أصغر من فاز بجائزة نوبل للسلام، الطفلة الباكستانية ملالا يوسف زاي المدافعة عن حق الفتيات في التعليم وحق المرأة في حياة كريمة دون تقليل أو قمع، مثل
ما تعرضت له ملالا في بداية حياتها، وكان دافعًا حتى وصولها لمنصة تكريم الفائزين بنوبل، وهي ابنة 17 عامًا تحث على المدافعة عن حق الأطفال بالتعليم، وتأتي خطواتها الشجاعة ممهدة لطريقها للفوز بأرفع جائزة عالمية.

 

1- فيما بين عامي 2007 و2009 سيطرت حركة طالبان على بلدة وادي سوت شمال غرب باكستان حيث تعيش مالالا وتبلغ من العمر 14 عامًا وتقع مدرستها الإعدادية، لتبدأ طالبان في فرض قيود على الحياة الاجتماعية وخاصة للفتيات بما يتضمن منعهن من التعليم، الأمر الذي رفضته مالالا وزميلاتها حتى قادت حملة لتعليم الفتيات ونشرت مدونة على موقع بي بي سي في 2009 تدين فيها ممارسات حركة طالبان.

2- نشرت مالالا مدوناتها باسم مستعار “غول ماكاي” لتحكي في واحدة عن الخوف الذي انتاب الطالبات من الذهاب للمدارس وكيف أن بعض الطالبات قررن عدم الالتزام بالزي المدرسي ولبسن الملابس العادية حتى أنهن اضطررن لإخفاء كتبهن تحت حجاب أو شال بعيدًا عن أعين عناصر طالبان.

3- في يوم استقلت مالالا عربة المدرسة عام 2012 وكان عمرها وقتئذ 15 عامًا حتى أوقفها مسلحون على الطريق وسألوا عنها بالاسم “من هي مالالا؟” وعندها قام أحدهم بإطلاق الرصاص عليها مما تسبب في إصابتها بطلقة اخترقت جمجمتها دون الوصول إلى المخ وأخرى استقرت في كتفها.

 

وتم نقل مالالا عبر مروحية خاصة إلى مستشفى بإدارة الجيش الباكستاني في مدينة بيشاور لتخضع لعملية جراحية تمت بنجاح، وظلت غائبة عن الوعي ومثبتة على جهاز تنفس، على وشك الموت كما قال الأطباء لأبيها الذي بدأ في تحضير مراسم الدفن والجنازة، حتى نقلتها طائرة إماراتية لبريطانيا لاستكمال علاجها ثم الاستقرار في لندن مع أسرتها.

4- لم تكن قد أكملت مالالا عامها الـ 16 بعد حتى تحدت طالبان بمقر الأمم المتحدة قائلة “لقد ظنوا أن الرصاص سيؤدي إلى إسكاتنا لكنهم مخطئون” وتحدت في خطابها أعمال طالبان ونادت بحق الفتاة الباكستانية في التعليم مؤكدة أن التهديدات الإرهابية المستمرة بقتلها لن تثنيها عن أعمالها.

5- سافرت مالالا للعاصمة النيجيرية أبوجا لمقابلة أقارب طالبات المدرسة النيجيريات اللاتي اختطفتهن جماعة بوكو حرام ودعمت حركة “أعيدوا لنا بناتنا” ونددت بما يحدث بنيجيريا وطالبت العالم الوقوف إلى جانب أسر قتلت بوكو حرام أولادها واختطفت بناتها.

6- أصدرت مالالا كتابها “أنا مالالا” عن رحلة غير متوقعة لطفلة تحكي عن تاريخ باكستان وواديها حيث كانت تعيش وتدرس حتى وصولها لأروقة الأمم المتحدة، وحياتها في بريطانيا والعيش برفقة أسرتها وأبيها الذي شجعها على القراءة واستكمال تعليمها حتى أصبحت أصغر مرشحة لجائزة نوبل للسلام.

 

7- قرر اتحاد المدارس الخاصة والذي يضم آلاف المؤسسات التربوية في باكستان منع كتاب “أنا مالالا” بدعوى مخالفة محتواه للمبادئ الإسلامية، حيث تضمن الكتاب حديثًا عن الكاتب سلمان رشدي صاحب كتاب آيات شيطانية الذي اتهم على إثره بالردة عن الإسلام، في الوقت الذي أطلقت فيه حركة طالبان تحذيرها باستهداف المكتبات التي تبيع كتاب مالالا.

8- بعد حصولها على جائزة المواطن العالمي من مبادرة كلينتون بنيويورك وجهت مالالا نداءً للحكومات الغربية وقالت “إذا كنتم تريدون سلامًا في سوريا وأفغانستان وباكستان، إذا كنتم تريدون إنهاء الحروب، إذا كنتم تريدون مكافحة الحروب، أرسلوا الكتب بدلًا من البنادق” وذهبت للحدود السورية لمقابلة الثوريين بسوريا والهاربين على الحدود اللاجئين من قصف القوات النظامية.

وقادت مالالا مبادرة تهدف لتوفير الدراسة لـ 400 ألفًا من الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان بالاشتراك مع الأمم المتحدة لشؤون التربية الشاملة والحكومة اللبنانية لتقول مالالا في مؤتمر صحفي عن المبادرة في نيويورك “إن كتبنا وأقلامنا أقوى أسلحة لدينا”.

9- في عام 2013 اختارتها مجلة التايم الأمريكية واحدة من أكثر الشخصيات العالمية تأثيرًا لعام 2013، ومنحتها منظمة العفو الدولية جائزة “سفير الضمير”، وقبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2014 فازت مالالا بجائزة سارخوف لحرية الفكر من البرلمان الأوروبي وهي أرفع جائزة لحقوق الإنسان في أوروبا تقديرًا “للقوة الغير عادية ودفاعها عن الطفل وحق التعليم بشجاعة” وقد سبق مالالا لهذه الجائزة مناضل جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا.

 

 

10- بعدما وقع أكثر من 86 ألف باكستاني إضافة إلى حقوقيين من أنحاء العالم على عريضة يطالبون فيها منح جائزة نوبل للسلام لتلك الفتاة الشجاعة والمدافعة عن حقوق المرأة في بلدها والعالم، استطاعت مالالا الفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2014 من بين 278 مرشحًا منهم بابا الفاتيكان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبان كي مون أمين عام الأمم المتحدة، لنضالها والهندي كايلاش ساتيارثي الذي اتبع نهج المهاتما غاندي في “الدفاع عن حقوق الأطفال والمراهقين ومن أجل حق الأطفال في التعلم” حسبما أعلن رئيس اللجنة النرويجية لنوبل.

 

 

وتتلقى مالالا اليوم تهديدًا بالقتل بعد إعلان فوزها بالجائزة بساعات من قبل فصيل منشق عن حركة “طالبان – باكستان” بينما لم تعلق حركة طالبان على الأمر، فقد نشر المتحدث باسم حركة “جماعة الأحرار” على موقع تويتر “شخصيات مثل مالالا يتعين أن تعرف أن دعاية الكفار لا ترهبنا، لقد أعددنا سكاكين حادة ولامعة لأعداء الإسلام”.

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد