لدى الحديث عن فقدان الوزن يصبح هناك أكثر من رأي جميعهم يحاولون أن يقنعوك بشيء واحد فقط، وهو أنه عليك أن تخسر وزنك الزائد مهما كان الثمن وأيًا ما تكن الطريقة، تصبح الرغبة في إنقاص الوزن حلمًا ثم حاجة ملّحة تقتضيها ظروف المجتمعات العربية الحديثة التي أصبحت تُقدر القوام الممشوق، غاضة طرفها متجاهلة ما كان عليه أسلافهم من تفضيل القوام الممتلئ.
لا مكان حاليًا لدى محلات الملابس الجاهزة وخطوط الأزياء والموضة العالمية لمن يعانون من السمنة، وإذا وجد فلهم محلات مخصصة وأزياء محددة لا يتجاوزونها، الأغلبية ممن يعانون من السمنة يعرفون أنه يجب عليهم إنقاص أوزانهم لأجل التواكب مع ما تفرضه عليهم متطلبات الحياة الحديثة، والبعض الآخر يقرر أنه يفعل ذلك لأجل صحته وسهولة حركته ومرونتها.
تلك الرغبة التي أصبحت رأس مال شركات تجارية وإعلانية وقنوات فضائية، تتاجر بحلم القوام الممشوق الذي يراود الأذهان بلا رحمة جعلت الكثير يلجؤون إلى طرق يمكن أن نطلق عليها «مجنونة» لإنقاص أوزانهم.
اقرأ أيضًا: هل تُسبب النسوية السِمنة حقًّا؟!
ريجيم الهواء.. يمكنك أن تخدع عقلك
ويمكن أن يُطلق عليه «خداع العقل»، وهو نوع من الريجيم الشائع في فرنسا، ويتوهم من اسم الريجيم أنه نوع من الحميات الغذائية القائمة على التجويع، ولكن هذه الحمية في الأساس قائمة على خداع العقل، بإيهامه أنه قد حصل على كمية الطعام التي يطلبها، وهناك بعض الطرق المُقترحة لإجراء هذا الخداع مثل إعداد الوجبات، أو الجلوس على مائدة الطعام، أو إشباع حاسة الشم بشم رائحة الطعام.
تلك الطريقة باستخدام قوة العقل لفقدان الوزن يؤيدها الكاتب العلمي في بي بي سي، «ديفيد روبسون»، حيث يرى روبسون أن الطريقة الفعالة لإنقاص الوزن والتي لا يستخدمها أحد هي طريقة «قوة الفكر»، فغالبًا ما يقرر أخصائيو الحمية الغذائية أنهم في حرب مع المعدة، لكن علماء النفس ومنهم روبنسون يرون أنه يمكن تشكيل الشهية بقدر تنميتنا للشجاعة. ويقول روبنسون إنه بقدر محاولتك لتذكر آخر وجبة تناولتها، يمكنك أن تفقد الوزن دون إحساسك بآلام الجوع.
فروبسون يُشجع على استخدام العقل لتذكر آخر وجبة تم تناولها ومقدار الطعام بها، مما يخلق لدى العقل معلومة أنه ليس بحاجة إلى وجبة أخرى الآن، ذلك التذكر الذي يسقط من الكثيرين في غمرة انشغالهم، مما يجعلهم يلتهمون الطعام كلما قُدم لهم، فقط لأنهم ينسون بالفعل متى آخر وجبة تناولوها ومما تكونت.
ريجيم الأنسولين.. ربما تكون الحياة ثمنًا لفقدان الوزن
يلجأ البعض في تخفيض وزنه إلى حقن الأنسولين، وهي الطريقة التي قد تودي بحياة صاحبها بأكملها، المنطق الذي يُحرك أصحاب هذا النوع من الحمية هو محاولة خفض نسبة السكر في الدم وتحطيم الدهون بدلًا من الكربوهيدرات، وهو ما لا يحدث لأن حقن الأنسولين غالبًا ما تسبب زيادة في الوزن وليس إنقاصه، هذا بالإضافة إلى أنه إن لم يُتناول تحت إشراف طبي يؤدي إلى تطور مرض السكري لدى المستخدمين غير المصابين بالمرض، كما أنه يؤدي إلى إصابة المستخدمين المسيئين لاستخدامه بحالة غيبوبة.

شخص بعد فقدان وزنه الزائد.
حمية الكرات القطنية.. القطن ليس للمفروشات فقط
وهذه الحمية عبارة عن وضع كرات من القطن في الماء أو العصير ثم ابتلاعها، لخداع الجسم وإقناعه بأنه قد تناول الكثير من الطعام وسط حالة التجويع الناتج عن الحميات الغذائية، وفي الأغلب لا يقتنع الجسم بهذا الخداع السطحي، كما أن تناول القطن له أثر سلبي ضخم في أنه يتجمع في المسار المعوي، ويسبب انسدادًا خطيرًا في الأمعاء، مسببًا ألمًا شديدًا وعدم راحة، ويصل إلى حد الوفاة.
حمية الدودة الشريطية.. أن تُدخل عدوًا لجسدك
وفي هذه الحمية يتم تناول دودة شريطية فعليًا، وهي أحد أنواع الطفيليات التي تلتصق بالأمعاء، تمتص العناصر الغذائية من الطعام وتسبب نقصًا بالوزن، سواء عن طريق كبسولات أو إضافة بويضات الدودة إلى الطعام، وبالتالي الشعور الدائم بخسارة الوزن مع الاستمرار في تناول كمية الطعام ذاتها.
تستقر الدودة الشريطية في الجزء السفلي من الأمعاء، ويُسمح لها بالنمو داخل الجسم، حيث يصبح أي غذاء يدخل الجسم هو وليمة بالنسبة للدودة التي تُخلص الجسم منه بشكل فوري.
ومن هم على قدر كاف من الجنون يُمكنهم من تجريب هذه الحمية الغذائية، لا يعرفون أنهم يبتلعون بأيديهم عدوًا قد يُنهي حياتهم، فالدودة الشريطية تسبب مشاكل صحية دائمة، وتنمو إلى أكثر من 30 قدمًا، وأحيانًا لا تريد أن تخرج.
Embed from Getty Images
الدودة الشريطية.
حمية تصحيح اللسان.. قطعة قماش باللسان وسيلة لفقدان الوزن
وهو حالة من التعذيب المستمر بالمعنى الحرفي، وذلك لكونه حالة من الألم غير المحتمل، ففي حمية تصحيح اللسان يتم خياطة رقعة صغيرة من القماش إلى الجزء العلوي من اللسان، وهو ما يجعل تناول الأطعمة الصلبة عملية مؤلمة ولا تُطاق، وهو ما يدفع القائم بالحمية إلى اللجوء لنظام غذائي سائل تمامًا طالما أبقى على عملية التصحيح.
المخدرات.. يُمكنك أن تكون نحيفًا لكن مدمنًا أيضًا
تعتبر المخدرات واحدة من الحيل التي استخدمها البعض في إنقاص وزنهم، وقد لجأ البعض إلى العقاقير الصلبة مثل الكوكايين والهيروين والميثامفيتامين في محاولة لإنقاص الوزن، وهذه الحيلة تُعد من الحيل الرهيبة التي تؤدي إلى نتائج كارثية تصاحب خفض الوزن يسببها دخول المخدرات للجسم.
وأحيانًا يتم الترويج لهذه الطريقة في إنقاص الوزن دون معرفة المستخدمين، فقد حذر اختصاصيون بالسعودية من مروجي مخدرات يستهدفون النساء الباحثات عن الرشاقة، ويروجون بينهم حبوبًا مخدرة بدعوى أنها تؤدي إلى إنقاص الوزن، ودعم رشاقة الجسم، وتبين بعد فحصها ومعرفة مكوناتها أنها حبوب «الكبتاجون» المخدرة.
دايت النوم.. المخرج الآمن لأنظمة التجويع
وهذا النوع من الحميات مصمم لمن يعانون من الأنظمة الغذائية القائمة على الحرمان والتجويع، حيث يكون المخرج الآمن في هذه الحالة هو النوم، وبالطبع يكون من الصعب لدى الكثيرين النوم بشكل طبيعي في حالات الجوع الشديدة وفي هذه الحالة يتم اللجوء إلى الحبوب المنومة.
Embed from Getty Images
النوم وسيلة لفقدان الوزن.
مما يدفع البعض لتناول أعداد من هذه الحبوب تجعلهم ينامون عدة أيام متتالية مما قد يسبب الضمور في العضلات، وحدوث مضاعفات خطيرة لدى تناول جرعات زائدة منها.