كعادتها لا تكشف الأكاديمية السويدية في وقت مبكر عن تاريخ إعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للأدب، ولكن يتوقع الكثيرون أن اسم خليفة الفرنسي باتريك موديانو آخر الفائزين بالجائزة ربما يتم إعلانه يوم الخميس 15 أكتوبر.

كانت الأكاديمية قد تلقت 259 اسمًا مقترحًا من دور النشر والجمعيات الأدبية والجامعات، وافقت الأكاديمية على 198 مرشحًا وأعلنت عنهم وضمت القائمة 36 كاتبًا لم يسبق لهم الترشح وهي القائمة التي تقلصت لخمسة أسماء خلال صيف 2015 كما صرح بيتر إنجلاند السكرتير الدائم للأكاديمية قبل استقالته مايو الماضي.

على الرغم من أن الأكاديمية السويدية تختار أحيانًا أدباءً طالما أشاد النقاد بأعمالهم، إلا أنها في أوقات كثيرة خرجت حتى عن قائمة المرشحين خاصتها واختارت أسماء يكتنفها الغموض مثلما حدث مع آليس مونرو ومو يان وغاو كسينغجيان وآخرهم موديانو، أو ربما تبتعد عن أصحاب الروايات ويلتقط هذا العام الصور على منصة التكريم شاعر مثل قيم نوبل الكلاسيكية في اختياراتها، لكن وحتى اليوم المحتمل فلدينا الآن أسماء تتصدر جميع المراهنات بقوة حتى فتح البطاقة المنتظرة قريبًا، ولكل منهم سببه الخاص للفوز.

فيليب روث

ظل فيليب روث على قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للآداب لنحو 10 سنوات، وربما تزيد إن لم يحالفه الحظ الأيام القادمة، الكاتب الأمريكي المخضرم قد أعلن اعتزاله الكتابة منذ عامين بعد أكثر من خمسين عامًا اعتنقها فيها واعتبرها طريقته في الحياة، لكن ضيقه من الطريق بين أمريكا والسويد كل عام يوم إعلان الفائز بالجائزة لا يخفى لكن دون ملل وهو يعرف أن توني موريسون كانت آخر أمريكية تحصل على الجائزة منذ 20 عامًا، وأن أمل أمريكي في الحصول عليها ثانية صعب.

 كتب روث روايته الأخيرة “نميسيس” وعاد من خلالها إلى نيويورك الأربعينات وأكد فيها على نظرته التي لم تختلف لخمسين عامًا عن القدر، والموت، والحظ هذا اللاعب الأساسي في الحياة والحرمان الأبدي الذي نعيشه كما حصر بيئة أعماله في المجتمع اليهودي بأمريكا المعاصرة مثل عمله “وداعًا كولومبوس” الذي اشتهر به، و”الحيوان المحتضر” التي عبر بها عن خوف رجل أمريكي من الاستسلام المطلق للحب، ورواية “كل رجل”، و29 عملًا أدبيًّا تفاوتت في قيمتها لدى النقاد.

هاروكي موراكامي

سواء كنت مشجعًا أو منتقدًا فموراكامي هو الاسم الدائم على قائمة المراهنات كنجم الأدب في العصر الحديث، لكن منتقديه دائمًا على حق إذا قالوا إن أدبه لا يلائم ذائقة نوبل، وهو أيضًا يرفضها، فقد وصف موراكامي وقوفه على قائمة المرشحين كل عام بالمزعج وشبهه بالرهان على الخيل في السباق.

يحظى الكاتب الياباني بشعبية واسعة في بلده وخارجها ويبيع ملايين النسخ من رواياته بفضل تيمته المعروفة بالمزج بين العزلة والحب، وما هو واقعي ومتخيل، وهو المعروف بحبكاته السردية التي تنحو منحى غرائبيًّا وتوظيفه لثقافات وأساليب مختلفة في الكتابة
بأهم أعماله الروائية مثل “كافكا على الشاطئ” و”الغابة النرويجية” و”جنوب الحدود غرب الشمس” وروايته الجديدة “تسوكورو تازاكي عديم اللون وسنوات رحلته”.

سفيتلانا ألكسيفيتش

ينظر الكثير لسفيتلانا كخيار مثالي هذا العام، أولًا لكونها امرأة، ثم لأن لجنة التحكيم أمام اختيارين إما أن تكافئ كاتبًا لا يمكن الاشتباه بأنه يعمل في السياسة وإما مؤلفًا ملتزمًا سياسيًّا دون أن يكون هذا الالتزام موضع جدل في العالم الغربي
والبيلاروسية، وسفيتلانا أكثر المرشحين مناسبة.
تعمل سفيتلانا بالتحقيقات الصحافية لحبها سماع ورؤية العالم من أقرب نقطة ممكنة كما تعرف نفسها، فهي شغوفة بالاعترافات وكشف الغموض وجمع الأدلة الوثائقية لعملها الصحافي ولقصصها؛ ما يجعلها أقرب للواقعية.
ترتبط روايات سفيتلانا بعملها كصحافية مشغولة بتصوير الحياة والحرب خلال الاتحاد السوفيتي وبعده، ومن أهم رواياتها “أصوات من تشرنوبل”, و”أولاد زنكي”، و”وجه غير أنثوي للحرب”.

نجوجي وا ثيونج

في عام 1962 تجمع أدباء بينهم وول سوينكا، لويس نكوسي، كوفي أونور، لانغستون هيوز لتشكيل مستقبل الأدب الإفريقي بجامعة ماكيريري لليلة واحدة، خرج الجميع بأحلام مكتوبة أول من نفذها كان الطالب نجوجي وا ثيونج حين كتب “لا تبك يا طفلي” على خلفية تمرد الماو ماو، وأصبحت أول رواية ورقية تنشر لدى السلسلة الإفريقية بهذا الوقت.

تصدر الكيني نجوجي قوائم المرشحين في السنوات الأخيرة وعبر أكثر من مرة عن أحقيته في نيلها، وهو الذي اختاره وول سوينكا أول كاتب أسود يفوز بالجائزة عام 1986 لمرافقته في قاعة نوبل، وبعد 50 عامًا من حلمهم بمستقبل للأدب الإفريقي، وربما يأتي في صالحه أيضًا رغبة نوبل المستمرة في أن تتخذ منحى مختلفًا وتختار نموذج الكاتب المناضل وهو نجوجي الذي قضى سنواته في السجن منذ 1970 تبعتها عقود بالمنفى حتى عاد إلى كينيا في بداية القرن الـ 21.

جويس كارول أوتس

تخلط كارول كل كلمة تكتبها بالدم والعنف حتى لقبوها “سيدة الأدب الأمريكي السوداء”، فهي لم تستطع التخلص من جيناتها الأمريكية فتكرس أدبها برمته كي تمنح الألم جسدًا ورائحةً ومذاقًا فتكتب عن سفاح القربى، والخيانة، والعنف الأسري، ومشاكل المراهقين، والفقر، والصراع الطبقي، وشوائب النظام القضائي والصحي في أمريكا، حتى الاغتصاب. وتضع شخصياتها في مآزق وجودية مثلما فعلت في روايتها الأخيرة “ابنة حفار القبور”، حيث تختلط مأساة «الهولوكوست» بقصة انهيار الحلم الأمريكي.

تحمل كارول جسمًا هزيلًا جدًّا إلا أنها مدمنة على الأحداث السريعة وكتابة تقطع الأنفاس ظهرت مع رواية “هم” التي تحكي أزمة عائلة بيضاء خلال أعمال الشغب في ديترويت ستينيات القرن الماضي، ورواية “ماء أسود”، و”اغتصاب: قصة حب” حين جمعت بين الحب والاغتصاب، و”سقطات” عن التوسع الصناعي في خمسينات وستينات أمريكا مدعومًا بفساد السلطة، ويبدو أن أحداث رواياتها ليست فقط هي المسرعة فكارول تصدر روايتين كل عام، فضلًا عن مساهماتها الأدبية والنقدية في أبرز الصحف الأمريكية منها “نيويورك تايمز”، حتى بات في رصيدها أكثر من مائة عمل بين رواية وقصة ومسرح وشعر.


المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد