أسقطت نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي، والتي أسفرت عن فوز ساحق لحزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، توقعات استطلاعات الرأي مؤخرًا، حول تقدم المنافس القوي للحزب يستحاق هرتسوغ زعيم حركة “المعسكر الصهيوني” عليه.

حينها، تسارعت ردود الفعل الإسرائيلية حول طبيعة المرحلة المقبلة لإسرائيل في ظل تحديات جمة تواجه الحكومة المقبلة، بالتزامن مع التغيرات المتسارعة في المنطقة العربية والإقليمية، وكيفية التعامل معها.

ويشار إلى أن عدد الناخبين المسجلين في إسرائيل أكثر من خمسة ملايين، موزعين على 10 آلاف مركز اقتراع، وسط منافسة شديدة بين الأحزاب المشاركة.

“ساسة بوست” أوضحت أبرز الأحزاب المنافسة في الانتخابات، ونتائجها، إلى جانب أهم السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة.

أولًا: ما هي الأحزاب التي تنافست في انتخابات الكنيست الإسرائيلي؟

  1. حزب الليكود – بنيامين نتنياهو-  يمين علماني

رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب بنيامين نتنياهو

يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي خاض انتخابات بقائمة واحدة مع “إسرائيل بيتنا” وحصل التحالف على 31 مقعدًا، وهو الذي أعيد انتخابه وفوزه مرة أخرى في الانتخابات الأخيرة، وحصوله على 29 مقعدًا.

ونتانياهو القريب من مدرسة المحافظين الجدد الأمريكية، أمضى فترة شبابه كلها في الولايات المتحدة، وكان في 1996 أصغر رئيس وزراء لإسرائيل، والأول الذي ولد بعد إعلان قيام الدولة عام 1948.

وساعدت سياساته الليبرالية على تحقيق نمو سريع في إسرائيل، ولكنها جعلت غالبية الإسرائيليين تعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة.

 

2- حزب المعسكر الصهيوني – يتسحاق هرتسوغ – يسار

زعيم حزب المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ

 

يتزعمه يتسحاق هرتسوغ، وهو حزب العمل المعارض الذي تحالف مع حزب الحركة الوسطي بقيادة وزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني، لتشكيل الاتحاد الصهيوني، وهو الحزب المنافس لنتنياهو، والذي تمنى أن يقود رئاسة الوزراء، لكنه فشل.

هرتسوغ، الذي تولى الحكم منذ تأسيس الكيان عام 1948، وحتى هزيمته أمام حزب الليكود في انتخابات عام 1977، من دعا مرارًا إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

 

3- حزب القائمة العربية المشتركة – أيمن عودة

زعيم القائمة العربية المشتركة أيمن عودة

 

حيث يقود الثلاثيني أمين عودة الأمين العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وابن مدينة حيفا القائمة العربية اليهودية المشتركة لانتخابات الكنيست، والتي حصلت على 14 مقعدًا، حيث تضم اللائحة أربعة تنظيمات عربية إسرائيلية تتحد للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل لخوض الانتخابات معًا.

وتمثل القائمة العرب واليهود الديمقراطيين والمهمشين، وبالتالي فإن أعضاءها معارضون بشدة لنتانياهو، ويمكن أن يدعموا من الخارج – أي بدون المشاركة في الحكومة- ائتلافًا يساريًّا عملًا ببرنامجه.

4- حزب هناك مستقبل- ائير لابيد

زعيم حزب هناك مستقبل يائير لبيد

يتزعمه وزير المالية السابق يائير لبيد، وهو الذي أحدث مفاجأة كبرى عندما حل في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2013 بحصول حزبه على 19 مقعدًا من أصل 120.

وعلى الرغم من تركيز حملته السابقة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنه فشل في منصبه كوزير للمالية في تخفيض الأسعار المرتفعة للمساكن، إضافة إلى دعمه الانفصال عن الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، ولكنه يعارض تقسيم القدس.

5- حركة كلنا موشيه كحلون

 

زعيم حركة كلنا موشيه كحلون

وهو وزير سابق من حزب الليكود يتمتع بشعبية كبيرة، لكنه اعتزل الحياة السياسية قبل عامين وعاد مع حزب جديد باسم “كلنا” في أواخر عام 2014.

وكان كحلون قد شغل منصب وزير الاتصالات في السابق، ويعزى إليه الفضل في تدمير احتكار سوق الاتصالات الخليوية في إسرائيل؛ مما أدى إلى تخفيض الأسعار للمستهلكين.

ويؤكد أنه يدعم حل الدولتين، ولكنه لا يرى “أي شريك” على الجانب الفلسطيني.

6- حركة البيت اليهودي-نفتالي بينيت-يمين قومي

زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت

 

زعيم حزب البيت اليهودي القومي المتشدد وهو مؤيد شرس للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويعارض إقامة دولة فلسطينية.

ويقول بينيت: “إن خطته الخاصة للسلام تتضمن قيام إسرائيل بضم 60% من مساحة الضفة الغربية المحتلة”، معارضًا في الوقت نفسه قيام أي دولة فلسطينية.

7- حزب شاس-أرييه درعي-يميني ديني

زعيم حزب شاس آرييه درعي

 

يقوده آرييه درعي، وهو حاخام يهودي من أصل عراقي عام 1984 يمثل اليهود المتدينين، وسعى خلال مشاركته في حكومات ائتلافية مع أحزاب اليمين إلى تأمين الدعم الحكومي المالي لهذه المؤسسات.

8- حزب التوراة الموحد-يميني متطرف

أحد زعماء الحزب يعقوب ليتشمان

 

هو حزب يميني ديني سياسي إسرائيلي متشدد، يدعو لإقامة دولة يهودية تقودها القوانين الدينية، ويرفض المفاوضات مع الفلسطينيين.

حيث بدأت بوادر تأسيس حزب” يهودات هاتوراه” أي حزب التوراة الموحد كائتلاف حزبي قبيل انتخابات الكنيست عام 1988، وتشكل رسميًّا عام 1992 من ثلاث حركات، أولها “أغودات إسرائيل” وتعني رابطة إسرائيل التي تمثل يهود الأشكناز، وثانيها “ديغل هتوراه” أي راية التوراة التي تمثل اليهود الليتوانيين.

والثالثة “موريا” نسبة إلى جبل موريا المقدس لدى اليهود، وتمثل طائفة من اليهود الأصوليين “الحريديم” من الأشكناز.

ويعتبر الحاخام أليعزر شاخ، ويعقوب ليتشمان، وأبراهام ربيتس من الشخصيات النافذة في الحزب بالإضافة إلى قائده وزعيمه التاريخي رابي شاش.

9- حركة ميرتس-زهافا غلئون-يساري

زعيمة حزب “ميرتس” زهافا غلئون

 

وتترأسه زهافا غلئون، ويعتبر أكثر الأحزاب تسامحًا مع عرب 48، ويطالب بالمساواة الكاملة بين مواطني إسرائيل، ويرفض يهودية الدولة، ويطالب بدولة علمانية على مسافة متساوية بين الأديان.

10- حركة إسرائيل بيتنا-أفيغدور ليبرمان-يمين متطرف

رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان

 

وهو وزير الخارجية المنتهية ولايته وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف، والذي وصل إلى إسرائيل في 1978م، حيث يعرف بمواقفه المتطرفة ولكنته الروسية الثقيلة وتصريحاته المثيرة للجدل، حيث يتهمه منتقدوه بأنه عنصري وذو ميول “فاشية”.

11- حزب ياحاد-إيلي يشاي

زعيم حزب “ياحاد” إيلي يشاي

 

وهو وزير الداخلية الإسرائيلي السابق، وأحد أبرز قيادات حركة “شاس” المتدينة، والذي انشق رسميًّا عن الحركة وشكل حزبًا سياسيًّا جديدًا أطلق عليه اسم “ياحاد” لخوض الانتخابات الماضية، لكنه لم يفلح في الحصول على أصوات.

 

ثانيًا: ماذا أفرزت نتائج الانتخابات الإسرائيلية؟

أحد مراكز الاقتراع في انتخابات الكنيست الإسرائيلي

 

آخر النتائج الرسمية لانتخابات الكنيست في إسرائيل أظهرت أن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، تصدرها وحصل على نسبة 23,73%، على عكس التوقعات السابقة واستطلاعات الرأي التي لم تشر إلى احتمالات فوزه قبل بدء الانتخابات.

ومجرد ما أن تم الإعلان عن النتائج، أو حتى الإشارة إلى فوز نتنياهو، تعهد بتشكيل حكومة قوية ومستقرة، حيث تقدم بفارق كبير على أقرب منافسيه، العمالي يتسحاق هرتسوغ، حيث حصل حزبه على ثلاثين مقعدًا من أصل 120 يتألف منها الكنيست الإسرائيلي، مقابل 24 مقعدًا لصالح تحالف الاتحاد الصهيوني.

وبالتالي يكون نتنياهو قد ضمن ولايته الثالثة على التوالي كرئيس للوزراء، والرابعة منذ توليه هذا المنصب لأول مرة قبل نحو عقدين من الزمن “1996-1999″م.

وأمام هذه النتائج التي حققت فوزًا ساحقًا لنتنياهو، أقر زعيم حركة “الاتحاد الصهيوني يتسحاق هرتسوغ بهزيمته في انتخابات الكنيست، بينما أعلن زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو فوزه، ودعا الأحزاب اليمينية إلى تشكيل حكومة، وسط توقعات بتكليفه برئاستها.

إلى جانب فوز القائمة العربية بزعامة أيمن عودة بـ 14 مقعدًا، لتصبح القوة الثالثة في الكنيست. وهذه هي المرة الأولى التي تخوض فيها الأحزاب العربية الانتخابات التشريعية بقائمة واحدة منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وكما حصل حزب “هناك مستقبل” بزعامة يائير لبيد على 11 مقعدًا، وحزب “كلنا” بزعامة موشيه كحلون على 10 مقاعد، وحزب “البيت اليهودي” بزعامة نفتالي بينت على ثمانية مقاعد، وحركة “شاس” بزعامة درعي على سبعة مقاعد.

فضلًا عن حصول حزب المتدينين الغربيين “يهودات هتوارة” على ستة مقاعد، و”إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان، ستة مقاعد، و”ميرتس” بأربعة مقاعد، بينما لم يستطع حزب إيلي يشاي تجاوز النسبة المطلوبة للحصول على مقعد في الكنيست.

ثالثًا: ما هي ردود الفعل بعد فرز نتائج الانتخابات الإسرائيلية؟

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقاء سابق

  1. إسرائيليًّا

تباينت ردود فعل الأحزاب الإسرائيلية والعربية المشاركة في الانتخابات حول آخر النتائج، فعلى الرغم من مهاتفة زعيم حزب “المعسكر الصهيوني” يستحاق هرتسوغ، خصمه نتنياهو ومباركته بفوزه، إلا أن أنصاره عبروا عن استيائهم من نتائج الانتخابات، وتأكيدهم على المحاربة مع شركائهم في الكنيست من أجل القيم التي يؤمنون بها معًا.

بينما، عبر قادة القائمة العربية المشتركة عن ارتياحهم لحصول القائمة على 13 مقعدًا (على الأقل) في الكنيست الإسرائيلي، لتصبح القوة الثالثة في برلمان إسرائيل.

أما رئيس حزب “شاس” بإسرائيل النائب أرييه درعي، فقد أكد أن حزبه لن ينضم إلى حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة إلا إذا لبى شروطه، داعيًا جميع المنشقين عن حزب شاس للعودة.

فيما أعلن النائب يعقوب ليتسمان المرشح الأول في قائمة “يهودات هاتوراه” أن مجلس الحاخامات الذي يشكل مرجعية لحزبه سيجتمع لاحقًا لاتخاذ قراره بشأن الشخصية التي سيدعمها لتشكيل الحكومة المقبلة.

إلى ذلك، رأى رئيس حزب “كلنا” موشيه كاحلون أن الوقت قد حان لتحقيق المصالحة الداخلية والبحث عن القواسم المشتركة بين الجميع، ولا بد من الصفح عن كل الذين قذفوا به خلال المعركة الانتخابية.

ويعتقد زعيم حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد أن حزبه صار قوة في المجتمع الإسرائيلي لا يستطيع أحد تجاهلها، مؤكدًا عزم الحزب على الكفاح من أجل تحقيق أهدافه.

  1. فلسطينيًّا

    حالة من الدهشة والاستغراب انتابت الأوساط الفلسطينية الرسمية وحتى المحلية، عقب الإعلان عن فوز نتنياهو، خاصة وأن العديد منهم راهن على استطلاعات الرأي الأخيرة، والتي لم تبد تقدمًا في احتمالات فوز المنتخب حاليًا لولاية رابعة لرئاسة الوزراء.

    وبالتالي، هذه الدهشة ارتبطت مع استمرار الضبابية السياسية في ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة من فترة لأخرى، الأمر الذي يعني عودة العلاقات إلى مربعها الأول، لا سيما وأن نتنياهو يرفض في برنامجه وسياسته قيام الدولة الفلسطينية.

    فالأحزاب الإسرائيلية مجتمعة، خاصة الليكود والمعسكر الصهيوني، تعد بالنسبة للفلسطينيين وجهين لعملة واحدة، فالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ترفض مبدأ السلام مع الفلسطينيين، وتتنكر لحقوقهم.

    تعقيبًا على نتائج الانتخابات فإن السلطة الفلسطينية ستستمر في التعامل مع أي حكومة إسرائيلية تعترف بحل الدولتين، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، بيد أن أصواتًا أخرى رأت فوز نتنياهو بأنه دفن لعملية السلام.

    ورأت السلطة أن انتخاب الشارع الإسرائيلي لـنتنياهو يعني استمرار الاستيطان، وعدم وجود شريك في عملية السلام المرتقبة، حيث إن وجود اليمين الإسرائيلي في الحكم يدفعنا إلى الاستمرار في برنامجنا الوطني بالتوجه إلى المؤسسات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية.

    في حين، لا ترى حركة حماس فارقًا جوهريًّا في الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في الانتخابات، فهي تقف على مسافة واحدة بما يتعلق بالرؤية الاستراتيجية للمشروع الفلسطيني، ورؤيتها للصراع مع الفلسطينيين.

    إلى جانب أن فوز نتنياهو والذي لا يؤمن بأي حل مع الفلسطينيين يحتم على السلطة وقيادة فتح اتخاذ قرار استراتيجي بتطبيق عملي للمصالحة وقطع كل العلاقات مع إسرائيل.

  2. دوليًّا

    المعروف أن الإدارة الأمريكية، تنتظر بشغف نتائج الانتخابات الإسرائيلية، لا سيما وأن السفير الأمريكي مارتن إيندك، السابق لدى إسرائيل، قد انتقد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ومعارضته لقيام دولة فلسطينية في حال أعيد انتخابه، في خطابه الأخير بالكونغرس.

    إلا أن بعض من الصحف الأمريكية، تساءلت حول قدرة نتنياهو إزاء حل المعضلات داخل المجتمع الإسرائيلي، وتحسين صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، خاصة بعدما أعلن أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية.

    وبالتالي، فإن وسائل الإعلام العبرية، نقلًا عن شبكة فلسطين الإخبارية قالت: “إن الإدارة الأمريكية لم تعلق على نتائج الانتخابات الإسرائيلية بعكس الانتخابات السابقة في إسرائيل، حيث كانت من أول المرحبين والمهللين بأي نتائج”.

    لكن، الإدارة الأمريكية في تعقيبات لها حول الانتخابات الإسرائيلية أكدت أنها ستتعاون مع أي رئيس حكومة إسرائيلي منتخب سعيًا للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط.

    أما الصحف البريطانية، فقد تنوعت آراؤها حول فوز نتنياهو، فمنها من قال إنها مخالفة للتوقعات، على الرغم من العنصرية في حملته الانتخابية، وأخرى بأنها حققت نصرًا عظيمًا في الانتخابات البرلمانية عكس كل التوقعات.

    رابعًا: بعد فوز نتنياهو أبرز السيناريوهات المتوقعة؟

    مقر الكنيست الإسرائيلي “أرشيف”

     

    جملة من السيناريوهات تنتظرها الأوساط الإسرائيلية بعد فوز كاسح لحزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، أولها لجوء نتنياهو إلى تشكيل حكومة ضيقة من أحزاب اليمين وهو ما شرع به، والتي ستجعله مكبل اليدين وخاصة على الصعيد السياسي، والاستجابة للضغوط الدولية بشأن إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين.

    لكن، ومن المرجح حسب المراقبين أن تفشل تلك الحكومة مبكرًا، مما يضطر إسرائيل للذهاب للانتخابات المبكرة مرة أخرى لضمان الاستقرار الحكومي، فيما السيناريو الثاني يكون عبر التوجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حزب الليكود ومنافسه المعسكر الصهيوني وأحزاب الوسط واليسار الأخرى.

    إلى جانب التناوب على رئاسة الحكومة مع هرتسوغ، وتكون تلك الحكومة مدعومة بحوالي 77 نائبًا في الكنيست، ويمكن لها أن تستمر حتى موعد إجراء الانتخابات القادمة، حينها لا تكون إسرائيل مضطرة لإجراء انتخابات مبكرة جديدة.

    أما السيناريو الثالث فيتوقع فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة وفق السيناريوهات السابقة، فيتم تكليف هرتسوغ من قبل الرئيس الإسرائيلي لتشكيل حكومة وسط بمشاركة القائمة العربية المشتركة وأحزاب الوسط الإسرائيلي، وتكون تلك الحكومة ضعيفة في ظل معارضة قوية بقيادة الليكود.

    ومما لاشك فيه، أن أي انتخابات إسرائيلية تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الفلسطينيين، حيث يرى المختص في الشأن الإسرائيلي “صالح النعامي” أن تشكيل حكومة يمينية صرفة برئاسة نتنياهو يعني للوهلة الأولى بدء العد التنازلي لمواجهة جديدة مع حماس في غزة.

    إضافة إلى أنه سيفضي إلى تقليص هامش المناورة أمام قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، وقد يجبرها على اتخاذ خطوات أكثر جدية في المحافل الدولية ضد إسرائيل، وما قد يترتب عليه من قيام تل أبيب بفرض بمزيد من العقوبات على السلطة قد تفضي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية.

    وبالنسبة لانعكاسات الفوز على العالم العربي، فإن السياسات التي ستتخذها هذه الحكومة ستقلص من هامش المناورة أمام نظم الحكم العربية، سواء التي تقيم علاقات رسمية معها أو تلك التي يجمعها بتل أبيب مصالح مشتركة.

    وستحرج أية حكومة لليمين نظم الحكم في العالم العربي لأن الأحزاب المرشحة للمشاركة فيها تجاهر بنيتها الإقدام على خطوات تثير استفزاز الرأي العام العربي والإسلامي.

المصادر

تحميل المزيد