أين ومتى ومَن اقترح الفكرة؟

المكان: كلية ويست بوينت العسكرية

الزمان: يوم الأربعاء 29 مايو 2014

المناسبة: خطاب عرض خطط السياسة الخارجية الأمريكية

المتحدث: الرئيس الأمريكي باراك أوباما

نص الدعوة:

“أدعو الكونجرس إلى المصادقة على إنشاء صندوق لمكافحة الإرهاب، بقيمة 5 مليارات دولار، سيمكننا من تدريب ودعم الدول التي تقف في الخطوط الأمامية”.

ما هو الهدف من إنشاء الصندوق؟

مواجهة لامركزية “التطرف الإسلامي” خلال العقد الماضي باستراتيجية جديدة تستعيض عن التدخل العسكري المباشر بعقد شراكات دولية؛ يتم بموجبها تدريب قوات الأمن المحلية وشرطة الحدود، ودعم قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات، ومساعدة الدول التي تقف في الخطوط الأمامية لمواجهة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ودول شرق آسيا.

ويأتي الخطاب ضمن سلسلة يعتزم أوباما إلقاءها ردًا على الانتقادات الموجهة إلى السياسة الخارجية الحالية بأنها تتسم بـ “الضعف”، حسبما نقلته الجارديان عن موظف في البيت الأبيض، في محاولة لإعادة صياغة دور الولايات المتحدة في الصراعات الدولية بعد العراق وأفغانستان، رغم أن الخطاب في مجمله لم يأتِ بجديدٍ، بحسب لوس أنجلوس تايمز.

ما هي الدول التي يستهدف الصندوق دعمها؟

أفغانستان وباكستان:

حيث تتواجد بقايا تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية، رغم ضعف قدرة قيادة التنظيم على التنظيم والتحرك والتواصل تحت وطأة هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار. لكن النفوذ المتزايد لأفرع القاعدة في الصومال وسوريا واليمن وشمال وغرب أفريقيا يشكل تحديات خطيرة لجهود مكافحة الإرهاب الأمريكية.

سوريا:

تحولت إلى أكبر مغناطيس في العالم لجذب الجهاديين الدوليين -على حد وصف الواشنطن بوست- إلى جانب جبهة النصرة والدولة الإسلامية. من أجل ذلك دافع أوباما في خطابه عن قراره بعدم التدخل عسكريًا هناك، قائلا: “بصفتي الرئيس فقد اتخذت قرارًا بضرورة عدم الزج بالقوات الأمريكية في خضم هذه الحرب التي تتزايد طبيعتها الطائفية وأعتقد أن هذا هو القرار الصائب”، لكنه تعهد بالعمل مع الكونجرس لزيادة دعم المعارضة ضد الأسد الذي وصفه بأنه ديكتاتور “يُجَوِّع شعبه، ويقصفه بالقنابل”، دون ذكر تفاصيل، سوى وعده بـ”تكثيف” الدعم للجماعات التي “تمثل البديل الأفضل للإرهابيين والطغاة المستبدين”. مشددًا على أهمية عقد شراكات جديدة لمكافحة الإرهاب، بموازاة تخصيص المزيد من الموارد للأردن ولبنان وتركيا والعراق للتعامل مع اللاجئين وضبط الحدود.

اليمن:

حيث مقر تنظيم القاعدة جزيرة العرب، الذي يحظى بأوثق علاقة مع القاعدة، وينظر إليه باعتباره أحد أخطر الأفرع منذ سعيه لمهاجمة أهداف غربية. وكما هو الحال في أفغانستان وباكستان، كان لضربات الطائرات بدون طيار تأثير مدمر على قدرة التنظيم، إلى جانب مقتل أنور العولقي، لكن الاستخبارات الأمريكية والمسؤولين اللعسكريين يحذرون من زيادة الروابط التشغيلية بين القاعدة في اليمن وحركة الشباب في أفريقيا.

شمال أفريقيا:

حيث ينشط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي استولى على مدن في مالي قبل تدخل القوات الفرنسية. وفي ليبيا حيث تبنت جماعة أنصار الشريعة هجومًا عام 2012 على المجمع الدبلوماسي الأمريكي ما أسفر عن مقتل السفير كريستوفر سيفنز. وفي مصر حيث شنت أنصار بيت المقدس عدة تفجيرات وهجمات مسلحة ضد قوات الأمن. ودافع أوباما عن عدم قطاع العلاقات مع القاهرة، معترفًا أن الأمر يتعلق بالمصالح الأمنية الأمريكية في المنطقة، ومتعهدًا باستمرار الضغط على قادة مصر لإجراء إصلاحات.

نيجيريا:

يرى أوباما أن أي عملية أمنية ليس بإمكانها القضاء على حركة بوكو حرام، التي أثارت مؤخرًا إدانات دولية، وتوبيخًا حتى من جماعات مسلحة أخرى، بعد اختطافها أكثر من 250 طالبة، مطالبًا العالم بعدم التركيز فقط على إنقاذ الفتيات المختطفات، ولكن أيضًا بتثقيف الشباب النيجيري حتى لا يقع ضحية للتطرف. ويعود تأسيس الحركة إلى عام 2002، وتشير التقارير إلى تلقيها مساعدة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

الصومال:

حيث حركة الشباب التي كانت تسيطر حتى وقت قريب على أجزاء هامة من البلاد، قبل الانسحاب من المدن الكبرى في مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها الاتحاد الأفريقي وكينيا وآخرون. ظهرت المجموعة على الساحة كحركة قومية تسعى لمكافحة الغزو الإثيوبي المدعوم من الولايات المتحدة للصومال في عام 2006، ويقول المسؤولون الأمريكيون في مكافحة الإرهاب إنها تعاونت مع بوكو حرام في نيجيريا وأذرع تنظيم القاعدة في اليمن وشمال أفريقيا. وواجهت عمليات أمريكية خاصة باستخدام الطائرات بدون طيار.

كيف ستموِّل أمريكا الصندوق؟

قال أوباما إن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان سيوفر بعض مصادر الدخل لدعم جهود مواجهة التهديدات الجديدة، لكنه لم يتطرق إلى مزيد من التفاصيل، فيما تحدثت صحف أمريكية عن أن التحدي الأكبر سيكون هو التنفيذ.

هل تمتلك أمريكا أدوات تأثير أخرى؟

شدد أوباما على ضرورة “تفعيل أدواتنا الأخرى، ومن بينها: الدبلوماسية، والعقوبات الاقتصادية، وفرض العزلة، واللجوء للقانون الدولي، وعدم اللجوء إلى التدخل العسكري متعدد الأطراف إلا عند الضرورة القصوى”.

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد