ثلاثمائة وثمانون يومًا فقط تفصلنا عن إعلان اسم الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في الثامن من نوفمبر عام 2016. فبينما تعتبر وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، المرشحة الأبرز للحزب الديمقراطي، فإن رجل الأعمال والملياردير دونالد ترامب هو المرشح الأوفر حظًا في الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية في وجه كلينتون، وذلك بحسب أحدث استطلاعات الرأي الصادرة من مؤسسة CNN/ORC الدولية لاستطلاعات الرأي.
شعار ترامب في حملته الانتخابية الحالية هو “إعادة العظمة لأمريكا من جديد”. وعبر هذا التقرير يقدم موقع ساسة بوست أبرز المحطات في حياة دونالد ترامب، مع توضيح موقفه تجاه قضايا محورية حول العالم مثل داعش وإيران وإسرائيل والشرق الأوسط.
للتعرُّف على أكثر المرشحين إثارة للجدل من هنا
متعدد المهام
ولد دونالد جون ترامب في 14 يونيو 1946 في نيويورك. حصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة بنلسفانيا عام 1968، ثم عمل مع والده في مجال التطوير العقاري إلى أن أصبح الآن شخصية متعددة المهام؛ حيث أنه يعتبر رجل أعمال وملياردير ومرشح رئاسي ومقدم برامج تلفزيونية وكاتب. وهو أيضًا الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة ترامب العقارية؛ التي تمتلك أبراجًا وفنادق وجامعة وغيرهم، كما أنه رئيس اتحاد بلازا ترامب، وهو أيضًا رئيس اتحاد ترامب أتلانتيك سيتي. كما يعتبر مؤسس منتجعات ترامب الترفيهية، التي تدير عددًا من الكازينوهات، والفنادق وملاعب الجولف والمنشآت الأخرى حول العالم.
كل هذا كان له أثر على حياة ترامب، فقد أدى امتلاكه لكل هذه المؤسسات والشركات إلى انتشار علامته التجارية في وقت قصير، وهو ما جعله محط أنظار معظم وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية.
المال والسلطة
تُقدَّر ثروة دونالد ترامب بنحو 4.5 مليار دولار، وذلك بحسب تقرير مجلة فوربس الأمريكية لأكثر 400 شخصية ثراءً في الولايات المتحدة عام 2015. بينما يُقدَّر راتبه السنوي بنحو 250 مليون دولار.
لطالما أعلن دونالد ترامب انحيازاته السياسية أمام الجميع، حيث أنه في عام 2007 انتقد الرئيس الأسبق جورج بوش بشأن احتلال الولايات المتحدة للعراق، كما أنه في العام نفسه أعلن توقعاته بفوز كلٍ من رودي جولياني، وهيلاري كلينتون، بترشيحات الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي على التوالي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008، وأعلن دعمه الكامل لأيهما في حال تقرر خوضه الانتخابات رسميًا.
وفي عام 2008 أعلن ترامب تأييده رسميًا لجون ماكين لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. أما في انتخابات عام 2012 أعلن تأييده لمرشح الحزب الجمهوري ميت رومني.
ولم يكن دونالد ترامب ثابتًا في انتمائه الحزبي؛ حيث أنه كان مؤيدًا للحزب الديمقراطي حتى عام 1987، وهو العام الذي انضم فيه للحزب الجمهوري حتى عام 1999، ثم تركه وانضم للحزب الديمقراطي عام 2001 وحتى عام 2009، ثم عاد إلى الحزب الجمهوري من جديد بعد عشر سنوات عام 2009. ثم آثر الاستقلال لعامين وهما 2011 و2012، ثم عاد من جديد للحزب الجمهوري ومستمر فيه حتى الآن، وهو الحزب الذي ينوي ترامب خوض السباق الرئاسي من خلاله، بحسب ما أعلن في السادس عشر من يونيو الماضي.
لن أخوض الانتخابات الرئاسية مستقلًّا أو في حزب ثالث، لأنني حين أفوز وقتها ستكون خسارة فادحة لهيلاري كلينتون وللحزب الديمقراطي
موقفه من روسيا
يتخذ ترامب موقفًا إيجابيًّا تجاه روسيا، فقد أكد في إحدى مقابلاته التليفزيونيه على قناة CNN أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحبه، مؤكدًا أن “بوتين لا يحب أوباما ولا يحترمه، ولذلك لم يسلمه إدوارد سنودن” مشيرًا في الوقت ذاته أن بوتين سيسلمه سنودن في حال فوزه بمنصب الرئاسة الأمريكية.
https://youtu.be/ex7d-izDwzw
كما أعلن ترامب ترحيبه بالتحركات والضربات العسكرية التي قامت بها روسيا في سوريا في الشهر الماضي، مؤكدًا أنه من الأفضل للولايات المتحدة أن تترك روسيا تحارب داعش في سوريا، وتترك النظام السوري تحاربه داعش، ثم ننتظر لنرى البقية في النهاية. مشيرًا إلى أنه لو أصبح رئيسًا لانسجم وتعاون مع الرئيس الروسي بوتين في قضايا متعددة، حتى يصبح العالم مكانًا مستقرًّا.
إيران والاتفاق النووي
انتقد ترامب الاتفاق النووري الأمريكي مع إيران بشدة، واصفًا إياه بالمُحرج للولايات المتحدة الأمريكية. حيث قال إن إدارة أوباما عجزت عن التفاوض مع إيران وأنها أرسلت مفاوضًا “شارك في سباق للدرجات الهوائية وكسر رجله وعمره 73 عامًا” في إشارة إلى رئيس الخارجية الأمريكي جون كيري.
كما أكد ترامب أن العالم كله الآن سيتعاون مع إيران، وسيجنون جميعًا الكثير من الأموال، ولن تجني الولايات المتحدة شيئًا من كل هذا بسبب هذا الاتفاق. ومعروف أن دونالد ترامب يعادي إيران نظرًا لعلاقته الوطيدة بإسرائيل، وبرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الأمر الذي جعله ينتقد تصريح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بشأن إسرائيل عندما صرَّح الأخير بأنه “لن يكون هناك شيء اسمه الكيان الصهيوني خلال 25 عامًا من الآن، ولن تترك روح الجهاد الصهاينة يشعرون بلحظة من الراحة خلالها”.
يحكمنا في الولايات المتحدة مجموعة من الأغبياء. *ترامب في أحد تصريحاته
داعش والعراق
وفيما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش، قال ترامب: “لن يكون أحد أشد مني بطشًا على داعش”، مشيرًا إلى أن الدولة الإسلامية أصبحت قوية بفضل الاستيلاء على حقول النفط، حيث علَّق على بناء تنظيم داعش لفندق جديد “لقد قاموا ببناء فندق في سوريا، هل يمكنك تصديق ذلك؟ عندما أقوم ببناء فندق جديد، فإن عليّ أن أدفع فوائد، ولكنهم ليسوا مجبرين على دفع تلك الفائدة، وذلك نظرًا لاستيلائهم على البترول الذي نصحت بأخذه معنا أثناء رحيلنا عن العراق”.
وفيما يخص الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، فإن ترامب ينتقد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بالتدخل في العراق، مشيرًا إلى أن ذلك التدخل أدى إلى عدم استقرار الشرق الأوسط بأكمله، وهو ما أدى إلى تهيئة الظروف للجماعات الإرهابية المتطرفة في الشرق الأوسط، فضلًا عن استيلاء إيران على الشرق الأوسط والبترول العراقي. منتقدًا التكاليف التي صرفتها الولايات المتحدة في احتلال العراق التي وصلت لأكثر من 2 تريليون دولار، فضلًا عن الخسائر البشرية للجنود.
https://youtu.be/HHN5jBjtMV4
كما عبَّر عن فقدان احترامه للحكومة العراقية بسبب علاقتها مع إيران، حيث قال “لا تهمني الحكومة العراقية. إنهم فاسدون فعلًا.”
اللاجئون السوريون وأوروبا
أكد ترامب إنه سيعيد جميع اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم الولايات المتحدة إلى سوريا إذا انتخب رئيسًا للبلاد، قائلًا: “سمعت أننا نريد أن نستقبل 200 ألف سوري، يمكنهم أن يكونوا من تنظيم الدولة الاسلامية”، مشيراً إلى أنهم “200 ألف جندي، وهم سيأتون إلى أمريكا كجزء من هجرة جماعية” ويعتبر هذا التصريح مناقضًا لما قاله في مقابلة أجراها مع قناة فوكس نيوز، حيث أكد حينها أنه “على الولايات المتحدة قبول المزيد من اللاجئين”.
كما أنه عاد مؤخرًا لينتقد دول الخليج، وعلى رأسها قطر بسبب عدم تبنيها للاجئين السوريين، معبرًا عن تعجبه من استقبال الدول الأوروبية لهم، وعدم سماح دول مثل قطر والسعودية باستقبال اللاجئين في بلادهم.
كما عبَّر ترامب عن تعجبه من موقف الدول الأوروبية كبريطانيا وألمانيا، منتقدًا سياسات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قائلًا: “لا أحب حركات الهجرة. لا أحب الوافدين. سيكون هناك اضطرابات في ألمانيا. ما فعلته (ميركل) في ألمانيا ضرب من الجنون.”، وذلك بعد الإعلان عن استقبال اللاجئين السوريين في ألمانيا، مؤكدًا أن هذا القرار قد يؤدي إلى “أزمة أمنية”.
الدول العربية
وفيما يخص الدول العربية، فإن دونالد ترامب لم يُبد اهتمامًا واضحًا بدول الربيع العربي في ظل حملته الانتخابية الجارية، ولكنه أدلى بمواقفه من قبل بشأنها. حيث أكد ترامب في 2013 بأن “الربيع العربي غير مُجدٍ حتى الآن” مشيرًا إلى أنه “اسم جميل، ونتائج سيئة”.
The "Arab Spring" is not working out so well-nice name, bad results!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) July 5, 2013
وفي عام 2012 أعلن ترامب أن مصر فقدت حليفًا استراتيجيًّا هامًّا لإسرائيل، وذلك بعد تولي جماعة الإخوان المسلمين السلطة في مصر، واصفًا ذلك حينها بالكارثة. كما أنه انتقد وصف جماعة الإخوان لمحرقة الهولوكوست بأنها “خرافة، وذلك على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر.
Oh the wonders of the Arab Spring. Our new allies in Egypt, the Muslim Brotherhood, just called the Holocaust a "myth" http://t.co/j7UmloXk
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 30, 2013
Oh the wonders of the Arab Spring. Our new 'ally' the Muslim Brotherhood hosted Ahmadinejad yesterday http://t.co/KO4Ptps3 No more aid.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 6, 2013
أما عن ليبيا فإن ترامب أكد في 2011 أنه مهتم فقط بالنفط الليبي، ولا يبدي أي اهتمام للوضع السياسي هناك. وفي مارس 2011 صرَّح حينها بشأن الرئيس الليبي الأسبق، مُعمَّر القذافي، قائلًا: “تعاملت مع معمر القذافي من قبل، عندما سمحت له أن يأجر قطعة من أرض أملكها، ودفع لي مقابل أجرة ليلة واحدة ما يساوي أجر قطعة الأرض تلك لسنتين، ولم أسمح له في النهاية باستخدام الأرض. أنا لا أريد استخدام كلمة “أبله”، ولكني بالفعل عاملته كأبله، وهذا ما يجب علينا فعله”.
قام دونالد ترامب بالتركيز على المملكة العربية السعودية في خطاباته الأخيرة، ففي منتصف أغسطس الماضي قال ترامب أن السعودية “دولة ثرية” وعليها أن “تدفع المال” لأمريكا لقاء ما تحصل عليه منها سياسيًّا وأمنيًّا. وتابع حينها “سواء أحببنا ذلك أم لم نحببه، لدينا أشخاص دعموا السعودية. أنا لا أمانع ذلك ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف دون أن نحصل على شيء بالمقابل. عليهم أن يدفعوا لنا.” وانتقد ترامب الموقف الاقتصادي الأمريكي حيال السعودية بالقول: “السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط، ولكننا الآن لا نحتاج كثيرًا إلى نفطهم، وبحال تغيّر الحكم بأمريكا فقد لا نحتاج نفطهم على الإطلاق ويمكننا ترك الآخرين يتصارعون حوله”.
ثم عاد ترامب مرة أخرى في نهاية أغسطس ليؤكد أن “السعوديون لا يملكون إلا المال، أحب السعودية والسعوديين لأنهم يشترون عقاراتي”.
https://youtu.be/71JPzQgZunM
وزادت الانتقادات التي يواجهها ترامب منذ استخدام أحد مؤيديه، في مؤتمر انتخابي عقده في نيو هامبشاير، عبارة “لدينا مشكلة في بلادنا، اسمها المسلمون”، حيث لم يعترض ترامب على أي من كلمات مؤيده، لكن خلال ساعات، ظهرت تصريحات للمرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، تؤكد فيها على أن فشل ترامب في رفض ما وصفته بـ “خطاب الكراهية” أمر مزعج وخطأ كبير.
إسرائيل
يعتبر ترامب نفسه من أكبر داعمي إسرائيل في الولايات المتحدة، حيث قاد بنفسه مسيرة “أداء التحية لإسرائيل” عام 2004، وهي مسيرة أصبحت تعقد في نيويورك سنويًّا. كما أنه شخصية معروفة نسبيًا في إسرائيل، حيث يمتلك عدة استثمارات هناك أبرزها برج ترامب في تل أبيب، وهو ما يعتبر البرج الأطول في إسرائيل.
وفي خطوة غير مسبوقة، شارك ترامب، عام 2013، في فيديو دعائي خاص، عبّر فيه عن دعمه لبنيامين نتنياهو ولحزب الليكود الذي يدعمه قائلًا: “عندكم بالفعل رئيس حكومة عظيم، ليس له مثيل. إنه سياسي رابح، يحظى بتقدير كبير، والجميع يحترمه… صوتوا لبنيامين نتنياهو، إنه رجل عظيم، وقائد عظيم، وخيار رائع لإسرائيل”.
المهاجرون المكسيكيون
أكد ترامب في مقابلته مع CNN على أهمية تنفيذ خطته لبناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية، قائلاً: “أنا أحب المكسيك وشعبها. وأقوم بأعمال تجارية معهم، ولكن هناك أشخاص يأتون عبر الحدود من جميع أنحاء العالم. وإنهم سيئون. إنهم سيئون جدًّا. هناك أشخاص يدخلون أمريكا – أنا لا أقول المكسيكيين – أنا أتحدث عن الأشخاص الذين هم من جميع أنحاء العالم، كالقتلة والمغتصبين”.
كما قال في إعلانه الرئاسي إن المهاجرين المكسيكيين”يجلبون المخدرات، ويجلبون الجرائم إلى بلدنا. هم مغتصبون، ربما البعض منهم أشخاص محترمون، ولكني أتحدث مع حرس الحدود وهم يفيدوني بما يرونه خلال عملهم”. كما أشار إلى أنه سيكون “أفضل رئيس على الإطلاق في خلق الوظائف”، وأكد على ضرورة رجوع المزيد من الأمريكيين إلى العمل. قائلا: “علينا جلب فرص العمل، علينا أن نسترجع وظائفنا من الصين، عليك أن نسترجع وظائفنا من المكسيك.”
الصين
يُعرف عن ترامب عداوته للصين. حيث يعتبر أن أزمة المناخ العالمية هي اختراع صيني لضرب الصناعة الأمريكية. وعند سؤاله حول إنتاج ملابس علامته التجارية الخاصة في الصين دافع ترامب عن نفسه بالقول إنه لم يكن منافقًا على هذا الصعيد مضيفًا: “الصين تلاعبت بعملتها لدرجة أنه من المستحيل لشركاتنا التنافس معها. من الصعب جدًّا أن يصنع أي شيء من الملابس في هذا البلد.”
علامات
reports_unit, ألمانيا, أمريكا, أوروبا, إيران, السعودية, الشرق الأوسط, الصين, العراق, اللاجئين, المكسيك, المهاجرين, الولايات المتحدة, انتخابات رئاسية, بوتين, خليفة, داعش, دولي, دونالد ترامب, روسيا, سوريا, ليبيا, مصر, ميركل, هيلاري كلينتون