نعم يمكن للآباء أيضًا أن تكون علاقاتنا معهم سامة، ومؤذية، لكن في هذه الحالة يكون الوضع أصعب، فهم ليسوا شريكًا يمكننا تركه، أو أصحابًا يمكننا التخلص منهم، إنها العلاقة الأكثر تعقيدًا في حياتنا، ولا فكاك منها، لكن كيف يمكن للأهل أن يكونوا مؤذيين؟ عندما يكونون أنانيين، ومهملين، ومتلاعبين بعواطفنا، عندما تحصل على درجة عالية في المدرسة فيسألونك: لماذا لم تحصل على درجة أعلى من شخص بعينه، وعندما تحصل على أعلى يسألونك: لماذا لم تصبح الأول على المدرسة، يقارنون دائمًا بينك وبين الآخرين، يجعلونك تفكر بأنك عديم الفائدة في الحياة. عندما يكون العيش معهم تجربة صعبة، تحتاج إلى التعافي. والآباء السامة هي التي يتسبب سلوكها السلبي في إحداث ضرر عاطفي بأبنائهم، وقد يعاني الآباء السامة أو لا يعانون من مرض نفسي ما. قد يكون والداك سيئين بسبب مشكلات خاصة بهم، ربما بسبب طفولة صعبة، وربما لم يتعلموا طريقة التعبير عن الألم، والغضب، ربما عليك أيضًا أن تتفهم الألم الكامن وراء إساءتهم لك. فلا تحاول معاقبتهم.
كيف تعرف الآباء السامة؟
أنت كشخص صغير أو كبير تستحق الحب والدفء في أسرتك، وتستحق أن تشعر بأهميتك لكن الآباء السامة يجعلون ابنهم يشعر بالضيق تجاه نفسه، فينتقدونه بقوة، وباستمرار، ويتجاهلون أي إنجاز يحققه، وقد يصرخون فيه كثيرًا. ويتحول الطفل لشخص مسؤول عن سعادة والديه وليس العكس. الآباء السامة أيضًا تتسم بالأنانية، فهم غير قادرين على تنحية غرورهم عند التعامل مع أطفالهم، فنجد الطفل يتوسل إليهم حتى يسامحوه، كذلك الوالد السام لا يهتم بما يشعر به الطفل، وقلَّما يقول الوالد السام شيئًا إيجابيًّا. كذلك ربما يكون هناك علامات إساءة واضحة على الطفل مثل الصفع، والإساءة الجسدية.
كيف تتعامل مع الآباء السامة؟
1- امنح نفسك مساحة للتنفيس
بالطبع يصعب العيش مع الآباء السامة، ويصعب التعامل مع المشاعر التي تصاحب ذلك، أحيانًا ستشعر بالغضب الشديد، ومن المهم منح نفسك مساحة للتنفيس عن مشاعرك، يمكنك القيام بذلك عن طريق كتابة يومياتك، احفظها في مكان لا يراه والداك. اكتب عن الأحداث التي تواجهك، وكيف تؤثر فيك، وكيف يمكنك التعامل معها في المستقبل. حاول أن تكتب أشياء إيجابية عن نفسك. وإذا كان والداك يشعرانك بأشياء سيئة عن نفسك، من المهم أن تتذكر أنك لست شخصًا سيئًا.
2- حدد ما تقوله لهم عن نفسك وعن حياتك
قد يستخدم الوالد السيئ ما تقوله له ضدك، انتبه لما تقوله لهم، لست مضطرًا لإخباره كل شيء، طالما لا تثق به، شارك معه فقط الأخبار التي تريحك وتشعر معها بالأمان، وبدلًا من أن تثق به، ابحث عن شخص آخر ثقة، مثل صديق أو قريب، لن يخبر والدك أو والدتك بما ستقوله له. خطط لإستراتيجية خروج عندما يسيئون معاملتك، ضع خططًا مسبقة للابتعاد عنهم في أيام العطل. أو ضع خطة للبقاء بمفردك.
3- احذر من تكرار النمط نفسه مع الآخرين
احذر من الانجذاب إلى الأشخاص التي تشبه والدك الذي لم يمنحك الحب الكافي، فعادةً يندفع الأبناء لإيجاد شعور الحب والاهتمام ويتطلعون لتلقي ما لم يحصلوا عليه عند آبائهم، ووفق العديد من التجارب فهم ينجذبون إلى أشخاص يشبهون آبائهم، فيحتمل أن تنجذب إلى الأشخاص الخطأ لأنهم يذكرونك بوالدك. انظر إلى الأشخاص حولك، ما الشبه بينهم وبين والدك، اجعل قراراتك تنبع من عقل واعٍ، ولا تتصرف باللاوعي.
4- تواصل مع صديق أو قريب إذا كان والدك عنيفًا
إذا كان والدك يتسم بالغضب والعنف، فاعثر على مساعدة، فلا يصح أن يسيء لك والداك، سواء لفظيًّا، أو جسديًّا، احصل على مكان آمن يمكنك اللجوء إليه، أو شخص يمكنك الثقة به حتى تتمكن من التعافي، احظرهما على مواقع التواصل الاجتماعي، وامتنع عن الرد على مكالماتهما لبعض الوقت للشفاء، والاستراحة. وإذا استطعت يمكنك ترتيب إجازة مع بعض أصدقائك، أو بعض أفراد أسرتك. واسمح لنفسك أيضًا بأن تحزن على شكل العلاقة بينك وبينهما، فهي لا تناسب تطلعاتك، امنح نفسك الوقت الكافي للحزن.
5- إذا تحسنت الأمور فأظهر بعض اللين
إذا أظهر والداك بعض الرغبة في تحسين العلاقة، فاستمع إليهما، وحاول إجراء مفاوضة بأن يكون هناك سلوك أفضل، اجعل المحادثة تبدو إيجابية، أخبرهما عن مدى اهتمامك بتحسين علاقتك معهما، لا تلومهما ولا تشِر إلى مدى سوئهم معك، ويمكنك استشارة أخصائي، في هذه الحالة.
6- أصغ لنفسك
مثلما تتطلع للتعامل مع والديك، أصغ لنفسك، وحاول معرفة ما قد تكون قد فعلته وساهم في حدوث المشكلة، سيساعدك ذلك على فهم نفسك، وسيساعد على نموك، وتطورك. وكن متأكدًا أنه يحق لك تعيين شروط العلاقة. ستكون أنت من يقرر كم من الوقت عليك أن تقضيه معهما، والكيفية التي ستتفاعل بها معهما.