«انظر إلى ابن خالتك، إنه مُتفوق في دراسته مقارنة بك، ويسمع كلام والدته، لماذا لا تكون مثله؟»

كم مرة ذكرتِ لطفلكِ الجملة السابقة؟ كم مرة عقدتِ مُقارنات بينه وبين طفل آخر، ترين أنه متفوق عنه أكاديميًّا أو رياضيًّا أو حتى يملك صفة جيدة بالنسبة لكِ لا ترينها في طفلكِ،كأن ينهي طعامه كاملًا؟!

قطعًا هدفكِ من المُقارنة هو تحفيز طفلكِ كي يجتهد أكثر، في دراسته، أو يتفوق رياضيًّا، لكن المُقارنة ليست هي الطريقة المُثلى لتشجيع طفلكِ وتحفيزه على أداء أفضل، يقول الرئيس الأمريكي السابق، ثيودور روزفلت: «المقارنة هي سارق الفرح»، لذلك لا تسرقي من طفلكِ فرحة الطفولة، وامنحيه المساحة لينمو ويزدهر.

تربية

منذ 4 سنوات
8 سلوكيات شائعة تؤذي الأمهات بها أطفالهن دون أن تشعرن

السطور التالية توضح لكِ لماذا عليكِ أن تتوقفي عن مقارنة طفلكِ بطفل آخر، وما الذي يتوجب عليكِ فعله بدلًا من المقارنة.

5 أسباب تجعلكِ تتوقفين عن مقارنة طفلكِ بطفل آخر

هناك العديد من السلبيات والأضرار النفسية التي قد يتعرَّض لها طفلكِ بسبب مُقارنته بطفل آخر، ومنها:

1-  لأن المُقارنة تقتل الثقة في النفس!

عقد المُقارنة بين طفلكِ وطفل آخر، تجعل طفلكِ يشعر بأنه ليس جيدًا بما يكفي، وأن عليه أن يُصبح مثل هذا الطفل الآخر، حتى ينال قبولكِ ومحبتكِ ورضاكِ، هذا يجعله مُتشككًا في نفسه، ويؤثر في صحته النفسية والعقلية.

تذكَّري أنكِ جمهور طفلكِ الأول ورُبما الوحيد، وحاولي تخيُّل قسوة شعوره إذا أحس برفضكِ وعدم قبولكِ له، شجعي طفلكِ في كل خطوة يتخذها، ولا تذكري له أن أحدهم أفضل منه.

2- لأن طفلك ليس قطعة ديكور يجب أن تكون مثالية!

عليكِ فهم أن طفلكِ يملك مزاياه ومواهبه الخاصة، وهو ما يجب أن تهتمي به وتُركزي عليه، بدلًا من تذكيره بعيوبه وبالأشياء التي لا يفعلها جيدًا بما يكفي، رُبما يكون طفلكِ مُتعثرًا دراسيًّا، لكنه موهوب في الرسم أو أحد الفنون الأخرى.

يُمكنكِ بدلًا من تذكيره دومًا بمن هم أفضل منه دراسيًّا وإشعاره بالنقص والعجز عن اللحاق بهم، أن تهتمي بموهبته وتسانديه في تطويرها.

فقط استمعي لطفلكِ حتى تتعرفي إلى تفضيلاته الشخصية، وتذكري أن له كيانًا مُستقلًّا، وليس وسيلة للتباهي في الأوساط الاجتماعية.

Embed from Getty Images

هذا الكيان قد يختلف مع طموحاتكِ أنتِ وتفضيلاتكِ، فرُبما ترغبين في أن يتفوق ابنكِ دراسيًّا ويُصبح يومًا ما جرَّاحًا ماهرًا، لذلكِ دومًا ما تُقارنينه بالمُتفوقين دراسيًّا، لكن ما يجب إدراكه هنا أن طفلكِ ليس قطعة ديكور تختارينها بشكل مُحدد لتُزيني بها حياتكِ، وأن ما عليكِ هو دعمه ومساعدته فيما سيحبه ويجد به نفسه.

3- لأن المقارنة دوامة أبدية من عدم الرضا

عندما تُقارنين طفلكِ باستمرار بطفل آخر، وتذكرين له أنه أفضل منه، فإنكِ بهذا تُدخلين صغيركِ حلبة صراع لا ينتهي، ولن يستطيع الخروج منه، سيشعر دومًا، ورُبما طوال حياته، بأنه بحاجة إلى بذل المزيد والمزيد من الجهد حتى يُصبح «الأفضل»، وسيكون هذا ضغطًا نفسيًّا هائلًا عليه.

يمكن أن يجعله هذا يقمع مواهبه ونقاط تميزه حتى يضغط نفسه لإحراز النتائج في الأهداف التي تُرضيكِ، هذا الضغط قد يقتل لديه الرضا، ويجعله يعتقد أنه دائمًا وأبدًا عليه بذل مجهود خرافي ليكون مُرضيًا ومقبولًا وكافيًا.

4- لأنها تزرع فيه الغيرة والحقد على الآخرين

الغيرة ليست شعورًا صحيًّا على الإطلاق. سيتعذب طفلكِ بسبب الشعور بالغيرة من طفل آخر تقارنينه به، ومن السهل أن تتحول الغيرة إلى حقد وكراهية، ورُبما إلى رغبة في العدوان، وكلها مشاعر سلبية من المؤكد أنكِ لا تحبين أن يشعر بها طفلكِ.

5-لأن المُقارنة ستجعله انطوائيًّا وتسرق أمانه الشخصي

عندما تُقارني طفلكِ بطفل آخر بشكل مُستمر، فإنه يشعر بعدم الأمان ويحاول الابتعاد عنكِ، فالأطفال ضعفاء عاطفيًّا، وقد لا يتمكنون من رؤية الصورة الأكبر وهي أنكِ تحبينهم وتهتمين بهم، بدلًا من ذلك، سيشعرون بأنكِ لستِ في صفهم. ويمكن أن يؤدي هذا أيضًا إلى مشكلات سلوكية لاحقًا عندما ينضجون.

الأطفال الذين تعرَّضوا للمقارنات الدائمة يُصبحون بالغين متوترين، لأن ما زُرع فيهم أثناء طفولتهم بشكل مُستمر هو أنهم غير أكفاء ولا يلبُّون التوقعات، وهو ما يجعلهم يشعرون بأنهم غير مُرضيين بشكل عام، وسيقودهم هذا للانسحاب ورفض التفاعلات الاجتماعية.

بدلًا من المقارنة.. ما الذي يجب فعله لتحفيز طفلكِ؟

هناك طرق إيجابية للتحفيز، بدلًا من المُقارنة، والتي تعد نقدًا سلبيًّا، ومن هذه الطرق:

1- امنحيه حبًّا غير مشروط

أخبري طفلكِ بأنكِ تُحبينه، وأنه كفء وجيد، وأنه يحظى بقبولكِ ومحبتكِ على أي حال، وأنكِ تُقدِّرين نقاط تميزه، وتحترمين مجهوده للتفوق وتطوير نفسه، تحدثي معه باحترام حديثًا مُحبًّا وداعمًّا، كل هذا سيرفع من معنويات طفلكِ ويُحفزه على التقدُّم والتفوق.

Embed from Getty Images

2- تعرفي إلى نقاط قوته وحفزيها

كما سبق الذكر، يجب دعم طفلكِ في مواهبه ونقاط تميزه، وليس وفقًا لتفضيلاتكِ أنتِ الشخصية وطموحاتكِ، استمعي إلى طفلكِ وتحدثي معه كثيرًا، حتى لا ترتكبي خطأ تحديد أهداف غير مناسبة لطفلكِ. حاولي دائمًا مساعدة طفلكِ على التفوق في مجال اهتمامه، وأيًّا ما كان مجال اهتمام الطفل، يجب تقديره، فسيساعده هذا على اكتساب الثقة لمواجهة العالم.

3- ساعديه على تقبل نقاط ضعفه

من خلال التحدث والاستماع، ومن خلال مُصاحبة طفلكِ للأنشطة المُختلفة، سيُمكنكِ التعرُّف إلى نقاط الضعف التي قد يُعاني منها طفلكِ، هذا «التعرُّف» هو الخطوة الأهم في التعامل مع نقاط الضعف، فسيُمكنكِ بعد هذا دعم طفلكِ ومساعدته حتى يتمكن من التغلب عليها.

ناقشي مع طفلكِ ما يعتقده حول أدائه أو سلوكه. اسأليه عما يعتقد أنه أدى عملًا جيدًا فيه، وما الذي يمكنه فعله بشكل مختلف في المرة القادمة، هكذا يُمكنكِ أن ترشديه إلى التقييم الذاتي وطريقة إدارة سلوكه.

تربية

منذ سنتين
5 مهارات أساسية يجب أن يتعلمها طفلك مبكرًا

المصادر

تحميل المزيد