يقابل الكثير منا في حياته مواقف، يسير التيار السائد فيها باتجاه خاطئ، أو باتجاه يظلم الكثير من الضعفاء. لكن السباحة ضد التيار أمر لا يفعله الكثيرون، فدائمًا ما يمتلك هذا التيار قوة تطيح أي شيء يحاول الوقوف أمامه، أو إظهار خطأ وجهته أو فساده.
في هذا التقرير نعرض ثمانية أفلام مأخوذة من قصص حقيقية للكفاح ضد التيار السائد، أو الوقوف أمام أصحاب النفوذ والرأي العام المُضَلِّل، أو مواجهة أجهزة المخابرات والحكومات وكشف فسادها.
1. «A Taxi Driver».. حين يتحول سائق تاكسي إلى بطل سياسي مجهول
«سائق سيارة أجرة»، فيلم كوري جنوبي أُنتج عام 2017، ورُشح لجائزة الأوسكار أحسن فيلم أجنبي. ومقتبس عن قصة حقيقية لأب أرمل يعمل سائق سيارة أجرة، تتحول حياته حين يركب معه مراسل ألماني، يريد الذهاب من سيول إلى منطقة جوانجو، التي يحاصرها الجيش؛ بسبب انتفاضة تطالب بالديمقراطية عام 1980، سرعان ما يجد نفسه في جحيم لا أحد يعلم عنه شيئًا خارج المنطقة المحاصرة.
الفيلم يسلط الضوء على قمع الجيش للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، وكفاح المراسل الألماني وسائق التاكسي لنقل صور قتل المتظاهرين للعالم.
تقييم الفيلم: 7.8 على موقع «imdb».
2. «Valkyrie».. حين يصبح الاغتيال عملًا نبيلًا
أُنتج فيلم «فالكيري» عام 2008، وقام ببطولته توم كروز. يروي الفيلم قصة عملية فالكيري، التي كادت أن تطيح نظام هتلر في ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية؛ إذ خطط مجموعة من كبار الضباط والسياسيين الألمان لإسقاط النظام النازي، قبل أن تخسر ألمانيا في الحرب، وتضمنت الخطة عملية لاغتيال هتلر يتلوها إجراءات لإيهام جيش الطوارئ بأن القادة المقربين من هتلر يحاولون الانقلاب عليه وقلته.
ويبرز الفيلم الجهد المبذول في الخطة، ومخاطرة المشاركين فيها لتخليص ألمانيا والعالم من النظام النازي، والتفاصيل الصغيرة التي مكَّنت هتلر من الإفلات من الموت بأعجوبة، وإعدام 200 شخص يُعتقد أنهم تورطوا في المؤامرة ضد هتلر.
تقييم الفيلم: 7.1 على موقع«imdb»
3. «The Report».. فرد في مواجهة «سي آي إيه»
يروي فيلم «التقرير» قصة مقتبسة من أحداث حقيقية، لموظف كلفه سيناتور بمجلس الشيوخ، لقيادة التحقيق في برنامج استجواب تابع لوكالة المخابرات المركزية، الذي أُنشئ في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
ويؤدي عمل الموظف الحثيث الذي استمر أكثر من خمس سنوات، إلى اكتشاف جرائم مروعة ارتكبتها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بحق المعتقلين، ويبرز الفيلم كفاح الموظف ضد «سي آي إيه» لنشر هذه الحقائق على الرأي العام الأمريكي، ما يواجهه من مخاطر تهدد سلامته الشخصية.
تقييم الفيلم: 7.2 على موقع «imdb»
4. «Spotlight».. الانتهاكات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية!
يحكي فيلم «Spotlight»، الذي رُشح لجائزة الأوسكار، القصة الحقيقية عن تحقيق صحيفة «بوسطن جلوب» الحاصل على جائزة بوليتزر، الذي هز الرأي العام وسبَّب أزمة في واحدة من أقدم المؤسسات وأكثرها ثقة في العالم؛ إذ يحقق فريق «Spotlight» بالصحيفة في ادعاءات الانتهاكات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية.
ويكشف تحقيقهم الذي استمر لمدة عام، عن انتهاكات جنسية جسيمة لقيادات بالكنيسة، وكشف التقرير عن تورط شخصيات أعلى المستويات في المؤسسة الدينية والقانونية والحكومية في بوسطن، بالتستر على الجرائم الممتدة على مدار عقود من الزمن.
تقييم الفيلم: 8.1 على موقع «imdb»
5. «Kill the Messenger».. المخابرات الأمريكية تبيع الكوكايين!
يروي الفيلم الذي أُنتج عام 2014 القصة الحقيقية للصحافي الحاصل على جائزة بوليتزر ،جاري ويب. عندما كشف عن دور «سي آي إيه» في استيراد كميات كبيرة من الكوكايين إلى الولايات المتحدة؛ لبيعها من أجل جمع الأموال لجيش المتمردين على الحكم اليساري في نيكاراجوا.
ورغم الضغوط الهائلة على جاري ويب للتوقف عن التحقيق، اختار المتابعة ونشر القصة علنًا بأدلة، ونتيجة لذلك؛ واجه حملة تشويه كبيرة بدعم من «سي آي إيه». ليجد ويب أن سلامته وسلامة عائلة أصبحا في خطر جسيم.
تقييم الفيلم: 6.9 على موقع «imdb»
6. «The Boy Who Harnessed the Wind».. الطفل الذي أنقذ قريته من الموت جوعًا
«الولد الذي سخر الريح»، هو فيلم بريطاني أُنتج عام 2019، مقتبس عن قصة ولد يُدعى ويليام كامكوامب يعيش في دولة مالاوي بأفريقيا، وحين كان عمره 14 عامًا، ضرب جفاف رهيب القرية التي كان يعيش فيها، ولم يكن لدى الناس ما يأكلونه ويشربونه.
ولكونه طالبًا ممتازًا ومولعًا بالفيزياء، بحث ويليام في المكتبة عن كتب علمية بالفيزياء، وحصل على فكرة لبناء مولد ريح. ويسلط الفيلم الضوء على كفاح الشاب الصغير لإنقاذ أهل قريته من المجاعة بأقل الإمكانيات المادية، وسط أجواء مرعبة بسبب الخوف من الموت جوعًا، بالإضافة لعدم إيمان من حوله بجهوده.
تقييم الفيلم: 7.6 على موقع «imdb»
7. «Dark Waters».. أن تتحول إلى كابوس إحدى الشركات العالمية
«المياه الداكنة» هو فيلم إثارة قانوني لعام 2019، مأخوذ من قصة حقيقية، من إخراج تود هاينز، وكتبه ماريو كوريا، وماثيو مايكل كارناهان، ومن بطولة مارك روفالو. والفيلم مأخوذ عن مقال مجلة «نيويورك تايمز» لعام 2016، بعنوان «المحامي الذي أصبح أسوأ كابوس لدو بونت» للصحافي ناثانيل ريتش.
يروي الفيلم كفاح محام يدعى روبرت بيلوت، ضد شركة «دو بونت» واسعة النفوذ، التي تصنع طبقة تيفال الخاصة بأواني الطبخ، بعد أن لوثوا مدينة بمواد كيميائية، وتسببوا في أمراض قاتلة لكثير من سكان المدينة.
ويبرز الفيلم كفاح المحامي لكشف التلوث والأضرار الصحية التي تسببها هذه الشركة الكبرى، والصعوبات التي تواجه المحامي من جراء تحدي شركة واسعة النفوذ.
حصل على 7.6 في تقييم موقع «imdb»
8. «Shock and Awe».. حين يصبح كشف الأكاذيب والسباحة ضد التيار خيانة
في فيلم «الصدمة والرعب» الذي أُنتج عام 2017، يلعب وودي هارلسون، وجيمس مارسدن، دور جوناثان لانداي، ووارن ستروبل، اللذين عملا خلال الفترة التي سبقت حرب العراق في 2002 و2003 في صحيفة «نايت ريدر»، التي كانت الصحيفة الوحيدة التي تشكك في ادعاء إدارة بوش بأن صدام حسين كان يخفي أسلحة الدمار الشامل.
يبرز الفيلم الصعوبات الكبيرة التي واجهتها الصحيفة من جراء سيرها ضد التيار السائد، والهستيريا الوطنية التي تلت هجمات 11 سبتمبر 2001؛ فمحاولة تفنيد الأكاذيب التي طُرحت لتبرير غزو العراق، كان يُنظر إليها كنوع من أنواع الخيانة للوطن، وسط تأييد للأكاذيب من كافة وسائل الإعلام، حتى المرموقة منها مثل: «نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست».
وبالرغم من أن الفيلم لم يحصل على تقييم كبير في موقع «imdb»، فإنه سيكون ممتعًا لمحبي السياسة والإعلام.
حصل على 6.1 في تقييم موقع «imdb»