هل تلاحظ أنك تشعر بالبرد أكثر من الأشخاص المُحيطين بك؟ هل تجد نفسك ترتدي العديد من الطبقات من الملابس، ويُخبرك من حولك بأن الجو ليس باردًا إلى هذا الحد، لكنك ترتعد ولا تستطيع التحمل؟ لا تُكذب شعورك، رُبما تشعر بالبرد بالفعل أكثر من المحيطين بك، وقد يكون هذا بسبب الإصابة بحساسية البرد، فقط تابع السطور التالية للتعرُّف أكثر إليها.

كيف يدفئ الجسم نفسه؟

قبل التعرُّف إلى حساسية البرد، دعنا نتعرف في البدء إلى الكيفية التي يدفئ من خلالها الجسم نفسه، يجري تنظيم درجة حرارة جسمك من خلال عدَّة أنظمة مختلفة، يعمل جزء من الدماغ يسمى «الوطاء» بمثابة منظم حرارة للجسم، فهو يرسل رسائل إلى الجسم تنظم إنتاج الحرارة.

يوجه الوطاء أيضًا الغدة الدرقية لزيادة التمثيل الغذائي في الجسم أو تقليله، تعد الغدة الدرقية جزءًا مهمًّا في عملية تنظيم درجة حرارة الجسم. يجب أن تعمل الغدة بشكل صحيح لحرق السعرات الحرارية في الجسم لتوليد الحرارة والطاقة، كذلك، فمن المهم أن يحدث تدفق الدم، الذي يساعد على توزيع الحرارة، ووجود بعض الدهون في الجسم، التي تساعد في الحفاظ على الحرارة أيضًا.

ما هي حساسية البرد؟

الحساسية تجاه البرد هو شعور أكثر حدَّة من الشعور الطبيعي بالبرودة، إذا كنت تعاني من هذا الأمر، فمن المُحتمل أن تجد نفسك تشكو من البرد بينما يشعر الآخرون من حولك بأن البرودة مُحتملة وليس كما تصف، أو حتى رُبما تجد المُحيطين يشعرون بالدفء، الأسوأ، أن مجرد إضافة طبقات إضافية من الملابس قد لا يُخفف من شعورك بالبرودة، من الممكن الشعور بحساسية البرد في أجزاء معينة من جسمك، مثل يديك.

Embed from Getty Images

هل تشعر النساء بالبرودة أكثر من الرجال؟

أظهرت الأبحاث أن النساء قد يشعرن بالبرودة أكثر من الرجال، فوجدت دراسة نُشرت عام 2015 أن درجة حرارة الغرفة المفضلة للرجال هي 22 درجة مئوية، بينما بالنسبة للنساء فالدرجة المُفضلة كانت عند 25 درجة مئوية، أي بمُعدل ثلاث درجات مئوية أعلى.

قد يُفسر حدوث حساسية البرد بشكل أكبر لدى النساء، أن معدل الأيض لديهن في كثير من الأحيان أقل من الرجال، ما يعني أن الجسد الأنثوي قد يستخدم طاقة أقل عند الراحة، ويمكن أن يؤدي معدل الأيض المرتفع إلى إبقاء الجسم أكثر دفئًا، في حين أن معدل الأيض المنخفض قد يجعل الشخص يشعر بالبرد.

وهذه أسباب حدوث حساسية البرد

قد تحدث حساسية البرد بسبب ضعف الصحة العامة، أو قد تكون عرضًا لبعض المشكلات الصحية، مثل:

1- قصور الغدة الدرقية

تُعد حساسية البرد أحد أعراض قصور الغدة الدرقية، يمكن أن تشمل أعراض قصور الغدة الدرقية الأخرى: التعب والاكتئاب، والإمساك، ومشكلات الدورة الشهرية، وانخفاض معدل ضربات القلب.

Embed from Getty Images

يحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هرموناتها، هذه الهرمونات تساعد في تنظيم التمثيل الغذائي ودرجة حرارة الجسم، عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هذه الهرمونات، فإن عمليات الجسم تميل إلى التباطؤ، ومن هذه العمليات تنظيم درجة حرارة الجسم، يمكن للطبيب تشخيص قصور الغدة الدرقية من خلال فحص دم بسيط.

2- فقدان الشهية

وهو اضطراب في تناول الطعام يتسم بفقدان الوزن، مما يتسبب في فقدان دهون الجسم التي تُساعد في الحفاظ على حرارة الجسم، لذلك، يمكن أن يتسبب فقدان الشهية في إصابة الشخص بحساسية البرد.

من الأعراض الأخرى لفقدان الشهية: مشكلات في المعدة مثل الإمساك أو المغص، وصعوبة في التركيز، ودوار أو إغماء، وقلة الدورة عند الحائض، وتقصف الشعر والأظافر، وضعف التئام الجروح.

3- مرض رينود

مرض رينود من الأمراض التي تؤثر في الشرايين في أصابع اليدين أو القدمين أو كليهما. تصبح هذه الشرايين ضيقة، مما يُقلل من تدفق الدم، بسبب مرض رينود، يمكن أن تتحول أصابع اليدين والقدمين إلى اللون الأزرق أو الأبيض، ولا تعود حمراء إلا مع عودة تدفق الدم، الذي يمكن أن يُصاحبه شعور بالخدر أو الألم.

4- فقر الدم

يحدث فقر الدم عندما لا يكون لدى الشخص ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، التي تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. هناك عدَّة أنواع من فقر الدم، تشمل الأنواع التي قد تجعل الشخص يُعاني من حساسية البرد ما يلي: فقر الدم الناتج من نقص الحديد، وهو يحدث عادةً بسبب فقدان الدم، كما أنه يمكن أن ينتج من سوء امتصاص الحديد، أكثر من يُعاني من هذا النوع من فقر الدم النساء الحوامل أو النساء في فترة الحيض.

النوع الثاني، هو فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات، فمثلًا يؤدي انخفاض مستويات فيتامين ب12 وحمض الفوليك إلى الإصابة بفقر الدم.

بخلاف الشعور بالبرد في اليدين أو القدمين، يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى لفقر الدم: الشعور بالضعف والإعياء والتعب، والدوار، وصعوبة في التنفس، وزيادة في معدل ضربات القلب، والصداع، وشحوب الجلد.

وكيف يُمكنك التعامل مع حساسية البرد؟

لا تُعدُّ حساسية البرد مرضًا في حد ذاتها، لكنها أحد أعراض مرض آخر يجب أن يجري تشخيصه، والحصول على العلاج المُناسب له، سيعتمد تعاملك الفعَّال مع حساسية البرد على مدى فعالية العلاج الذي تتلقاه للمرض المُسبب لها.

مثلًا إذا كنت تُعاني من فقر الدم، قد يشمل العلاج تناول مكملات الحديد، أما إذا كُنت تُعاني من فقدان الشهية فيجب الحصول على استشارة خبراء التغذية واتباع نظام غذائي ونمط حياة صحي، كذلك، يُعالج قصور الغدة الدرقية بالهرمونات الاصطناعية التي تؤخذ عن طريق الفم يوميًّا.

علوم

منذ سنتين
علميًّا.. لماذا تبدأ العلاقات العاطفية في الشتاء وتنتهي في الصيف؟

بخلاف علاج الحالات الصحية التي تُسبب حساسية البرد، هناك أشياء أخرى يُمكنك فعلها، إذا كنت تعاني من عدم تحمل البرد، مثل أن تتأكد من ارتداء الملابس المناسبة أثناء الطقس البارد، مع الحرص على تغطية المناطق الأكثر حساسية للبرودة مثل اليدين والقدمين، عليك أيضًا أن تبقى داخل المنزل قدر الإمكان في الأيام شديدة البرودة.

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد