
المسلمون يؤدون شعائرهم أمام الكعبة المشرفة
بينما انشغل أكثر من مليوني و85 ألف مسلم بأداء فريضة الحج هذا العام، استفزت عدة تصرفات في ذاك الموسم للحج السلطات السعودية ودفعتها لاتخاذ خطوات معينة، من أمثلة تلك الأمور ترحيل حاج مصري لبلاده بسبب دعائه على الحكام العرب أمام الكعبة، كما أن انتقاد الداعية السعودي محمد العريفي لخدمة قطار المشاعر في “تويتة” استفز هذا النظام والموالين له، وشكل تحدي بعض الحجيج السلطات السعودية ورفع رموز وشعارات لـ “داعش ” ردة فعل أخرى من تلك السلطات.
ويبقى على رأس التصرفات السعودية التي لاقت غضبًا كبيرًا منع المعارضين السوريين من أداء فريضة الحج بعد وصولهم لمطار جدة وإعادتهم من حيث أتوا لذا اتهم نشطاء عرب السعودية بأنها جعلت مناسك الحج طريقًا لتصفية الحسابات مع المختلفين مع سياساتها أو المنتقدين لها.
تغريدة العريفي

الشيخ الداعية محمد العريفي
لم تشفع التغريدات الكثيرة التي امتدح فيها الداعية الدكتور محمد العريفي جهود الدولة السعودية وإنجازاتها خلال موسم الحج للتغريدة الوحيدة التي انتقد فيها خدمة قطار المشاعر، حيث قال العريفي في تغريدته: “قطار المشاعر السنة أسوأ من العام..شكاوى الحجاج كثرت..عدم انضباط مواعيد..توقف متكرر بلا سبب..إهمال لترتيب الحشود..تعطل المصاعد والسلالم الكهربائية”.
التغريدة التي لم تعجب السلطات السعودية والشخصيات القريبة من هذا النظام، تسببت في توقيف ما يعرف بهيئة التحقيق والادعاء العام في الرياض للعريفي وخضوعه لتحقيق استمر 3 ساعات حول تغريدته قبل أن يُخلى سبيله، كما كشف الإعلامي السعودي محمد العمر عبر حسابه على تويتر خبر إيقاف العريفي وقال: “تم اعتقال الشيخ العريفي أثناء قيامه بأداء فريضة الحج يوم الأربعاء الماضي بسبب انتقاده لتعطل قطار المشاعر”.
هذه التغريدة دفعت مقدم برنامج “صباح السعودية” محمد الشريف إلى القول في حلقة برنامجه: “إنه كان من الأفضل على الداعية أن يدعو إلى اللحمة الوطنية وليس التفرقة” وتابع القول: “أن الخلل ليس في الحج بل في عيون العريفي القذرة”.
وردًا على موقف المذيع الذي ربط نقد العريفي لقطار المشاعر بالوطنية والولاء، أنشأ الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاج (#مذيع_القناة_الأولى_يشتم_العريفي)، تجاوزت التغريدات فيه 200 ألف تغريدة خلال ساعات، كما أنشئوا هاشتاجًا آخر باسم (#مذيع_يصف_عيون_العريفي_بالقذرة)، انتقدوا هجوم المذيع الحاد واصفين أسلوبه بـ (البذيء)، وطالبوا القناة الأولى بالاعتذار.
دعاء حاج
في بداية موسم الحج قررت الحكومة السعودية ترحيل حاج مصري قبل بدءه المناسك، والسبب دعاؤه أمام الكعبة المشرفة على الحكام العرب الذين وصفهم بالظالمين، ولاقت حادثة ترحيل الحاج الذي طالب وزير الأوقاف المصري شخصيًا بترحيله ومن ثم اعتقاله في مصر، لاقت ردة فعل كبيرة، حيث استنكر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هذا القرار السعودي واعتبروا أن السعودية والعائلة المالكة تتعامل مع الحج الفريضة الخامسة في الإسلام على أنه من ضمن أملاكها.
علم داعش

صورة تداولها نشطاء لعلم داعش على عرفة
في يوم عرفة، وبينما ينشغل الناس في أداء مناسك هذا اليوم العظيم صُدم الحجيج برفع رايات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على جبل عرفات وسط الملايين من الحجاج، وأظهرت صور أخرى رفع رموز وعلامات تخص “داعش” قرب الكعبة المشرفة.
الصور التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت بعد أيام من مشاركة السعودية في التحالف الدولي لضرب “داعش”، كما أن السلطات السعودية شنت حملة توعية تحذر فيها الحجاج من أن هذا التنظيم المتشدد خطير.
وأثارت تلك الصور غضب وسخط نسب كبيرة من المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، ويقول السياسي العراقي سليمان الفهد في تعليق على صور علم “داعش “أين مخابرات (السعودية) من هذا الاستعراض وهم يملكون عيونًا بعشرات الآلاف في موسم الحج من العرب والعجم ولن يضيع عليهم استعراض كهذا إطلاقا”.
المعارضة السورية

المسلمون أمام الكعبة المشرفة
منعت السلطات السعودية أكثر من معارض لها ولأنظمة عربية موالية لها من أداء فريضة الحج أمثال الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف، ومن أبرز من منعتهم وبشكل جماعي المعارضين السوريين، فمع بدء موسم الحج أعادت السلطات السعودية من مطار جدة عشرات الحجاج السوريين المعارضين للنظام من دخول أراضيها واحتجزت بعضهم في ظروف مهينة، ومن هؤلاء الذين تم منعهم قادة في المجلس العسكري السوري تم التحقيق معهم بحجة أن جوازات سفرهم مزورة.
وقال ناشط سوري لــ”القدس العربي” أن سلطات مطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة الساحلية احتجزت رئيس المجلس العسكري بإدلب العقيد عفيف سليمان أثناء ذهابه لتأدية فريضة الحج، قبل أن تعيده إلى تركيا، كما أنها أوقفت قائد المجلس العسكري السابق في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي وأسرته في مطار جدة، قبل أن تسمح له بالدخول بعد تدخل إحدى الشخصيات السعودية النافذة.
ونقلت صحيفة “مكة” عن مؤسس الرابطة الإغاثية للاجئين السوريين، مشرف حملات الحج عن شهداء سوريا الدكتور محمد النعيمي تأكيده على منع نحو 100 “متطرف يتبعون لتنظيمات إرهابية”، حاولوا الدخول إلى مكة المكرمة خلال موسم حج هذا العام.