يومًا بعد يوم، تتفاقم معاناة اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الصراع الدائر في سوريا منذ الخامس عشر من مارس 2011، إلى دول الجوار بحثًا عن الأمن والاستقرار، لكن هذه الدول زادت من معاناتهم بعدما أصدرت جملة من القوانين تمنعهم من دخول البلاد تارة، والحصول على حقوق لتسوية أوضاعهم تارة أخرى.
ومنذ أحداث العنف الدائرة في سوريا حتى الآن، فإن معظم الدول العربية أوصدت الأبواب في وجه اللاجئين الفلسطينيين وضيقت عليهم، ومنعت بعضها إعطاء تأشيرات الدخول إلى أراضيها للفلسطينيين، على الرغم من وجود اتفاقية الدار البيضاء الصادرة بتاريخ 11/ 9 / 1965 والتي رعتها جامعة الدول العربية؛ حيث أكدت على وجوب معاملة الفلسطينيين في الدول العربية معاملة رعايا الدول العربية من حيث الإقامة والسفر والعمل مع احتفاظهم بالجنسية الفلسطينية، إلا أن هذه الاتفاقية لم تطبق حتى الآن.
قرارات حاسمة
اعتصام لأطفال فلسطينيين فارين من أحداث العنف في سوريا
وذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان – وبالتعاون مع مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا – أبرز الدول العربية التي يلجأ إليها النازح الفلسطيني من سوريا، وأهم القرارات التي اتُّخذت بحقهم، فمنذ يوليو من العام الماضي أصدرت مصر قرارًا يمنع دخول اللاجئين الفلسطينيين أراضيها دون الحصول على تأشيرة أو موافقة الأمن المصري.
مصر كان اللاجئون الفلسطينيون فيها أكثر حظًّا من الأردن التي تمنع أصلاً دخول اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها بالتزامن مع بدء الأزمة السورية، فيما أصدر لبنان في الرابع من الشهر الجاري قرارًا بمنع دخول اللاجئين الفلسطينيين لأراضيه، وقام بترجيل 49 لاجئًا في نفس اليوم.
أما تونس فقد منعت في الأول من مايو الحالي اثني عشر لاجئًا فلسطينيًّا من دخول أراضيها بينهم طفلان وامرأة وأعادتهم من حيث أتوا، فيما تسمح دول الخليج في حالات نادرة جدًّا دخول اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها، بينما تركيا ترفض منذ مايو 2013 منح اللاجئين الفلسطينيين تأشيرة لدخول أراضيها بدون أسباب.
لاجئون فلسطينيون نازحون إلى لبنان
وأشار الأورومتوسطي إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا قبل الأزمة وصل إلى 530 ألفًا، وبلغ عدد المخيمات التي يتوزع عليها اللاجئون 14 مخيمًا تعترف “أونروا” بتسعة منها فقط، إلى جانب نزوح 236 ألف لاجئٍ من داخل سوريا منذ بدء الأزمة.
ووفقًا لإحصائيات وتقارير رسمية فإن 90% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بحاجة لمساعدات، أما بالنسبة لضحايا الحرب في سوريا من اللاجئين الفلسطينيين حتى مطلع مايو فقد بلغ 2255 شهيدًا.
واستطاع زهاء 1000 لاجئ فلسطيني من سوريا أن يصلوا إلى قطاع غزة عبر مصر؛ حيث قامت الأونروا – وبعد ضغوطات من المؤسسات الأهلية وبالتعاون مع الحكومة الفلسطينية هناك – بتقديم بعض المساعدات للاجئين الفلسطينيين وتضمنت مساعدات مالية وعينية، كما قدمت حكومة غزة حزمة من المساعدات للاجئين الفلسطينيين من سوريا تتضمن مساعدات للسكن والعمل والتعليم.
ويعيش نحو 530 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا، متمتعين بجميع حقوق المواطن السوري باستثناء الحق في الترشح والانتخاب، ويتوزعون حسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” على 12 مخيمًا، فضلاً عن وجود العديد منهم في تجمعات فلسطينية خارج المخيمات، تتركز في دمشق ودرعا وريفهما.