في نوفمبر الماضي، عندما توصلت مجموعة 5+1 إلى اتفاق مؤقت لكبح جماح برنامج إيران النووي، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق ووصفه بـ “الخطأ التاريخي الذي قد يجعل العالم مكانًا أكثر خطرًا”. وفي الأسبوع الماضي (يوليو 2014)، فشل المتفاوضون في الوصول إلى اتفاق نهائي وبدلاً من ذلك مددوا فترة التفاوض لأربعة أشهر، لكن هذه المرة لم يبدِ نتنياهو أي اعتراض.

تقول الكاتبة إن عدم رد نتنياهو قد يرده البعض إلى تصاعد الصراع في غزة؛ مما أدى لتشتيت القيادة الإسرائيلية. من جانبه، أوضح نتنياهو أن عدم الوصول إلى اتفاق أفضل لدى إسرائيل من اتفاق لا يرضيها، بما قد يفسر رده الهادئ نسبيًّا على تمديد المباحثات.

يوضح التقرير أن المفاوضين الأمريكيين حاولوا تجنب طرح المشكلات الإقليمية التي تشارك فيها إيران للنقاش على طاولة التفاوض. كما أوضح المفاوضون الإيرانيون أنهم ليس لديهم صلاحية مناقشة المشكلات الإقليمية مع الأمريكيين، ويفضلون إبقاء المفاوضات النووية على حدة. والمنطق خلف ذلك – حسب رأي الكاتبة– هو أن ذلك سيعزز من فرص التوصل إلى اتفاق. إلا أن هذا الفصل بين القضايا يكاد أن يكون مستحيلاً عمليًّا. فالصراع في غزة مثلاً يؤثر على حسابات كل الأطراف في المفاوضات النووية.

تشير الكاتبة إلى أن الدول العربية – حالها حال إسرائيل– لديها مخاوف بشأن إيران تتعدى برنامجها النووي. فطموحات إيران الإقليمية وعلاقاتها مع شيعة المنطقة وصلاتها بالكيانات الإرهابية في المنطقة تمثل مصدر خطر لبعض الحكومات الخليجية أكثر من برنامج إيران النووي. وبالنسبة لإسرائيل، فالخطر ليس بالضرورة هو احتمال استخدام إيران للسلاح النووي ضدها، ولكن امتلاكها هذا السلاح قد يعزز موقفها في الملفات الأخرى. كما أن إسرائيل تشتبه في دعم إيران لحماس في الصراع الدائر حاليًا في غزة.

في غضون ذلك، قد يزداد الشك لدى شركاء أمريكا في التفاوض حول نية إيران في التوصل إلى اتفاق. فالصراع في غزة يذكرنا بخرق إيران لقوانين الأمم المتحدة، فقد أوضح تقرير للمنظمة الدولية في يونيو 2014 أن إسرائيل اعترضت سفينة محملة بالصواريخ أبحرت من إيران.

وأخيرًا – تقول الكاتبة- فإن ضغط الرأي العام الإيراني يدفعها إلى دعم المجموعات الفلسطينية. كما قد يجد قادة إيران في دعم حماس قيمة سياسية، فبصرف النظر عن اختلافهما حول الشأن السوري، إلا أن هذا الدعم سيخفف من حدة التوتر الطائفي الذي يقف عقبة أمام طموحاتها الإقليمية.

تختتم الكاتبة مقالها بالقول بأن الولايات المتحدة وإيران لديهما أسباب قوية تدفعهما للوصول إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، بما سيدفعهما للعمل معًا على الرغم من الصراع الدائر في غزة. وبالنسبة لإدارة أوباما، ستعتبر تسوية الملف النووي لإيران إنجازًا كبيرًا للسياسة الخارجية وسيزيل مشكلة في منطقة تعج بالصراعات. أما بالنسبة لإيران، فما يزال مرشد الجمهورية علي خامنئي يدعم التوصل لاتفاق من أجل تخفيف العقوبات على البلاد. إلا أنه كلما طال أمد الصراع في غزة، سيكون من الصعب الفصل بين ملف المفاوضات والملفات الأخرى، وهذا لن يؤدي إلى نجاح المفاوضات.

عرض التعليقات
تحميل المزيد