يسعى محبو الطرب العربي إلى متابعة وحضور المهرجانات الموسيقية العربية التي تقام بشكل سنوي في مختلف الدول العربية، ويشارك في إحيائها العديد من نجوم الغناء العربي، وتشكل بعض هذه المهرجانات عامل جذب سياحي يساهم في تنشيط اقتصاد الدول المستضيفة.
وتعد الموسيقى لغة عالمية تجمع الشعوب حولها، لذلك نشاهد في بعض هذه المهرجانات بعض الحضور من الدول غير العربية.وفي هذا التقرير سنستعرض أكثر المهرجانات الموسيقية العربية أهمية.
1- مهرجان الموسيقى العربية- مصر
استطاع مهرجان الموسيقى العربية منذ انطلاقه في عام 1992 أن يحجز لنفسه مكانًا في مقدمة المهرجانات الموسيقية العربية، حيث أصبح يحظى بمكانة وجماهيرية كبيرة في أنحاء الوطن العربي، نظرًا لتواجد عدد كبير من المغنيين والموسيقيين المتميزينبه.
وينعقد المهرجان كل عام في الفترة من 1 إلى 9 نوفمبر،ويصاحب حفلاته العديد من الفعاليات الأخرى مثل المسابقة السنوية التي يتنافس فيها وجوه جديدة في الغناء العربي، كما يكرم المهرجان كل سنة عددًا من المطربين والموسيقيين الذين أسهموا في تطور الموسيقى العربية.
وفي دورته الرابعة والعشرينالتي انعقدت عام 2015 شاركت في المهرجان ثماني دول عربية، وأقيمت خلال فترته23 حفلًا غنائيًّا وموسيقيًّا على مسارح أوبرا القاهرة ودمنهور والإسكندرية.
ومن أبرز الأسماء التي شاركت في المهرجان المغنية المغربية سميرة سعيد، والمغني التونسي صابر الرباعي، والمغنية المصرية أنغام، كما شارك الموسيقي اللبناني مارسيل خليفة بعد غياب 15 سنة.
2- مهرجان جرش- الأردن
يستغل مهرجان جرش للثقافة والفنون بالأردن المدينة الأثرية التي يعقد بها كمكان أثري جذاب في إقامة الحفلات الغنائية التي يقدمها، وبجانبها تقام العديد من العروض الفولكلورية الراقصة ورقصات الباليه والأمسيات الموسيقية والشعرية.
وكانت بداية المهرجان متواضعة في عام 1983م وقامت جامعة اليرموك برعايته، ليتطور بعد ذلك إلى مهرجان رسمي ترعاه وزارة الثقافة الأردنية، ويعقد المهرجان في يوليو من كل عام، وخلال دوراته السابقة أحيا حفلاته عشرات الأصوات العربية الهامة مثل: فيروز، صباح فخري، محمد عبده، نجاة الصغيرة، وردة، ماجدة الرومي.
3- مهرجان قرطاج الدولي- تونس
“أم كلثوم، فيروز، عبدالحليم حافظ، الهادي الجويني” تعكس الأسماء السابقة عراقة مهرجان قرطاج الدولي السنوي للموسيقى حيث استضافهم في دوراته السابقة، والتي بدأت منذ عام 1964م، وما زال المهرجان يتميز حتى اليوم بانتقائه للفنانين الذين تظهر أسماؤهم في جدول حفلاته.
وينعقد مهرجان قرطاج كل عام في الفترة الممتدة ما بين منتصف أغسطس إلى منتصف يوليو، وتقام فعاليته في المسرح الأثري بقرطاج في تونس، والذي أعيد ترميمه في بداية القرن العشرين.
4- مهرجان فاس للموسيقى الروحية- المغرب
يعتبر مهرجان فاس للموسيقى الروحية من أهم مهرجانات الموسيقى الروحية على مستوى العالم، ويحيه أشهر المغنين وفرق الموسيقى الدينية والروحية من شتى بقاع العالم في أشهر المواقع التاريخية في مدينة فاس المغربية.
واكتسبت مدينة فاس نتيجة استضافتها للمهرجان شهرة واسعة كمدينة للصداقة والتعايش بين الأديان، وشارك في الدورة الحادية والعشرين للمهرجان والتي عقدت في مايو 2015 خمسمائة فنان من مختلف دول العالم، قدموا حوالي 50 عرضًا.
ووجهت العديد من الانتقادات إلى المهرجان من ضمنها المبالغة في الميزانية التي وصلت في بعض الأحيان إلى ملايين الدولارات، مما جعل البعض يرون أن ذلك غير منطقي في ظل وجود أحياء وشوارع في مدينة فاس يعاني ساكنوها من الإهمال والفقر.
5- مهرجان القدس للموسيقى- فلسطين
يقام المهرجان كل سنة في موقع قبور السلاطين الأثري في مدينة القدس منذ عام 1995، وتقوم بتنظيمه مؤسسة “يبوس” للإنتاج الفني، وتشارك فيه الكثير من الفرق الشعبية والفنية العالمية والعربية.
وفي الدورة السادسة عشر التي عقدت عام 2012 شاركت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في حفل الافتتاح عبر الأقمار الصناعة في دلالة رمزية على كسر الحصار الثقافي الذي تعاني منه مدينة القدس.
6- مهرجان بعلبكالدولي- لبنان
يعد مهرجان بعلبك الدولي السنوي من أقدم المهرجانات العربية؛ حيث تم افتتاحه رسميًّا في صيف 1956، وأسسته زلفا شمعون زوجة رئيس الجمهورية اللبنانية السابق كميل شمعون.
واستقطب المهرجان منذ بدايته أهم المغنيين والراقصين العالميين، إضافة إلى أشهرأعمال الأوبرا، كأوبرا باريس وميلانو. كما استضاف عمالقة الغناء العربي مثل: أمكلثوم، وفيروز، ووديع الصافي، وصباح فخري. وتوقف المهرجان خلال فترة الحرب اللبنانية لفترة بلغت 22 عامًا وعاد من جديد في عام 1997 ليستمر حتى اليوم.
7- مهرجان أبها الغنائي- السعودية
انطلق مهرجان أبها الغنائي في صيف 1998م بمشاركة ستة عشر فنانًا من السعودية والخليج على مسرح “المفتاحة” بمدينة أبها، ونجحت حفلاته في استقطاب العديد من المصطافين بالذات من السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعرض المهرجان للإيقاف عدة مرات كانت أولها في عام 2000 عندما سقط الفنان السعودي طلال مداح مغشيًا عليه على خشبة المسرح أثناء غنائه فتوقف المهرجان لمدة أسبوع، وفي عام 2005 ألغي المهرجان بعد وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، وأما في عام 2006 فتم إلغاؤه بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان.
كانت نهاية المهرجان عام 2009، عندما أعلن أميرمنطقة عسير عن إلغاء الحفلات الغنائية بشكل نهائي في مهرجان أبها السياحي، نافيًا أن تكون الحفلات الغنائية هي إحدى الفعاليات المهمة.