في وقت سابق من هذا العام، كشف مؤسس موقع «فيسبوك» الشهير، مارك زوكربيرج، نيته تكريس هذا العام لجعل منزله أقرب إلى منظومة الذكاء الاصطناعي التي ظهرت في فيلم الرجل الحديدي مساعدًا شخصيًّا لبطل الفيلم توني ستارك، والمسمى جارفيس (J.A.R.V.I.S).
الآن، كشف زوكربيرغ عن هذه المنظومة الأقرب إلى الخيال، والتي – ليس فقط يمكنها السيطرة على كامل منزله، ولكن يمكنها أيضًا تقديم الترفيه لابنته ماكس، وحتى تقديمها لقميص رمادي اللون له.
في فيديو جديد نشر يوم 20 ديسمبر (كانون الأول)، كشف زوكربيرغ النقاب عن تمكنه من برمجة هذا الذكاء الاصطناعي الذي ينظم حياته في بيته بصوت الممثل الأمريكي الشهير مورجان فريمان، في حين أن تجربة وضع صوت أرنولد شوارزنجر فشلت لكون الصوت مخيفًا جدًا، وهو الأمر الذي دفع مؤسس فيسبوك لمخاطبة متابعيه بأن المقصود من الفيديو هو تقديم ملخص ممتع وليس عرضًا حيًا للتجربة النهائية.
وظهر زوكربيرج في الفيديو وهو يعيش حياته الطبيعية تمامًا مع عائلته الطبيعية تمامًا، لكن مع انضمام عضو جديد؛ نظام الذكاء الاصطناعي جارفيس، الذي يساعد في إيقاظ زوكربيرج، واختيار ملابسه وتجهيز الخبز المحمص الجاف. كما يتحدث جارفيس أيضًا إلى ابنة زوكربيرغ الرضيعة عندما لا يراقبه أحد.
تحدي عام 2016
وكان زوكربيرج قال إن التحدي الشخصي له عام 2016 كان بناء منظومة ذكاء صناعي بسيطة لتشغيل بيته مثل «جارفيس»، المساعد الشخصي المستخدم من قبل توني ستارك في فيلم الرجل الحديدي. وأضاف «كان هدفي هو أن أتعلم عن حالة الذكاء الاصطناعي، مع العلم أن الطريق لا يزال طويلًا أمامنا».
وأوضح أنه حتى الآن، تمكن من بناء نظام ذكاء صناعي بسيط يمكن لزوكربيرج التحدث إليه عبر الهاتف أو الكمبيوتر، يمكنه التحكم في بيته، بما في ذلك الأضواء ودرجة الحرارة والأجهزة والموسيقى والأمن، كما أنه يتعلم ذوق زوكربيرج والأنماط التي يفضلها، ويمكنه تعلم الكلمات والمفاهيم الجديدة، وحتى تلك التي يمكنها ترفيه ابنته الصغيرة ماكس.
ولإنشاء هذا النظام الذكي، استخدم زوكربيرج الأدوات الداخلية الخاصة بفيسبوك، وأوضح «احتاج جارفيس إلى استخدام عدة تقنيات ذكاء اصطناعي، بما في ذلك عملية معالجة اللغة بشكل طبيعي، والتعرف على الكلام، والتعرف على الوجه، وتعزيز عملية التعلم، والكتابة عبر لغات البرمجة المختلفة مثل بيثون وPHP ولغة C».
واعترف زوكربيرج أنه في بعض النواحي، كان هذا التحدي أسهل مما كان يتوقع. موضحًا أن هذا التحدي أيضًا أخذ منه وقتًا أكثر مما كان يتوقع، هذا بجوار هدفه الآخر المتعلق بالركض لمسافة 365 ميلًا خلال العام نفسه.
[c5ab_facebook_post c5_helper_title=”” c5_title=”” id=”1447902475434101″ url=”https://www.facebook.com/zuck/videos/10103351034741311/” width=”446″ ]
هذا الوقت الكبير جاء لوجود بعض الجوانب التي كانت أكثر تعقيدًا مما كان يتوقع. إحدى هذه النواحي كانت تلك المتعلقة بربط جميع الأجهزة الموجودة في بيته وجعلها تتواصل مع بعضها البعض ببساطة. وكشف مؤسس فيسبوك أن منزله يستخدم نظام (CRESTRON) للسيطرة على الأضواء والحرارة والأبواب، ونظام (Sonos) مع (Spotify) للموسيقى، وتليفزيون سامسونج، ونظام شبكة عنكبوتيًّا (Nest cam) من أجل ابنته ماكس، بالإضافة إلى النظم الداخلية الخاصة في فيسبوك. واعترف في الوقت ذاته أن إضافة أدوات أخرى كان أمرًا في غاية الصعوبة.
وقال: «على سبيل المثال، هناك شيء واحد تعلمته، هو أنه من الصعب العثور على محمصة تتيح لك أن تدفع الخبز منها إذا ما كانت متوقفة عن العمل، بحيث يمكنك أن تجعلها تحمص الخبز تلقائيًا بمجرد إعادة تشغيلها. انتهى بي الأمر بإيجاد محمصة قديمة من خمسينيات القرن الماضي، والتي قمت بالتلاعب بها مع تبديل زر التشغيل».
وأضاف: «بالمثل، وجدت أن توصيل قاذف القمصان رمادية اللون سيتطلب تعديلات أخرى على بعض الأجهزة». زوكربيرج تمكن من توصيل جهاز بخزانة ملابسه من أجل قذف أحد قمصانه الرمادية كلما طلب من جارفيس ذلك.
[c5ab_facebook_post c5_helper_title=”” c5_title=”” id=”1447902475434101″ url=”https://www.facebook.com/zuck/videos/10103351403412491/” width=”446″ ]
ما بعد التوصيل
وبعد أن تمكن زوكربيرج أخيرًا من توصيل كل هذه الأجهزة، بدأ عملية التعرف التلقائي على الصوت. وقال حول ذلك: «بمجرد أن كتبت الأكواد والشفرة المتعلقة بتحكم جهاز الكمبيوتر في منزلي بالكامل، فإن الخطوة التالية كانت جعلي أتمكن من التحدث إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بي وبالتالي إلى منزلي بالطريقة التي أتحدث بها إلى أي شخص آخر».
في البداية، جعل التواصل باستخدام الرسائل النصية، وأضاف في وقت لاحق القدرة على الكلام، ثم ترجم الكلام إلى نص كتابي كي يتمكن الكمبيوتر من تمييزه والتعامل معه. وتمكن زوكربيرج من تعليم حاسوبه كيف يمكنه التعرف على ما يحبه كل مستخدم.
وأوضح أن فهم السياق هو المهم بالنسبة لأي نظام ذكاء اصطناعي. «على سبيل المثال، عندما أقول للحاسوب أن يرفع التيار الكهربائي في (غرفة مكتبي)، فهذا يعني شيئًا مختلفًا تمامًا عما تقصده زوجتي بريسيلا، عندما تقول نفس الأمر بالضبط». واعترف زوكربيرج أيضًا بمواجهته مشاكل مع النظام بما في ذلك الموسيقى واللعب في غرفة الطفلة.
وذكر: «على سبيل المثال، عندما كنت أسأله جعل الأضواء باهتة أو تشغيل أغنية دون تحديد غرفة، فإنه يحتاج إلى معرفة أين أنت بالضبط، وإلا سيقوم مثلًا بتشغيل الموسيقى في غرفة ابنتي ماكس في الوقت الذي تكون فيه نائمة بعمق».
[c5ab_facebook_post c5_helper_title=”” c5_title=”” id=”1447902475434101″ url=”https://www.facebook.com/zuck/videos/10103353413344571/” width=”446″ ]
تفاصيل مذهلة
هناك بعض التفاصيل البسيطة في هذا الكلام العام السابق الذي ذكرناه ستوضح لك مدى روعة الأمر.
تمكن زوكربيرج بالفعل من التحكم بنظام الذكاء الصناعي من خلال صوته فقط عبر تطبيق على نظام تشغيل (ios)، بالطبع هذا تطبيق خاص لن تجده على متجر أبل. واعتمد زوكربيرج في هذا الأمر الأقرب للخيال العلمي على تقنيتين رئيسيتين هما «speech recognition» و«language processing».
من بين المشاكل التي واجهت زوكربيرج هي تلك المتعلقة بتمييز صوته عندما يكون يتحدث لأحد زملائه في العمل ويكون التطبيق الخاص بالتحكم بمنزله فعالًا. هنا هو بحاجة إلى أن يتمكن التطبيق من معرفة ما إذا كان هذا الكلام الذي يسمعه موجهًا له أم إلى شخص آخر. هنا استخدم زوكربيرج التقنية التي ذكرناها الخاصة بتمييز اللغة الطبيعية أو natural language recognition. وتمكن زوكربيرج من تعليم نظام الذكاء الصناعي القدرة على فهم المعاني المتماثلة، فلو قال (living room) أو (family room)، سنجد أن النظام يفهم أن المعنى واحد.
الرائع في الأمر أيضًا هو أن زوكربيرج تمكن من برمجة النظام على التعرف على الوجوه وتمييزها، بحيث يقوم بفتح باب منزله تلقائيًا للأشخاص الواقفين عليه بمجرد التعرف على وجوههم والتأكد من أنهم مسموح لهم بالدخول بشكل تلقائي.
هذا المنشور به بعض الملاحظات الأخرى الرائعة:
[c5ab_facebook_post c5_helper_title=”” c5_title=”” id=”1447902475434101″ url=”https://www.facebook.com/TechLobia/photos/a.113206535529769.15572.106884192828670/613879858795765/?type=3&theater” width=”446″ ]
جوجل وفيسبوك وأمازون ومايكروسوفت
ويعد عام 2016 عامًا غير عادي في التكنولوجيا، يعود هذا الأمر إلى أن أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا، وخاصة فيسبوك ومايكروسوفت وجوجل وأمازون، قضت هذا العام في السعي لبناء ما يسمى «الذكاء الاصطناعي العام»، وجميع الإضافات الأخرى الذكية التي يمكن إضافتها له.
في الأسابيع القليلة الماضية، أصدرت جوجل مجموعة من التعليمات البرمجية من نظام (DeepMind) باعتبارها مفتوحة المصدر، وأطلقت مايكروسوفت مجموعة هائلة من البيانات للمساعدة في تدريب المساعدين الظاهرين مثل سيري وكورتانا، وأعلنت أمازون عن خدمة أمازون ليكس، وهي خدمة للمطورين لبناء نظام ذكاء للتطبيقات الخاصة بهم.
وإذا كنت تسأل المديرين التنفيذيين في تلك الشركات، فسيخبرونك أن كل شيء يتعلق ببناء ميزات ووظائف جديدة للتطبيقات الخاصة بهم – من التعرف على الوجه في صور جوجل، والترجمة الفورية في تعليقات فيسبوك، وصولًا إلى أشياء أكثر دهاءً، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي للتحكم بذكاء في حركة الإنترنت وجعلها من الممكن أن تتحول إلى تقنية «النقل الفضائي» باستخدام (HoloLens) الخاصة بمايكروسوفت.
في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) 2016، أعلن مطورو نظام الذكاء الصناعي الخاص بجوجل، ديب مايند، أنهم جعلوا بعضًا من مصادره مفتوحة للجميع في محاولة لتطويره والاستفادة من كافة الآراء والعقول الممكنة.
وشركة جوجل ديب مايند، هي شركة بريطانية للذكاء الصناعي، أُنشئت عام 2010 بواسطة البريطاني ديميس هاسابيس، والنيوزيلندي سين ليغ، والبريطاني مصطفى سليمان، لتقوم شركة جوجل بالاستحواذ عليها في عام 2014. قامت الشركة بإنشاء شبكة عصبية يمكنها أن تتعلم كيفية لعب ألعاب الفيديو بطريقة مماثلة للبشر. كما أن هذه الشبكة لها القدرة على الوصول لذاكرة خارجية، لتتمكن من محاكاة الذاكرة قصيرة المدى الموجودة لدى البشر.
أضف إلى هذا أن جوجل عملت على تطوير بعض الأنظمة الذكية مثل نظام جوجل هوم الخاص الذكي الخاص بتشغيل الموسيقى. والذي ينافس مثيله أمازون إيكو، وكلاهما يستخدم تقنيات ذكاء اصطناعي لتطوير التعامل معها وتشغيلها عن بعد.