بعض الدهاء والحظ قد يساعدان الفرد على أن تُكتب له حياة جديدة بدلا من أن يكون في عداد القتلى، وهذا ما ساعد الأمريكي ماثيو  ذو ال36  ربيعا من أن تكتب له الحياة مرتين في هجمات من أخطر الهجمات الدموية التي ضربت المدنيين في أمريكا وأوروبا في العقود الماضية، الأولى كانت في 11 سبتمر 2001 والثانية في نوفمبر 2015، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على تجربته في النجاة من الموت في تلك الهجمات:

“لقد هرولت مسرعا إلى نصف مانهاتن، ولكن ما حدث لي في مسرح باتاكلان كان أسوء 1000 مرة”.

 

هكذا يقارن الأمريكي ماثيو  بين ما تجربته في النجاة من هجمات 11 سبتمبر 2001 ، ونجاته من هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر الجاري.

ماثيو الذي لم يفصح عن اسم عائلته كتبت له النجاة بعد مقتل حوالي 3000 مدني بنيويورك في أسوء هجمة دموية في التاريخ  استهدفت مدنيين بأمريكا، كان ذلك عندما كان شابا يبلغ من العمر حوالي 21 سنة ليعيش 15 سنة أخرى قبل أن ينجو بأعجوبة في سن ال36 من أسوء هجمة دموية استهدفت مدنيين في فرنسا راح ضحيتها ما لا يقل عن 127 قتيلا.

تظاهر ماثيو  بأنه قد قُتل بعدما أصيب في قدمه وذراعه عقب إطلاق نار للمهاجمين في باريس في مسرح باتاكلان، وكان تصرف ماثير هو أحد أهم الأسباب التي جعلته ينجو بحياته من ذلك الهجوم الدموي.

ويروي ماثيو أنه كان يتحرك ببطء شديد حتى يصل إلى حافة المسرح: “تحركت من سنتيمتر لآخر حتى وصلت لنقطة أصبحت فيها حافة المسرح في متناول اليد.. وأمسكت بها بإصبع تلو الآخر”.

وتمكن ماثيو-بمساعدة أحد الأشخاص- من الخروج إلى بر الأمان والخروج من المسرح، ولكنه يبدو أنه لم يصدق بعد أنه وصل حقا إلى مكان آمن واستمر في تمثيله “تظاهرت بالموت عندما شعرت أن هناك شخص يجرني من ذراعي.. فلم أرفع عيني.. ولكني قلت في ذهني أحبك يا ملاكي!”.

كان الشخص الذي يجره من ذراعه هو دانيل بسني -صحفي جريدة لوموند- الذي كان يصور من شقته الأشخاص الذين يهرعون هربا من المسرح، وبينما كان يحاول جر ماثيو إلى بر الأمان أصيب بطلق ناري بذراعه من قبل المهاجمين.

شاهدالفيدو الذي صوره بسني:

“تصرف غريزي”

هكذا يصف بسني مساعدته لماثيو ويروي:”كان لدي رد فعل إنساني بألا أدع أحدا يموت أمامي، والظروف هي التي سمحت بذلك” لافتا:”لو لم أكن تحت خطر إطلاق النار لما  تمكنت –بلا شك- من جر ماثيو إلى بر الأمان”.

ومكث ماثيو وبسني في شقة الأخير لعدة ساعات قبل أن تسمح الشرطة الفرنسية للمقيمين المحليين من مغادرة المكان وأن ينقل الإسعاف المصابين لمستشفى جورج بومبيود.

ويبدو أن الصدمة والموقف الذي تعرض إليه ماثيو شغل ذهنه لساعات بعد نجاته، حتى أنه ظل ساعتين يحاول أن يتذكر رقم هاتف زوجته كي يطمئنها بإخبارها أنه لا يزال على قيد الحياة!

زوجته تلك التي نجت من هذا الموقف المرعب ولم  تصطحبه إلى المسرح من البداية، فقط لأنها لم تجد مربية تقعد مع طفلها، ولو وجدت ربما كانت ستعيش كابوسا أسوء من الذي عاشه زوجها الذي لا ينفي تماما بأنه “قد يذهب إلى مسرح باتاكلان مرة أخرى في المستقبل” بحسب قوله.

 

ولم تكن هجمات باريس تمثل المرة الأولى التي يحالف فيها الحظ ماثيو ليخرج منها على قيد الحياة، ولكن الحظ حالف ماثيو  مرة قبل ذلك لينجو من تفجيرات 11 سبتمبر 2011، ولكن الضغط الذي عاشه ماثيو بنيويورك كان أقل وطأة من  الذي لاقاه في باريس.

 

ففي 11 سبتمبر 2011 سار ماثيو متجها إلى اجتماع عمل قريب من مبنى التجارة العالمي، ويبما كان يمشي ماثيو بالشوارع المحيطة بمبنى التجارة العالمي اصطدمت الطائرة بأحد الأبراج، حيث كان ماثيو تحت أحد الشوارع أسفل المبنى وهو ما دفعه للركض مسرعا بعيدا عن برج التجارة لمسافات طويلة خلال أحياء منهاتن -أشهر أحياء ولاية نيويورك- لينجو من هذه التفجيرات الضخمة دون أن يصيبه أذى يُذكر.

اقرأ أيضا:

انفوجرافيك: أبرز الهجمات الدموية التي ضربت أوروبا والولايات المتحدة خلال العقود الماضية

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد