خبر غير سار، في غضون المليون سنة القادمة أو نحو ذلك، ستتواجد مجموعة من النجوم القاتلة على أبعاد مختلفة، والتي تحمل الموت لكافة أشكال الحياة فوق سطح كوكب الأرض. أكثر من 20 نجمًا يتجه حاليًا نحو نظامنا الشمسي، والتي يمكن أن تتسبب في ضربات النيازك المدمرة التي ستمحي الحياة من فوق الأرض.

فقد رصد العلماء ما بين 19 و24 من نجوم الموت هذه، التي ستمر على بعد 3.26 سنة ضوئية من نظامنا الشمسي. بالطبع هذه المسافة كبيرة جدًا في أنظارنا، لكنها بالنسبة للنجوم والمجرات مسافة ضئيلة، وهي قريبة بما فيه الكفاية لتؤثر هذه النجوم على حركة الكويكبات داخل النظام الشمسي وتجعلها تنحرف عن مسارها الطبيعي نحو الأرض، وهو ما يزيد من فرصة أن تُمحى الحياة على كوكب الأرض بشكل كامل بعد الاصطدامات. والنموذج الأبرز بين هذه النجوم هو أحد النجوم التي تقع في إحدى الكويكبات القريبة نسبيًا.

النجم غليس 710

حاليًا، هناك جرم فضائي هائل، من بين أجرام أخرى، يتجول على مسافة آمنة جدًا من كوكب الأرض، ولكن إذا كانت البشرية لا تزال موجودة في غضون حوالي 1.3 مليون سنة، فإن الأمور ستزداد سوءًا هنا على كوكب الأرض. وتشير الأبحاث الجديدة التي تقودها وكالة الفضاء الأوروبية، إلى أن هناك نجمًا يتجه نحو نظامنا الشمسي، وعندما يصل بالقرب منا فإنه سوف يجعل الحياة صعبة للغاية على أي شخص لا يزال على الأرض.

هذا النجم يدعى «غليس 710 – Gliese 710»، وهو يتجه بخطى واثقة نحو لقاء وثيق مع شريكه في النظام الشمسي الخاص بنا. نحن نعلم هذه المعلومات الآن بفضل البرنامج الذي تشرف عليه وكالة الفضاء الأوروبية والمسمى «مبادرة غايا – Gaia Mission». وسعت هذه المبادرة إلى إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد دقيقة لمجرتنا مجرة درب التبانة، وخلال تكوين هذه الخريطة، يتم رسم مسارات العديد من النجوم القريبة من مجموعتنا الشمسية.

وقد نجح هذا الجهد في رسم مسارات مئات الآلاف من النجوم، وفي دراسة تلك التي ستقترب منا على مدى الخمسة ملايين سنة القادمة، اكتشفت العالمة في وكالة الفضاء الأوروبية، كورين بايلر جونز، أن نجم «غليس 710» سيسبب بعض الكوارث الهائلة خلال مساره.

لن يكون هذا النجم في اتصال مباشر مع شمسنا، أي أنهما لن يتصادما، ولكن النجم سيمر بشكل سريع ضمن مسافة تقدر بحوالي 1.4 تريليون ميل (2.25 تريليون كيلومتر) من الشمس أو حوالي 16 ألف وحدة فلكية (الوحدة الفلكية تساوي المسافة بين الأرض والشمس).

(رابط الفيديو السابق)

وهذا قريب بما فيه الكفاية ليتسبب في إحداث خلل وفوضى في كتل الحطام الجليدية التي تشكل ما يعرف باسم «سحابة أورت» التي سيخترقها هذا النجم، والتي تحيط بنظامنا الشمسي من الخارج. عندما يحدث هذا الأمر، فإنه من المرجح أن ترسل أعدادًا لا توصف من المذنبات نحو مركز النظام الشمسي، مما يجعل الحياة خطيرة جدًا لأي شخص يعيش على واحد من الكواكب الداخلية، مثل الأرض.

ومن الجدير بالذكر أنه نظرًا للحالة الراهنة هنا على الأرض مع تغير المناخ، والاكتظاظ السكاني، والتهديد النووي، فربما هناك فرصة جيدة لن تجعل البشرية مجتمعة ومتواجدة من الأساس، لذلك نحن ربما لا ينبغي أن نكون قلقين كثيرًا بشأن ما سيحدث بعد حوالي 1.3 مليون سنة في المستقبل.

وغليس 710 حاليًا يبعد مسافة 63.8 سنة ضوئية من الأرض، وهو يقع في في كوكبة «Serpens Cauda»، ويبلغ حجمه حوالي 60% من حجم الشمس، ويولد الحرارة أيضًا عبر عمليات الاندماج بين ذرات الهيدروجين.

سحابة أورت

هي سحابة نظرية دائرية مكونة من كويكبات صغيرة ثلجية يعتقد أنها تحيط بالشمس على مسافة 100 ألف وحدة فلكية، أي ما يساوي سنتين ضوئيتين تقريبًا في المتوسط. هذه المسافة تمتد تقريبًا لنصف المسافة بين الشمس والنجم بروكسيما سنتاوري، وهو أقرب النجوم لمجموعتنا الشمسية. كما أن بعد حزام كيبر عن الشمس يساوي حوالي واحد على ألفين من بعد هذه السحابة عن الشمس.

يعتقد العلماء أن المواد المكونة لهذه السحابة تكونت بالقرب من الشمس لكنها تبعثرت في الفضاء لمسافة بعيدة بتأثير من جاذبية الكواكب الكبيرة بالمجموعة الشمسية. وعلى الرغم من أنه لم يثبت وجود هذه السحابة عبر الرؤية المباشرة، إلا أن العلماء يعتقدون أن هذه السحابة هي مصدر المذنبات البعيدة الشبيهة بمذنب هالي والتي تظهر لنا كل بضع عشرات السنين.

سميت هذه السحابة باسم عالم الفلك الهولندي يان أورت، وهي مقسمة إلى منطقتين: سحابة داخلية على شكل قرص (أو سحابة هيلز)، وسحابة أورت الخارجية الكروية الشكل. كلا المنطقتين تقع خارج الغلاف الجوي لمجموعتنا الشمسية وفي الفضاء الخارجي بالنسبة لنا.

ويعد حزام كيبر -وهو حزام يمثل منطقة خلف الكواكب الثمانية الكبرى، ويمتد في المنطقة خلف كوكب نبتون على بعد 30 وحدة فلكية وحتى مسافة تقدر بحوالي 50 وحدة فلكية بعدًا عن الشمس. هذا الحزام يشبه حزام الكويكبات الممتد بين كوكبي المريخ والمشترى لكنه يتميز بأنه أعرض بعشرين ضعف وأكثر كتلة بمقدار يتراوح بين 20 : 200 ضعف- ومنطقة القرص المتبعثر التي تلي الحزام، هما بمثابة الخزانان الآخران للأجسام الصغر من كوكب نبتون، وهاتان المنطقتان يقعان على بعد أقل من واحد على الألف من المسافة بين الشمس وسحابة أورت.

الحد الخارجي لسحابة أورت يعرف بأنه الحدود الكوزموغرافية للنظام الشمسي ونهاية مجال الشمس التي تظهر فيها آثار جاذبيتها. لا ترتبط سحابة أورت الخارجية إلا بشكل فضفاض بالنظام الشمسي، وبالتالي تتأثر بسهولة بسحب الجاذبية لكل من النجوم المارة و مجرة درب التبانة نفسها. قوى الجاذبية هذه يمكنها في بعض الأحيان إزالة بعض المذنبات من مداراتها داخل السحابة وترسلها نحو النظام الشمسي الداخلي (ويقصد به المنطقة المحصورة بين حزام الكويكبات والشمس والتي تضم مسارات كواكب عطارد والزهرة والأرض والمريخ).

وبناء على مداراتها، قد تأتي معظم المذنبات القصيرة الأمد من منطقة القرص المتبعثر، ولكن قد يكون بعضها قد نشأ من سحابة أورت نفسها. ويعتقد الفلكيون أن التفسير وراء تشكل سحابة أورت هو أنها تشكلت أقرب إلى الشمس وكانت متناثرة بعيدًا في الفضاء وهي ناجمة عن آثار الجاذبية للكواكب العملاقة في وقت مبكر من تطور النظام الشمسي. وعلى الرغم من عدم وجود ملاحظات مباشرة مؤكدة لسحابة أورت، إلا أنها قد تكون مصدر كل المذنبات ذات فترات الظهور الطويلة الشبيهة بمذنب هالي، التي تدخل إلى النظام الشمسي الداخلي، بالإضافة إلى العديد من المذنبات التي تصل إلى كوكب المشترى.

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد