لأن الانتصار اليوم أصبح للمعلومات دائمًا؛ فالأوراقُ الاستخباراتية باتت جزءًا كبيرًا من المعارك السياسية، والوثائق «السرية للغاية» المُسربة كانت قادرة في كل مرة على إحداث الأزمات الدولية، وتغيير السياسات الخارجية بعد إحراج كبير للأشخاص ذوي النفوذ؛ والتسريبات تُخبرنا على سبيل المثال أن أوباما تجسس على 35 قائدًا، وأن الولايات المتحدة فشلت في تعطيل برنامج إيران النووي في عام 2006.

التسريبات أيضًا تؤكد أن هناك قادة عربًا متورطون في إخفاء مليارات الدولارات؛ وأنّ هيلاري كلينتون تلقت أسئلة المناظرات مُسبقًا خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة؛ كما أن بوتين يمتلك فضائح جنسية خاصة بترامب.

في هذا التقرير نشرح لك قوة التسريبات «كسلاح فعّال» في التأثير على الأحداث السياسية، بدءًا من «ويكيليكيس»، وحتى المعلومات الأخيرة المُسربة من حساب السفير الإماراتي بشأن التعاون مع إسرائيل.

1- كيف تغيّرَ العالمُ كثيرًا بعد «ويكيليكس»؟

«تستطيعُ بسهولة التواصل مع صاحب المنظمة التي تهدد مؤسسات السلطة التقليدية في العالم»

البداية كانت مجموعة من الأفكار راودت مجموعة من الصحافيين وعلماء الرياضيات والمُبرمجين من عدة دول مختلفة عبر الإنترنت حول مبدأ: «المعلومات التي تحتفظ بها الحكومات يجب أن توزع بحرية على الشعوب»، لذلك كانت البداية في عام 2006، عندما أسس الصحافي جوليان أسانج – 46 عامًا – موقع «ويكيليكس»، ليكون أداة موّحدة حول العالم لنشر الوثائق السرية، لمكافحة الفساد الحكومي والمؤسسي؛ ولأن لكل حربٍ شعارًا أخلاقيًا، فقد استمدت المجموعة المجهولة قوتها من المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تنص على أن «لكل شخص الحق في حرية استقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.

 

 

التسريبات كانت سلاحًا مؤثرًا في ثورات الربيع العربي في عام 2011، خاصةً في الثورة التونسية، فلم يكن بائع الفاكهة وحده هو الذي أشعل الاحتجاجات، وإنما ما نقلته السفارة الأمريكية في تقاريرها المُسربة عام 2008 عن فساد بن علي وأسرته، كان أيضًا وسيلة ضغط على المجتمع الدولي كي يقف بعيدًا عن الاحتجاجات التي وصلت إلى سوريا واليمن؛ أيضًا «أسانج» يعتقد أن موقعه ساهم في تأجيج الغضب في الشوارع، لكن هذه ليست أكبر انتصاراته.

في عام 2010، أفرج الموقع عما يقرب من 400 ألف وثيقة عن حرب العراق، تعتبر التسريب الأكبر في التاريخ العسكري الأمريكي؛ وكشفت المعلومات أن القوات الأمريكية قتلت أكثر من 400 ألف معظمهم من المدنيين، كما أظهر فيديو مُسرب أن مروحيتين من طراز أباتشي أطلقت النيران على مجموعة من المدنيين كان فيهم اثنان من صحفيي «رويترز»، بالرغم من أن اللقطات أظهرت بوضوح أن هناك صحافيين ضمن المجموعة يحملون «كاميرات».

 

 

وفي نفس العام أصدرت «ويكيليكس» يوميات الحرب الأفغانية، وثيقة حول الحرب التي تشنها الولايات المتحدة في أفغانستان، وكشفت التسريبات التي تجاوزت 90 ألف وثيقة، عن مقتل أكثر من 30 ألف مدنيٍ، كما أظهرت أن القوات الأمريكية أطلقت النيران بعشوائية، بينما كانت الغارات الجوية قد قصفت البيوت مرارًا دون تحديد، ورأى البعض أن التسريبات العسكرية لن تجعل الولايات المتحدة قادرة على التورُّط باحتلال دولة مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل عندما رفضت إدارة أوباما في عام 2012 إرسال قوات برية للعراق لمحاربة «تنظيم الدولة الإسلامية – داعش»، وهي الآن تقاتل ضمن قوات التحالف الدولي لإخراج التنظيم من آخر معاقله في الجانب الغربي من الموصل.

وخلال العامين الماضيين عاد «ويكيليكس» بقوة بعد الأزمة الاقتصادية التي أصابته؛ حيث سُربتْ 500 ألف وثيقة سرية لوزارة الخارجية السعودية، ساهمت في إحراج المملكة مع دول الجوار، حيث كشفت عن دور المال السياسي في التأثير على عدد من وسائل الإعلام الإقليمية، ومنع نشر تقارير إعلامية لا تروق لسياساتها، بما في ذلك جهود لمواجهة وسائل الإعلام غير الصديقة وعرقلة بثها عبر الأقمار الصناعية.

وصاحب الموقع الشهير يعتقد أن «ويكيليكس» فوضوي بالمعنى الخالص، ويرى البعض أنه نجح في التمهيد لثورات الربيع العربي، كما كشف عن الوجه «القبيح» للسياسة الأمريكية في حرب العراق، وساهم في توضيح الصورة الحقيقية لمواقف الأنظمة العربية القائمة؛ تُرى كيف كانت ستتغير مجريات الأمور لو لم يكن «جوليان أسانج» في حياتنا؟

اقرأ أيضًا: أبرز 10 وثائق ويكيليكس من داخل «الخارجية السعودية» عن اليمن

2- تسريبات «بنما».. كم تبلغ ثروات الزعماء العرب؟

«الفساد طال دولًا عربية من بينها السعودية والإمارات وقطر».

تعتبر وثائق «بنما» هي أكبر تسريبات صحافية في التاريخ قام بها مصدر مجهول لم يُكشف عنه حتى الآن، حيث قام بتسريب 11.5 وثيقة خاصة بشركة «موساك فونسيكا» للخدمات القانونية في بنما، طالت 72 من القادة والشخصيات العامة حول العالم، وهي شركة تمتلك منظمة مصرفية تقوم على إدارة المليارات بصورة يصعب تعقبها، ولا يمكن تحديد المستفيد النهائي منها، عن طريق تحويل الأصول إلى شركات وهمية بأسماء غير أسماء مُلّاكها الحقيقيين.

قائمة قادة الدول المتورطين مباشرةً في «وثائق بنما» (المصدر: الاتحاد ICIJ)

 

ولأنها حسابات تتمتع بسرية تامة لا تخضع لأي قوانين خاصة بالمراقبة، فقد جذبت أصحاب الفساد من كافة الدول، لذلك قامت صحيفة ألمانية بتوزيع البيانات الهائلة على 107 مؤسسة صحافية لتحليلها، تحت إشراف الاتحاد الدولي للتحقيقات الاستقصائية، واستمر العمل الصحافي أكثر من عام، ونُشر في أبريل (نيسان) عام 2016.

ومن ضمن الأسماء العربية التي كشفتها التسريبات هم؛ الملك سلمان بن عبد العزيز، وملك المغرب محمد السادس، ورئيس دولة الإمارات الأمير خليفة بن زايد آل نهيان، و أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الأسبق حسني مبارك وبعض أفراد عائلته، ورئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، إضافة إلى رئيس وزراء الأردن السابق علي أبو الراغب، وعائلات الرئيس السوري بشار الأسد.

لكي تتعرف أكثر عن كيف تُهرب الأموال العربية للخارج، اقرأ التقرير التالي: «ميديل إيست آي»: ماذا تكشف وثائق بنما عن فساد قادة العرب؟

وبرغم التجاهل والهدوء الذي أصاب الدول العربية عقب التسريبات، ما عدا تونس التي قامت بفتح تحقيقات، والمغرب التي منعت التظاهرات؛ فقد أثارت الوثائق ردود أفعال قوية على الصعيد الدولي، كان أبرزها الاحتجاجات أمام البرلمان الأيسلندي، التي طالبت رئيس الوزراء السابق، سيجموند جونلوجسون بتقديم استقالته، على وقع إدانته، حيث كشفت الوثائق امتلاكه وزوجته شركة مسجلة في الخارج، كانت غطاءً شرعيًا لتهريب ملايين الدولارات في صورة أصول عائلية، واضطر «سيجموند» في النهاية لتقديم استقالته.

التسريبات أثرت أيضًا على القرارات الاقتصادية، فبخلاف التحقيقات الواسعة التي طالت عددًا من الشخصيات العامة والشركات الكبرى، أعلنت الولايات المتحدة عن إجراءات جديدة، تستهدف منع المجموعات متعددة الجنسيات، من التهرب الضريبي عبر إقامة مقار لها في الخارج، عن طريق شراء شركات في دول تفرض ضرائب متدنية كأيرلندا وهولندا، مع الاحتفاظ بنشاطاتها وهيئاتها الإدارية في أمريكا.

الضجة التي أثارتها تسريبات «بنما» بشأن الفساد المالي العالمي لا تزال مستمرة، ومن المقرر أن يتم نشر بقية الوثائق قريبًا؛ لكن الفضيحة التي سربها «إدوارد سنودن» بشأن تجسس «السي آي إيه» طالت عددًا أكبر من ضحايا «بنما».

اقرأ أيضًا: تأثير مستمر لوثائق بنما المُسربة: استقالات في أوروبا وتونس تكسر تجاهل العرب

3- تسريبات الاستخبارات الأمريكية.. «الثغرة السوداء»

«شركة آبل رفضت أن تُعطي الإف بي إيه ثغرة أمنية لاختراق هواتفها».

لم يكن أحدٌ قبل عام يعلمُ أن الاستخبارات الأمريكية تقوم بالتجسس على ملايين البشر حول العالم بطريقة ما؛ فقصة الصدام الشهيرة بين شركة «آبل» ومحكمة العدل الأمريكية كانت قد أوحتْ بذلك، إذ رفضت الشركة في فبراير (شباط) من العام الماضي أمرًا فيدراليًا أمريكيًا يقضي باختراق جهاز الآيفون الخاص بأحد المتورطين في تفجيرات كاليفورنيا؛ وعلّقت الشركة أن هذا الاختراق سيقوِّض حق المستخدمين في الحفاظ على سرية بياناتهم، وسيقوض التشفير ويوفر الفرصة للحكومات لاختراق هواتف أخرى مستقبلًا، كما أنه يُشكك في مصداقية الشركة مع عملائها في جميع أنحاء العالم.

 

 

لكن الحقيقة التي كشفتها تسعة آلاف وثيقة سربتها «ويكيليكس» من داخل الـ«سي آي إيه»، أنّ وكالة المخابرات المركزية تعاونت مع المخابرات البريطانية في هندسة طريقة لاختراق أجهزة التلفزيون الذكية وتحويلها إلى أجهزة مراقبة.

وتضمنت الوثائق معلومات عن:

1- اختراق نظام التشغيل الخاص بالجيل الجديد من أجهزة تلفاز سامسونج الذكية، وتفعيل ميكروفونات تعمل حتى في حالة إطفاء الجهاز، فحتى وإن كان الجهاز لا يعمل، فإن وكالة الاستخبارات الأمريكية ما زالت تمتلك القدرة على استخدام النظام لتسجيل الأصوات في الغرفة التي يوجد فيها التلفاز، وقد خسرت الشركة مبالغ طائلة نتيجة التسريبات.

2- اختراق نظام تشغيل (Windows)، بالإضافة إلى جميع مُنتجات مايكروسوفت على حاسبك الآلي فهي تحت سيطرة (CIA)، كما أن المُبرمجين قاموا بزرع برمجيات خبيثة على الإنترنت بين الألعاب والبرامج الشهيرة الشائعة، وفي حال قمت بتحميل البرنامج من على الإنترنت، فأنت قد أصبحت على الأرجح فريسة سهلة.

3- اختراق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية مثل (IOS) و(Android)، بالرغم من أنها تستخدم خاصية «end to end security» أي أن المحادثات التي تقوم بها مشفرة ولا يمكن لأحد أن يعترضها، حتى الشركة نفسها، لكن وكالة الاستخبارات وجدت ثغرة منطقية أخرى، فيمكنهم اختراق الجهاز نفسه ثم يراقبون رسائلك.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة تعتبر جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، على قائمة أعداء أمريكا، واعتبرت أن موقعه يشكل تهديدًا للأمن القومي، فيما لم تقم محكمة العدل الأمريكية بمقاضاة الإدارة الأمريكية بعد ثبوت تورطها في السيطرة على مواطنيها، لكن الشركات الكبرى أعلنت عن تحديث تطبيقاتها بما يتوافق مع درجة أمان عالية تمنع اختراقها مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: 5 أسئلة تشرح لك كيف زلزلت تقارير ويكيليكس الـ«سي آي إيه»

4- تسريبات السراب البعيد

«الولايات المتحدة لا تشك في أن روسيا وراء تسريبات الانتخابات الأمريكية والفرنسية الأخيرة».

أظهرت الأحداث الأخيرة قوة التسريبات ودورها الفعال في التدخل البعيد في السياسات الداخلية للدول، فلم يعد الأمر يقتصر على التجسس الخفي على الحكومات، بل تطور إلى قيام قراصنة مجهولين باختراق المواقع الرسمية للدولة، أو للشخصيات العامة، وتسريب وثائق تؤدي لغضب الرأي العام وتوجيهه لمصلحة الدولة التي تقوم بالقرصنة.

فبينما كانت المرشحة الخاسرة تستعدُ لاستغلال المقطع الصوتي الذي أظهر ترامب وهو يُهين المرأة، كشفت تسريبات «ويكيليكس» قيام كلينتون باستخدام بريدها الإلكتروني الخاص في المراسلات الرسمية، كما تضمنت الرسائل التي سُربت آراءها بشأن رضاها عن اتفاقية التجارة الحرة التي يعتقد الأمريكيون أنها أضرت باقتصاد بلدهم؛ كما كشفت التسريبات أيضًا عن الموقف الحقيقي إزاء المملكة السعودية والتي اعتبرتها المصدر الرئيس لأيديولوجيا الإرهاب في العالم.

جدير بالذكر أن وزيرة الخارجية السابقة كانت تردد بأن الرياض هي أقرب حلفائها في الشرق الأوسط، وجدير بالذكر هنا أن السعودية موّلت الحملة الانتخابية لـ«كلينتون» وكانت رافضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبعد أن وجّهت الاستخبارات الأمريكية أصابع الاتهام إلى روسيا، استعدت القارة العجوز لتحصين نفسها منعًا من التدخل الروسي؛ وبالرغم أن فرنسا هي أكثر دولة أعلنت عن رفع استعداداتها الإلكترونية، إلا أن القراصنة استطاعوا أن يخترقوا فترة الصمت الانتخابي عن طريق نشر آلاف الرسائل الخاصة ببريد الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون، لكن وسائل الإعلام لم تلتفت للتسريبات خلال فترة الصمت، كما أن الأحزاب اليمينية المتطرفة لم تستطع التأثير لتغيير نتيجة الانتخابات، لأن التسريبات لم تحمل فضائح أو شيئًا هامًا.

المثير للانتباه، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية، قام بالهجوم على كل من إيران وحزب الله والرئيس السوري بشار الأسد، لكنه تجاهل بوضوح روسيا، بالرغم من أنها لاعب رئيس في الملف السوري، مما جعل البعض يتساءل عن حقيقة الابتزازات غير المُعلنة بين الجانبين.

وبالرجوع إلى الأيام الأولى لتسلم ترامب الحكم، فإن الصحف الأمريكية نشرت تسريبات أكدت أنها بحوزة الاستخبارات الروسية، وتفيد الوثائق بتورط الرئيس الأمريكي في «حفلات جنسية منحرفة»، وبالرغم من امتلاك الولايات المتحدة الأمريكية أقوى مؤسسات أمنية وأقوى جهاز استخباراتي، إلا أنها فشلت في التصدي للاختراق الروسي للساحة الأمريكية، كما أنها أيضًا فشلت في صد الهجمات الإرهابية لتنظيم الدولة على أراضيها، وحتى الآن فروسيا تقوم باحتلال الفضاء الإلكتروني دون التعرض لهجمات «ويكيليكس».

اقرأ أيضًا: «تسريبات ترامب».. جدران أمريكا تتهاوى أمام روسيا

5- إلى أين تقودنا تسريبات «العتيبة»؟

لم تكد تمر أيام على اختراق وكالة الأنباء القطرية، وقيام قراصنة مجهولين باستخدام عنوان بريدي على موقع «رو إيميل»، المرتبط بروسيا، لنشر تصريحات وصفها أمير قطر بالمغلوطة، حتى سارعت بعض الدول العربية إلى اتخاذ موقف ضد الدوحة، وهو ما رآه المحللون بأن الرياض وأبو ظبي بعد زيارة ترامب تسعيان لفك أي صداقات أخرى قد تؤثر عليهما.

بعدها فوجئت الإمارات بتسريب انتشل قطر من دائرة الضوء، إذ أظهرت التسريبات الأخيرة أن الإمارات وإسرائيل وجدت أرضية مشتركة للتقارب، فكلاهما يرفض الاتفاقية النووية مع إيران، إضافة للرغبة في تحجيم دور الحركات الإسلامية، والمثير في الوثيقة أن السفير طلب من الساسة الأمريكيين نقل القواعد العسكرية من قطر.

وبعد التصعيدات الرسمية من كل من السعودية والإمارات والبحرين واليمن ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، فازت إسرائيل لأول مرة بظهور خبير سعودي على شاشاتها مُعلقًا على قطع العلاقات، لكن مراسلات «العتيبة» الأخيرة بشأن سخريته من فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تكون ورقة رابحة للدوحة، وما زالت التسريبات مستمرة.

اقرأ أيضًا: «بلومبيرج»: لماذا قطعت دول خليجية علاقاتها مع قطر؟ 11 سؤالًا يشرح لك

المصادر

تحميل المزيد