برغم أن العديد من الآراء تتفق أن الهدف الأساسي لصناعة الأفلام هو الترفيه في المقام الأول؛ إلا أن صُناع الأفلام اجتهدوا بمرور الوقت في محاولة جعل أعمالهم ذات قيمة إنسانية، أو فلسفية، أو حتى محاولة تضمين رسالة ما إيجابية بهدف إضفاء قيمة على تلك الأعمال.
تلك المجموعة من الأفلام التالي ذكرها احتوت على رسالة وجدها بعض النقاد، والقائمون على تطوير المسارات الوظيفية هامة، وربما مُلهمة ومُحفّزة لمشاهديها في الوصول إلى أهداف مسارهم الوظيفي، أو حتى إلهامهم النجاح من خلال الأمثلة الإيجابية فيها.
1- All the President’s Men 1976 كيف تُسقط الصحافة الأنظمة؟
الفيلم المستوحى من الكتاب الذي يحمل العنوان نفسه «كل رجال الرئيس» والذي يسرد قصة «كارل برنشتاين» و«بوب وودورد» الصحفيين بجريدة واشنطن بوست الأمريكية، واللذين عملا سويًا لكشف ملابسات الفضيحة السياسية الأشهر في القرن العشرين «ووترجيت» والتي اتهم فيها العديد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية أثناء فترة ولاية الرئيس الأمريكي «ريتشارد نيكسون» وانتهت باستقالته.
الفيلم المليء بالإثارة يُعد واحدًا من الأعمال الأيقونية في عالم الصحافة الاستقصائية، وتخبرك مشاهدته الكثير عن هذا المسار المتشابك والمشوّق للعمل الصحفي الذي يهدف بكل ما لديه من قوة إلى الوصول إلى هدف وحيد دون تردد: الحقيقة. الفيلم من بطولة كُل من «روبرت ردفورد» و«داستن هوفمان» وحصد 4 جوائز أوسكار لعام 1977.
2- Coal Miner’s Daughter 1980.. من لا شيء إلى القمة
الفيلم يتناول سيرة ذاتية لمغنية موسيقى الكانتري الأمريكية الشهيرة «لوريتا لين» التي نشأت في بيئة متواضعة، وحاربت الفقر والمجاعة حتى اعتلت قمة الشهرة رغم العديد من الصعاب التي واجهتها من مرض، وخسارة لأحبائها وأزمات نفسية؛ غيرّت «لوريتا لين» مفردات المشهد الموسيقي وناصرت المرأة من خلال كلمات أغنياتها، صانعة من رحلتها علامة مميزة في عالم السعي إلى النجاح في المجال الفني، والموسيقي، الفيلم مثلّت دور البطولة فيه الممثلة «سيسي سباسيك» وحصدت عنه جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيسي لعام 1981.
3- Elizabeth 1998.. الفتاة التي صارت ملكة
الملكة «إليزابيث» الأولى كانت واحدة من أقوى الشخصيات النسائية اللواتي حكمن «إنجلترا» على مرّ العصور، بجلوسها في عمر 25 عامًا فقط على عرش دولة شبه متصدّعة ومنقسمة؛ ودون خبرة سابقة تكفي تعلّمت أن تثق بحدسها، وقراراتها وكافحت لتثبيت حكم استمر لمدة 45 عامًا استشعر فيه الإنجليز الكثير من التقدّم بجانب الاستقرار.
الفيلم يستعرض سيرتها الذاتية منذ جلوسها على العرش وخطواتها في عالم الحكم الملكي، ومشاهدة هذا العمل المُلهم قد تزيح لك الستار عن الكثير من كواليس عالم الحكم وقيادة المؤسسات وكيف يُسهم تنامي الخبرات في النجاح. الفيلم قامت ببطولته الممثلة الشهيرة «كيت بلانشيت» وأخرجه المُخرج الهندي الأصل «شيكار كابور».
4- Field of Dreams 1989.. المُزارع الذي حلم بالمجد وناله
القصة الشهيرة للكاتب الكندي «ويليام باتريك كينسيلا» -الذي توفي عام 2016 بعد صراع مرضي طويل- والتي تدور حول المزارع «راي» الذي افتتح ملعبًا لرياضة البيسبول في حقل الذرة الذي يمتلكه طامحًا أن يصبح أحد رواد تلك الرياضة في ولاية «أيوا» الأمريكية، ويستعرض الفيلم خطة المزارع الذي سمح لنفسه بأن يحلم حلمًا كبيرًا، وأن يسعى بثبات لتحقيقه رغم الكثير من الآراء المعارضة والمحبطة التي واجهها انتهاء بحضور أحد أكبر فرق البيسبول في الولايات المتحدة للعب في ملعبه. الفيلم من بطولة الممثل «كيفن كوستنر» وأخرجه «فيل روبنسون» وترشح لثلاث جوائز أوسكار للعام 1990.
5- Invincible 2006.. طموح ما بعد الثلاثين
لو كنت تعتقد أن الوقت قد مضى على البدء من جديد وأن فرصتك قد ضاعت؛ فأنت بحاجة إلى مشاهدة هذا الفيلم الذي يحكي القصة الحقيقة الرائعة عن النادل الأمريكي «فينس بابال» الذي بدأ رحلة احترافه لكرة القدم الأمريكية في الثلاثين من عمره مخالفًا كل الأعراف السائدة عن الاحتراف في الأوساط الرياضية والتي كانت تقف عائقًا أمامه، ليبدأ اللعب في الدوري الوطني مع فريق «فيلادلفيا إيجلز» محققًا نجاحًا لم يسبق له مثيل للاعب مثله من قبل، الفيلم مثّل دور البطولة فيه الممثل «مارك والبرج» وأخرجه «إريكسون كور».
6- It’s a Wonderful Life 1946.. ماذا لو سارت الأمور بشكلٍ آخر؟!
هو واحد من كلاسيكيات السينما العالمية، بل ويأتي في الترتيب رقم 24 في قائمة أعلى الأفلام تقييمًا لموقع IMDB الشهير، ويسرد قصة «جورج بيلي» -ولعب دوره الممثل «جيمس ستيوارت»- رجل الأعمال اليائس الذي يرسل له القدر صورة كاملة عن ما سوف تكون الحياة عليه لو لم يكن موجودًا فيها، وقد ترى أن الفيلم لا يمثل قيمة مُحفزة بشكل مباشر، إلا أن القصة التي تسرد للمشاهد تلك الخبرة التي عاشها البطل مهما كانت، فقد لامست حيوات أشخاص آخرين، وأثرت فيها وتلك الرسالة الأبرز في هذا العمل الكلاسيكي؛ قد تعتقد أن ما تفعله روتيني وغير مهم، لكن الأمر قد يبدو غير ذلك من زاوية أخرى.
7- Rocky 1976.. النصر والهزيمة ليسا هما الهدف
لعل الكثير يعرفون بالفعل قصة الفيلم الأيقوني الشهير عن عالم المنافسات، وإن كان يختص رياضة الملاكمة تحديدًا، ويتناول سيرة الملاكم الطموح «روكي بالبوا» الذي يناضل على مرّ 15 جولة يلاكم فيها خصمه الشرس الذي ربما لم يترك له النصر في النهاية، لكن ترك له الكثير من الفخر بالمسيرة والطموح والعزيمة الذين تجلّوا في أحداث هذا الفيلم أكثر من أي عمل سينمائي آخر.
ولعل الرؤية الأشهر لهذا العمل خلّدها الكثير في حكمة رياضية شهيرة هي «لا يهم أن تكسب أو تخسر؛ الأهم هو كيف تلعب المباراة»، الفيلم مثّل بطولته «سيلفستر ستالون» وأخرجه «جون ج.افيلدسون» وترشّح لنيل 7 جوائز أوسكار حصد 3 منها باستحقاق.
8- Rudy 1993.. الفيلم الذي أبكى الرجال
سيرة ذاتية أخرى لأحد أشهر النجاحات الرياضية من عالم كرة القدم الأمريكية وأكثرها إثارة للمشاعر بين كل عشاق الرياضة، وقصة تحدٍ من نوع خاص حيث واجه اللاعب «دانييل إي روتيجر» الذي اشتهر باسم «رودي» سيلًا من الرفض في مسيرته يتمثل في افتقاده للعديد من المتطلبات الجسدية للاعبي تلك الرياضة الفظّة، حيث كان حسب شهادة الكثير من الخبراء ضعيف المستوى وصغير الحجم.
برغم ذلك كان طموح «رودي» غير المحدود يتمثل في حلمه للعب لصالح فريق «نوتردام» والذي ظل يصارع من أجله حتى التحق بالفريق بالفعل، وهنا يتجلى الإلهام واضحًا في ثبات اللاعب الطموح على مبدئه وحلمه ولم يستسلم لكلمة «لا» مهما كان عدد المرات التي قيلت له فيها، الفيلم من بطولة «شون أستين» وأخرجه «ديفيد إنسبو».
9- Seabiscuit 2003.. الحصان أم الفارس؟
هل تؤمن بأن كل شيء ممكن بالتصديق والعزيمة؟ لو كانت إجابتك نعم فهذا الفيلم حتمًا سيكون مفضلًا لديك، الفيلم يتناول قصة حقيقية أثناء فترة الكساد الكبير في الولايات المتحدة حول ثنائي شهير هما فارس وحصان كلاهما يفتقر اللياقة الكاملة؛ حيث يعاني الفارس من تلف في إحدى عينيه ويعاني الحصان من بضعة عيوب جسدية، ولكن بخلاف التوقعات الساخرة بالفشل؛ حقق الثنائي الشهير نجاحات باهرة جعلتهم ليس فقط حديث الأوساط الرياضية، بل الأمة بأكملها. وهنا يجب أن تتأمل مدى تأثير الإيمان بما تصدقه والحدس السليم على مسارات الأشياء، حتى وإن بدت عكس ذلك، الفيلم من بطولة «توبي ماجواير» و«جيف بريدجز» وترشّح لنيل 7 جوائز أوسكار لعام 2004.
https://www.youtube.com/watch?v=x3BcfoKhvzc
9- Working Girl 1988.. الانتقام المبتكر
واحد من أكثر الأفلام ترسيخًا لمبدأ رفض الاستسلام مهما كانت الضربات التي توجه لك، الفيلم يحكي قصة «تيس ماجيل» السكرتيرة لأحد رجال الأعمال والتي يتم سرقة فكرة مشروعها من قِبل مديرها وإبعادها عن الصورة، ولكنها تجد طريقة جريئة لاستعادة حقها عن طريق التظاهر بأنها مسئولة كبيرة. الفيلم الطريف مليء بالإصرار والشغف للوصول إلى الاستحقاق والنجاح، حصد جائزة أوسكار لعام 1989 وترشح لعدة جوائز أخرى، الفيلم من بطولة «ميلاني جريفيث» و«هاريسون فورد» وأخرجه «مايك نيكولز».
برغم أن تلك الأعمال قد لا تمثل جرعات عالية أو مكثفة من المعرفة بمجالات العمل المختلفة كافة، لكن قد يكفي تأمل الأهداف والقيم التي تحملها بين طياتها واستخلاص ما يتلاءم منها مع رؤيتك الشخصية ومدى طموحك واستعدادك لدفع شغفك ومسيرتك إلى غايتها.