بين عامي 1901 و2014مُنِحت جائزة نوبل 567 مرة لـ 889 شّخصًا في مختلف العلوم والأدب. فقد مُنِحت 108 مرات في الفيزياء، لـ 199 عَالِمًا. بينما في عِلم الكيمياء تم مَنح 106 جوائز لـ 169 عَالِمًا. وفي الأدب تم مَنح 107 جوائز لـ 111 أديبًا. أما في السلام فقد مُنِحت 95 جائزة لـ 128 شَخصًا. بينما تم الإعلان عن الفائزين بالجائزة في الطب وعلم وظائف الأعضاء لهذا العام يوم أمس. لذلك في هذا التقرير سَوف نلقي الضوء على الفائزين، وإنجازاتهم، ومَدى أهمية اكتشافاتهم للعِلم والبشرية.

  • 1- ما هي الجوائز التي مُنحت في الطب والفسيولوجي؟

في عِلم وظائف الأعضاء والطب تم مّنح 106 جوائز، لـ 210 علماء وأطباء. حيث حصل عليها 38 عَالمًا لمفرده، وتمت مشاركة 31 جائزة بين 62 عالمًا، وتم منح 37 جائزة لفرق مكونة من ثلاثة علماء، منها عام 2014 حيث تم مَنح الجائزة لفريق ثلاثي من العلماء، فكان نصف الجائزة الأول للعالم “جوناوكيف John O’Keefe “. بينما النصف الآخر منها كان للثنائي “مايبريت موسرMay-Britt Moser” وزوجها “إدوارد موسرEdward Moser”.

  • 2- من هُم الفائزون بالجائزة لهذا العام؟

أعلن معهد كارولينسكا السويدي أن جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء لهذا العام مُنحت مُشاركةً بين ثلاثة عُلماء. حيث حصل على النصف الأول من الجائزة كُلٌّ من العالمِين “ويليام كامبيل William C. Campbell”، و”ساتوشي أومور اSatoshi Ōmura”. بينما حَصلت على النصف الثاني من الجائزة العالِمة “يويو تو YouYou Tu”وحدها.

  • 3- ماذا تَعرف عن العُلماء الثلاثة؟

العَالِم الأيرلندي “ويليام كامبيل” وَّلد عام 1930. وحَصل على البكالوريوس من جامعة دبلن عام 1952، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة ويسكونسن في عام 1957. ومن عام 1984 حتى عام 1990 كان مديرًا للبحث والتطوير في معهد ميرك للبحوث العلاجية.

بينما ولد عالم الكائنات الدقيقة الياباني “ساتوشي أومورا” في عام 1935، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الصيدلة عام1968 من جامعة طوكيو، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء عام 1970 من جامعة طوكيو للعلوم. وبين عامي 1965-1971 كان أستاذًا في جامعة كيتاساتو اليابانية.

ووَّلدت العالِمة الصينية “يويو تو” في عام 1930. حيث تَخرجت من قسم الصيدلة عام 1955 من جامعة بيكين الطبية. ثم أصبحت أستاذًا مساعدًا في الأكاديمية الصينية للطب الصيني التقليدي بين عامي 1965 و1978. ثم تدرجت حتى أصبحت أستاذًا رئيسًا للأكاديمية منذ عام 2000.

  • 4- ما هي اكتشافاتهم التي حازت على جائزة نوبل؟

اكتشف العالمان كامبيل وأومورا علاجًا جديدًا قَلل من خطورة الإصابة بالأمراض الطفيلية التي تُسببها الديدان المختلفة وخاصة الديدان الأسطوانية، والتي تُسبب في النهاية أمراضًا خطيرة مثل عَمى النهر، وداء الفيل. ويُسمى هذا الدواء بـ”أفيرمكتين Avermectin”. وأثبت جدارته في علاج العديد من الأمراض الطفيلية المختلفة.

بينما اكتشفت العالمة الصينية يويو تو دواءً جديدًا ذا فاعلية في علاج الملاريا. حيث قام هذا الدواء إلى حد كبير بخفض معدل الوفيات للمرضى الذين يُعانون من الملاريا. ويسمى هذا الدواء بــ”الأرتيميسينين Artemisinin”.

  • 5- كيف تم اكتشاف دواء الأفيرمكتين؟

قام عالم الكائنات الدقيقةساتوشي أومورا، باختيار مجموعة من “البكتريا السبحية “Streptomyces bacteria-التي تعيش في التربة، والمعروفة بإنتاجها لكميات كبيرة من العوامل المضادة للبكتريا والكائنات الدقيقة الأخرى. وقام باستخدام مهارات جديدة لتطوير أساليب زراعة هذه البكتريا ليُصبح تأثيرها واسع النطاق. حيث عزل سلالات جديدة من هذه البكتريا، ثم قام بزراعتها في المعمل. ومن بين آلاف البكتريا، قام باختيار أكثر 50 عينة نشاطًا، لتحليل فاعليتها ضد الكائنات الضارة.

وأخذ عالم الطفيليات ويليام كامبيل بعض عينات البكتريا التي اختارها العالم أومورا، وقام باختبار فاعليتها. وأثبتت تجاربه أن إحدى هذه العينات لها كفاءة عالية ضد العديد من الطفيليات التي تصيب الحيوانات المنزلية، وحيوانات المزارع. لذلك قام بتنقية العامل النشط بيولوجيًّا والذي سُمي بأفيرمكتين، ثم تم تعديله كيميائيًّا ليصبح أكثر فاعلية. حيث تم اختباره في وقتٍ لاحق على البشر الذين يُعانون من الأمراض الطفيلية، وأثبت دورً ا فعّالًا في قتل يرقات هذه الطفيليات، مما أحدث ثورة في اكتشاف أنواع جديدة من الأدوية المضادة للأمراض الطفيلية.

  • 6- كيف تم اكتشاف علاج الأرتيميسينين؟

اتجهت عالمة الطب الصيني يويو تو إلى الأدوية العُشبية التقليدية لعلاج الملاريا، حيث قامت باختبار النباتات العشبية على الحيوانات المصابة بالملاريا. وأظهر نبات Artemisia annua أنه ذات تأثير ملحوظ على هذه الحيوانات. وبسبب أن النتائج كانت غير متناسقة، قامت يويو تو بالبحث في الأدب الصيني القديم عن النبات، ووجدت أدلة كَللت طريقها بالنجاح.

وباستخراج المادة الفعالة في النبات واختبارها، أثبتت فاعليتها ضد طفيل الملاريا في كلٍّ من الحيوانات المُصابة والبشر. وبالتالي أصبحت مادة الأرتيميسينين نوعًا جديدًا من الأدوية المضادة للملاريا، التي تقتل طفيل الملاريا في مرحلة مُبكرة قبل تطوره، وبالتالي يمثل فاعلية غير مسبوقة في علاج الملاريا الحادة.

  • 7- ما هي أهمية الأفيرمكتين والأرتيميسينين وتأثيرهما في عالم الطب؟

يُعتبر اكتشاف الأفيرمكتين والأرتيميسينين تغيرًا جذريًّا في علاج الأمراض الطفيلية. حيث أصبح استخدام الأفيرمكتين مُتاحًا في جميع أنحاء العالم، لفاعليته ضد الأمراض الطفيلية وآثاره الجانبية المحدودة. وبالتالي علاج الملايين من أفراد المناطق الفقيرة، المصابين بعمى النهر وداء الفيل، والعديد من الأمراض الطفيلية الأخرى.

أما الملاريا فتأثيرها على الصحة خطير جدًّا، حيث تصيب ما يقرب من 200 مليون فرد سنويًّا، أغلبهم في مناطق فقيرة من العَالم. ومضاعفاتها تهدد صحة الجسم، حيث تسبب فقر الدم، بسبب تكسير كريات الدم الحمراء وبالتالي نقص كميات الأكسجين التي يحتاجها الجسم، مما يؤدي للشعور بالتعب والضعف. ثم مشاكل التنفس، والجفاف، واضطراب وظائف الكبد، وكذلك الفشل الكلوي، وانفجار الطحال، والنزيف الدائم الذي يؤدي إلى الموت.

وبالتالي فاستخدام الأرتيميسينين يُمثل طفرة في علاج الملاريا، حيث تشير التقديرات إلى خفض عدد وفيات الملاريا بنسبة تزيد عن 20% بشكل عام، وأكثر من 30% في أطفال إفريقيا. وبالتالي علاج أكثر من 100 ألف مريض بالملاريا سنويًّا.

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد