي بنوبل
قبل الإعلان عن جوائز نوبل لهذا العام في الفيزياء، اشتد الصراع في الفضاء الأزرق حول أصل ومعقل بروفيسور الفيزياء مجيد بوتمور المرشح حسبهم للحصول على جائزة نوبل هذا العام. وتراشق نشطاء من ولاية بجاية، مع نشطاء من ولاية مجاورة، وهي البويرة حول أصل البروفيسور وأحقية افتخار هذه الولاية بالجائزة.
وذهب بعض النشطاء إلى أبعد من ذلك، من خلال نشر تصاميم الجزائر مع حصول البروفيسور مجيد بوتمور على الجائزة لهذه السنة، مع أن المرشحين للجائزة في كافة التخصصات لا يعلن عنهم، ولا يمكن معرفة ذلك مسبقًا لسرية الترشيحات بالجائزة! في النهاية لم يحصل على الجائزة، وأفل ضجيج المتخاصمين.
زوخ يُصدّر تجربة الجزائر لواشنطن
في خطوة جعلت الجزائري يعيش التناقضات، أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية زيارة والي العاصمة الجزائري زوخ إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، على رأس وفد مهم في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، من أجل تصدير تجربة الجزائر في محاربة البيوت القصديرية، وحل مشكل السكن نهائيًّا.
https://youtu.be/Wp6_PCgVywM
وقابل هذا الخبر سخرية كبيرة من النشطاء تجاه هذه الخطوة، معتبرين أن سكان الجزائر يعانون من التوزيع غير العادل لحصص السكن، وما زال تيار كبير من المواطنين يعانون من تأخر استلام سكناتهم منذ أعوام 2001 و2003 إلى اللحظة التي تكتب فيها هذه الأسطر.
أطفال في 12 من العمر ينجحون في إسقاط قرار الحكومة
أعلنت وزيرة التربية والتعليم نورية بن غبريط تقليص عطلة الشتاء من 15 يومًا إلى سبعة أيام، قائلةً إنّ هذا القرار في صالح التلميذ والمدرسة، حتمته علينا دواعٍ بيداغوجية وتعليمية، لكن سرعان ما تم تغيير القرار وتمديده إلى 18 يومًا كاملة.
وجاء القرار بعد رفض التلاميذ الذين لا تتعدى أعمارهم 12 سنة للقرار، وقام مجموعة من الأطفال الصغار بتكسير لواجهات المدارس والمؤسسات التعليمية في عدد من ولايات الوطن، بالإضافة إلى رفضهم دخول المدارس لثلاثة أيام من العطلة التي تم الإعلان عنها.
وهو ما جعل الوزارة في حرج أمام الرأي العام، حيث قامت بتمديد العطلة إلى 18 يومًا كاملة في سابقة الأولى من نوعها في تاريخ الجزائر، وعلق النشطاء بأن القطاع أصبح دون وزارة وصية، أو حكومة سيادية، فالتلاميذ هم من يقرر في النهاية.
الراقي بلحمر وجنون السلطة
أعلن الراقي الشهير في الجزائر أبو مسلم بلحمر، عن افتتاح مقر لجمعيته هذا الشهر ديسمبر (كانون الأول)، التي تشتغل في الرقي، والعلاج بالقرآن، والطقوس الدينية.
وحضر الافتتاح مجموعة من المسؤولين والفنانين على غرار صالح أوقروت المعروف بعاشور العاشر، إلا أن السلطات خلال 24 ساعة من فتح الجمعية قررت إغلاقها نهائيًّا.
https://youtu.be/Uy54Ni1l7fc
القرار جاء بعد شن مجموعة من نشطاء فيسبوك هجومًا حادًا على السلطات، بعد انتشار مقطع فيديو الافتتاح الذي حضرته وسائل إعلام تلفزيونية، وسخر تيار واسع من الشباب من الشهرة التي اكتسبها بلحمر، والتجارة بالرقية الشرعية حسبهم، وهي التي تزيد المشهد العام رداءة، وتخلفًا.
استراد السيارات صباحًا وسحب القرار مساءً
قرر وزير التجارة بختي بلعايب في سبتمبر (أيلول) من هذا العام، عودة الحكومة لاستيراد السيارات القديمة (الأقل من ثلاث سنوات)، بعدما كانت ممنوعة بقرار من الحكومة في وقت مضى، وأحدث الخبر ضجة على مستوى الجرائد الإلكترونية التي تناقلت التصريح بسرعة.
ولم تمر ساعات على القرار، حتى أعلن الوزير الأول تعليق القرار، وأن الحكومة ستدرس الإجراءات، في مشهد يحمل متناقضات متعددة القراءات بالنسبة للمواطن الجزائري. وعلق مستخدمو فيسبوك بأن وزراء الحكومة لم يجدوا مصلحتهم الشخصية من وراء مثل هذا القرار.