“أعمال إرهابية، سوء الأحوال الجوية، أعطال مفاجئة، أخطاء الرقابة الجوية،…” تعددت الأسباب التي تقف وراء حوادث الطيران ولكن النتيجة غالبًا ما تكون متقاربة بتحطم الطائرة ووجود ضحايا. وعلى الرغم من انخفاض معدل تكرار حوادث الطيران إلا أن الخوف لا يفارق نفوس الكثير من المسافرين أثناء رحلاتهم، خاصة أن حوادث الطيران تكون فرصة النجاة منها ليست كبيرة.
وبعد كل حادثة يعتمد الخبراء في الوصول للأسباب التي تقف وراءها عن طريق تحليل اللحظات الأخيرة التي سبقت سقوط الطائرة، وفي هذا التقرير سنسرد لك بعض التفاصيل.
راكب يصور مشهد سقوط الطائرة الألمانية
https://www.youtube.com/watch?v=N3pKp8UypFM
صور أحد ركاب الطائرة الألمانية المنكوبة في المقطع السابق اللحظات الأخيرة قبل وقوع الكارثة التي حدثت يوم 24 مارس 2015 وسقطت فيها الطائرة في منطقة جبال الألب في فرنسا من ارتفاع بلغ أكثر 11 ألف متر في خلال 8 دقائق، ونتج عن ذلك مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 150 شخصًا.
وتعد الأحداث التي عاشها الركاب قبل مقتلهم من الأكثر غرابة في حوادث الطيران، حيث ذهب الطيار إلى دورة المياه وعندما عاد وجد مساعده قد قام بإغلاق باب قمرة القيادة من الداخل ولم يستجب لطلبه بفتحه، وبعد ذلك قام المساعد بإسقاط الطائرة عمدًا عن طريق الضغط على الزر الذي يتولى عملية الهبوط.
وأكدت العديد من المصادر بعد وقوع الحادثة على أن مساعد الطيار كان يعاني من حالة نفسية أخفاها عن شركته، حيث قالت صديقته أنه كان منغلقًا كتومًا بنفسية منفعلة وأخبرها أنه يريد عمل لفتة مؤثرة يتذكره بها الجميع.
إذا ما أردت معرفة التسلسل الزمني للحادثة شاهد هذا الفيديو:
الطائرة الماليزية: نداءات استغاثة ثم تكبيرات
في يوم 28 ديسمبر من عام 2014 أقلعت الطائرة الماليزية التابعة لشركة طيران آسيا من مطار “جواندا” الدولي بمدينة “سورابايا” في إندونيسيا متجهة إلى سنغافورة في ظروف مناخية سيئة حاول الطيار مواجهتها بتغيير المسار ولكن محاولته باءت بالفشل.
وظهر بعد الحادثة بأيام مقطع مصور على موقع “يويتوب” يتضمن المحادثة الأخيرة بين الطيار ومساعده والتي بدأت بنداءات الاستغاثة وانتهت بالتكبيرات المتتالية أثناء سقوط الطائرة في مياه المحيط الهادي.
وكشف تقرير الأرصاد الجوية أن الطائرة التي كانت تقل على متنها 162 شخصًا تعرضت لمجموعة من العواصف القوية خلال الدقائق الأخيرة قبل أن تختفي من على أجهزة الرادار.
الوقت لم يسعف قائد الكونكورد الفرنسية
“فات الوقت.. لم يعد هناك وقت.. لم يعد”، كانت تلك آخر الكلمات التي نطقها قائد طائرة الكونكورد الفرنسية قبل تحطمها فوق فندق جونيس في ضواحي باريس، وذلك يوم 25 يوليو من عام 2000. وتبدأ القصة بعد مرور أقل من دقيقة على إقلاع الطائرة من مطار “باريس شارل ديغول” متجهة إلى مطار “جون إف كينيدي” الدولي في نيويورك، حيث تلقى طاقمها رسالة شديدة الخطورة من برج المراقبة يخبرونهم فيها أن الطائرة تحترق وألسنة النيران تمتد خلفها.
وبعد ذلك بدأت الطيارة تفقد سرعتها وحاول قائدها استعادة ارتفاعها، في نفس اللحظات التي كان برج المراقبة قد أخلى فيها الممرات بمطار “شارل ديجول” وأبلغ طياري الكونكورد أن الأولوية لهم في الدوران والهبوط، لكن كل ذلك لم يجدِ نفعًا حيث سقطت الطائرة ولم ينجُ أحد من ركابها، بل وتسبب الحادث في مقتل أربعة أشخاص آخرين كانوا على الأرض لحظة سقوط الطائرة فوق فندق “جونيس”.
وذهب المحققون إلى أن انفجار أحد إطارات الطائرة يقف وراء ما حدث حيث تسبب الحطام الناتج عن انفجاره في إحداث ثقب في خزانات الوقود مما أدى إلى وقوع الحريق، وتعد تلك الحادثة هي الأولى بالنسبة لطائرات الكونكورد منذ بداية إنتاجها.
تفاصيل المعركة الأخيرة في طائرة بنسلفانيا
كانت هذه الطائرة واحدة من الطائرات المخطط لها أن تشارك في هجمات 11 سبتمبر 2001 وسعى خاطفوها المنتمون لتنظيم القاعدة إلى إسقاطها على مبنى الكونغرس الأمريكي في واشنطن، ولكن مقاومة الركاب لم تمكنهم من بلوغ هدفهم، لينتهي الأمر بسقوطها في حقول زراعية داخل نطاق ولاية بنسلفانيا.
وسجل الصندوق الأسود ما حدث منذ البداية حيث بدأت الأحداث بطلب أحد الركاب في الدرجة الأولى شيئًا من المضيفة وبمجرد أن ذهبت إلى قسم المشروبات والمأكولات، قام أحد الانتحاريين بالنهوض عن مقعده وأمسك بعنق زميل لها من الطاقم وأصابه بمشرط وتركه يغرق في دمائه قرب باب قمرة القيادة.
ومن هنا بدأ تصاعد الأحداث حيث تعالت أصوات الصراخ والضجيج وانطلقت معركة قوية بين الانتحاريين والركاب، تبادل فيها الطرفان قذف بعضهم بالصحون والملاعق وكل ما يمكن حمله باليدين في كافة الأنحاء.
وكانت آخر 7 دقائق على الطائرة والتي سجلها الصندوق الأسود هي الأكثر دموية فنسمع في مقدمتها المضيفة “ديبورا ويلش” المكلفة بخدمة الطيار ومساعديه وهي تصرخ وتستغيث: “لا، لا تقتلوني”، بعدما فاجأها الانتحاريان عند باب قمرة القيادة قبل أن يدخلا إليها ويقتلان الطيار.
ولم يتوقف مسلسل القتل عند هذا الحد حيث قام الانتحاريان بقتل مساعد الطيار بعد ذلك والذي سجل الشريط الموجود على الصندوق الأسود صوته وهو يقول لهم: “أخرج من هنا.. ماذا” ولعله كان يريد أن يقول “ماذا تريد؟”، ولكنه لم يستطع إكمالها حيث تم قتله.
وتنكر بعد ذلك أحد الانتحاريين كأنه قائد الطائرة وأطلق تحذيرًا مفاده أن على الطائرة قنبلة وهي تعود الآن إلى المطار وعلى الجميع التزام الهدوء والبقاء في مقاعدهم، في محاولة لمواجهة مقاومة الركاب إلا أن ذلك لم يكن له أي تأثير، فقد وصل الركاب إلى قمرة القيادة وأخذوا يقذفون الخاطفين بالأغراض والصحون، واستمرت المعركة حتى سقطت الطائرة بعد فقدان التحكم بها لتنفجر بعد اشتعال الكيروسين الموجود في خزانتها، مما أدى لمقتل جميع من كانوا فيها.
لغز الطائرة المصرية ما زال محيرًا
لا تزال حادثة الرحلة رقم 990 للخطوط الجوية المصرية عالقة في أذهان المصريين حتى اليوم، فقد قتل فيها 217 شخصًا بعد تحطم الطائرة التي كانت تقلهم في طريقها من نيويورك إلى القاهرة قبالة ساحل ماساتشوستس الأمريكي بعد مرور ساعة على إقلاعها.
ولا يوجد هناك اتفاق على السبب الذي أدى لسقوط الطائرة فقد ظهر تقرير هيئة السلامة الأمريكية والذي رفضه الجانب المصري ليزعم أن مساعد الطيار جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة والانتحار بسبب قوله جملة “توكلت على الله” في اللحظات الأخيرة، بينما ظهرت تقارير أخرى مؤكدة على وجود شبهة جنائية في الحادث.
ومن ضمنها تقرير أعده أحد الخبراء المصريين أكد فيه على أن تأخر إقلاع الطائرة لمدة ساعتين كان متعمدًا حتى تفقد الطائرة تسجيلها على خريطة الرحلات الجوية ومن ثم لا تكون مسجلة على أجهزة الكمبيوتر بالدفاع الجوي الأمريكي فتدرج على أنها طائرة معادية ويتم التعامل معها بالصواريخ.
وسجل الصندوق الأسود آخر ما حدث في قمرة القيادة بين الطيار أحمد الحبشي ومساعده جميل البطوطي، حيث ذهب الحبشي لدورة المياه بعد أن استأذن من مساعده، ليُسمع بعد ذلك صوت صادر عن باب قمرة القيادة تبعه مباشرة صوت طقطقة وارتطام، وتتابعت هذه الأصوات وبينها يظهر صوت البطوطي وهو يكرر “توكلت على الله”، وفي مرة من المرات صاحبها صوت إنذار للتحذير من هبوط الطائرة بصورة حادة.
وفي النهاية ينقطع التسجيل عندما يقول الحبشي للبطوطي “شد معايا”، ولكن وجود الصندوق الأسود في أيدي السلطات الأمريكية أثار الشكوك حول احتمالية اقتصاص أجزاء من التسجيلات تدين أمريكا.
لمعرفة المزيد من التفاصيل يمكنك مشاهدة هذه الحلقة من برنامج “سري للغاية”:
الطيار السعودي ينطق الشهادة في اللحظة الأخيرة
تعد هذه الحادثة من أكبر حوادث الاصطدام الجوي في التاريخ من حيث عدد الوفيات حيث نتج عنها مقتل 394 راكبًا، وترجع تفاصيلها إلى أنه في يوم 12 نوفمبر 1996 اصطدمت طائرة الخطوط الجوية السعودية المتجهة من مدينة نيودلهي في الهند إلى مدينة الظهران في السعودية أثناء إقلاعها بطائرة شحن تابعة لخطوط كازخستان كانت تستعد للهبوط في مطار نيودلهي، مما نتج عنه تحطم الطائرتين.
وتوصلت اللجنة المختصة التي شكلت للتحقيق في الحادثة إلى أن الخطأ كان من جانب الطائرة الكازاخستانية نتيجة هبوطها بشكل خاطئ؛ بسبب عدم وجود مهارات اللغة الإنجليزية لدى عامل اللاسلكي والذي كان يعتمد عليه قائد الطائرة بشكل كامل للاتصال ببرج المراقبة، وأنتج بعد الحادثة فيلم وثائقي يشرح ما حدث بما في ذلك تسجيل الصندوق الأسود لكابتن الطائرة السعودية خالد الشبيلي والذي ردد فيه الشهادة قبل سقوط الطائرة، يمكنك مشاهدة الفيلم كاملًا هنا:
https://www.youtube.com/watch?v=-SJIZ9175G4