في واحد من أحدث أفلام موسم «الكريسماس»، تعود النجمة «جينيفر أنيستون» للعمل مجددًا مع الممثل خفيف الظل «جايسون باتمان»؛ لتقديم كوميديا جديدة خفيفة في فيلم «حفل الكريسماس في المكتب» Office Christmas Party، في وجبة ترفيهية مشبعة لعشاق النجمين.

وتدور أحداث الفيلم في مدينة شيكاجو الأمريكية، وتحكي قصة شركة كبرى تعمل في مجال التكنولوجيا يمتلكها الأخوان «كلاي فانستون» (الممثل تي جي ميلر نجم سلسلة Silicon Valley)، و«كارول فانستون» (جينيفر أنيستون)، حيث يدير كلاي فرع الشركة في شيكاجو المكون من طابقين واسعين يضجان بفريق ضخم مكون من 200 موظف، ويستعين بصديقه والمسؤول التقني الأول «جوش باركر» (جايسون باتمان) في السيطرة على الفريق، وملء الفراغ الناتج عن نقص خبرته الإدارية، ومحاولة المضي بالشركة قدمًا وسط اقتصاد أمريكي ليس في أفضل حالاته.

وعبر تتبع مسارات مجموعة من الأشخاص البارزين داخل شركتهم «زينوتيك»، يبدو المرح وعدم المبالاة مسيطرًا على الأجواء في الشركة، وخاصة مع اقتراب موسم الأعياد، حيث الجميع يخططون لشراء الهدايا، والتجهيز لعطلاتهم، وكتابة كروت المعايدة، والأمر الأكثر أهمية: التخطيط لحفل الكريسماس داخل المكتب.

شركة كبيرة وموظفون مرحون

وتبدأ الشخصيات المرحة بمديرة شؤون الموظفين «ماري» (كيت ماكينون نجمة برنامج Saturday Night Live)، حيث تمزج ماري وجهين متناقضين، بين التزامها البالغ في مراقبة الموظفين، والتأكد من التزامهم بقواعد العمل، وفي نفس الوقت قدرتها على الاحتفال والمرح حينما تخرج الأمور عن السيطرة.

هُناك أيضًا مدير خدمة العملاء «جيريمي» (روب كوردري الحائز على أربع جوائز Emmy)، الذي بالرغم من مسؤوليته عن ضمان حوار هادئ ومحترف مع عملاء الشركة، إلا أنه يبدو دائمًا في حالة غريبة من تبدل المزاج، بين نشاط خارق وتبادل نكات صاخبة مع الموظفين، وبين عصبية وتشنج وشبه انهيار عصبي، مع أقل المواقف استفزازًا من الموظفين أيضًا.

هناك أيضًا «نيت»، الموظف ذو الأصول الهندية، الذي يحاول إقناع الآخرى بأهميته، موحيًا إليهم أن لديه صديقة غاية في الجاذبية، لكنه في الحقيقة ليس لديه أي أصدقاء. وهناك كذلك «أليسون»، الأم العزباء التي تحاول إثارة إعجاب زميلها «فريد» (الممثل ذو الأصل الكوري راندال بارك)، والذي سبق ولعب دور الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونج»، وأيضًا حارسة المبنى «كارلا»، التي تبالغ في إظهار حاستها الأمنية؛ لتبدو كما لو كانت فشلت في الالتحاق بـ«FBI»، وتحاول تعويض فشل حلمها في وظيفتها المتواضعة.

جينيفر أنيستون قاتلة المرح

تتوقف حالة المرح مع زيارة مفاجئة للأخت القاسية كارول، حيث تطلب اجتماعًا عاجلًا مع مدير الفرع (أخيها) وباقي الموظفين الكبار، وتعلن لهم أنها تقوم بمراجعة مالية شاملة لجميع فروع «زينوتيك» وأنها أغلقت لتوها فرعين لا يحققان أرقامًا ربحية جيدة، وأن فرع شيكاغو سيكون تحت مراقبتها الفترة القليلة القادمة؛ لتستطيع أن تقرر إذا كان سيستمر أم لا.

يطمئنها الجميع أن الأمور تمضي في الفرع على ما يرام، وأنهم يحققون نموًا جيدًا، ويدعونها لحضور حفل الكريسماس الخاص بفريق العمل بالمكتب. تنفجر كارول فيهم، وتطالبهم بضغط النفقات لأقصى حد ممكن، وتأمر الجميع بإلغاء الحفل، يحاول الفريق استرضاءها والإيحاء إليها أنهم سيلغون الحفل بالفعل، فيما يتغامزون لبعضهم البعض أن الحفل سيتم من وراء ظهرها، لكن كارول تلاحظ محاولاتهم الطفولية، ويستفزها ذلك أكثر، وتعلن أنها ستغلق الفرع، إذا لم يحققوا أرقامًا كبيرة تعجيزية ذكرتها لهم.

أسقط في يد الجميع، إلا أن جوش يذكرهم بعميل كبير هم على وشك عرض خدمات الشركة التقنية عليه، ويقترح عليهم أن يتعجلوا مقابلته قبل إجازة الكريسماس، فإذا نجحوا في إغلاق الصفقة؛ فسيمكنهم حينها الاحتفاظ بوظائفهم، وإنقاذ الفرع من قرارات كارول القاسية.

المصدر: theguardian.com

وعندما يقابل جوش وكلاي العميل «والتر ديفيس» (كورتني بي فانس) يجدان أن أخبار تهديد كارول بإغلاق الفرع قد وصلت إليه، ويصارحهم أن شركتهم رائعة، وعرضهم مغريًا، إلا أنه لا يمكنه أن يثق في شركة قد تغلق في أية لحظة، وخصوصًا أن بين أصحابها خلافات. هنا وبدافع اليأس البالغ، يقترح كلاي على جوش إقامة حفلهم السنوي في موعده ودعوة والتر لقضاء وقت رائع، وفي نفس الوقت للتعرف على فريق عمل الشركة عن قرب، واقناعه بمتانة علاقة الشركة بموظفيها، وقدرتهم على الاحتفاظ باستمرارية الشركة، والوفاء بمتطلبات الصفقة.

الكريسماس يخرج عن السيطرة

تمضي أحداث الفيلم داخل الحفل الصاخب في مفارقات كوميدية لا تنتهي، منها استقدام نيت لفتاة محترفة؛ لتقوم بدور صديقته التخيلية الجميلة أمام باقي زملائه، تلك الفتاة التي تحمل مخدرًا داخل حقيبتها يتسرب بطريقة ما إلى ديفيس، الذي يصاب بالانتشاء ويفقد فجأة وقاره، وينخرط بجنون في الحفل الصاخب.

وتكتشف أليسون أن فريد يعاني من اضطراب نفسي ناشئ عن مشكلة ما في صغره مع أمه. وكذلك كارل، الحارسة التي تقف أسفل المبني في ملابس السهرة، تفتش القادمين في مشهد هزلي، بينما تنتظر انتهاء حفل المكتب؛ لتذهب إلى أصدقائها؛ لتلحق حفلها الخاص. فيما تعرف «كارول» عن الحفل بالصدفة أثناء استقلالها سيارة «أوبر»، تحدثها السائقة كثيرة الكلام أنها أوصلت الليلة فقط عدة أشخاص إلى حفل صاخب في وسط المدينة، وتذكر لها العنوان؛ فتهرع كارول إلى الحفل التي تخرج عن السيطرة تمامًا بعدما دعت إحدى الموظفات كل قاطني «شيكاغو» عبر «تويتر» للانضمام للحفل الرائع والطعام المجاني.

المصدر: theguardian.com

المخرجان «جوش جوردون» و«ويل سبيك» اللذان سبق وأخرجا لجينيفر أنيستون وجيسون باتمان فيلم «The Switch»، واستطاعا استكمال الاستفادة من الكيمياء الخاصة بين النجمين، ووضع أنيستون في دور الشخص الشرير المتسلط، ووضع باتمان في دور الضحية الذي يحاول الخروج من المأزق بأية طريقة حتى لو كانت خرقاء مضحكة، كما حدث في فيلم «Horrible Bosses»، الذي يحكي قصة ثلاثة موظفين يعانون من تسلط ثلاثة رؤساء في العمل، فيقررون قتلهم بطرق هزلية.

حاول المخرجان أيضًا غمس المشاهد في تفاصيل كثيرة معاصرة تمس حياته بشكل مباشر، بدءً من الأزمة الاقتصادية، مرورًا بتطبيقات «Uber» و«Tinder» واسعة الشهرة، وليس انتهاءً بالمعاملة العنصرية للمهاجرين.

ربط المخرجان العمل بشكل جيد عبر نسج عدة قصص متداخلة، منها محاولة كلاي إثبات نفسه أمام أخته، وعدم تفريط في الفرع الذي كان محببًا لأبيه الراحل، الذي طالما جمع الموظفين حوله، وأعطاهم شعورًا بأنهم أسرة واحدة, يفعل كلاي من أجل ذلك كل شيء ممكن، لدرجة أن يرتدي كلاي «بابا نويل»؛ ليرفه عن موظفيه بشكل عام، ولاسترضاء ديفيس بشكل أخص. أيضًا جوش المطلق حديثًا، والذي يعاني ماديًا, وأثر تهديد إغلاق الشركة على قراراته ومصيره. كذلك الموظفة المتفانية «تريسي» – الجميلة أوليفيا مان – التي تحاول الاستفادة من أفكارها التكنولوجية الخلاقة في إنقاذ الشركة ماليًا.

«اللوكيشن» سيكاجو

خرج المخرجان من مواقع التصوير الهوليوودية التقليدية في لوس أنجيلوس ونيويورك؛ ليصورا في مدينة شيكاغو، التي تحتل مركزًا مرموقًا في خارطة الثقافة والفنون الأمريكية.

وصورًا في مركز المدينة بالقرب من مجمع إداري ضخم، معروف بـ«Federal Plaza»، بكادرات واسعة لتمثال «الفلامينجو» الواقع وسط ساحة البلازا، كما ركزا على ليل شيكاغو وزينة الكريسماس المنتشرة في كل مكان، لتشيع أجواءً من البهجة.

المصدر: johnbatdorff.com

واعتمد الفيلم على كوميديا المواقف والمفارقات، مع استخدام محدود للعبارات واللقطات الخادشة، مقارنة بأفلام أخرى لموسم الكريسماس؛ ما يجعله مناسبًا للمشاهدة العائلية.

عرض التعليقات
تحميل المزيد