تعرّض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورجاله من مسؤولين في نظامه، إلى مواقف خرجت عن النص، يمكن وصفها بـ«المزعجة» أو «المحرجة» أو«البايخة» بالعامية المصرية، وتسبب بعضها في الحرج للسيسي ورجاله مثيرًا السخرية.
عندما تحدث السيسي بالإنجليزية
خلع السيسي البزة العسكرية، واستبدل بها البدلة المدنية، ليبدأ مشواره في الترشح لرئاسة الجمهورية. في مايو (أيار) 2014، أجرى مراسلان لوكالة الأنباء العالمية «رويترز» حوارًا مصورًا مع السيسي، واستهلوا الحوار بالإنجليزية بسؤالٍ محدد يحتاج إجابة أكثر تحديدًا مفاده «من المرجح جدًا أن تكون رئيس مصر المقبل لذا أريد أن أبدأ بسؤالك ما أولوياتك لأول مائة يوم، وكم من الوقت ستحتاج لتحقيق تغيير حقيقي في حياة المصريين؟».
إجابة السيسي جاءت عامة مستخدمًا ما أسعفه من مصطلحاتٍ إنجليزية «بسيطة وعامة»، عندما ردّ «دعني في البداية أشكرك على تلك المقابلة، أنا أرحب بكم في مصر، دعني أقدم نفسي، اسمي عبد الفتاح السيسي أنا مواطن مصرى يحب بلده وشعبه، وأريد أن أخدمهم بضمان الديمقراطية والحرية ودور وسيادة القانون وأسلوب معيشة أفضل» ولم يستمر حديث السيسي بالإنجليزية طويلًا حتى قال «من فضلكم دعوني أتحدث باللغة العربية».
مثلت تلك الجمل الإنجليزية المقتضبة للسيسي، أول وآخر ظهور مصور للسيسي يتحدث فيه بالانجليزية، وهو ظهور استمر لنحو 35 ثانية، يمثل أقل ظهور لرئيس أثناء حديثه بالانجليزية في تاريخ جمهورية مصر العربية.
رئيس الوزراء الايطالي يمسك هاتفه أثناء حديث السيسي
في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2014، وبعد أشهر قليلة من تولي السيسي رسميًا حكم مصر، زار السيسي إيطاليا التي كانت أحد أكبر الداعمين لنظام السيسي، قبل اندلاع أزمة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر. وأثناء حديث السيسي في المؤتمر الصحافي الذي جمعه برئيس الوزراء الإيطالي، تجاهل الأخير حديث السيسي لنحو 30 ثانية، تصفح خلالها هاتفه، دون أن يرتدي سماعة الترجمة، التي ارتداها بعد نحو نصف دقيقة من بدء السيسي حديثه.
«السيسي سفّاح»
في يونيو (حزيران) 2015، زار الرئيس السيسي ألمانيا، وسط ضغوط برلمانية وحقوقية رافضة له في الأوساط الألمانية، وهي ضغوط جعلت من صحيفة ديرشبيجل الألمانية تصفه بأنه «ضيف ثقيل الظل في برلين». وفي نهاية المؤتمر الصحافي الذي جمعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، هتفت فتاة مصرية تدعى فجر العدلي، بالألمانية «السيسي سفاح.. السيسي نازي.. السيسي فاشي»، وبالعربية «يسقط يسقط حكم العسكر»، اللافت أن تلك الكلمات المناهضة للسيسي سرقت الاضواء، ولفت الانتباه، وانتشرت بشكل واسع في الصحف الألمانية والعالمية.
أغضب الموقف مؤيدي السيسي بالطبع، ليرفع المحامي سمير صبري المؤيد للسيسي دعوى لاسقاط الجنسية عن فجر بعد أيام قليلة من كلماتها، قبل أن ترفض الدعوى محكمة القضاء الإداري في 20 مارس (آذار) 2016.
السيسي يصفِّق وحيدًا!
يبدو أن الحظ العاثر يرافق السيسي في ختام مؤتمراته الصحافية مع ميركل، فبعد هتاف فجر في ألمانيا، وقع السيسي في موقفٍ محرجٍ آخر، في ختام المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع ميركل أثناء زيارتها إلى المصر، الذي حل في الثاني من مارس (آذار) 2017.
ففي جوٍ عامٍ من تصفيق الحضور المصاحب لخطابات السيسي، اعتاد الرجل على «التصفيق» حتى في المؤتمر الصحافي، لدرجة أنه في ختام المؤتمر الصحافي مع ميركل «صفّق هو بنفسه وحيدًا» ولكن أحدًا لم يصفق معه!
السيسي يُسلِم على الهواء!
خلال زيارة السيسي، للبرلمان الياباني في فبراير (شباط) 2016، صعد السيسي إلى منصة البرلمان الياباني، تمهيدًا لإلقاء كلمة أمام البرلمان، ومدّ السيسي يده لمصافحة رئيس البرلمان الياباني، ولكن الأخير أدار ظهره وابتعد، مما أثار ضحك السيسي، والحضور، وتصفيقهم لتخفيف «الحرج» المصاحب للموقف.
« موبايل بكاميرا»
في سبتمبر (أيلول) الماضي، وقبيل لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالسيسي، في الهند، تفاجئ كيري بسؤالٍ وجهه أحد حراس السيسي له، «هل لديك هاتف محمول بكاميرا؟» ليرد كيري «ماذا؟»، ليكرر الحارس سؤاله، ولكن كيري تجاهله للقاء السيسي في غرفةٍ مليئةٍ بالكاميرات، التي لم تتوقف عن إلتقاط الصور للقائهما، وأصبح سؤال حارس السيسي محل سخرية كبير في عدد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
«أزمات ياسر»
بصوتٍ عسكريٍ متحمس، وملامح جادة وحازمة، قال العقيد ياسر وهبة في حضور السيسي «كلما اشتدت الشدة شدة، كلما خرج من رحمها رجالٌ أكثر جلدًا وشدة، فمرحبًا بالشدائد وأهلًا بالأزمات، التي تجعل الأمة كلها تصطف صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص» وجاءت كلمات ياسر، في ديسمبر (كانون الأول) بعد أقل من ثلاث أيام من تفجير الكنيسة البطرسية الذي أدى لمقتل 29شخص، وتبناه «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».
وفي آخر كلمات ياسر، لم يستطع السيسي أن يوقف نفسه من الضحك، قبل أن يقاطعه ضاحكًا «إحنا مش عايزين أزمات يا ياسر ..أهلًا إيه؟.. لا عايزين أزمات ولا عايزين شدائد يا ياسر» ليُثار ضحك الحضور، وتتحول ملامح ياسر من الشدة والحزم، إلى الارتباك والضحك!
«اوركسترا الجيش المصري تدمِّر الأناشيد الوطنية»
في واحدة من أكثر الأوقات رسمية، خلال اللقاءات الرسمية والدبلوماسية بين زعماء الدول، هي وقت عزف النشيد الوطني، فلا صوت يعلو فوق صوت ألحان النشيد. يقفُ الزعماء منتبهين للنشيد الوطنيّ، وهي وقفة تعبر بشكلٍ أو بآخر عن احترام وقيمة ورمزية النشيد الوطني للدول وزعمائها، فلا مجال للخروج عن النص.
ولكن الأمر بدى مختلفًا على ما يبدو لأوركسترا الجيش المصري التي تعزف الأناشيد الوطنية للدول التي تستضيفها مصر، في حضور زعماء تلك الدول، إذ تباينت طريقة عزف أوركسترا الجيش المصري للنشيد الوطني للدولة الزائرة لمصر، من تلك الطريقة التي يُعزف بها النشيد الوطني في موطنه الأم.
وهو أمرٌ لاحظته صفحة تحمل اسم «إن ذا ناو» (In the now) على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ، لتنشر فيديو أظهر انحرافًا «مزعجًا» لأوركسترا الجيش المصري في عزفها للأناشيد الوطنية لدول ألمانيا وفرنسا وروسيا، في حضور زعمائها المستشارة الأمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين.
وجاء الفيديو تحت عنوان «أوركسترا الجيش المصري تدمر الأناشيد الوطنية» وكتبت الصفحة إنها «تشعر بالسُخف»، ومع أن عدد المعجبين بالصفحة تعدى المليون ونصف بعدَّة آلاف، إلا أن الفيديو حقق انتشارًا واسعًا، ليقترب من 10 مليون مشاهدة، بتعديه 9.7 مليون مشاهدة.
[c5ab_facebook_post c5_helper_title=”” c5_title=”” id=”” url=”https://www.facebook.com/inthenow/videos/774797032670668/” width=”446″ ]
انت متهم بقضية فساد !
«وزير الزراعة بحكومتكم الموقرة يستقيل بعدما أُثيرت حوله شُبهات الفساد، حضرتكم عينتم هذا الوزير ، وحضرتكم متهم رئيسي بأكبر قضية فساد فيما يُعرف بالقصور الرئاسية …». كان هذا أحد الأسئلة التي تلقاها رئيس الوزراء المصري السابق إبراهيم محلب، المتهم في «القصور الرئاسية»، القضية الوحيدة التي أدين فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك، وجاء السؤال من صحفي تونسي في مؤتمر صحافي جمع بين رئيسي وزراء مصر وتونس، وقع في سبتمبر (أيلول) 2015.
وقبل أن يُكمل الصحفي سؤاله انسحب محلب من المؤتمر وغادر القاعة، كان ذلك قبل 3 أيام فقط من تقديم محلب لاستقالته. قبل أن يتم تعيينه مُساعدًا لرئيس الجمهورية في المشروعات الاستراتيجية والقومية.
«end of text»
في سبتمبر (أيلول) 2015، وبعد حادثة مقتل ثمانية سياح مكسيكيين، بعد استهدافهم بالخطا من مقاتلات مصرية، ومع توتر العلاقات المصرية المكسيكية، وقع وزير الخارجية المصري سامح شكري في موقف محرج خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع نظيرته المكسيكية في القاهرة.
ففي ختام إلقاء البيان المصري بالانجليزية، قال شكري «end of text» أي نهاية النص، وهي جملة إرشادية للقارئ لتنبيهه إلى إيقاف الكلام ونهاية البيان، ولكن شكري قالها بصوتٍ عالٍ مع نهاية إلقاء البيان.
اقرأ أيضًا: كيف انهارت مكانة مصر الدولية في عهد السيسي.. 15 موقفًا يشرح لك