توقع موقع ستراتفور في مقال تحليلي نشر في السابع عشر من شهر يونيو الجاري أن تمتد الهجمات العسكرية التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في العراق، لتشمل شن هجمات إرهابية أخرى في الأردن خاصة مع التقارير التي تتحدث عن حالة القلق التي تنتاب السلطات في عمان جراء انسحاب القوات العراقية من المدن الغربية القريبة من الحدود الأردنية، وهو ما دفع السلطات الأردنيه إلى نشر قوات أمن إضافية على طول الحدود مع العراق.
وبالرغم مما طرحه الموقع من توقعات بتوسيع رقعة الهجمات الإرهابية للتنظيم في الأردن، إلا أنه عاد ليؤكد على وجود قيود كبيرة من شأنها أن تعيق اتساع تلك العمليات في الأردن كما هو الحال في سوريا والعراق.
وأبرز الموقع ما نقلته صحيفة التايمز الصادرة في الخامس عشر من شهر يونيو عن أحد المصادر الذي كشف عن إنشاء تنظيم الدولة الإسلاميه في العراق والشام لفرع له داخل المملكة الهاشمية، كجزء من خططها لإقامة إمارة إسلامية وفق ما صرح به المصدر الذي لم يكشف عن هويته للصحيفة.
كما اعتبر الموقع أن نوايا من أسماها الجماعات المسلحة لتوسيع هجماتها المسلحة في الأردن يأتي تبعًا للمنطق الجيوسياسي في المنطقة، مشيرًا إلى أنه وبعد التوغل في العراق والسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي السورية، باتت الأمور ممهدة للمجموعات الجهادية للمضي قدمًا نحو المملكة الأردنية، خاصة مع الصعوبات التي تواجه التنظيم للتحرك شمالًا إلى تركيا أو جنوبًا نحو لبنان.
وبالرغم مما اعتبره الموقع من أن النظام الأردني أكثر استقرارًا من نظيريه السوري والعراقي، علاوة على ما يتمتع به النظام من دعم قوى مادي ومخابراتي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية بشكل خاص، منذ أن أضحت المملكة نقطة انطلاق حاسمة لدعم المتمردين السوريين، إلا أن التواجد السلفي الجهادي الذي يشهده الأردن منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا والمحاولات اليائسة للقضاء على حركة الجهاديين عبر الحدود الأردنية السورية باتت أمورًا تصب في مصلحة التنظيمات الجهادية ومنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام.
ولفت الموقع الانتباه إلى أن القوى الإسلامية التي تهيمن على المشهد الجهادي في الأردن تعارض من جانبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام وتتماشى مع تنظيم القاعدة والتنظيم الحليف له في سوريا الذي يطلق عليه جبهة النصرة، وذلك بالرغم من كون الأردن هي الموطن الأصلي لأبي مصعب الزرقاوي أحد مؤسسي التنظيم، ناهيك عن الانتقادات التي توجه لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق من قبل أكبر المنظرين الجهاديين في الأردن ومنهم أبو قتادة وأبو محمد المقدسي، نظرًا لما يصفونه بدور التنظيم في خلق الشقاق داخل صفوف الجهاديين في سوريا وإصرار التنظيم علي فرض القوانين الإسلامية بالقوة خلافًا للتوجيهات التي أصدرها أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، والتي دعا من خلالها الجهاديين إلى الكف عن قتال الطوائف الشيعية والصوفية ما لم يبدأوهم بالقتال وعدم استهداف النساء والأطفال والمدنيين عبر التفجيرات أو تدمير الممتلكات، وهي الدعوات التي قوبلت برفض من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام الذي بات يقع بين مطرقة الشروع في عمليات عسكرية في المملكة الأردنية وسندان إحكام السيطرة على الأوضاع في العراق خاصة مع الهجمات المضادة التي تشنها قوات الشيعة والأكراد في حقه.