وقف حسين البالغ من العمر 32 عامًا، أمام مرقد فاطمة المعصومة بمدينة قم الإيرانية، صارخًا ضد حكومة حسن روحاني، ووزير الصحة، احتجاجًا على قرار الحكومة بإغلاق الضريح، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في إيران.

«لم يتم إغلاق أي ضريح من الأضرحة في بلادنا، حتى في وقت الحرب، لا أتخيل أنني ممنوع من الذهاب إلى مرقد المعصومة، والصلاة والدعاء هناك بسبب فيروس لعين». هكذا فسر حسين لـ«ساسة بوست»، سبب تظاهره أمام المرقد مع عشرات الرافضين للقرار مثله.

بعد حالة الإنكار الحكومي لوجود فيروس كورونا المستجد في البلاد، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية في يوم 19 فبراير (شباط) الماضي، عن أول حالتين وفاة جراء الإصابة بالفيروس، في مدينة قم الدينية، والتي يتواجد بها ضريح فاطمة المعصومة أخت الإمام علي بن موسى الرضا، ثامن الأئمة عند الشيعة، فالمدينة بأكملها لها خصوصية وقدسية لدى المسلمين الشيعة بشكل عام، والإيرانيين بشكل خاص.

استمر الإعلان عن الإصابات المتزايدة في مدينة قم، بينما استمر «الحجاج الشيعة» من الإيرانيين وغيرهم في زيارة الأضرحة، بالرغم من أن المدينة تم اعتبارها مركز تفشي الفيروس في الجمهورية الإسلامية بأكملها.

Embed from Getty Images

في الفترة من 19 فبراير إلى يوم 16 مارس (آذار)، كان عدد الإصابات بفيروس كورونا في إيران قد وصل إلى 16 ألف حالة، وبلغت أعداد الوفيات ما يقرب ألف وفاة، حينها قررت الحكومة الإيرانية بعد الكثير من الجدل والمناقشات بينها وبين رجال الدين، الذين كانوا في البداية رافضين لأي حديث عن تعليق الصلاة وإغلاق المساجد والأضرحة، إلى اتخاذ قرار يعتبر من أصعب القرارات على دولة ثيوقراطية مثل الجمهورية الإسلامية؛ فقررت حكومة حسن روحاني، إغلاق المواقع الدينية الرئيسية في البلاد، مثل ضريح فاطمة المعصومة في مدينة قم، وضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية.

«إغلاق الأضرحة يعني إهانة آل البيت»

فى المقطع المصور أدناه، يقف أحد الرجال أمام ضريح فاطمة المعصومة بمدينة قم، يقول بغضب: «لم يستطع أحد منذ أربعة قرون إغلاق هذا الضريح»، معلنًا هو ومن معه أنهم سيستمرون في الاعتصام أمام الضريح حتى إعادة فتحه مرة أخرى.

كان حسين ضمن الحشود التي حاولت اقتحام الأسوار المعدنية التي وضعتها قوات الأمن أمام الضريح، لمنع دخول الغاضبين، يقول حسين لـ«ساسة بوست»: «نجحنا في اقتحام الضريح، اينعم استدعى المسئولين عن الضريح قوات الشرطة، واعتقلت البعض منا، لكننا مصممون على فتح الضريح مهما كلفنا الأمر».

بعد محاولات حسين وغيره الاعتصام أمام الضريح ومن ثم اقتحامه، علاوة على تكرار الموقف في مدينة مشهد؛ استطاعة الحكومة الإيرانية بمساعدة قوات الشرطة إعادة إغلاق المواقع الدينية مرة أخرى في كلا المدينتين، واعتقال من أطلقت عليهم «العناصر المارقة».

قد ينظر البعض إلى هؤلاء الرافضين لإغلاق الأضرحة والمقامات، على أنهم مجموعة من الحمقى، الذين يريدون إلقاء أنفسهم في التهلكة، وقد يتساءل المرء، ما هي أهمية ضريح لشخص متوفى من الآلاف السنين بالنسبة لهؤلاء الناس في وسط هذا الوباء الذي يضرب العالم أجمع؟

قبل الإجابة عن هذا التساؤل، لا بد من الإشارة إلى أن مقابل هؤلاء الرافضين لإغلاق الأضرحة، كان هناك الكثير ممن يعتقدون أن أمر الإغلاق ضروري منذ اليوم الأول لانتشار الفيروس، بل ذهب البعض إلى مطالبات بفرض الحجر الصحي الكامل على مدينة قم باعتبارها بؤرة انتشار فيروس كورونا في إيران، لكن الحكومة الإيرانية رفضت الأمر الأخير لأسباب عديدة تناولنا بعضها في تقارير سابقة، وسنحاول في السطور القادمة سرد بعضها الآخر.

يقول محسن كديور، أستاذ الدراسات الإسلامية، المقيم بطهران، لـ«ساسة بوست»: «التعلق بزيارة الأضرحة والمقامات، يتخطى أحيانًا فكرة التدين الشديد، فيصبح جزءًا من ثقافة الإيرانيين، والمسلمين الشيعة بشكل عام، لذلك هناك من اعتبر أن الإغلاق يهدد ثقافته وتدينه في نفس الوقت، وهناك من اعتبر الأمر إهانة لعائلة النبي محمد بأكملها».

«بعد خراب مالطا».. رجال الدين يؤيدون إغلاق المقامات

بعيدًا عن المحتجين الرافضين لقرار الحكومة بإغلاق الأضرحة والأماكن الدينية، لا بد من تتبع موقف السلطات الدينية، ورجال الدين رفيعي المستوى من قرار الإغلاق، سواء كانوا في إيران أو العراق التي تضم العديد من الأضرحة أيضًا.

فى بداية أمر انتشار فيروس كورونا في إيران، نجد أن كبار رجال الدين خاصة الحكوميين، أو من لهم مناصب عليا في إدارة البلاد، ويمكن أن نطلق عليهم مصطلح «الأصوليين» أو «رجال الدين السياسيين»، كانوا رافضين بشدة إغلاق الأضرحة، وحتى تعليق الصلاة، وإغلاق المساجد.

فعلي سبيل المثال، بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الصحة الإيرانية عن وجود فيروس كورونا في البلاد، خرج الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، يوم 25 فبراير، مستهينًا بأمر الفيروس بأكمله، بل شكك في أن الإعلان عن وجود فيروس كورونا في بلاده دعاية من صنع الأعداء، لإفساد الانتخابات البرلمانية الإيرانية. (بعد الإعلان عن الإصابات الأولى في إيران بفيروس كورونا بيوم، تم إجراء انتخابات البرلمان الحادي عشر، وسط إقبال جماهيري ضعيف).

Embed from Getty Images

وبدلا من أن يدعو الإيرانيين إلى اتخاذ التدابير الصحية اللازمة، لمنع انتشار الفيروس، اكتفى فقط بدعوتهم إلى تلاوة أدعية «الصحيفة السجادية». (كتاب يشتمل على 54 دعاء للإمام السجّاد، رابع الأئمة الاثني عشر، وهو كتاب يحظى بأهمية كبيرة لدى المسلمين الشيعة).

في مدينة قم، ذهب السيد محمد سعيدي المسئول عن مرقد فاطمة المعصومة إلى أبعد من ذلك بكثير، في إعلان رفضه إغلاق الضريح، فقال «الضريح دار شفاء، يأتون الناس إلى هنا للشفاء من الأمراض العقلية والروحية، فكيف يتم إغلاقه في وجوهم».

كذلك عارض آية الله علم الهدى، ممثل الزعيم الأعلى الإيراني في مدينة مشهد، وواحد من أبرز رجال الدين في الحكومة الإيرانية، إلغاء إقامة صلاة الجمعة لأنه بحسب وصفه «واجب إلهي لا يمكن إلغاؤه تحت أي ظرف من الظروف».

العديد من رجال الدين الإيرانيين كانوا رافضين أيضًا لامر إغلاق الأضرحة والمساجد في البداية، وفى المقابل كان هناك عدد كبير من رجال الدين الحداثيين أو المعتدلين، الذين أعلنوا موافقتهم دون أي جدل على قرارات الحكومة ووزارة الصحة بإغلاق المواقع الدينية، طالما أن الرأي الطبي يستلزم ذلك.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، قال آية الله أحمد مروى المسئول عن الأضرحة في مدينة مشهد «نحن تابعون لوزارة الصحة، في التعامل مع فيروس كورونا، وليس لدينا أي رأي أو تدخل في هذا الأمر».

في النهاية، ومع زيادة وتيرة عدد الإصابات بالفيروس في إيران، وجد رجال الدين الرافضين للإغلاق، أنهم أمام كارثة حقيقية لا ينقصها الجدال الفقهي على إغلاق أو فتح أضرحة، فامتثلوا لقرار الحكومة، ووافقوا على الأمر.

منطقة الشرق

منذ 3 سنوات
بين سوء الإدارة والعقوبات الأمريكية.. هكذا تفاقمت أزمة كورونا في إيران

على عكس الاستجابة المتأخرة من رجال الدين في قم، فإن السلطات الدينية الشيعية في النجف بالعراق، وعلى رأسها آية الله العظمى علي السيستاني، كانوا أكثر يقظة منذ اللحظة الأولى. إذ دعا السيستاني الناس إلى اتباع تعليمات الأطباء والمختصين، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمكافحة الوباء، كما دعا أيضًا إلى إغلاق كافة الأضرحة والمواقع الدينية العراقية، وتعليق صلاة الجمعة إلى أن يسمح الأطباء بالعودة إلى الحياة الطبيعية. واتبع نهج السيستاني العديد من رجال الدين رفيعي المستوى في النجف وكربلاء.

وهنا من الممكن أن يتساءل المرء، إذا كانت جميع السلطات الشيعية الكبرى في كل من إيران والعراق، (بغض النظر عن من تأخر منهم في الموافقة على إغلاق المواقع الدينية)، وافقوا في النهاية على إغلاق الأضرحة وتعليق الصلاة، فمن الذي يقف وراء تشجيع الناس في إيران والعراق -أيضا- على معارضة القرار، والذهاب لزيارة الأضرحة بالرغم من كل تلك التحذيرات؟

بالبحث عن إجابة عن هذا السؤال، ووفقًا للمختصين والمتابعين لمعطيات المشهد، يمكن تقسيم الرافضين لإغلاق الأضرحة، إلى أربعة مجموعات كالآتي:

1. أتباع مقتدى الصدر في العراق

مثلما كان هناك العديد من رجال الدين المؤيدين للإغلاق في مدينة النجف، كان أيضًا هناك مقتدى الصدر، الذي رفض منذ اليوم الأول قرارات السيستاني، الذي لديه تاريخ طويل من الخلاف معه. ففي 14 مارس، عبر الصدر عن اندهاشه من قرار بعض رجال الدين بإغلاق المقامات والأضرحة، بدلًا من اللجوء اليها في ظل هذه الأزمة.

ونتيجة لذلك، خرج أتباعه بالآلاف وفقًا لأستاذ الدراسات الإسلامية محسن كديور، من أجل إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم، الإمام السابع لدى المسلمين الشيعة.

مقتدى الصدر

مقتدى الصدر

كما خرق أتباع مقتدى الصدر، الحظر الذي فرضته الحكومة العراقية لمنع انتشار فيروس كورونا، وأقاموا صلاة الجمعة الشهر الماضى، بحضور 3 آلاف شخص، وفقًا لوسائل إعلام عراقية. وانتشرت عدد من المقاطع المصورة، التي توضح اشتباك الزوار الشيعة مع قوات الأمن التي كانت تتصدى لمحاولتهم تخطي الحواجز الأمنية، لاستكمال زيارتهم للمواقع الدينية. لكن لم يتم التأكيد بأن من ظهروا في تلك المقاطع من أتباع رجل الدين العراقي مقتدى الصدر أم لا.

2. أتباع رجال الدين المتشددين في إيران

بالعودة إلى المحتجين على قرار إغلاق الأضرحة في إيران، يقول علي رضا عسكري، وهو أستاذ في مدرسة قم الدينية، لـ«ساسة بوست»: «هناك قلة من رجال الدين المتشددين، الذين عارضوا قرار الإغلاق من البداية وحتى الآن، ولا نستطيع أن ننكر أن لديهم عددًا من الاتباع، حاولوا اقتحام الأضرحة أكثر من مرة».

يقول باحث ديني مقيم في طهران لـ«ساسة بوست»، شريطة عدم الكشف عن هويته، أن «تلك المجموعات مكونة من صغار رجال الدين الذين تتلمذوا على أيدي رجال الدين الكبار في المؤسسة السياسية الإيرانية، والمحسوبين على منظمة الباسيج (هيئة شبه عسكرية من المدنيين)».

3. «شيعة الإنجليز».. أتباع صادق الشيرازي في العراق وإيران

من ضمن تلك المجموعات التي عارضت بقوة قرار إغلاق الأضرحة، كانوا أتباع آية الله صادق الشيرازي، المتواجدين بكثرة في مدينة كربلاء بالعراق، بجانب عدد منهم في مدينة قم.

مقطع لأتباع صادق الشيرازي في مدينة كربلاء:

يقول رجل الدين سيد محمد شفيعي، في مدينة قم، لـ«ساسة بوست»: «من حاولوا اقتحام الأضرحة في مشهد وقم، والهتاف ضد المسؤولين الإيرانيين، هم «شيعة الإنجليز»، أتباع الشيرازي». وقبل التطرق إلى شرح من هم «شيعة الإنجليز» كما يقول سيد شفيعي، يجب توضيح من هو صادق الشيرازي، المعروف بمناهضته للجمهورية الإسلامية في إيران.

آية الله صادق الشيرازي، هو مرجع شيعي عراقي، شقيق آية الله محمد الحسيني الشيرازي، الذي كان مقربًا من آية الله روح الله الخميني، في بداية تأسيس الجمهورية الإيرانية عام 1979، لكنه انقلب عليه بسبب معارضته لسياسة الخميني الجديدة بعد الثورة، ومبدأ ولاية الفقيه.

اتبع صادق الشيرازي نهج أخيه في معارضة خليفة الخميني، آية الله علي خامنئي، وانتقد الأخير مرارا وتكرارا ممارسات صادق وأتباعه داخل وخارج إيران، واتهامها بالوقوف وراء كل محاولات الوقيعة بين السنة والشيعة بدعم من البريطانيين.

يقول محسن كديور أستاذ الدراسات الإسلامية، إن: «مصطلح شيعة الإنجليز ليس بجديد، وأطلقه من قبل رجال الدين الثوريين، على رجال الدين الذين تبنوا وجهة نظرة مختلفة بخصوص فضل الدين عن الدولة، أو تبني ممارسات متطرفة».

وقد ألقت القيادة العليا الإيرانية، بالاتهام على أتباع الشيرازي في العديد من الأحداث، مثل الهجوم على البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران، في يناير (كانون الثاني) 2016، وأيضًا الهجوم على السفارة الإيرانية في لندن في عام 2018.

يقول سيد محمد شفيعي، لـ«ساسة بوست»: «أتباع الشيرازي منبوذون من جميع الشيعة، فهم متشددون، يحاولون إثارة الفتن بين الطوائف الإسلامية، وبين الجماعات الشيعية في العراق وإيران».

يرى السيد شفيعي، أن نقطة خلاف صادق الشيرازي وأتباعه مع الجمهورية الإسلامية وباقى المرجعيات الشيعية، ليست مبدأ الولي الفقيه، وإنما صراعهم على الحكم من بداية تأسيس الجمهورية الإسلامية، فيقول «هناك العديد من رجال الدين في قم والنجف، يؤمنون بمبدأ عدم إشراك رجال الدين في السياسة، لكنهم لا يوافقون على مواقف الشيرازي».

4. محبو زيارة الأضرحة

حسين، طالب العلوم الفقهية في مدينة قم، الذي تظاهر لإعادة فتح مرقد فاطمة المعصومة، لا يجد نفسه ضمن أي مجموعة من السابق ذكرها، أو فقط كما قال لـ«ساسة بوست»: «محب لأهل البيت، ولا يحب أن يرى مراقد عائلة النبي محمد مغلقة».

Embed from Getty Images

هناك المئات مثل حسين في إيران والعراق، لديهم ارتباط وثيق بزيارة الأضرحة، والدعاء والتضرع، ويشعرون بالحزن لإغلاقها، وهى الملاذ الوحيد أمامهم في وسط تلك الأزمة التي أصابت الجميع بالشلل.

يقول حسين لـ«ساسة بوست»: «لا أنتمي لأي فصيل سياسي أو ديني، أنا فقط طالب علم، وأحب زيارة الأضرحة، فعندما أشعر بالضيق أو اليأس اذهب إليهم، الآن، بعد إغلاقها، ماذا عليّ أن أفعل؟».

لكن.. أين الملاذ؟

بعيدًا عن الموافق والمعارض لإغلاق الأضرحة، وبعيدًا عن التصنيفات السابق ذكرها، وبالعودة إلى سؤال حسين السابق، بعد إغلاق الأضرحة في قم ومشهد، أين يكون ملاذ المؤمنين؟ وهل تحولت الأضرحة إلى شر يجب تجنبه خوفًا من الإصابة بفيروس كورونا؟

حاول رجال الدين سواء الأصوليين أو الحداثيين، الإجابة عن تساؤل الجمهور المتدين، والقول بأن حدوث الشر في العالم هو نتاج أفعال البشر. ويجب أن يتحمل الناس تلك النتيجة بالصبر. 

هناك أيضًا تساؤل آخر مطروح، عندما وصف السيد سعيدي المسئول عن مرقد فاطمة المعصومة، بأن الضريح دار شفاء، يقصده المؤمنون بهدف طلب الشفاء والرزق إلى آخره، فكيف الحال الآن، عندما تصدر التعليمات التي توصي بضرورة إغلاق الضريح لأنه مكان لانتشار العدوى؟

في الإجابة على هذا التساؤل انقسمت آراء رجال الدين في إيران إلى ثلاثة آراء، هناك من تبنى الرأي الأصولي الرافض لكل تلك المزاعم التي تقول بأن الأضرحة والأماكن الدينية تساعد على نشر العدوى بفيروس كورونا بين الناس، بل أصروا على أنها أماكن لشفاء الناس، بحسب قول سيد سعيدي المسئول عن ضريح فاطمة المعصومة.

وهناك البعض ممن تبنوا نظرية المؤامرة السياسية، والتي حللت الأمر على أنه هجوم من الأعداء لإجبار المسلمين على إغلاق أماكنهم المقدسة، مثلما نرى في تصريحات الزعيم الإيراني الأعلى آيه الله علي خامنئي في البداية، وبعضا من رجال الدين الحكوميين الذين أصروا على ان الوباء من صنع الولايات المتحدة لاستهداف إيران.

منطقة الشرق

منذ 3 سنوات
هل تعلن إيران انهيار اقتصادها قريبًا؟

الفريق الأخير، من الممكن أن نطلق عليه الفريق العقلاني، والذي دعا إلى تبني وجهة النظر الطبية، وأتباع الإرشادات الصحية من قبل الأطباء، إذ يقول رجل الدين عبدالله أحمد أحمدي، لـ«ساسة بوست»: «يتبع الناس آراء المرجعيات الدينية في الأمور الفقهية، وبالتالي يجب علينا اتباع الأطباء فيما يخص الأمور الطبية، لسنا دراسي طب، لإبداء رأينا في أمر الفيروسات».

فيما يرى محسن كديور، أنه في نهاية الأمر وبالرغم من الاختلافات بين رجال الدين، والتي ظهرت بسبب مأزق فيروس كورونا، إلا أن جميعهم في النهاية تبنوا النظرة العقلانية حتى وإن كان على مضض.

تحميل المزيد