«إكرام الميت دفنه».. هي عبارة شهيرة تُردّد بين العرب منذ سنين طويلة، كلّما طرأ ظرفٌ قد يؤخر دفن المتوفِّى، وهي جملة تُعبر عن الاحترام، والشعور بالرهبة بداخل الإنسان تجاه الموت، وبالتالي تجاه الجثث، ولكن ليست كل الجثث تُكرَّم وتدفن؛ فهنالك حالات حقيقيّة لجثث مجهولين، أو مُشرّدين، تُباع بيعًا غير قانوني من المشرحة. أو يُسمح بها قانونيًا لأغراض تفيد البشر، مثل دراسة التشريح بمدارس لطب، أو بسبب بعض غرائب الأمور التي ربما لم تسمع بها!

1- عطر الموتى الأحياء

إذا كُنت من محبّي الدراما الأمريكية؛ فربّما تتذكّر المشهد الشهير في الحلقات الأولى من مسلسل «The Walking Dead»؛ حينما قرّر أبطال المسلسل تمزيق أحشاء أحد الموتى، وتلطيخ أجسادهم بها؛ حتى يسيروا بين الـ«الزومبي» دون أن تنبعث منهم رائحة الحياة.

يبدو أن هذا المشهد ألهم عالمة الكيمياء الأمريكية، رايتشل بوركس؛ لصناعة عطر يساعد البشر على التخفّي بين الموتى الأحياء، مؤكدة للصحافة أنها ليست متأكدة من أن تلك اللعنة يمكن أن تحلّ على البشر في الواقع، ولكن – وفق تصريحها – يجب أن نكون مستعدين إذا حدث ذلك.

شاهد الإعلان الترويجي لصناعة هذا العطر من هُنا:

رايتشل صنعت بالفعل هذا العطر، وأطلقت عليه اسم «Eau de Death» أو (عطر الموت)؛ ومما جعلها قصة غريبة أكثر كان أنها استعانت بجثث بشرية حقيقيّة، استخرجت منها مواد كيميائية يفرزها الجسم بعد الوفاة، وبالتعاون مع الجمعية العلمية «American Chemical Society»، أطلقت رايتشل في عام 2014 مقطعًا مصوّرًا ترويجيًّا لهذا العطر.

2- الديكور والبناء.. 70  ألف جمجمة في كنيسة سيدليك

هناك أفكار غريبة ومثيرة للاهتمام في كل مكان، والتي يلجأ لها البعض حتى يصمم منزله أو مكان عمله بطريقة ملفتة للنظر، ولكن هل يمكن لبقايا الجثث أن تكون مادة للبناء؟ إذا سألت مواطنًا من جمهورية التشيك، غستكون إجابته بـ«نعم من الممكن».

كنيسة سيدليك أو كنيسة الجماجم بجمهورية الشيك، بُنيت من بقايا بشرية لأكثر من 70  ألف شخص لقوا حتفهم في أوروبا عام 1318 بسبب مرض الطاعون والحروب.

شاهد الكنيسة المزخرفة بالجماجم البشرية وبقايا الهياكل العظيمة من هُنا:

دُفنت تلك الجثث في بداية الأمر بمقبرة الكنيسة، والتي كانت مغلقة حتى القرن الخامس عشر، وفي عام 1870 كُلف النجار والمعماري فرانشيسك رينت، بإعادة هيكلة وبناء الكنيسة، وذلك بتضمين تلك البقايا البشرية المدفونة بالأسفل في الأثاث المعماري للكنيسة، بالإضافة إلى طلاء الجماجم المستخدمة في «الديكور»؛ حتى تتسم بطابع واحد مخيف.

3- صناعة السينما: مذبحة تكساس

أحيانًا يكون المُخرج السينمائيّ صعب الإرضاء؛ فيُطالب الإنتاج بمطالب صعبة التنفيذ؛ بغرض صبغ فيلمه السينمائي بالواقعية لأقصى درجة ممكنة، وهذا غالبًا ما دار في ذهن المخرج توبي هوبر عام 1973 أثناء تصويره للنسخة الأصلية من فيلم الرعب الأمريكي «The Texas Chainsaw Massacre».

شاهد إعلان الفيلم الأمريكي والذي يتضمن الجثث التي استعان بها المخرج من هُنا:

عندما يحمل الفيلم بين عنوانه كلمة «مذبحة»، فعليك أن تتوقّع الكثير من الجثث، ولكن الممثلين لم يصلوا بطموحات المخرج في تجسيد دور الجثة؛ لذلك استعان توبي بجثث حقيقية في أحداث الفيلم، كذلك فعل مخرج الفيلم الصيني «Men Behind the Sun»؛ إذ كان عليه تصوير مشهد تشريح لجثّة، والذي أراده أن يبدو حقيقيًا قدر الإمكان؛ فاستعان بجثّة بشرية من أجل تصوير تلك اللحظة، وهما موقفان من غرائب استخدام الجثث في السينما التي لم تتكرر كثيرًا.

4- الشهادة في المحكمة

خلال القرون الوسطى في بعض الدول الأوروبية، كانت إحدى غرائب الأمور أنه إذا ارتكب أحدهم جريمة قتل، ولم يكن هناك شاهد حيٌّ على فعلته، فلن يفلت من الجريمة؛ ففي ذاك الوقت بألمانيا وبولندا وأسكتلندا؛ كان هناك طقس قضائي أُطلق عليه «Cruentation»، وهذا الطقس يمنح لجثة الضحية فرصة الانتقام من القاتل؛ بالشهادة ضده في المحكمة.

لقد انتشرت قناعة عن قدرة استشعار الجثة لقاتلها، إذا تواجد معها في مكان واحد، ولذلك ففي حالة غياب الأدلة القاطعة عن ارتكاب المتهم لجريمة القتل، يأمر القاضي بجلب جثّة الضحية لقاعة المحكمة، وعلى المتهم أن  يلمس الجثة بيده، فإذا نزفت الجثة، أو ظهر على شكلها الخارجي أي تغير ملحوظ؛ فهذا يعني أن الجثة تخبر القضاء أنّهم عثروا على القاتل؛ وعليه فيُحكم على المشتبه فيه بالإعدام.

لم يسجل التاريخ بداية تطبيق هذا الطقس، ولكن أقدم دليل اكتشف يعود إلى القرن السادس، وكان عبارة عن قصيدة بعنوان «Nibelungenlied»، والتي تتحدث عن جثة رجل ملقاة في الطرقات، وعندما يمر قاتلها بجوارها تبدأ بالنزف؛ ليكتشف المارة أنّه القاتل الحقيقي.

والجدير بالذكر أن التفرقة بين الرجل والمرأة كانت متأصلة في ذاك الوقت في الثقافة الأوروبية؛ ولذلك لم يُسمح لجثة النساء بالشهادة في المحكمة.

5- «الحي أبقى من الميت».. اختبارات الأمان

إذا كنت تمتلك سيارة «مرسيدس» وأنقذتك من قبل إجراءات الأمان في السيارة؛ فأنت مدين بالشكر لأكثر من جثّة.

من غرائب المعلومات التي قد لا تعرفها عن هذه الإجراءات، أنه منذ السبعينات وشركة «Daimler-Benz» المُصنّعة لسيارات مرسيدس تستخدم الجثث، وخاصة جثث الأطفال في تطوير وسائل الأمان في السيارة في حالة وقوع تصادم، ومع بداية التسعينات وجهت الكثير من الاتهامات لتلك الشركة؛ نظرًا لما تقدم عليه من إهانة للموت وجثة المتوفى.

ولكن المتحدث باسم الشركة أكد أن جميع الجثث المُستخدمة في تلك الاختبارات وصلت إلى الشركة بناءًا على موافقة أسرة المتوفى، موضحًا أن الجثة تعود إلى أسرتها بعد نهاية الاختبار؛ حتى تُدفن كأية جثة أخرى؛ وهذا لأن الشركة لا تمثّل بالجثث؛ وإنما تستلهم منها الحماية الكافية التي يحتاجها الجسد البشري، وقت الاصطدام.

6- تجمّلي سيدتي.. بجثث السجناء

إذا كنتِ من محبّي عمليّات التجميل، خاصة السريع منها، مثل حقن الشفاه بالكولاجين؛ فربما تتضمن الفقرة التالية خبرًا سيئًا لك؛ في عام 2005 كُشف عن شركات تجميل صينية تستخدم جلود الجثث البشرية في تصنيع وتطوير المواد التجميلية المُخصصة لمحاربة التجاعيد وتجميل البشرة والشفاه.

Embed from Getty Images

والجثث المستخدمة في تلك المستحضرات الصينية هي جثث المتّهمين الذين حُكم عليهم بالإعدام في الصين، وقد أصدرت بالفعل الشركة الصينية بعض المنتجات المستخدمة من جلود هؤلاء المتهمين، وصُدّرت تلك المستحضرات لبعض الدول منها إنجلترا؛ الأمر الذي أثار جدلًا، خاصة حينما صرّح بعض الأطباء أنّ الأمر لا يتوقف عند الاعتبارات الأخلاقية؛ فتلك المواد المستخلصة من جلود الموتى قد تصيب المستهلك بعدوى أو مرض.

7- مربى الأميرة ديانا.. ألذ!

جالسًا أمام شاشة الحاسب الآلي، متفقدًا ما يباع على موقع «Ebay»؛ وقتها وقعت عين الفنان السُريالي الإنجليزي سام بومباس على خصلة شعر تخصّ الأميرة ديانا معروضة مقابل 10 دولارات أمريكيّة بين قائمة مبيعات تخص رجلًا عُرف عنه بيع مقتنيات المشاهير؛ ففكّر سام -في إحدى غرائب الفنان السيرياليين المعتادة- وقال لنفسه: «لماذا لا أشتري تلك الخصلة وأصنع منها مربّى؟»!

Embed from Getty Images

وكأي فنان سيريالي؛ لم يمنع نفسه من تحقيق حلمه، واشترى تلك الخصلة ومزجها مع الحليب والسكّر؛ حتى تحولت إلى خليط يشبه المربى أو الحليب المكثف، وفي أحد معارض الفن السريالي بإنجلترا؛ عُرضت مربى خصلات شعر الأميرة ديانا مقابل خمسة جنيهات استرليني للبرطمان الواحد.

 

فنون

منذ 5 سنوات
تدريبات على الاحتضار.. «كافيتريا الموت» تتيح لك شرب الشاي والتحدُّث عن الفناء

المصادر

تحميل المزيد