لم يسبق أن سمع الفلسطينيون وزير أوقافهم – برام الله – محمود الهباش يستنكر أو يأسف مؤخرًا لاستشهاد أي فلسطيني في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو سوريا ، لكنهم قبل أيام سمعوه يستنكر ويأسف لمقتل ضابط إسرائيلي قتل قبل أيام في إطلاق نار قرب قرية “إذنا” في الخليل ، بل أنه صرّح بأن الدم الفلسطيني شأنه شأن الدم الإسرائيلي ، لذا فأي عملية قتل سواء كان ضحيتها إسرائيلياً أو فلسطينياً هي عملية مؤلمة ومؤسفة ومحظورة، حسب الهباش .
الإسرائيلي الذي تأسف الهباش على مقتله هو ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية في دولة الاحتلال ويعمل منذ أعوام نائبا لمفتش عام شرطة الاحتلال. وهو أحد المسؤلين عن اغتيال الشهيد أحمد الجعبري وإحداث مجزرة في الحي الذي اغتيل فيه الجعبري ، وزاد الهباش من استفزازه للفلسطينيين عندما توقع أن يكون هناك استنكار إسرائيلي مماثل لحوادث يقتل فيها فلسطينيون !!
ويعتبر الهباش من الشخصيات الجدلية في الساحة الفلسطينية ويوصف بأنه عراب التنسيق الأمني والتقارب مع الاحتلال خوفا من سيطرة حماس على الضفة على حد تبريره .
شكوى قضائية

يافطة رفعها أهالي طولكرم ضد الهباش
لم يجد الشاب الفلسطيني حيدر ربايعة نجل الشهيد رفعت ربايعة ، سبيلا للرد على “الهباش” إلا رفع شكوى ضده ، فبعد استشارات قانونية، للقضية والتوقيع عليها من قبل أهالي الشهداء ، قرر حيدر رفع شكوى ضد الهباش ، يقول حيدر :”الحفاظ على سمعة وتضحيات الشهداء حق من حقوق أهاليهم، كما يجب منع أي شخص يتجرأ بمثل هذه التصريحات من خلال الإساءة إليهم.”
وكتب ربايعة على موقع “فيس بوك”: “أنا حيدر ربايعة، أعلن للجميع أني سأرفع دعوى قضائية على وزير الأوقاف الدكتور “محمود الهباش” لتشبيهه الدم الفلسطيني بالدم الإسرائيلي ، هذه الخطوة يدعمها الكثير من أبناء الشهداء منهم أيضا نجل الشهيد رياض بدير إسلامبولي الذي قال: “سنقف مع حيدر في مطالبه، التي هي مطالبنا جميعًا، حيث جاءت الفكرة منه شخصيًا، ونحن ندعم هذه الخطوة “.
وخرج أول أمس العشرات من أسر الشهداء والطلاب بمسيرة احتجاجية ضد زيارة الهباش إلى مدينة طولكرم ، ورفع الفلسطينيون صور الشهداء ويافطات تطالب الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة رامي الحمدلله بإقالة الهباش احتجاجًا على تصريحاته .
الفصائل تطالب بإقالته

أحد التصميمات التي انتقدت الهباش
استنكرت حركة “فتح” في إقليم جنين، التصريحات التي أطلقها الهباش معتبرة أن مثل هذه التصريحات لا تمثل إلا عن ذات الهباش وليس لـ “فتح” أو للسلطة الفلسطينية علاقة بهذا الموقف.
ودعت الحركة في بيان صحفي لها إلى حجب الثقة عن الهباش وسحب الحصانة الدبلوماسية منه وتحويله إلى محكمة الفساد الإداري والمالي والسياسي، كما ناشد البيان، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس العمل على رد الاعتبار لجموع أبناء الشعب الفلسطيني بتقديم الهباش للمساءلة القانونية وعزله من منصبه كوزير للأوقاف.
وأيضا طالبت لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بإقالة الهباش ومحاكمته على خلفية تصريحاته التي ساوى فيها بين الدم الفلسطيني والإسرائيلي ، وأكد الناطق الإعلامي باسم “الحركة الشعبية” يوسف أبو ماريا أن الحركة ولجان المقاومة الشعبية بجنوب الضفة تطالب رئيس حكومة رام الله بإقالة الوزير الهباش وتقديمه لمحاكمة شعبية على خلفية استهتاره بدماء الشهداء ومساواة دمائهم بدماء القتلة من الإسرائيليين.
وهاجم القيادي في كتائب شهداء الأقصى زكريا الزبيدي، أيضا وزير الأوقاف محمود الهباش، وخاطبه بالقول :”إذا كان دمك مثل الدم الصهيوني فدمنا ليس بمثله”.
براءة ذويه منه

إعلان براءة ذوو الهباش
تناقل النشطاء الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع صوتية للهباش خلال اجتماعه بصحافيين من دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي أدان فيها العملية البطولية ووصفها بـ”الإجرامية”.
و كتب النائب الفلسطيني فتحي القرعاوي تعليقا على تصريحات الهباش على صفحته على “الفيس بوك” : “عار على شعب فلسطين المجاهد العظيم أن يكون الهباش على رأس كبرى مؤسساته الدينية “الأوقاف” ، وتابع القول “بعد أن لفظه أهله وتبرأت منه عشيرته، آن للشعب الفلسطيني أن يقول كلمته للهباش كفى استخفافاً بنا، ارحل”.
وكان أيضًا من أبرز ما تناقله النشطاء على الشبكات الإلكترونية “إعلان براءة” عائلة الهباش من كل من يصافح العدو الإسرائيلي الغاشم وعلى رأسهم “الابن العاق وزير الأوقاف الفلسطينية”حسب ما وصفه الإعلان .
وطالبت العائلة الشعب الفلسطيني بعدم تحميل العائلة وزر تصريحات الهباش مؤكدة أن العائلة أجمعت على هذه البراءة .