لطالما انتهكت إسرائيل السيادة الوطنية السورية بأجوائها وأراضيها منذ احتلالها للجولان، بالرغم من أن الأمم المتحدة أصدرت قرارًا يحمل رقم (497) الصادر في 17 يناير (كانون الثاني) 1981 يلزم الإسرائيليين بالانسحاب من هضبة الجولان، ولم يقتصر انتهاك الإسرائيليين للسيادة السورية بضرب قرار الأمم المتحدة بعرض الحائط، بل إن هذه الانتهاكات تصاعدت وتيرتها منذ استلام بشار الأسد الحكم خلفًا لأبيه في نظر المراقبين، ثم تزايدت أكثر متزامنة مع الفوضى العامة الحاصلة في البلاد مع بدء ثورة الاحتجاجات السورية.
فهل كانت غاية إسرائيل عبر انتهاكها للأراضي السورية أن تنهك النظام باستهدافها مواقع حساسة تابعة له، وبذلك تخدم المعارضة المسلحة في الداخل السوري؟ أم أنها إشارات تحمل رسائل مبطنة بأن النظام السوري عدو مستهدف من قبلها، وأنه محور للمقاومة والممانعة في وجهها، لجعل المعارضة تعيد النظر بشأن موقفها ضد النظام، واتهامها له بالعمالة لإسرائيل؟
سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة سوريا
إسرائيل التي تحتل هضبة الجولان، لطالما قامت بانتهاكات للأجواء السورية بذريعة حماية الحدود الإسرائيلية مع سوريا، وبعد اندلاع الحرب الدائرة في سوريا بين النظام وإلى جانبه الدول الداعمة له والمعارضة السورية، لم تبق إسرائيل في مقاعد المتفرجين على هذه الحرب، ودخلت إلى خضم ساحة الصراع عبر عمليات كرّ وفرّ، عبر ضربات جوية عسكرية شنتها على مواقع تابعة للجيش السوري،
وآخر هذه الضربات كانت على مواقع تابعة للجيش السوري في الجولان، ردًّا على انزلاق قذائف من الأراضي السورية إلى الأراضي الإسرائيلية.
إسرائيل لديها سجل دامي وحافل في مجال انتهاك السيادة السورية، ونذكر هنا سلسلة من الغارات التي انتهكت الأراضي السورية وسط صمت دولي:
14 أبريل (نيسان) 2001
قامت مقاتلات إسرائيلية بقصف محطة رادار سورية في منطقة (ضهر البيدر) في لبنان ودمرته، وقتل في هذا القصف جندي سوري واحد على الأقل، كان هذا الهجوم ردًا على هجوم شنه حزب الله على مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا.
أكتوبر (تشرين الأول) 2003
أغارت طائرات إسرائيلية على موقع تدريب فلسطيني في منطقة عين الصاحب قرب دمشق، بعد عملية تفجيرية في مدينة حيفا شمالي إسرائيل، فيما امتنعت سوريا عن التعليق رسميًا، بالرغم من أن الحادث أتى بعد شهرين من تحليق طائرات حربية إسرائيلية فوق منزل الرئيس السوري، بشار الأسد، للتحذير من دعمه لحزب الله.
سبتمبر (أيلول) 2007
أغارت إسرائيل جوًا على ما وصفته بـ«مفاعل نووي سري» قيد الإنشاء في دير الزور كبرى مدن الشرق السوري.
نوفمبر (تشرين الثاني) 2011
ردًا على ما قالت إنه سقوط لقذائف هاون داخل الجولان المحتل، أُطلقت في سياق المعارك الدائرة بين جيش النظام السوري والحر، قصفت المدفعية والدبابات الإسرائيلية مواقع قريبة للجيش السوري.
يناير (كانون الثاني) 2013
كانت غارة إسرائيلية على موقع عسكري سوري قرب دمشق، قالت صحف بتل أبيب: إنها استهدفت صواريخ متطورة منقولة لحزب الله، فيما قالت دمشق إنها استهدفت مركزًا للبحث العلمي في جمرايا شمال غرب دمشق.
الخامس من مايو (أيار) 2013
جاءت غارة إسرائيلية جديدة اختلفت الروايات على هدفها؛ النظام السوري قال: إنها استهدفت مركزًا للبحث العلمي في منطقة جمرايا شمال غرب دمشق، والمعارضة أكدت استهدافها ألوية من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، فيما ذكر مسؤول إسرائيلي كبير لصحف محلية أن هدف الغارة كان صواريخ إيرانية مرسلة لحزب الله في شمال دمشق من طراز «فاتح 110»، أما مركز البحث العلمي بمنطقة جمرايا، كانت إسرائيل قد أغارت عليه قبلها بيومين في الثالث من مايو (أيار) 2013، بحسبه.
31 أكتوبر (تشرين الأول) 2013
قصف سلاح الجو الإسرائيلي قاعدة جوية في شمال غرب سوريا لاستهداف شحنة صواريخ أرض – جو كانت في طريقها إلى حزب الله، حسبما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر غربية.
19 مارس (آذار) 2014
قال الجيش الإسرائيلي في بيان له، إنه هاجم عدة أهداف للجيش النظامي السوري ردًا على انفجار عبوة ناسفة في شمال مرتفعات الجولان السورية المحتلة؛ ما أدى إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين.
23 يونيو (حزيران) 2014
قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه هاجم تسعة مواقع للجيش النظامي السوري؛ ردًا على مقتل فتى إسرائيلي، وإصابة اثنين آخرين بجراح جراء إطلاق قذيفة في اليوم السابق من الجانب السوري على مرتفعات الجولان.
15 يوليو (تموز) 2014
قتل عدد غير محدد بالضبط في غارة نفذها الطيران الإسرائيلي على أهداف عسكرية وإدارية سورية في هضبة الجولان، استهدفت مقر اللواء 90 ومدينة البعث، التي توجد فيها مقار ومراكز إدارية تابعة للسلطات السورية في الجولان في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن طيرانه استهدف المنشآت التي اعتبرها مرتبطة بتفجير أصيب فيه أربعة جنود إسرائيليين.
22 يونيو (حزيران) 2014
غارات على مواقع عسكرية سورية ردًا على مقتل طفل إسرائيلي (15 عامًا) في انفجار بالجولان.
15 يوليو (تموز) 2014
غارة على مقر اللواء 90 في هضبة الجولان.
السابع من ديسمبر (كانون الأول) 2014
غارتان على مناطق عسكرية بمحيط منطقة الديماس، وعلى مستودع للصادرات والواردات بمطار دمشق الدولي.
20 أغسطس (آب) 2015
غارة على مواقع للجيش السوري في هضبة الجولان.
21 أغسطس (آب) 2015
غارة استهدفت منطقة القنيطرة السورية في هضبة الجولان.
الثاني من يوليو (تموز) 2017
قصفت قوات إسرائيلية موقعًا عسكريًا للجيش السوري في الجولان ردًا على انفجار قذيفة انزلقت من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية في الجولان.

تغريدة للناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي
المواقف السورية من الغارات الإسرائيلية على سوريا
انتهاكات عدوانية دامية كثيرة كانت من قبل الاحتلال الإسرائيلي على سيادة الدولة السورية، وكان موقف النظام السوري الدائم (إلا في مرات قليلة) هو الاحتفاظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين، ويكتفي بالتنديد أو التصريح ضد هجمات الاحتلال باعتبارها – من وجهة نظره – دعمًا للإرهاب في الداخل السوري ، ويضعف من صمود الدولة السورية في مواجهته، أو الرد الفوري بضرب أعوان الاحتلال في الداخل حسب قوله، والذين يقصد بهم المعارضة المسلحة.
السبب الأهم بحسب قول النظام السوري أن هذه الضربات قد حصلت، وتحصل، بسبب موقف النظام السوري المقاوم للاحتلال على مدار أعوام.
المرة الأولى التي ردّت بها دمشق على هجمات إسرائيلية، كانت عندما استهدفت مقاتلات إسرائيلية مواقع للجيش السوري بريف حمص، واعترفت إسرائيل حينها بأن دمشق أسقطت مقاتلة تابعة لها وأصابت أخرى، واستخدم الجيش السوري لإسقاط هذه المقاتلة منظومة صواريخ (S200) الروسية المضادة للطائرات، وذكر تقرير لموقع (الجزيرة. نت): أن إسرائيل تستبعد أن يجر الأسد جيشه لحرب شاملة مع إسرائيل، ولكنها قالت إنه قد يغير من قواعد الرد على الغارات الاسرائيلية لعدّة أسباب، منها الثقة بالنفس لوجود حليفه الروسي إلى جانبه، وأيضًا انتصاراته على المعارضة السورية، ولا سيما في حلب.
لماذا تتهم المعارضة السورية نظام الأسد بالتواطؤ مع إسرائيل؟
خلال عمر الثورة في سوريا لم تكف المعارضة السورية يومًا عن اتهام نظام الأسد بالعمالة لإسرائيل، خصوصًا بعد ما كشفته بعض الأدلة من معلومات حول بيع الجولان لإسرائيل من قبل حافظ الأسد بعد معارك وهمية فيها.
ومما رفع من صحة هذه الاتهامات تقارير نشرتها مواقع إسرائيلية عن ضرورة بقاء الأسد في السلطة، ومنها تقرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير أشبه بالساخر لها عن بشار الأسد بعنوان «الأسد ملك إسرائيل» والتي أشارت فيه: إلى «حالة من القلق تنتاب الأوساط الإسرائيلية من احتمال سقوط النظام السوري، مضيفًة أن الكثيرين في تل أبيب يصلون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973، بالرغم من شعاراته المستمرة وعدائه الظاهر لها».
وذكر موقع العربية، الذي أورد التقرير نقلًا عن الصحيفة العبرية أنه «بالرغم من تصريحات الأسد، الأب والابن، المعادية لإسرائيل، إلا أن هذه التصريحات لم تكن إلا شعارات خالية من المضمون، وتم استخدامها لهدف واحد فقط كشهادة ضمان وصمام أمان ضد أي مطلب شعبي سوري لتحقيق حرية التعبير والديمقراطية، مشيرة إلى أن النظام السوري المتشدق (بعدائه) لتل أبيب لم يُسمع الأخيرة ولو (صيحة خافتة واحدة) على الحدود في هضبة الجولان منذ سيطرة إسرائيل عليها عام 1973».
وأضافت هآرتس ساخرةً من نظام الأسد: «إن هذا النظام (المعارض) لتل أبيب مازال مستعدًا لمحاربة إسرائيل بآخر قطرة من دم آخر لبناني لا سوري، موضحة أن السوريين لا يكلفون أنفسهم محاربة عدوهم الجنوبي مادام اللبنانيون
مستعدون للموت بدلًا عنهم».
ولفتت هآرتس إلى أنه أخيرًا ترددت في تل أبيب أصوات كثيرة تتمنى استمرار نظام بشار الأسد في دمشق، فكثيرون يخشون من نهاية هذا النظام.
واختتمت تقريرها بالقول: «إن النظام الحاكم في سورية يعتمد على فكرة حكم الأقلية على الأغلبية القبلية، لافتًة في النهاية إلى أن الإسرائيليين ينظرون للنظام الحاكم في دمشق من وجهة نظر مصالحهم، متحدين على أن الأسد الابن مثله مثل الأب محبوب ويستحق بالفعل لقب (ملك إسرائيل)».
بيع الجولان.. وديعة حافظ الأسد في حضن إسرائيل
العاشر من حزيران 1967 ، اليوم الذي لن ينساه أي سوري عاصر هذه الأحداث والمعارك العربية الاسرائيلية – سقوط الجولان – في أكثر الحروب العربية الإسرائيلية فظاعًة، والتي خلفت حلمًا تواقًا لتغيير الحكم في البلاد، لولا التحولات النوعية والتسويات السرية التي قلبت الموازين وثبتت الحكم القائم لـ 30 عامًا.
الدكتور محمود جامع في كتابه الذائع الصيت الذي صدر قبل سنوات «عرفت السادات» وهو الطبيب الشخصي للرئيس المصري الراحل أنور السادات والصديق المقرب منه، قد ترك جملة ناقصة لم يكملها، ولم يكشف عنها إلا قبل فترة قليلة.
في جملته الناقصة قال محمود جامع: «السادات أفشى لي بسر خطير يتعلق بالجولان»، ثم سكت بعد ذلك، ورفض تكملة هذه الجملة إطلاقًا، بالرغم من محاولات بعض الصحافيين. أخيرًا تخلى عن ذلك الرفض، وباح بالسر لصحيفة الوفد المصرية، حين قال: إن الجولان بيعت بملايين الدولارات لإسرائيل في صفقة بينها وبين النظام السوري في ذلك الوقت.
وقال الدكتور محمود جامع لـ(العربية. نت): «ما قلته كلام مؤكد وصريح، لقد وضع السادات يده على كتفي وحكى لي عن تلك الصفقة التي أخبره بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتخلى بموجبها الجيش السوري عن هضبة الجولان في حرب الأيام الستة في يونيو حزيران 1967»، وذلك بحسب جامع وشهادته.
وتابع جامع: «إن هذه الهضبة دفعت فيها إسرائيل مبلغ 100 مليون دولار تقريبًا – آنذاك –
بشيك تسلمه كل من حافظ ورفعت الأسد، وأودع في حساباتهما في أحد بنوك سويسرا، وأن رقم هذا الشيك موجود لدى عبد الناصر في خزانته؛ حيث توصل إليه».
الانسحاب الكيفي من الجولان وروايات من شهود العيان
«وصلنا للقنيطرة دون أي عائق تقريبًا. كان هناك غنائم في كل مكان حولنا، كل شيء كان لا يزال يعمل، محركات الدبابات لم تتوقف، معدات الاتصال لا تزال في وضع العمل، وقد تم التخلي عنها، سيطرنا على القنيطرة دون قتال».
بهذه الكلمات وصف الإسرائيلي جيرمي بوين – في كتابه «ستة أيام: كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط»، دخول القوات الإسرائيلية القنيطرة دون قتال، والسبب في رأيه هو حافظ الأسد وزير الدفاع صاحب بيان الانسحاب الشهير، والذي أعلن فيه سقوط القنيطرة قبل ساعات من سقوطها الفعلي.
وفي تقرير مصور لقناة الجزيرة، يقول شارغا إيلام، وهو مؤرخ إسرائيلي شارك في حرب الـ67: «لم تكن هناك مقاومة تذكر من الجانب السوري حتى عندما وصلنا للقنيطرة، لقد حضرنا القنيطرة ونحن نستقلّ الحافلات، وكان هذا في اليوم الثاني من الهجوم على القنيطرة في العاشر من يونيو (حزيران) 1967، حيث كان الهجوم في اليوم التاسع، وقد تم انسحاب القوات السورية قبل ذلك، وأما قصص الإيداع السريّة فهي واهية».
وفي تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح العاشر من يونيو (حزيران) 1967، أذاعت إذاعة دمشق بلاغًا صادرًا عن وزير الدفاع السوري حافظ الأسد، أعلن فيه سقوط القنيطرة عاصمة الجولان، حيث الأوامر للقوات السورية بالانسحاب الكيفي، وسمي هذا البلاغ بالبلاغ رقم 66.
ويقول حاتم الراوي في التقرير ذاته – وهو ضابط سابق في سلاح الجو السوري – متعجبًا من سقوط القنيطرة بهذه السهولة: «إن القنيطرة مدينة كبيرة فيها قرى وجبال وتداخلات وثكنات عسكرية، وليست علبة سجائر لتمد إسرائيل يدها وتستولي عليها بهذه البساطة، كيف تسقط القنيطرة بأمر؟ .. هنا بدأت وديعة حافظ الأسد في حضن إسرائيل».
ويقول عقاب يحيى أيضًا، وهو عضو سابق في القيادة القطرية لحزب البعث: إن سوريا قدمت شكوى للأمم المتحدة عبر الدكتور جورج طعمة، كانت قمة في السخرية بحسبه، عن احتلال إسرائيل للقنيطرة، فأجاب مندوب إسرائيل: إننا للأسف لم ندخلها بعد، بمعنى أن هناك تقريبًا 16 ساعة بين إذاعة البلاغ ودخول إسرائيل إلى القنيطرة.
يقول التقرير أيضًا: إنه كانت هناك اتصالات سرية حدثت وقتها بين السوريين والإسرائيليين على ما كانت تعلنه القيادة السورية في حرب «تشرين التحريرية» 1973 حيث شنت مع مصر هجومًا على إسرائيل لاستعادة سيناء والجولان، وبدا أن النصر لاح في أفق السوريين، لكن أوامر الانسحاب المبهمة صادرة من القائد العام للجيش والقوات المسلحة حافظ الأسد، والذي غدا رئيسًا للبلاد بعد انقلاب أسماه الحركة التصحيحية، شككت في اكتمال النصر لدى بعض الضباط في غرفة عمليات المعركة، وأدت إلى انتحار ضباط، آخرين، مثل الضابط السوري (رفيق حلاوة)؛ نتيجة إجبارهم على الانسحاب.
تقرير الجزيرة عن وديعة حافظ الأسد وقصة الجولان
ضربات إسرائيل على سوريا قد تحوي رسائل مبطنة للنظام ومعارضيه
يختلف العديد من المراقبين للشأن السوري على عدد من القراءات للانتهاكات الإسرائيلية لسيادة الدولة السورية، خاصةً هذه الضربات التي لم تستغل أي موقف دولي أو إقليمي لتنفيذ هجماتها، فبعض المراقبين اعتبر أن هذه الهجمات هي ضربات استباقية وقائية من سوريا، حيث إن إسرائيل في أغلب هجماتها استهدفت مواقع استراتيجية، وترسانات ومصانع عسكرية ومراصد تابعة للجيش السوري.
ويرى البعض منهم أيضًا أن هذه الهجمات هي رسالة للنظام السوري مفادها استعراض للقوة العسكرية، وأنها مشهد بسيط من الرد في حال حصلت أية استهدافات أو تهديدات للحدود الإسرائيلية من الجانب السوري.
وفسر بعض المحللين أن هذه الهجمات كانت رسالة للمعارضة، لتفيد بأن النظام ليس حليفها، ولا يتمثل بحامي حمى حدودها، ولكن امتناع النظام السوري عن الرد على هذه الهجمات كان يضيف دليلًا آخر بالنسبة للمعارضة عن حجم التواطؤ بينه وبين إسرائيل، ويحيل رسالة إسرائيل هذه إلى النفي.
وأما النظام فاستغل هذه النقطة تمامًا؛ ليقول لمؤيديه إن إسرائيل هي من تدعم المعارضة في الداخل السوري، وأنها الداعم الأول للإرهاب الذي يستمر في محاربته منذ أن وُجد، وأنه هو من يقود محور المقاومة والممانعة ضد الوجود الإسرائيلي في المنطقة.