” انتبه عزيزي القارئ: قد تجد بعض النساء تعبير “ربة منزل” مهين لأنه يحصر دور الزوجة والأم في أعمال المنزل فقط، ويحط من دورها الأهم كأم. لذا تستخدم الكاتبة تعبير “أم مقيمة بالمنزل” أي أم لا تعمل خارج المنزل؛ فوظيفتها أم، و مقر عملها المنزل”
لكل شيء ثمن؛ وبعض الأشياء لا يمكن تثمينها عن بعد، بل لابد أن تختبريها أولًا لتدركي قيمتها الحقيقية. تجتهدين في الدراسة لتحصلي على حياةٍ مهنيةٍ ناجحةٍ في نهاية المطاف. تتزوجين وتنجبين طفلًا واثنين، وربما تتناقشين مع زوجك في خياراتكما في تقسيم المسؤوليات، فيظهر مشروع قرار بتركك العمل وتولي مسؤولية البيت والأولاد. لست وحدك في هذا السيناريو، وبالتأكيد لستِ وحدك في حيرتك. لكن، قبل اتخاذك القرار تعرَّفي على ما هي حقيقة أن تصبحي أمًّا مقيمة بالمنزل بعد أن اعتدتِ العمل خارج المنزل. تحاول ليزا هوفرمان أن تُطلِعَكِ ما لم يخبرها به أحد عند قرارها بترك العمل فتقول:
الوظيفة الوحيدة التي لم أتخيل أنني سأحظى بها، حصلت عليها وبدوام كامل؛ أم لطفلين وفي طريقي لإنجاب الثالث. قررت أن أستقيل من عملي بأحد البنوك لرعاية أطفالي الصغار، على الرغم من أن ذلك القرار في صميمه يتعارض مع كل ما تربيت عليه، وما غُرِسَ بداخلي من قناعات استعدادًا لمرحلة البلوغ. فأنا تعلمتُ جنبًا إلى جنب مع الأولاد، وعملتُ بوظيفة مثلي مثل الرجال، ولم يُعجِزَني أي شيء حينها؛ إلا أنني قررت التخلي عن كل ذلك والبقاء في المنزل. هو أمر غاية في الصعوبة ولكنني فعلته.
لم أكن وحيدة في حيرتي بين متناقضين، الاستمرار بالعمل بمتطلباته ورعاية عائلتي الصغيرة في نفس الوقت، فالأمهات بأمريكا كلها تشاركني حيرتي. الآراء حول عمل الأمهات خارج المنزل وأطفالهن صغار متباينة بشدة، يرى 16 % فقط من الأمريكيين أن على الأم العمل بدوامٍ كامل حتى لو كان أطفالها صغار، بينما يعتقد ثلث الأمريكيين أنه من الأفضل أن تبقى الأم بالمنزل وتكرس نفسها لرعاية الصغار، بينما يرى 42% منهم أن الأفضل أن تعمل الأم بدوامٍ جزئي خارج المنزل.
سواء أكان قرارك البقاء بالمنزل أو العمل خارجه، هو يستند بالأساس على مجموعة من العوامل الشخصية العميقة والمتشابكة. لا أعتقد أنه بإمكان أي امرأة أن تملي على أخرى ما هو الأفضل لها. فأنا هنا أتحدث عن نفسي، وبالنظر فيما مضى، إليكم ما أتمنى لو كنت أعرفه قبل اتخاذ قراري بترك العمل.
1. ثقتي بنفسي ستُصاب في مقتل
في بداية مرحلة البلوغ، اعتقدت أن الثقة تنبع من داخل الفرد، حيث ينمو إدراكنا بأنفسنا من خلال تجاربنا في مرحلتي الطفولة والمراهقة، وتُصقَل ثقتنا الاجتماعية ومشاعر الكفاءة بتخرجنا من الجامعة؛ إلا أنني سرعان ما أدركت أن الثقة المهنية ما هي إلا وحش مفترس يحتاج إلى التغذية بالنجاحات المتتالية بانتظام. كأم مقيمة بالمنزل، لم يكن لدي ما أشبع به هذا الشره الذي وصل بثقتي في نفسي إلى أقصى درجات الانتكاس والتدهور. وبينما تنامَى إحساسي بالأمان كأم، وزادت ثقتي في قدرتي على توجيه ورعاية ثلاثة أولاد من الطفولة للبلوغ بنجاح، وجدتُ أنني على الجانب الآخر فقدت الثقة في قدرتي على تحقيق أي إنجاز خارج نطاق المنزل.
تَلقَّت ثقتي بنفسي الضربات المتتالية من كل جانب. أولًا، شعوري أن عالم الأعمال انطلق في ركبه فأصبحت منتهية الصلاحية بالنسبة له. ثانيًا، الخوف من أن لا أحد سيأخذ على محمل الجد شخص كل إنجازه الوظيفي أنه “أم”. وأخيرًا، عند محاولة عودتي للعمل بعد بضع سنوات من التوقف، وبعد إنجاب ولدين، اكتشفت أن كل من حولي صغار في السن بشكلٍ مدهشٍ وصادمٍ. فكل من كان بسني تقدم في حياته المهنية بشكل تجاوزني.
إلا أن أشد الضربات التي أصابت ثقتي بنفسي كانت غير متوقعة على الإطلاق. عندما يكون أطفالك صغار لا تتوقع أن يأتي يوم ويتساءل أبناؤك مَن أنتِ عدا كونك أم، لكن بالتأكيد سيأتي يوم يلاحظون فيه أنك أم وأيضًا مدرسة أو مديرة أو طبيبة. حينها، ليس هناك شيء أكثر إحباطًا من محاولة إقناع أبنائك أنكِ يومًا ما كنتِ ناجحة في عملك، عمل آخر بالإضافة إلى كونك أم، وأنك يومًا ما كنتِ شخص مهم ولو بقدرٍ متواضعٍ في ذلك العالم الكبير.
2. عالمي سيتقلص
أحد أعظم مباهج كونِك أم مقيمة بالمنزل هو غِنَى المجتمع المحيط بك بالآباء والأمهات أمثالك. يمكنك تكوين صداقات عميقة وربما تدوم لعقود، حتى لو كبر الأطفال الذين أوجدوا تلك الصداقات بالأساس وانتقلوا من المنزل. لكن دعونا نكن صادقين، معظم أصدقائنا كأمهات ستكون أمهات، وغالبًا من نفس أعمارنا، وبسبب السياق المعيشي والمدرسي الذي يجمعنا فغالبًا سيشاركوننا نفس الخلفية الاقتصادية والاجتماعية. بقاؤك في المنزل دون وظيفة خارجه ربما يزيد من عدد صداقاتك وعلاقاتك، لكنه أيضًا يحصرها في هؤلاء الذين يشبهونك، فتفتقر علاقاتك للتنوع.
بينما – على الجانب الآخر- العمل يوسع عالمنا في كثير من الأحيان. مكان العمل يَعج بالرجال والنساء من جميع الأعمار ومن خلفيات مختلفة. عالم الأعمال يعج باتصالات وعلاقات مع دوائر أوسع من الناس، ومِن ثَم فهو كفيل بأن يسمح لعلاقات أكثر تنوعًا أن تنساب لحياتك، والتخلي عن هذا العالم لتصبحي أمًّا مقيمة بالمنزل سيَعكِس بالضرورة تلك العملية من اتساع دوائر معارفِك.
3. شعوري بالتضاؤل كلما سألني أحد “ماذا تفعلين؟!”
في عالمٍ مثالي، سيتم الفصل بين الهوية والعمل المهني، فكلاهما مستقل عن الآخر. لكننا للأسف لا نعيش في عالمٍ مثالي، لذا نقع دائمًا فريسة الحكم على هوياتنا وفقًا لِمِهَنِنَا، فما بالِك لو ليس لك عمل مهني من الأساس! أنا أُحب التعرف إلى أُناس جُدد، لكن صرت أرهب أي تعارفات جديدة بسبب ذلك السؤال الحتمي “ماذا تعملين؟!” بالتأكيد يمكنني التهرب من الإجابة بالحديث عن إنجازاتي في الأعمال التطوعية أو عملي السابق أو تطلعاتي للمستقبل، أو ببساطة أصرخ بصوت عالِ “لا أعمل”. لكن أيًّا مما ذكرته سابقًا لن يسترعي انتباه أحد، فلا أحد يتهم بمعرفة ما كنت عليه في الماضي؟
ليس من اللطيف أن تنصرف النساء عن حديثك لكونك لا تعملين، لكنه أسوأ عندما يكون هذا التصرف من قِبَل الرجال. اكتشفت مؤخرًا أن النساء يحببن أن يجدن مساحات مشتركة مع الآخرين؛ وكذلك الرجال. فعلى سبيل المثال، تقابلين رجلًا في حفلة ما وتخبرينه أنك أم وربة منزل، وفي خلال 60 ثانية سيحاول التَمَلُص منك ليبحث عن شخص آخر يتكلم معه.
4. إحساسي أنني لم أكن قدوة جيدة لأبنائي
إحدى المسائل المُقلِقة باستمرار للأم غير العاملة هي خوفها من أنها ربما لا تكون القدوة المُثلى لأبنائها، وخاصة الفتيات. فبعدم استفادتها من تعليمها ستُشكِك بناتها في الغاية والقصد منه؛ الرسالة التي تقدمها لصغيراتها مفادها أن القواعد مختلفة بالنسبة للنساء، وأن كل الجهد المطلوب منهن في التعليم هو بلا فائدة في النهاية. ظَنَنتُ أنني تجاوزت تلك المشكلة لأنني لم أُرزَق بفتيات، لكنني على صعيد آخر تخيلت الرسالة التي أوصلها لأولادي عن العمل والرجال، وأنني كامرأة مُسَخَّرةٌ لخِدمة الزوج. لكنها فكرةٌ خاطئة.
أُريد لأبنائي أن ينظروا للمرأة – سواء بالعمل أو المدرسة- على أنها مساوية لهم في كل شيء. لكن رغم ذلك، ومع ظروف عمل زوجي، حاولت توعية أولادي بأن الرجال والنساء لهم مسؤوليات مختلفة وكلها تمثل تحديًا، فأحدهما استغل تعليمه ويتقاضى أجرًا مقابل عمله، والآخر لا يتقاضى أي أموال مقابل عمله. الأمر بيدي كأم أن أساعدهم في فهم دوري كامرأة في كل جانب من جوانب حياتهم؛ واجبي أن أثري دور المرأة في وجهات نظرهم.
5. البقاء في المنزل مع الأطفال الصغار مرهق
قبل أن أترك عملي، اعتدت أنا وزوجي أن نغادر المنزل معًا صباح كل إثنين متنفسين الصعداء. ولمدة 12 ساعة نعمل ونأكل ونقرأ ونتنقل بدون عبء المطالب المستمرة لطفلين دون سن الثانية. كانت أيام العمل نعمة، إذ تعتبر فاصل استراحة من البيت والأطفال الدارجين وعنائهم الذي نعيشه خلال العُطل الأسبوعية.
بالنسبة لمن قضى معظم حياته المهنية يعمل في مكتب حيث توجد الحمامات واستراحات القهوة المصممة خصيصًا لك، تعتبر الحياة مع الأطفال قاسية. فزملاء العمل بكل ترحاب سيدعونك تنهي مكالمة هاتفية أو بريد إلكتروني أو حتى تركك تنتهي من التفكير في أمر ما. لكن للأسف، ليس هذا هو الحال مع الأطفال. هم يرهقونك ويستنفذونك ويمتصون كل قطرة طاقة منك باحتياجهم الدائم للنشاط والاهتمام. لا يوجد رئيس عمل متطلب كثيرًا بهذا الشكل. (ورغم ذلك البقاء في المنزل له فوائده، فالأمهات العاملات لا يحصلن على وقت نومٍ كافٍ أو أي وقت فراغ).
6. حسد أولئك اللاتي أوجدن توازنًا بين حياتهن وعملهن
الحسد ليس صفة حميدة، إلا أنه من المحزن حقًا رؤية الأمهات العاملات يوصلن أبناءهن للمدرسة قبل ذهابهن للعمل كل صباح. بدأت أُلاحظ الفرق في اللبس، فها أنا لا أعمل وأرتدي سروال اليوغا وبلوزة كاجوال مريحة وأشعر بحالةٍ ممتازة، حتى تلك اللحظة التي أرى فيها إحدى الأمهات العاملات، وقد اهتمت بتصفيف شعرها بامتياز، وارتدائها ملابس رسمية للعمل. لا أقصد هنا المقارنة السطحية للمظهر قدر ما أقصد ما يمثله كل مظهر منهما. كان من الصعب حينها أن أشعر أنني تركت جزءًا هامًا من حياتي ينزلق بعيدًا.
الأم العاملة جعلتني أشعر بالسوء تجاه نفسي. لم أشعر بالازدراء تجاهها كما تقول الأسطورة، ولكن شعرت بالحسد. هي كانت قادرة على اكتشاف شيء ما في معادلة “العمل- الأطفال- المنزل” لم أتمكن أنا من معرفته. فهولاء نساء معاصرات من نفس عمري وتعليمهم ممتاز مثلي ومع ذلك استطاعوا إنجاح الأمر؛ لديهم أطفال رائعون – غالبًا أصدقاء لأطفالي-، لديهم حياة مهنية ناجحة، لديهم حياة مليئة بالأصدقاء، وعلاوة على ذلك بإمكانهم عمل مخبوزات رائعة مثلي، وذلك كلة كان يقتلني. لِمَ لستُ مثلهم؟
7. إلحاق ضرر دائم وأبدي بمستقبلي المالي
ذات صباح دخلت مكتب رئيسي بالعمل واستقلت. كان مهذبًا جدًا معي ومشجعًا، ودَّعت زملائي وأفرغت مكتبي، وبحلول الأسبوع التالي انتقلت من طابق الأعمال التجارية إلى طابق الألعاب بدون أية عوائق.
أحاول اليوم تخيل ما حدث لكن بالاتجاه المعاكس. هل من السهل أن تتحول الأم المقيمة بالمنزل لأم عاملة مجددًا؟ بالنظر لجموع النساء صاحبات المؤهلات العليا اللاتي تركن العمل، نجد حوالي ثلاثة أرباع فقط تمكنوا من العودة للعمل مجددًا، من بينهم أقل من النصف استطعن العمل بدوام كامل مجددًا. فسبل الخروج من مسار القوى العاملة كثيرة عند كل منحنى في طريق الحياة المهنية، لكن بمجرد أخذك أحد تلك المخارج فالانخراط مجددًا في مسار العمل صعب للغاية، ببساطة لأن المداخل قليلة جدًا ومكلفة للغاية.
غمرني سيل من رسائل متابعي مقالاتي تفيض بقصص ندم الأمهات على تركهن العمل. فعلى سبيل المثال، فقد الكثير من أزواجهن عملهم واضطروا للعمل برواتب ضئيلة لا تكفي عائلاتهم. وبعضهن بدأ أزواجهن يتأففوا من كونهم العائل الوحيد للأسرة ومن وقوع المسئولية المالية كلها على عاتقهم. ولعل الأكثر إيلامًا من كل ذلك قصص أُولئك اللاتي تطلقن. كل قصة طلاق مختلفة بتفاصيلها ولكنها جميعًا بشكل أو بآخر تخلص إلى: اتفاق الزوج والزوجة على تقسيم المسؤوليات، ثم لا تستمر تلك الاتفاقات لأن الزيجات نفسها لا تدوم، وسرعان ما تجدن النساء في الأربعينيات أو الخمسينيات أنفسهن في مواجهة سوق عمل هن غير مستعدات له، وفي نفس الوقت بصدد تسويات طلاق غير كافية لإعالتهن. هنا بالتحديد يشعرن بالندم الموجع، فهن من سمحن لأنفسهن أن يصبحن معتمدات ماليًا على شخص آخر، وهدمن إنجازاتهن وفرص عملهن في سوق العمل بأيديهن.
8. سأحب الوقت الذي أقضيه مع أبنائي.. لكن!
لا داعٍ لأن تذكر أي أب أو أم أن أيام وجود أبنائهم معهم في المنزل باتت معدودة، فهم على دراية بذلك. منذ لحظة ولادتهم يبدو أن الوقت يمر أسرع من ذي قبل، فلا وقت كاف للوالدين ليقضوه مع أطفالهم. وجدت بعض الأبحاث أن حوالي نصف الآباء يجدون صعوبة في الموازنة بين العمل والأبوة. أما بالنسبة لي، الوقت الذي أقضية مع أبنائي بالمنزل هو نعمة لن أستطيع التعبير عن مدى عمق امتناني بها.
لذلك، لست نادمة على قضاء الوقت معهم، ولا حتى ثانية واحدة من الندم. إذًا هل هي سنوات ضائعة؟! بالطبع لا. لكن، على الجانب الآخر، أندم يوميًّا على تركي العمل. وأتمنى لو أن أحدهم قال لي أنني من الممكن أن آسَف على شيء وفي نفس الوقت أكُن سعيدة أنني فعلته.
9. لكل شيء ثمن
أعلم تمامًا أنه لا شيء بلا ثمن، لكن ثمن بقائي بالمنزل لم يكن من السهل تقييمه؛ إلا إذا مررت به ودفعت الثمن بالفعل. ترك العمل أعطاني الحرية في إنجاز الأمور بالطريقة التي تمنيت متى أحببت. بالطبع كنت رهينة جداول المدرسة واحتياجات أطفالي الصغار، لكن في نهاية المطاف كان لدي من المرونة مع الوقت ما لا يتحملها ظروف أي وظيفة. تخليت عن عملي، وخسرت إنجازاتي في سبيل قضاء الكثير من الوقت مع ثلاثة أطفال صغار أحبهم أكثر من أي شيء بالعالم.
العديد من الأمهات يتركن عملهن لأسباب مختلفة. أحيانًا بعد خصم الضرائب يكاد يكفي المرتب تكلفة جليسة الأطفال. وعندما يفاضلن بين امتيازات العمل اقتصاديًا وبين ما يفوتهن من السنوات الهامة الأولى في عمر أطفالهن، والتي لن يستعيدوها مجددًا، يبدأ خيار ترك العمل يبدو هو الخيار الواقعي.
لكن، أعتقد أن تلك “المفاضلة” تحوي بين طياتها مغالطات كبيرة. فالحسابات الاقتصادية للعمل قد تبدو قاتمة في بداية عمل أي امرأة، وخاصة عند مقارنتها بتكاليف أماكن رعاية الأطفال أو حتى جليسة الأطفال. فما لم يكن راتب الأم ثابت، عليها أن تضع بالاعتبار الأرباح المستقبلية التي قد تكون أكثر بكثير مما تتقاضاه في بداية حياتها المهنية.
من الصعب أن تدركي أن كل تلك الفوضى والأعباء والأوضاع الصعبة عاجلًا ستنتهي وستتغير الحياة. الأبوة والأمومة أشبه بحرف “U”، تحتاج للعمل والتركيز في سنواتها الأولى وسنوات المراهقة، لكن في السياق العام بإلقاء نظرة شاملة على سنوات العمل الطويلة، تبدو فترات العناء قصيرة. وترك مجال العمل كليًّا هو حل يصحبه عواقب دائمة لمشكلة تَبين أنها مؤقتة.
من السهل جدًا في تلك اللحظة بينما نتخذ ذلك القرار أن نعتقد أننا وضعنا بالاعتبار كل تكلفة البقاء في المنزل وترك العمل، لكن مع الوقت نكتشف أن التكلفة حقًا مجهولة إلى أن يتم دفعها كاملةً.