هناك تشبيه تقليدي تمامًا وقديم يتعلق بحالة الطقس عندما يكون في أوج حرارته حيث يشتكي الناس حينها من أنه طقس نستطيع أن نقلي فيه بيضة دون استخدام أي نيران أو آلة حرارية، تشبيه – كما يقال – أكل عليه الدهر وشرب ولم يكن أبدًا صحيحًا إلا في مناطق صحراوية قليلة معينة، حسنًا، الأستراليون لا يشاركوننا هذا الملل، في “ملبورن” قامت “فيونا دالوود” بطهو بيضة فعلًا على قارعة الطريق بواسطة حرارة الجو فقط ونشرت الصورة الساخرة على حسابها في Flickr، يرجى الملاحظة: هذه أستراليا وليست الصحراء الليبية مثلًا، وملاحظة أخرى تتعلق بتاريخ الصورة، لا ليست الآن في وسط هذا اللهيب وإنما في 2009!
في الفترة من يونيو إلى أغسطس من العام 2003 ضربت موجة حارة القارة الأوروبية صنفت على أنها الموجة المسجلة الأكثر حرارة في أوروبا منذ عام 1540، لم يكن أحد في القارة مستعدًا لدرجات حرارة مرتفعة لا على مستوى الحماية الفسيولوجية لأجساد كبار السن ولا على المستوى الإنشائي بمنازل تقترب أعمار تصميماتها من نصف قرن معدة لتحمل برودة الشتاء فقط، لذلك تسببت الموجة في أضرار بالغة للقطاع الزراعي خصوصًا في جنوب القارة (بعض المحاصيل تلفت بالكامل) والقطاع الحيواني (نفوق لعدد لا بأس به من الحيوانات)، لكن الأهم هو ما حصده الحر من أرواح تقدر بسبعين ألف شخص منهم خمسة عشر ألفًا تقريبًا في فرنسا بمفردها، حينها لم يجدوا مقابر كافية في باريس لموتاها فاستعانوا بقطعة أرض خالية خارج العاصمة لدفنهم بشكل لائق، مع العدد الكبير لم تكفِ المساحة واضطرت السلطات لحرق 57 جثة باقية لم يكن لها في باطن الأرض مكانًا شاغرًا!
في عامنا الحالي ومنذ ثلاثة أشهر فقط في مايو الماضي ضربت الهند الموجة الحارة الأسوأ منذ عام 1979 حيث حصدت أرواح ما تعدى الألفين وخمسمائة هندي، على مدار ربع القرن الماضي (منذ عام 1990) فإن الهند فقدت ما تجاوز الـ 20 ألف شخص بسبب الموجات الحارة التي تتسبب فيها الرياح الموسمية بجانب تأثير إل نينو الشهير الذي يرفع دائمًا درجة حرارة آسيا، لكن هذا العام – بحسب وكالة الأرصاد الجوية الهندية – وبموت أكثر من 2500 بشكل مباشر بسبب الموجة فإنه رقم لم يحدث في كل هذه الأعوام.
بعد أقل من شهر (في يونيو) ضربت الموجة الساخنة الجارة (باكستان) متسببة في وفاة ألفين تقريبًا معظمهم في كراتشي أكبر مدن البلاد وعاصمة إقليم السند وخسائر كبيرة في القطاع الزراعي ووفاة بعض حيوانات حدائق الحيوان الباكستانية، درجة الحرارة الأعلى أيضًا منذ أكثر من خمسة وثلاثين عامًا!
السؤالان الجامعان بعد كل هذه القصص واللذان سنحاول إجابتهما هنا هما: ما الذي يغير مناخ الأرض بالضبط؟ ولماذا ترتفع درجة حرارة العالم؟!
أشهر الحرارة القياسية!
هذا هو الجيل البشري الأول الذي يعيش التغير المناخي في العالم مع صيف وضع أقدامه ليكون الأكثر ارتفاعًا في درجات الحرارة منذ بدء تسجيلها، متضمنة شهر يونيو فإن أربعة أشهر من أول ستة هذا العام كسرت الأرقام القياسية المسجلة لأعلى درجات حرارة شهدتها الأرض، وبينما يكافح العلماء لفهم علاقة ومدى ارتباط الموجات الحرارية بالتغير المناخي ومدى تأثر الأولى بالثانية فإنه لا أحد يشك أن الموجات الحرارية ستكون أكثر فتكًا مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري المتزايد، والموجات الحرارية نفسها كالتي شهدتها الهند وباكستان وأوروبا قبلًا هي الظاهرة المناخية الأكثر حصدًا للأرواح، منذ العام 2000 وحتى الآن فإن موجات الحر قتلت قرابة الـ 129 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم!
هناك فرق شاسع بين التغير المناخي والاحتباس الحراري وهو ما يسبب لبسًا لكثيرين عند التكلم عنهما كأنهما شيء واحد، فالتغير المناخي هو الذي يحدث نتيجة الظواهر الطبيعية ويدوم لفترة طويلة من الزمن، ظواهر مثل (العمليات الحيوية في التربة والإشعاعات الشمسية وتحرك الصفائح الأرضية والبراكين) وهي قائمة الظواهر التي أضيف إليها في الآونة الأخيرة النشاطات البشرية الصناعية المؤثرة على البيئة، والتغير المناخي لا يشمل ارتفاع درجات الحرارة فقط وإنما يعني أيضًا انخفاضها لدرجات أكثر برودة من المعتاد لمستويات قياسية في الشتاء، أما الاحتباس الحراري فهو ارتفاع درجات الحرارة في طبقة الغلاف الجوي الأقرب للأرض مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بالتبعية، وتمثل النشاطات البشرية المتزايدة غالب عوامل حدوث هذه الظاهرة لأنها السبب الرئيسي في زيادة ثاني أوكسيد الكربون والميثان وبعض الغازات الدفيئة الأخرى – الغازات المسؤولة عن تدفئة الكوكب – في طبقات الغلاف الجوي.
في 2010 نشرت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم دراسة علمية دقيقة في إحدى دورياتها توصل فيها العلماء القائمين عليها لما أطلقوا عليه (درجة الحرارة الرطبة) وهي الدرجة التي تبدأ مقياس درجات الحرارة التي لا يستطيع جسم الإنسان أن يتحملها أو يستطيع التعامل معها بإفراز العرق مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته مع تعرضه للموت، في الدراسة وجدوا أنه إن تعرض أي إنسان لدرجة 35 مئوية على هذا المقياس لمدة تزيد على ست ساعات فإنه لن ينجو، الآن وفي كل أنحاء العالم فإن متوسط درجة الحرارة الرطبة 26 مئوية حتى في الأماكن الصحراوية القاحلة شديدة الحرارة مما يؤدي إلى قدرة الإنسان على إفراز العرق وبالتالي القيام بعملية تبريد ذاتية، ثم انتهت الدراسة إلى أن هذا المتوسط (26 مئوي) لن يصمد مع ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل المتزايد كنتيجة مباشرة للاحتباس الحراري.
كيف يعبث الإنسان بالأرض؟
حتى حدوث الثورة الصناعية كانت مكونات الغلاف الجوي ثابتة تقريبًا بما فيها نسبة الغازات الدفيئة (Greenhouse Gases) وعلى رأس هذه المجموعة ثاني أوكسيد الكربون والميثان، والغازات الدفيئة هي المسؤولة عن عدم نفاذ جزء من الطاقة الحرارية إلى الفضاء الخارجي مسببة بذلك دفء الأرض وبالتالي توازن درجات الحرارة المؤدية لإمكانية الحياة البشرية، مع حدوث الثورة الصناعية وبدء اكتشاف أولى أنواع الوقود العضوي (الفحم) تلاه النفط ثم الغاز الطبيعي حدثت زيادة نسبية في كمية الصادر من غازات ثاني أوكسيد الكربون، مع التطور المستمر والتوسع العمراني والزيادة السكانية وزيادة معدلات استخراج الوقود العضوي من باطن الأرض أصبحت الزيادة النسبية زيادة ملحوظة ثم وصلت لمرحلة الزيادة المؤثرة مسببة الاحتباس الحراري الذي يتحدث عنه العالم الصناعي منذ أكثر من عشرة أعوام بشكل واسع النطاق.
يتفق الكثير من العلماء على أن مقدار ثاني أوكسيد الكربون في الهواء في حده الآمن هو 350 جزء في المليون وهو المستوى العالمي المتعارف عليه والحد الأقصى لتركيز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ومع تسارع التكنولوجيا واستهلاك الإنسان الكثيف للطاقة الأحفورية فإننا تعدينا في العقد السابق هذا الرقم، والبداية كانت في يونيو من عام 2012 عندما رصد مختبر في القطب الشمالي ولأول مرة تجاوز نسبة تركيز ثاني أوكسيد الكربون لـ 400 جزء في المليون لكن هذا الرقم لم يكن إلا في منطقة واحدة، في العام التالي مباشرة سجل مرصد (ماونا لوا) التابع للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) رقمًا أعلى من 400 جزء ولكن هذه المرة في هاواي، بعد عامين وفي أوائل مايو الماضي ولأول مرة سجلت معدلات ثاني أوكسيد الكربون رقمًا تجاوز الـ 400 جزء في المليون على المستوى العالمي لمدة تتجاوز شهرًا كاملًا، وهو رقم بحسب علماء المناخ ليس خطيرًا في ذاته لأننا مازلنا نتنفس ونعيش في مناخ ملائم وإنما خطورته تكمن في أنه يحدث للمرة الأولي بشريًا، بحسب تعبير دكتور إد هاوكينز – عالم المناخ في جامعة ريدنج – فإنه رقم ونسبة تلوث هواء لم يحدثا في التاريخ البشري إلا منذ أكثر من مليون عام حيث لم يكن الإنسان قريبًا بأي شكل من أولى خطوات التطور.
تقود الصين قاطرة التلوث البيئية العالمية بقطاع صناعي يلوث الهواء سنويًا بما يزيد على 11 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون، الصين التي تمتلك سجلًا عريضًا في الهروب من القمم البيئية على المستوى الرئاسي والاكتفاء بتمثيل دبلوماسي على مستوى وزاري على أفضل الأحوال وهو ما بدأ يتغير في الآونة الأخيرة تحت مطرقة الضغوط الأمريكية، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة هي من يلي الصين في قائمة ملوثي الهواء بانبعاثات تعدت الـ 6 مليارات طن في أوائل العام الماضي وبعض المصادر تضعها في المرتبة الأولى، وما يتوقع للولايات المتحدة هو أن تخرج بمفردها 17% من حجم انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بحلول عام 2020، ثم الاتحاد الأوروبي في المركز الثالث بأكثر من 3.7 مليار طن سنويًا، والثلاثة يشكلون أكثر من 55% من حجم انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية، ثم الهند فروسيا فاليابان فألمانيا، مجموعة السبعة الصناعية الأكثر تلويثًا للهواء.
تغيير السلطة!
النظام المناخي الأرضي أحد أعقد الأنظمة التي لم تنجح التكنولوجيا في فك عدد كبير من شفراتها حتى الآن، لكن الأمور تبدو أبسط بمراحل عند التطرق لآلية التخلص الطبيعي من الغازات الدفيئة وعلى رأسها CO2 فالطبيعة تساعد الإنسان بثلاثة طرق في التخلص منها، يذهب الجزء الأكبر من الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي وجزء تمتصه النباتات – للدقة مساحات الغابات الشاسعة – وجزء ثالث تتخلص منه المسطحات المائية، كانت هذه عملية تنقية طبيعية للهواء تستمر بكفاءة تامة لكن مع تطورنا التكنولوجي وارتفاع استهلاكنا للوقود الأحفوري لمعدلات مرعبة مع التدمير الممنهج والمستمر للغابات وتقلص مساحاتها باستمرار، مع كل ذلك تفقد الطبيعة توازنها بالتدريج وبالتالي قدرتها على إدارة عملية معالجة بيئية منتظمة ومتوازنة.
أول يوليو الماضي وقفت الدكتورة (كارين أوبراين) – أستاذة علم الاجتماع في جامعة أوسلو – في مؤتمر لعلماء المناخ في باريس لتخبرهم أن الخطر الأكبر في التغير المناخي هو احتمالية معالجتنا للمشكلة الخاطئة، فمثلًا من المهم تمامًا أن نقدم حلولًا تكنولوجية للتغير المناخي، أن نهندس محاصيل زراعية قادرة على تحمل الجفاف ودرجات الحرارة العالية، وأن نبني السدود والحواجز الخرسانية المناسبة لحماية المدن الساحلية وأن نطور تكنولوجيتنا لاكتشاف أنواع جديدة من الطاقة النظيفة، لكن كل ذلك – وكررت – قد يكون حلولًا للمشكلة الخطأ، بينما المشكلة الأساسية هي (السلطة)!
هناك شبه اتفاق عام بين العلماء أن التغير المناخي عمومًا – وليس الاحتباس الحراري فقط – من أهم عوامله العبث غير الطبيعي بالتربة الأرضية نتيجة استخراج الوقود الأحفوري، (النفط / الفحم / الغاز) تحديدًا، وأنه للحفاظ على توازن فعال فإن 80% على الأقل من احتياطات الوقود ينبغي أن تبقى في باطن الأرض، بحسب أوبراين فإن ذلك لا يحدث لسيطرة عمالقة اقتصاديين عالميين على قطاع الطاقة باستطاعتهم التأثير وتوجيه سياسات الدول الكبرى في هذا الشأن وحماية مصالحهم، وضربت مثالًا شديد الوضوح بما يحدث الآن من تنازع على حقوق التنقيب عن النفط في القطب الشمالي وهو ما يعجل بانهيار سريع للتوازن البيئي ثم قالت أن المشكلة الأساسية في رأيها هو تغيير تعامل السلطة ونظرتها نحو الطاقة وهذا لن يحدث إلا بضغط شبكي منظم من أسفل لأعلى أو من الجماهير للأنظمة الحاكمة، وهو حل يبدو شديد الوردية وبالغ الصحة في نفس الوقت.
تقتصر دائمًا أخطار التغيير المناخي عند الأغلب على ارتفاع درجات الحرارة أو ارتفاع مستوى سطح المحيطات والبحار مما يؤدي لحدوث تسونامي في أي مكان ساحلي، بينما الأخطار تمتد لما وراء ذلك بكثير من تغير تام في الخريطة الزراعية وتلف أو اندثار أنواع كاملة من المحاصيل نتيجة لعدم توافر الظروف الطبيعية الملائمة لنموها، وأيضًا زيادة حرائق الغابات الاستوائية المطيرة ومن ثم انحسار المساحة الخضراء لصالح معدلات تصحر أكبر، ثم يمتد الأثر لاستهلاك طاقة أكثر لصنع توازن صناعي مناخي يشبه التوازن الطبيعي في دائرة مفرغة لا تنتهي، وتغيير شامل سلبي في خريطة الثروة الحيوانية مما يؤثر على (التوازن البيئي / قطاع الغذاء / الدواء)، لذلك يتعامل أغلب العلماء بجدية مع التغيير المناخي لأنه قادر على تشكيل الكوكب للأسوأ إن لم يتم تحجيمه.
والحل؟
الإجابة البديهية للرد على سؤال عام كهذا هي (الطاقة النظيفة)، الحل هو الطاقة النظيفة دائمًا، حسنًا، هناك مشكلة حقيقية تتعلق بالطاقة النظيفة والموارد المتجددة هي أنها ببساطة “لا تكفي”، لدينا ملايين من المصانع والسيارات ومليارات المنازل والأجهزة المعتمدة على الكهرباء، هناك مفاعلات نووية ومحطات طاقة رياح أو طاقة شمسية، لكن كل ذلك لا يشكل أكثر من 30% من استهلاك الطاقة العالمية (19% للطاقة المتجددة و11% للطاقة النووية)، أي أن 70% على الأقل من استهلاكنا للطاقة تحت رحمة الوقود الأحفوري بكافة أنواعه، وكما تتوقع قاعدة عريضة من خبراء الطاقة فإنه سيبقى على رأس القائمة ومصدرنا الأساسي لقرن آخر على الأقل.
الحلول الأخرى الجاري العمل بها حاليًا – بجانب تطوير تكنولوجيا الطاقة النظيفة وتوسيع الاعتماد عليها – هي تحسين جودة حرق الوقود للوصول لانبعاثات أقل مع توفير وسائل نقل حديثة توفر في استهلاك الوقود، لكن كل ذلك لا يمنع معدلات تراكم الـ CO2 في الغلاف الجوي، لذلك يلجأ العلماء حاليًا لحل مبتكر يتمثل في محاكاة آلية امتصاص النباتات والأشجار للكربون ومحاولة فعل ذلك بوسائل صناعية وبكفاءة أعلى لتنقية الهواء عن طريق أجهزة امتصاص تعتمد في عملها على آلية شبيهة بأجهزة تنقية الهواء في الغواصات والمركبات الفضائية، ومن المتوقع حين خفض التكلفة وكمية الوقود المستخدمة في الأجهزة نشر مليون وحدة حول العالم.
من ضمن ما تحارب المنظمات البيئية لفعله هو الضغط على الدول الكبرى لصك اتفاقيات ثنائية أو عالمية لتحجيم وفرض رقابة شديدة الصرامة على الصناعات كثيفة الطاقة وقطاع الطاقة نفسه، وهو أمر بالغ الصعوبة ومشكلته تكمن في أن هذه القطاعات شديدة التوغل في مستويات صناعة القرار شديدة التأثير عليها ولوبي الطاقة العالمي يمتلك أذرعًا من قلب الحكومة الصينية مرورًا بالبرلمانات الأوروبية وصولًا إلى الكونجرس الأمريكي والبيت الأبيض، ويمكن ضرب أبسط مثال برئيس الوزراء الأسترالي “توني أبوت” الذي قاد حملة شرسة على ثلاث محاولات لإلغاء ضريبة انبعاثات الكربون من على الشركات والمصانع لتصبح أستراليا الدولة الأولى عالميًا التي تلغي هذه الضريبة بعد إقرارها، بعدها بشهور قليلة ارتفع مستوى التلوث وانبعاثات الغازات الدفيئة بشراسة مرة أخرى!
هناك العمل المحلي أيضًا وهو ما يروج لفائدته دائمًا جمعيات ومنظمات الحماية البيئية الخضراء، ويمكن الاستدلال على ذلك بتجربة فعلية إقليمية قامت بها ست ولايات في شمال شرق أمريكا لتخفيض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة في 2008 عن طريق حملات توعية موسعة واتفاقيات وقوانين محلية وضغط مجتمعي، في 2014 أصبح عدد الولايات تسعة مع نجاح مدهش للتجربة في تخفيض الانبعاثات للنصف، وهناك محاولات أمريكية حثيثة لاستنباط وسائل يمكن تحجيم انبعاث غاز الميثان بها، مع زيادة المساحات الخضراء وزراعة غابات كاملة، فضلًا عن بادرة أمل باتفاقية البيئة التاريخية الموقعة بين الولايات المتحدة والصين في أواخر العام الماضي بعد عقد كامل من عرقلة الولايات لاتفاقية كيوتو وصراع الأوروبيين معها، وسط كل تلك الجهود فإن العالم مازال بعيدًا بمسافة كبيرة عن الاهتمام الحقيقي بما يفعله الإنسان ببيئة الأرض.
علامات
editorial, احتباس حراري, الاتحاد الأوروبي, الساحات الخضراء, الصيف, الصين, الطقس, المناخ, النباتات, الولايات المتحدة, تغير مناخي, دولي, كيوتو