قال رون بول، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأمريكية في مقال نشر بمركز رون بول للسلام والرخاء، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يمتلك حتى الآن استراتيجية للتعامل مع الظهور المتنامي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” حسب تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي. وأضاف بأنه في الوقت الذي تواصل فيه داعش، باعتبارها أحد القوى المهيمنة حاليًا في الشرق الأوسط، تقدمها في العراق وسوريا، لا يزال الكثيرون في الإدارة الأمريكية، ومن بينهم تشاك هاجل وزير الدفاع، يصفون داعش بأنها تهديد لم يسبق التعامل معه من قبل.
[c5ab_gettyimages c5_helper_title=”” c5_title=”” ]
[/c5ab_gettyimages]
وأشار بول إلى أن تصريحات أوباما قوبلت بهجوم شديد من قبل من دعاهم بالمحافظين الجدد الذين يعتقدون بأن حل أية مشكلة يعني الدفع بمزيد من القنابل والقوات على الأرض.
وأضاف بول بأن باك مكيون، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، اعتبر بأن القيام بعمليات عسكرية ضد داعش من شأنه أن يثقل كاهل الميزانية الأمريكية بالكثير من الأموال، ويعيد القوات الأمريكية إلى العراق من جديد للمرة الثالثة.
ونقل بول عن مكيون قوله: “إن تنظيم داعش هو تهديد خطير و عاجل، وممارسة الحد الأدنى من القوة معه من خلال التمويل أو الضربات الجوية، والاعتماد فقط على القوات الضعيفة للتعامل معه في العراق وسوريا هي أمور لا تكفي لضمان مصالحنا وسلامتنا في التوقيت المناسب”.
ورأى بول بأنه مع تمسك المحافظين الجدد بنهج سياستهم، فإن ذلك سيعني القيام بطباعة المزيد من النقد الأمريكي بهدف تمويل العمليات العسكرية الأمريكية الهائلة في المنطقة. وهو ما قد يفضي إلى انخفاض لقيمة الدولار الأمريكي، واستنزاف الخزانة الأمريكية. ناهيك عن أن التدخل العسكري لن يكون كفيلًا بالقضاء على داعش التي ستلجأ إلى تعزيز قواتها بمزيد من عمليات التجنيد.
ونقل بول عن الصحفي إريك مارجوليس اعتقاده بأن التغيير الذي شهدته سياسة الولايات المتحدة في سوريا هو المسؤول عن صعود داعش خلال السنوات الثلاث الماضية، وانتقد مارجوليس المحافظين الجدد الذين يطالبون في الوقت الراهن باتخاذ خطوات صارمة في حق داعش بما في ذلك شن عمليات عسكرية على سوريا، بالرغم من دعمهم المسبق للجماعات المسلحة في سوريا أملًا في الإطاحة بالنظام السوري. بيد أن هذا الدعم مهد الطريق نحو انضمام العديد من عناصر تلك الجماعات إلى داعش ذاتها التي تحولت إلى وحش جديد في الشرق الأوسط.
وإزاء هذا التحول في المواقف، طالب بول المحافظين الجدد بالاعتراف بخطئهم في أن دعمهم لمطالب التغيير في سوريا أفضى إلى نتائج مأساوية.
وتابع قائلًا: إذا كانت داعش خطرًا كما يزعم هؤلاء المحافظون، فلماذا لا يتوجهون إلى طلب المساعدة ببساطة من الأسد الذي يقاتل العديد من الجماعات المتطرفة بما فيها داعش ولا يشكل أي تهديد للولايات المتحدة؟
وتساءل بول في نهاية المقال عن الدوافع وراء إصرار الحكومة الأمريكية على مهادنة الثيوقراطية أو الحكم الديني في الشرق الأوسط، بالرغم من معارضة هذا النهج للدستور والقيم الأمريكية. كما أعرب عن اعتقاده بأن الغالبية العظمى في الشرق الأوسط ترفض مثل هذه الأنظمة، معتبرًا بأن عدم وجود استراتيجية لمواجهة داعش بمثابة بصيص من الأمل الذي قد يعني بأن أوباما سيتوقف عن الاستماع إلى المحافظين الجدد، ومطالبًا بأن تنتهج الولايات المتحدة استراتيجية عدم التدخل والعودة إلى البلاد.