عام يذهب وآخر يأتي، وبالرغم من قيام ثورة كبرى ضد جهازها في 2011، لا زالت انتهاكات الشرطة المصرية مستمرة ضد المواطنين، في الشوارع وأقسام الشرطة، وعلى الرغم من وجود أفراد شرطة تعرضوا للسجن المؤبد؛ نتيجة قتلهم لبعض المواطنين، لكن لا تزال الشرطة مستمرة في استخدامها للعنف، سنحاول هنا إلقاء الضوء على أبرز هذه الانتهاكات التي حدثت من الشرطة المصرية في عام 2016 تجاه المواطنين، وردود فعل الداخلية تجاه هذه الانتهاكات.
التصفية الجسدية لمواطن
قام أمين شرطة وضابط، بإطلاق الرصاص الحي على المواطن «مجدي لطفي جاد»، وذلك أثناء عودته من عمله مستقلًا دراجته البخارية، أمام قرية «عزبة الحلواني» بمدينة المنصورة، في الرابع من يناير (كانون الثاني) من العام، وقيل إن السبب وراء إطلاق الرصاص الحي عليه هو الاشتباه فيه، على الرغم من تأكيد أسرته على عدم وجود انتماء سياسي له، وأصيب في هذه الحادثة صديق المجني عليه أيضًا برصاصتين، ويشار هنا إلى أن الداخلية أعلنت أن القتيل اقتحم إحدى النقاط الأمنية أمام القرية، على الرغم من نفى أهل القرية وجود أي نقاط أمنية في هذه المنطقة.
اعتداء أمين شرطة بالضرب على «طبيب»
بدأت الحادثة عندما ذهب أمين شرطة يرتدي ملابس مدنية إلى طبيب في مستشفى «المطرية» في نهاية يناير (كانون الثاني)؛ ليقوم بعمل تقرير طبي «مزيف» عن حالته، فرفض الطبيب ذلك، فصرح أمين الشرطة بطبيعة مهنته مهددًا الطبيب بضرورة كتابة التقرير الطبي، ثم قام هو وثمانية من أمناء الشرطة الآخرين، بالاعتداء على الطبيب وزميله، وقد أثارت القضية الرأي العام، وحكم على تسعة أمناء شرطة بالسجن ثلاث سنوات على إثرها. يشار إلى أن الحكم الذي صدر ضدهم قابل للطعن عليه.
أحد أطباء المطربة عليه يروي تفاصيل الاعتداء عليه
الصفع والتحرش.. «حالات فردية» لأمناء الشرطة
كانت الواقعة الأولى في بداية فبراير(شباط) عندما قام «أمين شرطة» بصفع «سيدة» في متروالأنفاق، عندما رفضت ركوب رجل وزوجته عربة السيدات، وقامت بإمساك باب العربة؛ حتى لا يسير القطار، وعلى إثر ذلك صفعها أمين الشرطة، ونفى اللواء «أبوبكر عبدالكريم» مساعد وزير الداخلية، ما قيل عن صفع أمين الشرطة للسيدة. يشار إلى أنه تم تغريم السيدة 400جنيه لتعطيل المترو لمدة دقيقتين، ولم يعاقب أمين الشرطة.
فيديو صفع أمين الشرطة لسيدة المترو
أما الواقعة الثانية، فهي تحرش أمين الشرطة «مدحت الهراس» بسيدة، وذلك أثناء تواجدها بمحطة مترو المرج، بالإضافة إلى سرقتها والتعدى عليها بالضرب، حسب تقرير الطب الشرعى، الذي أشار إلى وجود خدوش وسحجات بصدر السيدة، وقد أُلقى القبض على أمين الشرطة، لكن أخلي سبيله بضمان وظيفته.
وكانت الواقعة الثالثة عندما قام أمين شرطة بالاعتداء بالضرب على «ممرضة» وصفعها بمستشفى بكوم حمادة بمحافظة البحيرة؛ وذلك بسبب عدم وجود أطباء في المستشفى لإسعاف ابنه المريض، وعندما قامت الممرضة بالاتصال بالطبيب رفض النزول، وعلى إثر هذا قام بصفع الممرضة. يشار إلى أنه ألقي القبض على أمين الشرطة، وحُبس.
هل تورطت الشرطة في قتل «ريجيني» والتصفية الجسدية لخمسة آخرين؟
في الثالث من فبراير (شباط) عُثر على الطالب الإيطالي جوليو ريجيني مقتولًا، ويوجد على جسده آثار تعذيب، وأُعلن بعد ذلك أن السبب في وفاته تعرضه لحادث سير وعدم وجود شبهة جنائية، على الرغم من أن تقرير الطب الشرعي الإيطالي أثبت وجود آثار تعذيب استمرت لعدة أيام. في مارس (آذار) أعلنت الداخلية عن تصفيتها لتشكيل عصابي مكون من خمسة أفراد تورطوا ـ بحسبها ـ في قتل ريجيني؛ لكن تحقيقات النيابة نفت تورطهم في قتله بعد ذلك.
في تقرير لموقع «الجزيرة» أكدت أن صحيفة إيطالية، حصلت على معلومات تفيد باتهام ضابط في مباحث أمن الجيزة قام باختطاف ريجيني وتعذيبه، وذكر التقرير بأن ريجيني كان مراقبًا من أجهزة الأمن في مصر، حسب تصريح مسؤول في وزارة الداخلية، بالإضافة إلى تصريح النائب العام السابق «أحمد الزند»، والذي أشار فيه إلى حقيقية ما يتداوله الناس عن تورط أجهزة أمنية في قتله. وحتى الآن لم يُكشف عن قاتل ريجيني.
قتل أمين شرطة لمواطن والمؤبد كان العقوبة
في 18 فبراير(شباط) قُتل مواطن وهو السائق «محمد عادل» وشهرته «عادل دربكة»؛ نتيجة لخلاف حدث بينه وبين أمين شرطة؛ بسبب رفض الأخير دفع المقابل المادى الذي طلبه دربكة مقابل نقل البضائع، فقام أمين الشرطة بإطلاق الرصاص على رأس المجني عليه؛ مما أدى إلى وفاته، وأعلن اللواء «أبو بكر عبد الكريم»، مساعد وزير الداخلية حينها أن أمين الشرط كان يدافع عن نفسه. يشار إلى أنه ألقي القبض على أمين الشرطة، وحكم عليه بالسجن المؤبد 25 عامًا بعد ذلك.

صورة القتيل «عادل دربكة»الذي قتله أمين الشرطة
أمين شرطة يقتل بائعًا بسبب خلاف على ثمن الشاي
في منطقة الرحاب بمدينة القاهرة في 21أبريل(نيسان)، قتل أمين شرطة بائع شاي، بالإضافة إلى إصابته لاثنين من المارة في الشارع؛ بسبب رفض أمين الشرطة دفع ثمن كوب الشاي الذي تناوله، اعترفت الداخلية بهذه الواقعة، وأصدرت قرارًا بسحب السلاح من أمناء وأفراد الشرطة «الذين لا تستدعي حالاتهم حمل السلاح»، حسب بيان المتحدث الإعلامي باسم وزارة الداخلية حينها، وقد حُكم على أمين الشرطة «السيد زينهم عبدالرازق» بالمؤبد.

أمين الشرطة «السيد زينهم عبدالرازق» الذي قتل بائع الشاي
أمين شرطة يعض «أذن» عامل
في 6مايو (أيار) قام أمين شرطة بالتعدي على عامل بالضرب وعض أذنه؛ بسبب رفض العامل إزالة الوحدة المسؤولة عن توصيل التيار بأعمدة الإنارة؛ لأنها تزعج أمين الشرطة؛ على الرغم من أنها ليست من اختصاص العامل، على إثر ذلك قام بعض أذنه، والتعدي بالضرب عليه. يذكر أن أمين الشرطة كان من ضمن المفصولين من الخدمة، وعاد بعد ثورة 25 يناير(كانون الثاني)، وجدير بالذكر أنه تم الصلح بين أمين الشرطة والعامل في هذه القضية.
مقتل «بائع سمك» والداخلية تعلن أن سبب الوفاة أزمة قلبية
في يونيو(حزيران) قام أمين شرطة بالاعتداء بالضرب على بائع سمك يدعي «كمال المحضي» حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ومات؛ وذلك نتيجة فض أمين الشرطة لنزاع داخل السوق، بين المجني عليه وشخص آخر، ويشار إلى أن وزارة الداخلية نفت تورط أمين الشرطة في ذلك، وأعلنت أن سبب الوفاة هو تعرض المجني عليه لأزمة قلبية كانت سببًا في وفاته.
قتيل قسم إمبابة رفض دفع «الإتاوة» فقتله أمناء الشرطة
تابعتنا الصحف بقيام أربعة من أمناء الشرطة في 23 يوليو (تموز) بقتل بائع حيوانات بسوق الجمعة بإمبابة يُدعى «محمد أحمد خليل»؛ بسبب رفضه دفع مبلغ مالي كإتاوة لأحد أمناء الشرطة؛ فقاموا بتعذيبه داخل قسم شرطة إمبابة؛ حتى فارق الحياة، وقاموا بإلقاء جثته في النيل، وقيل إن المتهم كان يتاجر في المخدرات. يشار إلى أنه تم التحقيق مع أمناء الشرطة الأربعة، ثم أخلي سبيلهم بعد ذلك.

صورة القتيل«محمد أحمد خليل» حسب موقع بوابة القاهرة
قتل ثلاثة ضباط لعامل ابتز سعودي
في نهاية يوليو(تموز) وجدت جثة عامل مقتولًا بجوار مستشفى المعادي، وأظهرت التحقيقات تورط ثلاثة ضباط شرطة في خطفه وتعذيبه حتى الموت، وإلقاء جثته؛ بسبب تصويره لسعودي مع زوجته في وضع مخل، وابتزازه بهذه الفيديوهات مقابل دفع مبلغ 90 مليون جنيه.
أبلغ السعودي ضابطًا في قسم شرطة «دار السلام» بالواقعة، فأشار عليه بتحرير محضر خطف لهُ، وألقى القبض على العامل، لكن أخلي سبيله لعدم كفاية الأدلة؛ ليُعثر عليه مقتولًا بعد ذلك، وعليه آثار تعذيب، أمرت النيابة بحبس الضباط على ذمة التحقيقات في القضية لتورطهم في قتل العامل.
قتل مواطن في المنصورة
في 31يوليو (تموز) ذهب ثلاثة أمناء شرطة لإلقاء القبض على مواطن بدون إذن من النيابة، ورفض أهل القرية تسليمه، وعلى إثر ذلك قام أمناء الشرطة بإطلاق النار بشكل عشوائي؛ مما تسبب في مقتل أحد المواطنين، وقررت النيابة حبس أمين الشرطة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وإخلاء سبيل اثنين من أمناء الشرطة.
هل قتلت الشرطة الطالب «أحمد مدحت»؟
في أغسطس (آب) أعلنت الداخلية عن وفاة الطالب بكلية الطب «أحمد مدحت»، بعد أن ألقى بنفسه من الدور الثاني، وذلك بعد أن داهمت الداخلية شبكة دعارة كان منضمًا إليها بحسب روايتها، لكن والد أحمد ذكر أن ابنه اختفى قبل وفاته بأيام، وقام بالبحث عنه حتى وجده في مشرحة «زينهم»، وأشار بأن الداخلية قامت بتعذيبه حتى الموت، وأشار إلى وجود آثار تعذيب بالكهرباء على بطنه وقدمه. يشار إلى أن القضاء برأ «أحمد مدحت» من قضية الدعارة التي لفقت له، لكن نفت الداخلية تهمة قتلها لهُ بعد ذلك.

الطالب «أحمد مدحت» قبل الموت وبعده حسب موقع فيتو
تعذيب شاب بقسم شرطة الغردقة
في نهاية سبتمبر(أيلول) تعرض المواطن «سيد أبو الوفا»، للضرب والتعذيب في قسم شرطة الغردقة؛ وذلك بعد إلقاء القبض عليه؛ بسبب عدم وجود رخصة قيادة معه وأخلي سبيله، وأثناء محاولة فك الكلبشات المقيدة ليده بيد أمين الشرطة، غضب الأخير؛ فقام بالاعتداء عليه وتعذيبه هو ومجموعة من زملائه؛ مما أدى إلى إصابته بـ«شلل رباعي»، وقد أثارت هذه الحادثة غضب الأهالي. يشار إلى أن مصدرًا أمنيًا في البحر الأحمر نفى تعرض الشاب للتعذيب.

المجني عليه«سيد أبو الوفا»بعد ضربه وتعذيبه حسب موقع النبأ
الداخلية تنفى قتل «مكين» ثم يحبس الضابط بعد ذلك
في نوفمبر(تشرين الثاني) من هذا العام حدثت مشادة بين «مجدي مكين» (صاحب عربة «كارو») وضابط شرطة؛ فقام الأخير بأخذ الأول إلى قسم شرطة «الأميرية»، وفي اليوم التالي أبلغوا أهله بوجود جثته في مستشفى الزيتون، وقد نفت الداخلية قتله، وأعلنت بأن سبب الوفاة هبوط في الدورة الدموية.

قتيل الشرطة «مجدي مكين»
يأتي ذلك، على الرغم من تأكيد أهل القتيل تعرضه للتعذيب، ووجود آثار تعذيب على أماكن متفرقة من جسده، ويشار إلى أن النيابة قررت حبس ضابط الشرطة «كريم مجدي» وثلاثة أمناء شرطة أربعة أيام على ذمة التحقيق ؛ وذلك بعد إثبات تقرير الطب الشرعي تعرض القتيل للتعذيب.