خلال ما يقرب من أربع سنوات من نشوب الصراع في اليمن بين حكومة عبد ربه منصور هادي الشرعية وجماعة الحوثي والتدخل العسكري الخليجي، يعيش الشعب اليمني مأساة إنسانية حقيقية، يواجه خلالها الموت بوسائل مختلفة، من خلال الفقر المدقع والمجاعة وتفشي وباء الكوليرا، وإصابات الحرب؛ إذ لا ترحم ويلات الحرب كبارًا أو أطفالًا.

فبحسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن  نحو 14 مليون يمني، أي ما يساوي نصف سكان اليمن،  يواجهون خطر المجاعة، وأكثر من نصف اليمنيين أصبحوا تحت خط الفقر، فيما قضت المجاعة على 85 ألف طفل يمني تقل أعمارهم عن الخامسة، بمتوسط نحو 77ضحية يومية منذ 2015، بحسب منظمة «أنقذوا الأطفال».

ويُصاب أسبوعيًا أكثر من 10 آلاف يمني بوباء الكوليرا، بحسب منظمة «الصحة العالمية». أما آلية العلاج فتبدو صعبة ومتعثرة؛ لأن المنظمة نفسها أفادت بأن 50% فقط من المنشآت الطبية في اليمن لا تزال تعمل. وقد حصدت الحرب أرواح أكثر من 57 ألف شخص بينهم أكثر من 6 آلاف مدني، بحسب منظمة « ACLED» المهتمة بتوضيح بيانات الكوارات وإحصائياتها، ويأتي ذلك الإحصاء للفترة من عام 2016 وحتى عام 2018، «وهي أرقام مُرشحة للزيادة؛ لتتراوح من 70 ألف وحتى 80 ألف قتيل، إذا أدرجنا شهور الحرب التسعة في عام 2015»، بحسب تصريحات صحافية لأندريا كاربوني الباحث في الشأن اليمني داخل المنظمة.

وتسببّت الحرب بحسب إحصاءات الأمم المتحدة في تشريد أكثر من 2.3 مليون يمني  في الفترة من مارس (آذار) 2015، وحتى يونيو (حزيران) 2018، عاد منهم أكثر من مليون إلى مدنهم في 22 محافظة، ويرى مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في «إتفاق الحديدة» – الذي يشمل انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة – خطوة لحل الأزمة الإنسانية في اليمن، على أمل أن تتحول تلك الكلمات – التي أعقبت مباحثات السويد – إلى واقع معاش في اليمن، فقد رددت الأمم المتحدة  من خلال اتفاقياتها ومبعوثيها إلى اليمن كلمات مشابهة منذ اندلاع الأزمة دون وقف حقيقي للأزمة الإنسانية المُتصاعدة هناك. وهذا إنفوجرافيك، يُلخص أهم الأرقام المتناثرة عن مأساة اليمن: