شهد العالم عدة نماذج علي رؤساء وحكام انطلقوا من داخل السجن إلى السلطة، نرصد هنا بعض هذه النماذج .
1ـ الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا
كان نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا يمنع السود من الترشح أو حتى التصويت للبرلمان، كما مارس النظام عمليات فصل عنصري واضطهاد ضد السود، وبرز نيلسون مانديلا كزعيم للسود ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا؛ حيث ترأس حزب المؤتمر الوطني عام 1950 وأعلن كفاحًا سلميًّا، وبعد القبض على مانديلا في 1959 وخروجه منه بعد فترة قصيرة أعلن الكفاح السلمي مرةً أخرى.

ماندديلا في شبابه
بعد خروجه من السجن مباشرةً وقعت مذبحة شاربفيل التي قُتِلَ فيها 69 متظاهرُا سلميًّا، فبدأ مانديلا كفاحًا مسلحًا عام 1961 وأعلن تأسيس منظمة The spear of the nation المسلحة.
في العام 1962 تم القبض على مانديلا، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وعرض على مانديلا أثناء سجنه عام 1985 مبادرة لنبذ العنف إلا أنه رفض، وبعد 28 عامًا من السجن وفي العام 1990 أصدر النظام عفوًا عن مادنيلا.
نال مانديلا جائزة نوبل للسلام عام 1993 بالمناصفة مع رئيس جنوب إفريقيا، في العام 1994 ترشح مانديلا لرئاسة جنوب إفريقيا، وفاز بنسبة 62% من الأصوات.

صار مانديلا زعيماً عالمياً
2ـ ديلما روسيف: الرئيسة المرأة الأولى للبرازيل
على خطي رفيقها والرئيس السابق لولا دا سيلفا، سُجِنَت روسيف لثلاث سنوات أيام نضالها ضد النظام العسكري الديكتاتوري في البرازيل الذي استمر من 1964 وحتى 1985، وتسلمت ديلما روسيف رئاسة بلادها رسميًّا في يناير 2011، وتأتي رئاسة ديلما بعدما رشحها حزب العمال خلفًا للرئيس لولا دا سيلفا الذي يتمتع بشعبية فاقت 80%، إلا أن تأييده لها لم يعط ديلما أكثر من 56% من الأصوات.

ديلما روسيف
بدأت روسيف كمناضلة ماركسية وتم اعتقالها بدايات 1970 وحكم عليها بالسجن ستّ سنوات لكنها خرجت من السجن في أواخر 1972، وبدأت مسيرة التحاقها بحزب العمال الذي أسسه دا سيلفا 1985. نصبت كوزيرة للطاقة في حكومة دا سيلفا ثمَّ كبيرة وزراء. في خطابها الاول للشعب البرازيلي كرئيسة لم تستطع روسيف أن تتمالك دموعها بتذكرها سنوات النضال والتعذيب الذي لحق بها.
3ـ رئيس فنزويلا السابق هوجو شافيز
ينتمي شافيز لتيار اليسار، وعندما وصل لرئاسة فنزويلا تبنى النظام الاشتراكي الديمقراطي، بدأ هوجو شافيز عسكريًّا وقام بمحاولة انقلاب فاشلة في العام 1992 ضد الرئيس الفنزويلي كارلوس أندريه بيريز في محاولة لإقصاء الحكومة ذات التوجهات الليبرالية، واستطاع شافيز السيطرة علي جميع فنزويلا ما عدا العاصمة كراكاس، ثم قُبِضَ على شافيز وألقي في السجن، إلا أنه خرج من السجن بعد سنتين.[c5ab_gettyimages ] [/c5ab_gettyimages]
الرئيس الفنزويلي السابق هوجو شافيز
بعد خروجه من السجن استطاع شافيز تأسيس حزب باسم الجمهورية الخامسة، وحَظِيَ بمساندة اليسار والفقراء واستطاع بمساندتهما أن يصل لرئاسة فنزويلا، فور وصوله اعتمد إصلاحات اقتصادية ومواقف مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية.
إلا أنه كان على موعد مع محاولة انقلاب دعمتها الولايات المتحدة عام 2002، ولم تنجح محاولة الانقلاب وسُجِنَ شافيز ثلاثة أيام حتى استطاع الرجوع إلى سدة الحكم، وتوفي شافيز في مارس 2013.
4ـ الرئيس المصري المعزول محمد مرسي
كان الرئيس المصري المعزول في موعد مع الحبس مرةً أخري يوم 3 يوليو 2013 عندما استغل الجيش الحراك الشعبي المناهض للرئيس وقام بالإطاحة به، إلا أن وراء الرئيس المعزول قصة أخرى في طريقه إلي الرئاسة.
اعتقل محمد مرسي أثناء عهد الرئيس المخلوع مبارك عدة مرات؛ حيث قضى سبعة أشهر في السجن منذ اعتقاله في مايو 2006 من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء وسط القاهرة. أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية، كما اعتقل في سجن وادي النظرون يوم 28 يناير 2011 يوم جمعة الغضب لمنع جماعة الاخوان من المشاركة في ثورة يناير 2011.
[c5ab_gettyimages ] [/c5ab_gettyimages]
الرئيس المصري السابق محمد مرسي
رشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي لرئاسة الجمهورية، وفاز في الجولة الثانية، لكنه لم يمكث في السلطة أكثر من سنة بعد حركة الجيش التي أطاحت به؛ حيث وُجِّهت اتهامات للرئيس السابق بالتحريض على القتل وأعمال عنف، كما يواجه أيضًا اتهامات بالتخابر لصالح دول أخرى.
5ـ رئيس وزراء تركيا الحالي: رجب طيب أردوغان
واجه أردوغان اتهامات من قبل محكمة أمن الدولة عام 1998 بالتحريض على الكراهية الدينية وتم سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية، كان سبب هذه العقوبات ما قاله أردوغان في تجمع جماهيري: “مآذننا رماحنا والمصلون جنودنا”، وتمثل التجربة التركية في الحكم نموذجًا مختلفًا عن غيرها في العالم الإسلامي.
أردوغان كان عضوًا نشطًا في حزب السلامة الوطنية تحت عباءة رجل السياسة التركي نجم الدين أربكان وكذلك حزبي الرفاة ثم الفضيلة اللذين أسسهما أربكان واحدًا تلو الآخر على إثر موجات الحظر التي تطال أحزابه.

أكد أردوغان مرارًا أنَّ حزبه علماني سيحافظ علي الأسس الأتاتوريكية خلافًا لأستاذة أربكان
بدأ أردوغان مع عدد من القادة الشبان تأسيس حزبهم الخاص بعيدًا عن أربكان، فأسسوا حزب العدالة والتنمية 2001، واستطاع أردوغان ورفاقه إظهار الفارق بينهم وبين أستاذهم أربكان، وسعى أردوغان إليى إقامة دولة تركية على الأسس الأتاتوركية، وأعلن أكثر من مرة أنهُ ليس حزبًا ذا مرجعية دينية.
[c5ab_gettyimages ] [/c5ab_gettyimages]
استطاع أردوغان وحزبه تحقيق العديد من النجاحات
استطاع الحزب الفوز بالأغلبية في انتخابات 2002 ولكن لم يستطع أردوغان أن يترأس الحكومة نظرًا لسجنه السابق، فقام عبد الله غول – الرئيس الحالي – برئاسة الحكومة، وبعد شهور تم تعديل الدستور ليتاح لأردوغان أن يترأس الحكومة، وتعتبر تركيا الآن تحت قيادة أردوغان ورفاقه من أهم دول المنطقة.