فى حوار أجرته واشنطن بوست مع خليفة حفتر عبر الهاتف

وصف اللواء “خليفة حفتر” في حوار أجرته معه عبر الهاتف صحيفة واشنطن بوست في السابع عشر من شهر مايو -والذي وصفته الصحيفه خلاله بالجنرال الليبي المنشق الذي يقود ثورة ضد الإسلاميين- وصف العمليات القتالية التي اندلعت مؤخرًا في ليبيا بأنها حربًا ضد الإرهاب، مشيرًا إلى أن الهجوم الذي بدأ منذ أسبوع بالتنسيق مع وحدات الجيش النظامي استهدف القضاء على الحركات الإرهابية في ليبيا.

وحول ما إذا كانت لديه القوة العسكرية الكافية للقضاء على من وصفتهم الصحيفة بالمليشيات الإسلامية، أشار حفتر إلى أن الوقت الراهن يشهد إعادة تنظيم القوات على الأرض ومعالجة الأخطاء التي تكون قد شابت المرحلة الأولى من العمليات بالتزامن مع توقف عمليات القتال حاليًا، مضيفًا بأن قواته كانت على وشك القضاء على المتمردين في وقت سابق بيد أن تمركزهم وسط المناطق السكنية التي يتمركز فيها المدنيون يدفع القوات الموالية له إلى توخي المزيد من الحذر خشية إصابة المدنيين جراء العمليات العسكرية التي باتت تسير بوتيرة بطيئة، بالإضافه إلى أن المناطق السكنية تجعل من الصعب على القوات استخدام القصف المدفعي أو الطائرات الحربية التي يتسع لها المجال في المناطق النائية والجبلية خلافًا للمناطق السكنية.

ورفض حفتر من جهته أيضًا تبني استراتيجية الحوار والنقاش مع تلك المجموعات الإرهابية، مؤكدًا على أن الاستراتيجية المثلى لمواجهة تلك المجموعات المجرمة كما وصفها والوافدة من أوروبا وآسيا وأفريقيا تتمثل في المواجهة العسكرية التي باتت الحل الأمثل لمكافحة ما وصفه بالإرهاب في ليبيا، ومعربًا عن أمله في أن تفضي العمليات العسكرية التي تهدف إلى الدفاع ليس عن ليبيا فقط وإنما عن العالم كله إلى القضاء على تلك المليشيات المسلحة بشكل تام وليس طردهم من الأراضي الليبية فقط.

وأضاف حفتر بأن الدافع الحقيقي من وراء تلك العمليات العسكرية والتي تم التخطيط لها منذ ما يقرب من شهر هو الدفاع عن أولئك الذين يذبحون في الشارع علي يد المليشيات الإرهابية التي صارت تمارس أعمال القتل بحق الجنود والضباط والمهندسين والمحامين وغير ذلك من عمليات الاقتحام للمنازل والمؤسسات.

وردًا على سؤال حول إمكانية أن تمتد تلك المعركة إلى العاصمة الليبية طرابلس، وصف حفتر العمليات العسكرية “بعملية الكرامة” التي تشمل معارك متعددة وليست معركة واحدة، معتبرًا إياها معركة غير إعتيادية تهدف إلى مكافحة الإرهاب في ليبيا ويقوم عليها من أطلق عليه “الجيش الوطني الليبي” الذي يشهد انضمام العديد من الوحدات العسكرية بين صفوفه شملت القوات التابعة لرئيس الأركان التي أعلنت الانضمام للجيش الوطني الليبي الذي بدأ في بنغازي بيد أنه ما لبث أن انتشر في جميع المناطق حسب قوله، نافيًا في الوقت ذاته وجود أي نوع من الخلافات بين الوحدات العسكرية في أرجاء ليبيا في الجنوب أو الشرق أو الغرب.

ونفى حفتر أن يكون قد تلقى دعمًا من قبل أي من الجهات الأجنبية، مؤكدًا على عدم وجود اتصالات بين قيادة الجيش الوطني بوحداته العسكرية التي تعتمد على نفسها بشكل تام وأيٍّ من الأطراف الخارجية حتى الولايات المتحدة حتى الآن.

وعما إذا كان يسعى من جانبه لتولي مناصب قيادية في الحكومة في المستقبل القريب، أشار حفتر أن جل ما يعنيه في الوقت الراهن هو تحقيق الأمن لجميع المواطنين، مؤكدًا على الرغبة الحثيثة لدى الجميع لتشكيل جيش قوي يحمي الدولة الليبية وقوة شرطية توفر الحماية الكاملة للمدنيين، مستبعدًا أن تسفر تلك العمليات عن نشوب حرب أهلية في ليبيا نظرًا للدعم الذي يلقاه من الشعب الليبي على النقيض من موقف الجماعات الإرهابية التي ينحدر أعضاؤها من دول عديدة مثل المغرب والجزائر وتونس ومالي والسودان ومصر وتشاد والتي تتلقى دعمًا من قبل بعض القوى الخارجية التي تحالفت معها ظنًا منهم أن لهم قدرة السيطرة على مقدرات الأمور في ليبيا التي تزخر بالعديد من الثروات.

وحول رد الفعل الحكومي والرسمي تجاه العمليات، أعلن حفتر عن رفض الشعب الليبي للمؤتمر الوطني العام في ليبيا الذي فقد شرعيته على حد قوله، معتبرًا بأن مبادرة الجيش الوطني موجهة للأساس للشعب الذي يدعمه بالمقابل وهو ما يبدو واضحًا في وسائل الإعلام الليبية وللعامة في الشوارع الذين باتوا على وعيٍ تام بطبيعة المهمة العسكرية التي يقوم بها الجيش الوطني الذي يسعى لأن يضطلع بمهمته بكل ثقة ووفقًا لما تراه الغالبية الداعمة لتحركاته.

ووجه حفتر رسالة في نهاية الحوار مفاداها أن الجيش الوطني الليبي يسعى إلى حماية الشعب الليبي من عدو أضحى عدوًا لكافة الدول الحرة، واصفًا ذلك العدو بالعدو الإرهابي الذي يشمل إرهابيين وقتلة من دول مختلفة كمالي والنيجر والجزائر والهند وبريطانيا، داعيًا العالم بأسره إلى تقديم يد المساعدة له سياسيًا واقتصاديًا لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية حتى لا يمتد خطرها لأجزاء أخرى من العالم وبخاصة دول الجوار، ومؤكدًا على استمرار مواجهة تلك الجماعات التي لا تعرف سوى الحيل والخداع بكل حسم وشراسة.

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد